صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

الإمارات العبرية والقدس
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل الأفكار التي تؤثر على العالم يكون مصدرها الدول العظمى، متحكمة بتوجيه العقل البشري، وهي ليست عشوائية او تلقائية بل تخضع لدراسات مختصة، لتعلم جيداً كيف تخلق فجوة مبهمة، بين المتهم وبين الضحية، لتكون أصابع الإتهام موجه دائماً بعيدا عنهم، لكنها مباشرة بإتجاه العدو الحقيقي للمتهم.

أكثر الشعوب عرضة لهذا التنويم المغناطيسي، هي تلك التي تأمل بأن تعيش حياة مستقلة، تسودها العدالة والتعاون والسلم بين الجميع، لذلك تكون سهلة الأنقياد تحت سلطة الأنظمة الشمولية وأنحرافاتها، التي تكون مهيئة أساساً لتهديم كل قواعد تطور المجتمع من القيم المثلى القدوة و الأسرة، لتخلق جيلا متهالكا على هيئة مواطنين، داخل دولة منهارة سياسيا، وبالتالي نقص الخدمات وضياع الحقوق وعدم وجود الأمن، يسهل على المتهم الأول أن يخلق أحتجاج، يرسمه الإعلام على أنه تظاهرات عارمة ضد الدولة، ويصور للعالم على أنها ثورة جياع ضد الإسلام السياسي، وعدم قدرته على قيادة النظام.

السؤال الأهم هل حقاً الإسلام السياسي لا يصلح لقيادة الحكم؟ أم أن المتهم الحقيقي يخلق هذا التظليل تجاه فئة معينة، لا يريد لها أن تكون مشاركة في السياسة؟

الحكم الإسلامي يختلف في تطبيقه بين أوطان الشرق الأوسط كالإمارات العربية، السعودية والبحرين، التي تعتمد الإسلام السني في الحكم، مع نظام الملوكية الذي تنتقل به السلطة بالوراثة، وأضطهاد للمكونات الدينية الأخرى في الشعب، وخاصة المكون الشيعي.. وعدم السماح بأن يكون لهم أي تمثيل في قرارات الدولة. "هي دكتاتورية من نوع آخر" أما الدول الجمهورية كالعراق ولبنان، فإنها تعتمد على نظام ديمقراطي، يتيح للجميع أن يكون له قدم مشاركة في منظومة إدارة الدولة، لكن الغريب أن الماكينات الإعلامية، لا تقترب من أنظمة الحكم في الأوطان التي تكون راضخه للكيان الصهيوني، وتعترف به دولة على حساب فلسطين المحتلة، كما يحدث في السعودية، البحرين والإمارات، لكنه دائماً ما يسارع إلى أن ينتقد بشدة، أنظمة الحكم التي يكون للشيعة دور فيها.. فلماذا الشيعة؟!

ما يحدث حقاً أن الإعلام يحرف الحقيقة من المتهم الأول إسرائيل إلى العدو الأول والأخير لهذا الكيان وهم الشيعة، هذا العداء الأزلي مازال ينبض في قلب الصهاينة خوفاً من الروافض، لذلك كلنا نعلم أن ما حدث من طائفية، وسيارات مفخخة إلى داعش، كلها بتخطيط صهيوني وتنفيذ أخوة العروبة..

كل ذلك لإفشال الديمقراطية في العراق، لأن نجاحها سيفتح أعين الشعوب القابعة تحت الدكتاتورية الملوكية في الخليج العربي ويهدد النظام فيها، إلا أن فجوة الإعلام نجحت نوعا ما في أن تخلق تغييبا لفكر الشباب العراقي الشيعي، فنجد أن بعضهم بدأ يطالب بأن نضع الأيادي مع إسرائيل، ونسير على خطى الجامعة العبرية بالتطبيع، فهم متناسين كل هذه الدماء وأجساد الأطفال التي سقطت لتقوم دولة الأحتلال، وآخرها أنفجار مرفأ بيروت..

  • بازار المصالح سيجر العديد من الدول إلى إعلان عمالتها وزواجها اللوطي من الكيان المغتصب، أما القدس فستكون في طي النسيان، وسيأتي الصباح الذي نجد في كل العرب هم مجرد خدم تحت أقدام حاخامات الكيان، عندها سيحققون نبؤتهم بأنهم شعب الله المختار، وأن العرب مجرد عبيد لديهم..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/23



كتابة تعليق لموضوع : الإمارات العبرية والقدس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net