صفحة الكاتب : كمال الموسوي

حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة السابعة ( العباس ابن علي)
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مذ كنت طفلا كثيرا ما كنت اراقب القمر، وكنت اعتقد انه العباس ابن علي عليهما السلام.. فهذا ما كنت اسمعه من خطباء المنابر في اشرطة التسجيلات الصوتية، حتى كنت حين اغمض عيني اراه نورا يشبه الى حد كبير نور القمر.. وكانت امي كثيرا ما تقص علينا بطولات ابو الفضل ع ، فترسخ هذا الرجل في داخلي عقيدة ولوحة مميزة جدا لا يمكن لاي كائن في الموجود ان يحل محلها.. انه العباس وحده لا شبيه له..

كان بأبي وامي هو اطروحة ابيه علي ابن ابي طالب ع لواقعة كربلاء.. والادخار العظيم لهذا الدور الكبير.. فلولا ابو الفضل ع لما اكتملت صورة كربلاء..! 
(ياعقيل اخطب لي امراة ولدتها فحول العرب لتلد لي ولدا ينصر اخاه الحسين ع في كربلاء)..! اي انه صلوات ربي عليه كان يعلم ان كربلاء لن تكتمل الا باستحداث شخصية العباس ع.. فولد هذا القمر من تلك المولودة من فحول الرجال وتربى في حجر الطهر زينب ع ونشأ بين الامامة والعصمة تحت ظل اهل الكساء ع..! فكبر العباس وقرر الحسين ان يعد جيشه ليخرج مصلحا في امة جده (ص) فأعد العباس ..! لان الحسين كان يعتقد واعتقاد المعصوم قرار..! ان العباس لوحده جيش ينتصر به في ساحة الحرب.. !
يا عم يا عباس ان العطش قتلني فهل لي بقليل من الماء .. يابنت اخي سكينة ساذهب الى الماء 
اطلب بروحي انت لهؤلاء الاطفال قليلا من الماء ( اي فدوه اروحلك) هكذا قالها ابوعبدالله لاخيه ابو الفضل ع.. فنزل اليهم يرتل اياته..
لا أرهب الموت إذا الموت رقى ..
حتى أوارى في المصاليت لقا..
نفسي لابن المصطفى الطهر وقا.. 
انى أنا العباس أغدو بالسقا..
ولا أخاف الشر يوم الملتقى..!
بهذه الصور نزل ابو الفضل الى ساحة المعركة حتى ظن الاعداء ان عليً قد نزل الى الحرب، كان يوم الحساب عليهم يقتلهم كيفما يشاء يطحن كأبيه حيدرة طحن الرحى.. كان برقا سماويا يخطف ارواحهم وكأن الله اعطاه خاصية قبض الارواح بحسب ما يرغب.. حتى وصل المشرعة، فأحس ببرد ماءها فتذكر عطش اخيه الحسين.. 
شلون اشرب وخوي حسين عطشان
سكنة والحرم واطفال رضعان..
واظن گلب العليل التهب نيران 
ريت الماي بعده لا حله ومر..! 
فرمى من يديه من طعمه كطعم الحياة وحمل قربته وتوجه الى العصمة ..!
اخذني في هذه اللحظات صوت الشهيد الشيخ عبد الزهرة الكعبي ورحت محلقا بمخيلتي على ذلك النهر " العلقمي"  لالتقط الصور لذلك القمر الهاشمي عن قرب.. فأنا لم اشاهد من قبل قمرا ينزل الى النهر ليقاتل بهذه الطريقة، ولم اشاهد من قبل قمرا يصيب عينه سهما واخرى يتجمد عليها الدم.. لقد رأيت القمر يضرب بعمود من حديد على رأسه الشريف ، ورأيت كفه اليمنى تقطع وكفه اليسرى تقطع، لقد رأيته يُطعن من كل جانب والدماء تسيل من كل مفاصله.. وسمعته يصرخ اخي يا حسين عليك مني السلام،، ورأيت الحسين ع جاءه بجسد تهاوت روحه الى حيث سقوط القمر..
ما اوجع قلبي هو الحسين ع.. حين سمعته يصرخ باعلى صوته ( الان انكسر ظهري ، الان شمت بي عدوي) رأيت الغربة والوحدة في صوته لكنه لم يكسر قط.. فكما قالها احدهم ( لم ارى مكثور قط اربط من جأشا) .. اخذني الوجع وانا التقط للحسين ع صورً.. وكيف يحاول بالف طريقة لملمة ما بقي من اخاه العباس ع كي يحمله الى الخيام كما حمل من قبله جميع الشهداء.. لكن العباس رفض ذلك.. !
يخوي حسين خليني بمچاني
يخويه واعدت سكنة تراني
بماي ومستحي منها ومگدر..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/28



كتابة تعليق لموضوع : حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة السابعة ( العباس ابن علي)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net