صفحة الكاتب : منار المهدي

لماذا أنتَظِر؟!
منار المهدي

عَرَضتْ إحدى الفضائيّات نَدوةً دينيّة لمُنظّرٍ مسيحيّ بعنوان "أخي هو الأمير".

كان يشرحُ للحاضرين قصّةَ النبيّ يوسف (عليه السّلام) ثم يُقارنُ بينه وبين النبي عيسى (عليه السّلام)، كانتْ أغلبُ نقاطِ المُقارنةِ غيرَ منطقيّةٍ مثلًا: "النبيُّ يوسفُ كان يلبسُ الملابسَ المُزَركشةَ المُزيّنةَ بالعديدِ من الألوانِ ومُقابل ذلك كان يسوعُ المسيحُ يتجوّلُ في العديدِ من المُدنِ ويقابلُ الكثيرَ من الناس!"

واستمَرَّ بالتنظير والكلام إلى أنْ وصلَ إلى النقطة الأخيرة التي دقّتْ ناقوسَ التّساؤل عندما قال:" لمّا عرفَ أبناءُ يَعقوبَ أنّ عزيزَ مِصْرَ هو أخوهُم يوسُفُ وخجِلوا من فعلتِهم معه، لم يُعاقبْهم يوسفُ برغمَ الأذى الذي ألحقوه به بل سامحَهم وكرّمَهم وجلبَهم من البدوِ إلى مصرَ، وأعطاهم الكثيرَ من الأراضي والأموال والذهب، وإذا قالَ لهم أحدٌ لماذا أخذتم هذه الأرضَ والأموالَ كانوا يقولون "لأنّ الأميرَ يوسفَ هو أخي"!

وكذلك يسوعُ عندَ عودتِه سينسى الأذى والآثام وسيُعطيكم الأموال والأراضي والكثير ولا يُمكنُ لأحدٍ أنْ يعترضَ عليكم؛ لأّنكُم أتباعُ يَسوع، لأنّ أباكم سيُصبِحُ هو الأمير!

وهنا تذكّرتُ أننا نُقارنُ الإمامَ صاحِبَ الزّمان (عليه السّلام) بالنبي يوسفَ (عليه السّلام) دائمًا، ونُسميّه يوسُفَ الزّهراء، مع ملاحظةِ أنَّ مقارنتَنا ليستْ من وحي خيالنا كما هو عند المسيحيين بل وردَ بروايةِ محمدٍ بن مسلم الثقفي عن الإمامِ الباقر (عليه السّلام): "وأمّا الشَّبَهُ فيهِ من يُوسفَ بن يعقوب (عليهما السّلام) فالغيبةُ عن خاصّتهِ وعامّته واختفاؤهُ عن إخوتهِ وإشكال أمرِهِ على أبيهِ يعقوب (عليهما السّلام) مع قُربِ المسافةِ بينه وبين أبيهِ وأهلهِ وشيعتهِ".

ليتَ شِعري هل ننتظرُ يوسُفنا كما ينتظرُ المسيحيّون مسيحَهُم؟

لأجلِ العطاء الدنيوي والأموالِ والأرض؟

هل يُغرينا ما نقرأه في الرّوايات عن الأمنِ والصِّحةِ ووافِر النِّعمةِ في زمنِ الظُّهور فندعو له بالفرج لأجلِ هذا؟!

هل نستمرُّ بأذيّةِ يوسُفنا ونقولُ: لا بأسَ سيغفرُ لنا ويسامحُنا كما فعلَ يوسف؟

هل ننتظرُه لأجلِ حاجاتِنا ومصالِحِنا الشخصيّة؟

فليسألْ كُلٌ منّا نفسه وبصِدقٍ ...

لماذا أنتظِر؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منار المهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/08



كتابة تعليق لموضوع : لماذا أنتَظِر؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net