صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

أخطاء محاضرة "الاخ رشيد" عن المسيح – ( 1 )
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تكريم المسيح

في بداية محاضرته المنشورة في موقع اليوتيوب بعنوان (المسيح الذي لم اكن اعرفه) يذكر رشيد حمامي ("الاخ رشيد") ان تسمية سورة في القرآن الكريم بأسم (سورة مريم) لا يعتبر تكريماً لمريم العذراء (عليها السلام) لأن في القرآن هناك سورة البقرة والنمل والفيل والكافرون والمنافقون، فهي مجرد تسمية. وان إكرام المسيح يكون عبر الايمان به وحفظ وصاياه، معتبراً نفسه ممن قد عرف المسيح وحفظ وصاياه!! وهذا المسكين يظن، كما يظن البعض غيره أيضاً، ان تكريم مريم (عليها السلام) يأتي من تسمية السورة بأسمها فقط. متناسين المضامين العظيمة في سور القرآن الكريم المتعلقة بها (سلام الله عليها). فالاسلام هو اكثر الاديان تكريماً لها، والقرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي برأها من تهمة الزنى التي حاول اليهود وغيرهم الصاقها بها، وحاشاها. وحتى الأناجيل الأربعة لم تكرم مريم العذراء على النحو الصحيح، فنسبت لها ان لديها اولاد وبنات بالاضافة الى المسيح، أي انها تزوجت بعد انجابها المسيح[1]!! فالاسلام جاء بكتاب سماوي معجزة في نظمه يثبت انتمائه الى السماء وانه كلام الله سبحانه وتعالى، وهذا الكتاب المعجز حينما يشهد بطهارة مريم (عليها السلام) وحينئذٍ تخرس جميع الألسن. اما المسيحية فلم تورد دليل على براءة مريم عليها السلام من الزنى، وحتى الاناجيل الاربعة لا قيمة فعلية لتبرئتها مريم (عليها السلام) لأنها تبقى مجرد حكايات تراثية قديمة (اساطير)! وحتى قصة تكلم المسيح في المهد كمعجزة تدل على طهارتها والواردة في القرآن لم توردها الاناجيل الاربعة المسيحية!! فبدون القرآن السماوي المعجز، يصبح التصديق بولادة امراة لطفل بدون التلقيح من الذكر مجرد عبث، فالعلم يقف بالضد من هذه المزاعم، ولا يوجد عند المسيحيين اي دليل على صدق حمل مريم (عليها السلام) بدون رجل! هل رأيتم كيف كرّم الاسلام مريم العذراء (عليها السلام) أكثر من المسيحيين انفسهم الذين يغالون بها ويسميها بعضهم "أم الله"[2] تعالى عمّا يصفون، في مفارقة عجيبة أن تكون إنسانة مخلوقة اماً للخالق!!

وقد ناقشنا في مقال سابق تحت عنوان ("مسيح الاناجيل الأربعة" وصواب رفض اليهود له) العديد من الاشكالات التي تواجهها شخصية المسيح بحسب روايات الاناجيل الأربعة! وفي الحقيقة فإنَّ المقال المذكور آنفاً كان بالأصل فقرة واحدة في مقالنا هذا الذي نبين فيه اخطاء "الأخ رشيد"! وآثرنا فصله بمقال مستقل لأهمية ما ورد فيه. ولذلك فكل ما ورد فيه هو معلومات مكملة لمقالنا هذا وتبيِّن ان رشيد حمامي وبقية المسيحيين من مختلف المذاهب المسيحية الستة الكبرى المختلفة فيما بينها في عقيدتها المسيحية (الكاثوليكية، والآرثوذكسية البيزنطية، والآرثوذكسية الشرقية، والنساطرة، والبروتستانتية، وشهود يهوه) والتي تؤمن جميعها بنصوص العهد الجديد، لم يفهموا شخصية المسيح التي روتها الأناجيل فهماً دقيقاً كما ورد فيها! كما ان الاناجيل الأربعة لم تكن بالمستوى المطلوب لحفظ كرامة المسيح (عليه السلام) بل اظهرته بمظهر المقصر في التعريف بحقيقة شخصيته لليهود وللمجتمع ولا يبالي بهذا التقصير!! مما يعطي اليهود الحق في التصدي لرسالته ووأدها في مهدها!! هذا بحسب الأناجيل الأربعة، وإلا فحقيقة نبوة المسيح هي نبوة إسلامية مماثلة لنبوة موسى (عليه السلام) ونبوات يوسف ويعقوب (إسرائيل) وإسحاق وإسماعيل وإبراهيم الخليل ونوح وآدم (عليهم السلام).

نعم تكريم المسيح (عليه السلام) يكون عبر الايمان به ايماناً حقيقياً كما كان هو في الواقع لا وفق الصورة التي رسمها له بولس واتباعه من كتبة الاناجيل التي رسمت صورة مشوهة للمسيح[3]! واذا كان اكرام المسيح (عليه السلام) يتم عبر الايمان به فمعنى ذلك ان بولس الرسول مؤسس المسيحية لم يكرم المسيحية لأنه عاصر المسيح مدة حياته كلها وسمعه وهو يعظ ورأى المعجزات تجري على يديه من شفاء المرضى واحياء الموتى وطرد الشياطين بحسب روايات الاناجيل، ومع ذلك لم يؤمن به بل استمر في اضطهاد المؤمنين به لمدة ثلاث سنوات بعد رفع المسيح (عليه السلام) الى السماء. فبولس (شاول الطرسوسي) لم يكرم المسيح الذي رآه، بل أكرم المسيح الذي زرعه في ذهنه الصوت الذي سمعه والضوء الذي لمع في مخيلته فجأة وهو في طريقه الى دمشق لإضطهاد المؤمنين بالمسيح، لإضطهاد الذين اكرموا المسيح عبر الايمان به. بولس (شاول الطرسوسي) الذي آمن بنور ظهر له في مخيلته وصوت مجهول يخاطبه في الصحراء بأن المسيح رب وإله!! وهو نفسه يقول في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس (11: 13 و14): (لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة، فعلة ماكرون، مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح. ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور)! فهل ما قاله بولس الا وصف دقيق لما فعله هو نفسه حينما ادعى انه رسول المسيح وان ملاك النور ظهر له!! فهو هنا يصح عليه المثل القائل: رمتني بدائها وانسلّت! حيث يرمي الآخرين بعين ما فعله هو نفسه[4]!!

واستشهد رشيد حمامي ببداية محاضرته بما ورد في انجيل متى (16: 13-17): (ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا: «من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟» فقالوا: «قوم: يوحنا المعمدان، وآخرون: إيليا، وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء». قال لهم: «وأنتم، من تقولون إني أنا؟» فأجاب سمعان بطرس وقال: «أنت هو المسيح ابن الله الحي!». فأجاب يسوع وقال له: «طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات)... ويستمر النص بالقول: (وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات». حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح)!!

وهو من اسوأ ما يمكن ان يستشهد به مسيحي للدلالة على شخصية المسيح، فهذا النص يكشف عن ان الناس في زمن المسيح لم يكونوا يعرفون من هو، ولا هو كان حريصاً على إعلامهم من هو! ثم يطلب من تلاميذه ان لا يخبروا الناس انه هو المسيح، ثم بعد ذلك يتم الحكم على من لا يؤمن بالمسيح انه مطرود من ملكوت الله!! اعزائي المسيحيين لماذا لم يكشف المسيح عن نفسه من البداية، ولماذا كان يجري المعجزات بدون ان يطلب من الناس ايماناً بعقيدة محددة سوى التحذير من اقتراب ملكوت الله والدعوة الى التوبة، في ظل يهودية الناس التي هم عليها! فهل كان يجريها عبثاً أو لتثبيت يهوديتهم فيهم؟!! فهذا النص يظهر المسيح انه كان حريصاً على تجهيل الناس وتضليلهم بعدم اخبارهم شخصيته الحقيقية[5]!!؟

 

المسيح عبد الله

ثم ينتقل رشيد حمامي الى موضوع عبودية المسيح لله سبحانه ويصرّح انه اكتشف ان الصحيح ان الله نزل في صورة المسيح وان المسيح ليس مجرد عبد لله! وان قول المسلمين ان المسيح هو عبد الله خطأ! نعم المسيحيون يقولون بتأليه المسيح وإن كانوا مختلفين في طريقة ذلك بل مضطربين غاية الاضطراب ويخالفون انفسهم في كل مرّة، فتارة يقولون ان المسيح هو ابن الإله، وتارة يقولون انه الإله (الله) نفسه، وتارة يقولون انه الاقنوم الثاني من ثلاثة اقانيم تكون ذات الإله (الله) – سبحانه وتعالى عمّا يصفون – وان هذا الاقنوم الثاني له طبيعتان لاهوتية وناسوتية! وبعضهم يقول ان له طبيعة واحدة لاهوتية وناسوتية!! بينما الاقنومان الآخران (الاب والروح القدس) لهم طبيعة واحدة لاهوتية فقط! وان الذي تجسد وصُلب هو الاقنوم الثاني بطبيعته الناسوتية والذي لا تفارقه طبيعته اللاهوتية وانها ممتزجة معه!! وان المسيح الى جانب وظيفته اللاهوتية والناسوتية وظائف أخرى فهو لديه وظيفة نبوية ووظيفة كهنوتية ووظيفة ملكية! وهذه مواقع المسيحيين مليئة بهذه المزاعم!! ولكنهم يغضبون لأن الرومان كتبوا على الصليب (يسوع المسيح ملك اليهود)!! انتم تقولون ان له وظيفة ملكية فلماذا تغضبون من الرومان لكتابتهم هذه العبارة!! والمفاجأة الأخيرة ان العهد الجديد نفسه بلغاته اليونانية الاصلية يذكر وصف ان المسيح هو عبد الله!! ولكن بعض طبعات العهد الجديد الحديثة بمختلف اللغات تغيِّر ترجمة النص بحذف كلمة (عبد) واستبدالها بكلمة (فتى) أو (خادم)[6]!! والاناجيل نفسها تارة تسمي المسيح انه الله وتارة تقول انه ابن الله!! ورشيد حمامي مصدق بكل هذه التناقضات وترك الاسلام من اجلها!! ويرى انها الحق وان المسيح ليس مجرد عبدٍ لله!! مع ان الاسلام لم يقل ان المسيح مجرد عبدٍ لله بل قال انه عبد الله وانه نبي وآتاه الحكم والنبوة وهو صبي، وآتاه التوراة والانجيل، التوراة السماوية التي انزلها الله سبحانه وتعالى على موسى (عليه السلام) انزلها مرة اخرى على المسيح بالاضافة الى الانجيل السماوي، ولذلك كانت مهمة المسيح (عليه السلام) عظيمة واحتاج معها لهذا الكم الهائل من معجزات الشفاء واحياء الموتى وغيرها، فقد جاء المسيح ليحطم التراث اليهودي كله ويعيده لأصله التوحيدي النقي مع تخفيف بعض الاعباء التي كانوا قد تكلفوا بها.

حددوا لنا ايها المسيحيون بعد ان تتفقوا على وصف المسيح: هل المسيح هو الله ام ابن الله؟ هل المسيح وحده هو الإله ام هو جزء من الإله الى جانب الأب والروح القدس؟ ولماذا تصفه الاناجيل تارة بانه ابن الله وتارة بأنه الله نفسه!! وإذا اردنا ان نخطوا في الاسألة خطوة أبعد قليلاً فنطلب من المسيحيين ان يجيبونا: ما هو الدليل على ان للمسيح طبيعة واحدة لاهوتية وناسوتية او طبيعتان! وما الدليل على ان له مشيئة واحدة او مشيئتان؟ ولماذا ولد الأب (الأقنوم الأول) ابناً (الأقنوم الثاني) ولم يلد الأبن (الأقنوم الثاني) أبناً آخر؟! ولماذا لم يلد الأب ولداً آخر! ولماذا انبثق الروح القدس من الأب ولم يولد منه؟ وما هو الفرق بين الولادة والانبثاق[7]؟! ولماذا انبثق الروح القدس من الأب ولم ينبثق من الأبن؟ ولماذا ليس للأب لاهوت وناسوت كما هو للأبن ثم يدّعون انهما متساويان في الجوهر!!؟ وأيهما سبق الآخر، ولادة الابن من الأب ام انبثاق الروح القدس من الاب؟ لماذا اخفى الإله اقانيمه طيلة العهد القديم، وتحدث عن إله واحد فقط؟ ولماذا بقي الايمان ناقصاً لأجيال بشرية كثيرة جداً! وكيف يمكن للإله ان يحتاج مخلوقاته؟! فهو قد خلق خشبة الصليب ثم احتاج اليها ليصلب ويصبح لديه الحق في غفران خطايا المؤمنين به! وهو خلق جسداً بشرياً واحتاج اليه ليتجسد بشخصية المسيح! واحتاج مريم العذراء (عليها السلام) لتلده، وهي من مخلوقاته؟! فكيف يكون الإله فقيراً محتاجاً لمخلوقاته بخلاف إله الإسلام الغني عن العالمين وعن جميع مخلوقاته وعن كل شيء. ولماذا تجسد الاقنوم الثاني (الابن) بهيئة جنين ثم رضيع ثم نمى الى ان بلغ الشباب والثلاثين من عمره ثم بدأ يظهر شخصيته للناس، أكان يعجز عن أن يتجسد بهيئة بشر شاب منذ البداية[8]؟!! أهو عاجز الى هذه الدرجة!! وسؤال آخر: في سفر التكوين (1: 2): ورد فيه (روح الله) فهل الإله مركب من روح وشيء آخر ام انه روح مجردة؟!! وإذا كان الإله روح فكيف اصبح لجوهره ناسوت!! وإذا كان الإله روح فما هو الفرق بينه وبين اقنومه الثالث الروح القدس؟!!

هذه مجموعة من الاسألة، وهناك المزيد، فهل يتمكن المسيحي ان يجيب عنها بالأدلة النقلية أو العقلية؟ وطبعاً نقصد بالعقل القضايا الفطرية الراسخة فيه والتي لا يختلف عليها اثنان والتي تسمى أيضاً بالمنطق، ولا يقصد بالعقل مجرد الآراء الشخصية والاستحسانات الذهنية الشخصية. وأجوبة هذه الأسألة ربما تقود الى معرفة اوهام الأناجيل الأربعة التي رسمتها لشخصية المسيح (عليه السلام).

ويقول رشيد حمامي انه يتعلم الصورة الحقيقية للمسيح من الانجيل!! فأي اناجيل تلك التي ستكشف لنا عن حقيقة المسيح؟! هل الاناجيل الأربعة التي لا نعرف على وجه الدقة شخصية الذين كتبوها ومدى حفظهم وضبطهم لما يسمعونه وهل انهم يؤدون ما سمعوه بنفس الدقة! هل يقصد الاناجيل التي لا نعرف من الذي نسخها ولا درجة صلاحه للنسخ واتقانه، وهل تمت مراجعة النسخة الاصلية التي نسخ عنها ام لا! ولماذا في العالم آلاف النسخ من المخطوطات لكتب العهد الجديد ومن ضمنها الاناجيل وفيها اختلافات فيما بينها في مواضع مهمة! وفيها عبارات ونصوص دخيلة، وفيها تناقضات في بعض المواضع عما ورد في كتب العهد القديم!! هل تصلح هذه الاناجيل أن تكون حجة على الناس في الكشف عن حقيقة المسيح!!؟ ثم ان صورة المسيح في الاناجيل ينظرون اليها من خلال "نافذة بولس" لأن الذين كتبوا الأناجيل الأربعة هم من اتباع بولس والمروجين لأفكاره، فضلاً عن ان الأناجيل الأربعة كتبت بعد اكتمال رسائل بولس ودعوتة ومقتله. فصورة المسيح المذكورة في الأناجيل الأربعة هي التي نوهنا اليها آنفاً، وهي صورة مهزوزة من حيث الإنسانية والوظيفة النبوية!

ونجد رشيد حمامي في محاضرته يستشهد بما ورد في بداية انجيل يوحنا، ذلك النص المضطرب الذي يفتخرون به، تعالوا نقرا المكتوب فيه، وننقله من طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن (Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)) وفيها: (فِي البَدْءِ كانَ الكَلِمَةُ مَوْجُوداً، وَكانَ الكَلِمَةُ مَعَ اللهِ، وَكانَ الكَلِمَةُ هُوَ اللهَ. 2 كانَ الكَلِمَةُ مَعَ اللهِ فِي البَدْءِ. 3 بِهِ خُلِقَ كُلُّ شيءٍ، وَبِدُونِهِ لَمْ يُخلَقْ شَيءٌ مِمّا خُلِقَ. 4 فِيْهِ كانَتِ الحَياةُ. وَهَذِهِ الحَياةُ هِيَ الَّتِي جاءَتْ بِالنُّورِ لِلبَشَرِ. 5 يَسْطَعُ النُّورُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تَهزِمْهُ[9])!!

فالكلمة موجودة منذ البدء وكانت مع الله وهي الله وبها خلق الله كل شيء!! فكيف تكون مع الله وهي الله نفسه، وفي نفس الوقت!! ثم يعودون ليقولوا لنا ان المسيح هو فقط اقنوم ثاني في الذات الإلهية!! فهل الأب اي الاقنوم الاول هو الذي خلق الخلق بواسطة الاقنوم الثاني ام الاقانيم الثلاثة هي التي خلقته لأن ثلاثتها هي الإله؟!! متاهات متاهات متاهات!!! بل الادهى انهم يعلقون على كلمة (لم تهزمه) في هامش الصفحة فيقولون: (ﻳﻮﺣﻨﺎ 1:5 تهزمه. أو «تفهمه.»)[10]! أي ان المخطوطات القديمة بعضها ورد فيها كلمة (تهزمه) وبعضها كلمة (تفهمه)! أو ان الكلمة اليونانية المكتوبة فيها تحتمل الترجمتين!! والمقصود ان الظلمة لم تفهمه!!! هل هذا كلام مفهوم ؟!! هل الظلمة تفهم الاشياء[11]!!! وفي ترجمة مارتن لوثر الشهيرة أيضاً ترجمها (لم تفهمه)! حيث كتبها: (und die Finsternis hat's nicht begriffen)[12].

بل ان ما ورد في بداية الانجيل قوله (فِي البَدْءِ كانَ الكَلِمَةُ مَوْجُوداً) اي ان هناك (بداية)، بينما الله سبحانه وتعالى ازلي ليس له بداية ولا يوصف بالبداية، فإذا كان انجيل يوحنا فيه هذا الوصف فهو دليل على عدم ازلية المسيح أو ان انجيل يوحنا ليس وحياً إلهياً!! فلماذا إذن يلومون آريوس الذي كان يقول ان المسيح مخلوق وانه به خلق الله العالم كما قرأناه قبل قليل في يوحنا (1: 3): (بِهِ خُلِقَ كُلُّ شيءٍ)!! ثم يعادون آريوس واتباعه ويصفونهم بالهرطقة وهو لم يأت بغير ما جاء به انجيل يوحنا!! بينما في المزامير (90: 2) نقرأ: (من قبل ان تولد الجبال أو ابدأت الارض والمسكونة، منذ الازل الى الابد أنت الله). فوصفه بالازلية، لا بداية ولا نهاية. فيكون العهد القديم في هذه النقطة اكثر دقة من العهد الجديد او يعترفون بعدم ازلية المسيح كما هو حال الآريوسيين.

في موقع الانبا هيمانوت نقلوا كلام القمص تادرس يعقوب ملطي[13] في تفسيره لأنجيل يوحنا حيث قال: (يقول القديس أغسطينوس أن صديقه سمبليشيوس Simplicius أخبره بأن فيلسوفًا أفلاطونيًا قال بأن هذه العبارات التي جاءت في بداية إنجيل يوحنا تستحق أن تُكتب بحروفٍ من ذهبٍ.)[14]! هل تعرفون لماذا قال الفيلسوف الافلاطوني هذا الكلام؟ لأن الافلاطونيين يؤمنون بأن الإله صدر عنه صادر واحد ووحيد هو الصادر الاول، وهذا الصادر الاول والوحيد هو الذي خلق الكون وكل شيء، أي ان الإله بواسطته خلق الكون وكل شيء، فالصادر الاول هو الخالق!! وهي نفس النظرية الصوفية الغنوصية المنتشرة والتي اخترقت جميع الاديان. فعندما قرأ هذا الفيلسوف الافلاطوني في بداية انجيل يوحنا ان هناك بداية للكلمة وان الإله خلق بهذه الكلمة كل شيء اعجب بهذا الكلام لأنه يطابق فلسفته والتي اخذ منها آريوس عقيدته. وقد طرب القديس أغسطينوس لكلمات ذلك الفيلسوف الافلاطوني دون ان يعرف حقيقة مقصده[15]!!

ونكتة أخرى متعلقة بهذا النص في بداية انجيل يوحنا تكشف لنا عن تحريف في ترجمة النص، فقولهم: (وَكانَ الكَلِمَةُ هُوَ اللهَ) وفي ترجمات أخرى: (وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهُ)! كما في الترجمة الصادرة عن (Ketab El Hayat (NAV))[16]! في حين ان النص الأصلي يذكر: (وكان الكلمة إله) بدون (ال) التعريف!! فهو فقط إله وليس الإله! وقد كشف شهود يهوه هذا التحريف حينما ترجموا النص في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عنهم والمسماة (العالم الجديد) حيث جاء فيها في بداية انجيل يوحنا: (فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ،‏ وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ،‏ وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ إِلٰهًا)[17].‏ ونفس ترجمتهم باللغة الانجليزية نقرأها:

(In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was a god)[18].

اما ترجمة مارتن لوثر الالمانية فشيء مختلف حيث كتبها:

(Im Anfang war das Wort, und das Wort war bei Gott, und Gott war das Wort)[19].

أي: والإله كان الكلمة. بدلاً من: الكلمة كانت الإله!!

وفي ترجمة المانية اخرى كتبوها: (und das Wort war Gott selbst)[20]! أي: الكلمة كانت الإله نفسه!

فإنْ لم يكن المسيح عبدٌ لله فماذا يكون؟

يقول المسيحيون ان المسيح المخلِّص والفادي هو إنسان ورب وإله واقنوم ثاني، ثم اختلفوا فيما بينهم في طبيعة هذا الرب (الإنسان-الإله)، "الرب الأسطورة"! فقد وقعوا في حرج لأن المسيح كان إنساناً من جهة ولأن مزاعم بولس انه إله من جهة أخرى! ... فقالوا هو إذن إنسان وإله في شخص واحد! أي ان له طبيعة إنسانية ويسمونها ناسوت (وغفلوا انَّ الطبيعة الانسانية تكون فانية) وله أيضاً طبيعة إلهية ويسمونها لاهوت (وغفلوا انَّ الطبيعة الإلهية تكون أزلية)! وهنا كان احد خلافاتهم الدائمية[21] فبعضهم قالوا ان للمسيح طبيعتان متحدتان بلا امتزاج! طبيعة إنسانية (ناسوت) وطبيعة إلهية (لاهوت)، وبعضهم قال ان له طبيعة واحدة ناسوتية ولاهوتية وأيضاً متحدتان بلا امتزاج!!؟؟

فقالوا ان المسيح هو الابن الوحيد لله وهو في نفس الوقت الله نفسه! كما انه الاقنوم الثاني!! وايضاً هو انسان مكون من نفس وجسد (فله ناسوت)! وانه من حيث ألوهيته وُلِدَ من الأب قبل كل الدهور!! (أي أنَّ له لاهوت)!! وأنَّه وُلِدَ قبل 2000 سنة بحسب بشريته من مريم العذراء! وانه مساوٍ للأب من حيث الجوهر ومساوٍ للبشر من حيث بشريته! فقد صار اتحاد من طبيعتين، وهو اتحاد منزه عن أي اختلاط، وان مريم هي والدة الإله لأن الأقنوم الثاني الكلمة صار جسداً وانساناً منذ لحظة الحبل به[22]!!! وأن المسيح تام في الألوهية وتام في البشرية! فهو الله وإنسان في نفس الوقت!! وأنَّ له طبيعتان متحدتان "دون اختلاط ولا تحوّل ولا انقسام ولا انفصال" و"قد حُفظت سالمة جميع خصائص الطبيعتين اللتين اتحدتا في شخص واحد وأقنوم واحد. وهو لم ينقسم ولم ينفصل الى شخصين، بل واحد هو، وهو نفسه الابن الوحيد"[23]. وهذه هي عقيدة الايمان عند الكنائس الكاثوليكة والآرثوذكسية الخلقيدونية (الآرثوذكس البيزنطيين)، وايضاً عند البروتستانت.

وقالت الكنائس الآرثوذكسية غير الخلقيدونية، (الآرثوذكسية المشرقية)، وتشمل الكنائس الشرقية السريانية والارمنية والقبطية! قالوا إنَّ لشخص المسيح طبيعة واحدة تجمع جميع الصفات والخصائص الإنسانية والإلهية " بدون اختلاط ، وبدون امتزاج ، وبدون تغيير"! ورفضوا ان تكون له طبيعتان متحدتان[24]! وقالوا: "فالمولود من القديسة مريم إذن هو الاله المتجسد ، جوهر واحد ، شخص واحد ، أقنوم واحد ، طبيعة واحدة . أو قل هو طبيعة واحدة من طبيعتين ، وبعبارة أخرى يمكن أن نتكلم عن طبيعتين من قبل أن يتم الاتحاد ، أما بعد الاتحاد فهناك طبيعة واحدة لها صفات وخصائص الطبيعتين"[25]!!

لقد رفضوا ان يكون المسيح إنساناً كاملاً فقط ورفضوا أن يكون عبداً لله وحده لا شريك له، واقحموا أنفسهم في متاهات شيطانية فجمعوا في شخصه بين المتناقضات التي يستحيل اجتماعها، فقالوا عنه انه ناسوتي-لاهوتي أي فاني-أزلي! وجعلوا للإله جوهر وروح وثلاثة أقانيم!! أي إنَّه إله مركّب، وكل مركب لا يمكن ان يكون قديماً لإحتياج بعضه الى بعض في وجوده! وجعلوا بداية ناسوت المسيح ببداية حمل مريم العذراء، وبما انه اتحد باللاهوت فقد اصبح ناسوتاً ازلياً! فالذي مات على الصليب هو الناسوت واللاهوت معاً!! وتتصور هذه الكنائس ان القول بطبيعة واحدة للمسيح او طبيعتين يخرجهم من المأزق! فسواء قالوا ان للمسيح طبيعة واحدة أو طبيعتان فكلتاهما غير معقولة، وهم يتباهون بأن عقيدتهم المسيحية غير معقولة ولا يدركها العقل والمنطق!! يقولون: "ولكن كيف صار هذا الاتحاد ، أو كيف يكون لطبيعة السيد المسيح الواحدة صفات اللاهوت وصفات الناسوت معاً بدون اختلاط وبدون امتزاج وبدون تغيير، أو كيف يكون للسيد المسيح صفات الطبيعتين ولا تكون له الطبيعتان، هذا ما لا نعرفه!! إنه سر من الأسرار الالهية، لا يمكن أن نفهمه أو نعيه أو نحتويه في عقولنا. من هنا سمي في الاصطلاح الكنسي بسر التجسد الالهي. فنحن نؤمن بنوع من الاتحاد يفوق كل فهم بشري وكل تصور. قد تكون هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للعقل الفلسفي أو للعقل المادي، وقد يكون فيها تناقض، وقد يكون فيها ما يتعارض مع قوانين العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية. كل هذا قد يكون صحيحاً ، ولكننا نصدق ونؤمن بتجربة باطنية روحية صوفية عالية على كل منطق وعقل. أن هذا أمر ممكن ، ذلك لأن الله أراده ، وإذا أراد الله شيئاً فهو ممكن، وحتى لو كان هذا غير معقول للعقل فإنه معقول للعقل الروحاني الذي لا يعرف لقدرة الله حدوداً. وهذا هو (( الايمان الذي بلا فحص )) الذي يصرخ من أجله الكاهن القبطي في القداس الالهي"[26].

انظروا لعظمة الإسلام وتهاوي العقائد الباطلة، الاسلام الذي يدعوا الى التعبد بعقل وفهم ومعرفة، والمسيحية التي تدعوا للتعبد بإيمان لا يمكن تعقله!!؟ والغفلة التي هم فيها انهم يسمون المسيح "الكلمة- اللوغوس" فما هي فائدة "الكلمة" اذا كانت غير معقولة للبشر وغير مفهومة لهم!!!

في الاسلام، روى الشيخ الصدوق في أماليه عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال: (لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا اكملك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أثيب).

لقد غفل المسيحيون عن إنَّ الانسان الذي لا يتعبد بما يعقله يصبح كالمجنون الذي لا تكليف له! لأن الفرق بين العاقل والمجنون هو العقل الذي من خلاله يثيبُ اللهُ الإنسانَ ويحاسبه، فإذا كانت العقيدة الايمانية غير معقولة تساوى امامها العقلاء والمجانين!!

 

 


الهوامش:

 

[1] في انجيل مرقس (6: 3): (أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ)!!

[2] فضّل نسطور والنساطرة من بعده اطلاق لقب (ام المسيح) على مريم رافضين لقب "ام الإله"!! وكذلك طائفة البروتستانت ترفض وصف مريم بلقب (والدة الإله)!

[3] سنبين في مقالنا هذا جانب من الصورة المشوهة والقاتمة التي رسمتها الاناجيل للمسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وما سنستعرضه هنا من سلبيات في سيرة حياة المسيح فهو بناءاً على المعطيات الخاطئة التي قدمتها الاناجيل، اما حقيقة المسيح التي قدمها القرآن الكريم فهي حقيقة مختلفة تماماً فهو احد اعظم الانبياء الذين ارسلهم الله سبحانه وتعالى لخير البشر وقد بلّغ رسالته بأوضح واتمّ بيان.

[4] مما ذكرته في كتابي (حقائق إنجيلية) الألكتروني غير المطبوع، الفصل السادس: (نشوء عقيدة تأليّه المسيح)، ما نصّه: (إنّ هذه الحادثة وقعـت في الصحراء في بلاد العرب في طريق بولس من أورشليم إلى دمشق، وبعد مراجعتنا لمصادر التاريخ والتراث العربي وجدنا إن هناك ظاهرة تميزت بها الصحراء العربية وهي وجود الهواتف من الجن لمن يجتاز تلك الصحراء، وقد عقد المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب فصلا هـو (ذكر قول العرب في الهواتف والجان) قال فيه : (فأما الهواتف فقد كانت كثرت في العرب واتصلت بديارهم) إلى أن يقول: (ومن حكم الهواتف أن تهتف بصوت مسموع وجسم غير مرئي)[مروج الذهب – المجلد الثاني ص 160]. وهو كما ترى وصف مطابق لما مرّ على بولس في الصحراء إثناء ذهابه إلى دمشق.

نستنتج مما سبق إن حادثة الهاتف الذي سمعه بولس في طريقه إلى دمشق إنما هو صوت شيطاني أراد أن يُضِلّ بولس…. وقد نجح في ذلك. وهكذا يتضح الدور الرئيسي الذي لعبه إبليس والشياطين في تكوين عقيدة بولس ، والذي انطلى على الكثير من اتباعه إلى اليوم..مع الأسف……).

[5] راجع مقالنا المنشور بعنوان: ("مسيح الأناجيل الأربعة" وصواب رفض اليهود له).

[6] ذكرنا ذلك بصورة تفصيلية في مقالنا المنشور في موقع كتابات في الميزان عبر شبكة الانترنيت العالمية بعنوان: (الاخ رشيد واخطاؤه في محاضرته الانجيل الذي لم اكن اعرفه - (2)).

[7] بخصوص هذا السؤال: (ما هو الفرق بين الولادة والأنبثاق؟) سُئِل "البابا أثناسيوس الرسولي" هذا السؤال فقال: "لا أعرف، لأن الكتاب المقدس لم يوضح الفرق بين الولادة والانبثاق! أقول: إذا كانت العقيدة المسيحية تبشرنا بالغموض وبما لا دليل عليه وبما لا يقبله عقلنا، فكيف يطلبون منا الايمان؟!!!

[8] انفرد نسطور عن بقية الطوائف المسيحية بالقول ان المسيح هو انسان عادي وانه في لحظة معموديته حلَّ عليه اللاهوت، وبقي عليه الى لحظة صعوده الصليب ولذلك نادى على الصليب: (إلهي إلهي لماذا تركتني)!! ويعتقد ان المسيح نفسه مكون من شخصيتين أي اقنومين بطبيعتين منفصلتين بالاضافة الى اقنومي (الأب والروح القدس)! فيؤمن ان المسيح كان هو الله لمدة ثلاث سنوات فقط!! بينما بقية الطوائف المسيحية تقول ان المسيح لم يفارق لاهوته ناسوته ابداً!!؟ فهل مات لاهوت المسيح مع ناسوته على الصليب؟!!

[9] في ترجمات اخرى يكتبونها: لم تدركه!!

[10] عبر الرابط: https://bit.ly/2WYFCDT

[11] في احد المواقع المسيحية التي تشرح هذه العبارة يقولون: (ليس من السهل ترجمة الفعل اليوناني هنا. فالكلمة تحمل فكرة تمسك الشخص بشيء ما إلى أن يمتلكه وقد يعني ’تغلغل الفكرة بالرأس‘ وثم ’السيطرة على الشخص.‘ فالفعل الذي نناقشه هنا يعني ’الغلبة‘ وهو معنى نادر للغاية ولكنه المعنى المقصود هنا). وهذا التفسير يزيد الامر غموضاً!!

انظر الرابط: https://bit.ly/2ZZ30mm

[12] عبر الرابط: https://bit.ly/304rtHj

[13] في نفس الموضع يطلق القمص تادرس يعقوب ملطي على المسيح وصف: (الابن الوحيد الجنس)!! وينسبها ايضاً للقديس يوحنا الذهبي الفم!!؟

[14] موقع الأنبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة الآرثوذكسية القبطية، عبر الرابط: https://bit.ly/30MzBuT

[15] يقول نسطور مؤسس كنيسة النساطرة المسيحية: (إنني أفكر كثيرا في أفلوطين وفي مصر فأرى أن كثيرا من أصول الديانة أتت من هناك لا من هنا!!!)، انظر: موقع مجلة السريان، مقال بعنوان (النســاطرة ( او المذهب النسطوري المسيحي ))، عبر الرابط:

http://www.syriac-union.com/?p=347

ويعتبر افلوطين احد ابرز ممثلي الأفلاطونية المُحْدَثَة.

[16] عبر الرابط: https://bit.ly/2WVMZvI

[17] عبر الرابط: https://bit.ly/2OSFuRM

[18] عبر الرابط: https://bit.ly/3jBhQHP

[19] عبر الرابط: https://bit.ly/32Vspzi

[20] صادرة عن (Hoffnung für Alle (HOF))، عبر الرابط: https://bit.ly/3hFdTQz

[21] هناك خلاف آخر بين الكنائس المسيحية، فبعضها يقول ان المسيح من حيث انه إله فله مشيئة إلهية، ومن حيث انه إنسان فله مشيئة ناسوتية! فبعض الكنائس تقول ان له مشيئة واحدة (لاهوتية – ناسوتية)، وبعضها تقول ان له مشيئتان واحدة لاهوتية وأخرى ناسوتية!! فالكاثوليك يقولون للمسيح طبيعتين ومشيئتين، والمارونية يقولون للمسيح طبيعتين ولكن مشيئة واحدة! والآرثوذكسية غير الخلقيدونية "المشرقية" (الكنائس القبطية والسريان والارمن) يقولون للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة!!! اما الدليل فلا تسأل عليه، فهي مجرد آراء واستحسانات ذوقية وهمية لا دليل عليها!!!

[22] موقع (الكلمة) المسيحي، عبر الرابط: https://alkalema.net/tabi3a.htm

[23] المصدر السابق.

[24] تعليم كنيسة الاسكندرية فيما يختص بطبيعة السيد المسيح / وهيب عطا الله جرجس/ يونيو1961– ص16 و17.

[25] تعليم كنيسة الاسكندرية فيما يختص بطبيعة السيد المسيح / وهيب عطا الله جرجس / يونيو1961م – ص15.

[26] المصدر السابق – ص17 و18.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/04



كتابة تعليق لموضوع : أخطاء محاضرة "الاخ رشيد" عن المسيح – ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net