صفحة الكاتب : وداد فاخر

الحرب الناعمة .. وإشعال حرب شيعية شيعية بالعراق والمنطقة / 1
وداد فاخر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقدمة للحدث :

منذ ان جاء المجمع العسكري الأمريكي بشخصية غريبة الأطوار ، لا تملك أي تاريخ سياسي ، أو فكري مثل شخصية دونالد ترامب الذي تغلبت على شخصيته أكثر شخصية كارتونية للبط " Donald Dick " ، الذي يحوز شعبية ، وجماهيرية أكثر من رئيس يضع على رأسه عش عصفور أصفر ، ولكنه عاجز عن الطيران الصفة التي يتمتع بها العصفور الحر الصغير الذي لا  يأبه إثناء تحليقه في الأعالي لا لأمريكا ، ولا لطائراتها العملاقة .

لكن الأغرب من كل ما يصدر من تصرفات من هذا " الرئيس " الغريب الأطوار بكل شئ ، بريطانيا العجوز مملكة وحكومة ، التي تتبع بشكل " عمياوي " ، خطوات رجل متهور لا يعرف سوى إثارة المقابل إن كان فرد ، او دولة .

فبعد ان أحس المجمع العسكري الأمريكي ، بهول ما يحصل له جراء تحرشه بدولة يقف خلفها عملاق اقتصادي وحربي مثل الصين وهي كوريا الشمالية ، ولا أبالية ، وتحدي الرئيس الكوري الشمالي كيم اون جونغ ، تحول هذا الدونالد مرة أخرى نحو سوريا التي تقاتل من اجل تحرير أراضيها من براثن الإرهاب الوحشي الذي جاءت به للمنطقة أمريكا نفسها وبأموال عملائها الأقزام مثل قطر والإمارات والسعودية ، ودعم لوجستي تركي يطمح باعادة خرافة دولته العثمانية .

والسؤال المطروح على دول المنطقة العربية ، وأولها العراق " الإسلامي " التوجه قولا ، وليس فعلا ، كون النظام العراقي الموجود لا يمت لا  للإسلام ، ولا لشيعة علي المرتضى بأي صلة . والسؤال : ماذا فعلتم عند حصول العدوان الثلاثي من قبل التحالف الأمريكي البريطاني الفرنسي الأطلسي وذيلهم السعودي مع لواحقه من ذيول ، على سوريا البطلة والقوات الرديفة ومنها قوات مقاومة عراقية لا زالت تقاتل الإرهاب على الأرض السورية ؟؟؟!!!!!.

الحرب الكونية المشتعلة منذ غزو العراق :

ولان الحرب الكونية بدأت بدون شك منذ لحظة أن دنس بسطال اليانكي الأمريكي أرض العراق المقدسة في 19 آذار 2003 ، وما جرى بعد يوم 9 نيسان من نفس السنة بعد احتلال بغداد ، واستباحت بحربها كل شئ فيه ، وفتحت حدود العراق لكل من هب ودب من إرهابيين ولصوص للآثار ، والتراث الديني والشعبي ، خاصة ما يخص التراث التوراتي المحفوظ منذ قرون في ارض الرافدين .

ففي تلك اللحظة وبإصرار من الانفصاليين في شمال العراق المبتلي برؤوساء عشائر واحزاب صورية ، لم يجر النظر بإعادة تشكيل الجيش العراقي والشرطة والأمن ، وكل التشكيلات المسلحة ، وفق فترات زمنية لإحلال عناصر جديدة محل العناصر القديمة مع الحفاظ على هيكيلية الجيش والقوات الأمنية ، وبناء الجيش والقوات المسلحة من جديد بعيدا عن التحزب ، والفئوية ، والمذهبية ، والتعصب القومي ، بل جرى تهديم كامل لكل المنظومة الأمنية والعسكرية ، وإحلال الفوضى محل الأمن داخل وطن جريح خارج لتوه من ثلاث عقود ونصف من حكم فاشي دكتاتوري عنصري متخلف وحروب عبثية .

وجاءت امريكا بوكيلها في المنطقة ، وهو إرهاب القاعدة ، التي حولت إدارته من بعد ذلك ، لتشكيل جديد بديلا عن القاعدة ، وهو تنظيم " داعش الإرهابي " الدولي الذي خططت له إدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ، وشكلت له غرفة عمليات مركزية ، تقودها وتوجهها أقمار صناعية ، وغرف عمليات يقودها ضباط أركان أمريكان وبعض الدول الأوربية مثل إنكلترا وفرنسا ، وترك تنفيذ الأوامر لبقايا ضباط الحرس الجمهوري ، والحرس الخاص بصدام حسين بعد أن أطلقوا لحاهم بحجة كونهم قادة اسلاميين ، وتم تطعيمهم ببعض الوجوه الأجنبية والعربية ، لإضفاء صفة العالمية على التنظيم الإرهابي ووضع " قره قوز " مضحك ذو لحية نتنة ، كقائد صوري للتنظيم ، رغم انه لا يعدو كونه مؤذن لأحد الجوامع ، ولا يفهم لا في القيادة ولا في السياسة قيد أنملة ، وله أسلوب خطابي مضحك وممجوج ، يعود بسامعيه قرونا للوراء فيثير الأسى والملل بأسلوبه الأزهري الفج الممل ، أطلق عليه تسمية " أبو بكر البغدادي " لإثارة النعرات الطائفية من جهة ، ولإثارة الطرف المذهبي المشخص كطرف مضاد لجهة المذهبية التي كانت أمريكا تعزف على وترها الحساس ، رغم انه ليس أبا بكر ، ولا يمت لبغداد بصلة كونه شخص أبله وانطوائي كما قيل عنه من مدينة سامراء .

ولان بقية القصة معروفة ، فقد تمدد التنظيم الإرهابي نحو سوريا بشكل دراماتيكي سريع اثر تحرك رجعي ممول خليجيا باعتراف رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني ، في حديث سمي بـ " فلتت الصيدة " ، بعد أن تم صرف مبلغ 183 مليون دولار لتمويل العملية الإرهابية منذ العام 2011، كانت كافية لإعادة بناء دول عربية غارقة في الفقر والمرض والجوع .

عملية خلط الاوراق بعد تأسيس التنظيم الارهابي " داعش " :

وبدون أي شك فان الحرب الكونية الثالثة لا زالت مشتعلة ، وفق النظرية الاستعمارية لزعيمة الراسمالية العالمية الغارقة حتى اخمص قدميها في العدوان على الشعوب ، وتجييش الجيوش للعدوان على أي شعب تشعر ولو همسا انه خطر على مخططاتها المستقبلية في ابتزاز وتجويع الشعوب خاصة تلك الشعوب التي تملك خيرات ، وثروات عدة .

لذلك نراها تقود العدوان على الشعوب المعادية لنهجها العدواني ابتداء من طهران مرورا بالعراق فلبنان وسوريا واليمن بمعية عملائها التقليديين ، اسرائيل والسعودية ، وبعض من مشيخات الخليج التابعة ..

لكن هل نجحت امريكا بما خططت له من انواع متعددة من العدوان يقف على راسها الارهاب ، ووليدها السفاح " داعش " ؟ .. وبصراحة نجحت لبعض الوقت باستدراج البعض من المغرر بهم في المنطقة ، وخاصة من الطائفيين الذين شاهدوا بمرأى العين ما حصل للكثير منهم ، حيث هدمت مدنهم ، واستبيحت حرمهم ، وفقد الكثير املاكهم ، واموالهم ..

لذلك تحولوا الان للحرب المباشرة ، بواسطة الطائرات المسيرة ، في محاولة لاستمرارية الحرب الكونية الثالثة التي بداتها امريكا واعوانها ضد دول المنطقة ، سوريا والعراق واليمن ، اضافة للحصار الاقتصادي الجائر لايران .

مع اشعال الفتنة بالعراق بين أبناء المذهب الشيعي في وسط وجنوب العراق بحجج واهية وتحريض البعض على البعض الآخر من أبناء المدن الواحدة والوطن الواحد  ...

 

يتبع الجزء الثاني ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وداد فاخر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/09



كتابة تعليق لموضوع : الحرب الناعمة .. وإشعال حرب شيعية شيعية بالعراق والمنطقة / 1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net