صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 5 7 )
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المحور الرابع: الأسماء الحسنى "الجميلة"!

ذكرنا في الفقرة السابقة قول رشيد حمامي عن الأسماء الحسنى الاسلامية: {انها بحسب رأيه فيها أسماء جميلة مثل الرحمن والقدوس}! هذا الجمال نابع من جمال الروح الاسلامية وجمال الفكر الاسلامي، فأسما (الرحمن) و(القدّوس) لا مثيل لهما في اللغات الأخرى الحيّة. صحيح ان الترجمات العربية للكتاب المقدس تستعمل هذين الأسمين في وصف الله تبارك وتعالى، لكنها في الحقيقة اقتبست هذا الأسم من القرآن الكريم ومن الإسلام. فيجب على "الأخ رشيد" ان يشكر الاسلام لأنه زوّد الفكر الإنساني بهذين الإسمين الجميلين. فأما أسم (الرحمن) لم يرد مطلقاً في الكتاب المقدس، والذي ورد هو أسم (الرحيم) فقط، كما في سفر الخروج (34: 6): (فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب: الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء). وفي الثقافة المسيحية لا يعرفون الفرق بين (الرحمن) و(الرحيم)!

اما بخصوص أسم (القدّوس)، فيقول د. علاء عيد: (جاء في الكتاب المقدس قول الرب: "إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (لا٤٤:١١ و ١بط١٦:١). هكذا جاءت بالعبرية وغيرها من الترجمات، لكن اذا عدنا للنسخة اليونانية لا يوجد قدّوس وقديس. بل دائماً ترد الكلمة "قدّوس". فكما نقول: آجيوس آثيوس (قدوس الله)، كذلك نقول اجيوس جورجيوس (القدوس جورجيوس) عن القديس جورجيوس، وآجيا ماريا (القدوسة مريم). ذلك لأنه لا يوجد فرق باليونانية بين الكلمتين (قدوس وقديس))[1].

اما اسم (الودود) فلم يرد في الكتاب المقدس، والذي ورد هو أسم (المحب) كما في أشعياء (61: 8): (لاني انا الرب محب العدل[2] مبغض المختلس بالظلم. واجعل اجرتهم امينة واقطع لهم عهدا ابدياً).

وفي اشعياء (63: 9): (في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورافته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الايام القديمة).

وفي ارميا (31: 3): (تراءى لي الرب من بعيد: ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة).

وفي هوشع (3: 1): (وقال الرب لي: «اذهب أيضا أحبب امرأة حبيبة صاحب وزانية، كمحبة الرب لبني إسرائيل وهم ملتفتون إلى آلهة أخرى ومحبون لأقراص الزبيب»).

وفي صفنيا (3: 17): (الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص. يبتهج بك فرحا. يسكت في محبته. يبتهج بك بترنم).

 

وأيضاً اسم (المهيمن) لم يرد في الكتاب المقدس! وقد حاولت بعض الترجمات العربية للكتاب المقدس استخدام اسم (المهيمن) فأدخلته على نص سفر عزرا (5: 1)، وهو في ترجمة سميث-فاندايك: (فتنبأ النبيان حجي النبي وزكريا بن عدو لليهود الذين في يهوذا وأورشليم باسم إله إسرائيل عليهم)، فيحشرون اسم (المهيمن) ويصبح النص هكذا: (إله إسرائيل المهيمن عليهم)! وغالبية ترجمات الكتاب المقدس تترجم النص بنفس طريقة ترجمة سميث وفاندايك 1865م، ولكن وجدت كتاب (التفسير التطبيقي للكتاب المقدس) يحشر أسم (المهيمن) في النص! وكذلك ترجمة الكتاب المقدس المسماة (كتاب الحياة) ورمزها (NAV) تفعل ذلك أيضاً! بينما في الترجمة العربية المسماة (الكتاب الشريف) ترجموا النص هكذا: (إله إسرائيل المُتَسلِّط عليهم)! وفي ترجمة لوثر الالمانية 1545م كتبوها هكذا: (im Namen des Gottes Israels) أي (بأسم إله إسرائيل)! وفي ترجمة الملك جيمس الانجليزية (in the name of the God of Israel, even unto them) أي (بأسم إله إسرائيل عليهم)! ونفس الترجمة في طبعة جنيف (GNV) الانجليزية 1599م!

ونفس الامر بخصوص ما ورد في سفر ايوب (34: 29)، ففي ترجمة سميث وفاندايك 1865م واغلب الترجمات العربية، النص هو: (إذا هو سكن، فمن يشغب؟ وإذا حجب وجهه، فمن يراه سواء كان على أمة أو على إنسان؟). بينما في ترجمة الكتاب المقدس (كتاب الحياة) ورمزها (NAV) كتبوها: (فإن هيمن بسكينته فمن يدينه)! ونفس الترجمة في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس!!

فتلك الطبعات العربية التي تحشر أسم (المهيمن) في النص تحاول تجميل النص بالاستفادة من النصوص الاسلامية! أرأيت يا رشيد حمامي كيف ان نصوص الكتاب المقدس تتجمَّل باستخدام الألفاظ القرآنية!

 

اما اسم (الجليل) فورد كصفة في سفر التثنية (28: 58) بحسب ترجمة سميث وفاندايك 1865م : (إن لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس المكتوبة في هذا السفر، لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب، الرب إلهك)، فهو يصف أسم الله بصفة (الجليل)، ولا يصف الذات الإلهية المقدسة! وأيضاً في سفر الأخبار الأول (29: 13): (والان يا الهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل). اما ترجمة الآباء الدومينيكان فنقرأ فيها بخصوص الثنية (28: 58): (وتخف هذا الأسم المجيد المرهوب. وهو الرب إلهك). وفي سفر أخبار الأيام الأول (29: 13): (والآن يا إلهنا نحمدك ونسبّح اسمك المجيد). وايضاً في ترجمة فارس الشدياق 1857م وترجمة اليسوعيين 1897م استخدمتا في التثنية (28: 58): (الاسم المجيد الرهيب)، وفي الأخبار الاول (29: 13): (فالآن يا إلهنا نشكرك ونحمد اسمك المجيد) و(فالآن يا إلهنا نعترف لك ونسبح اسمك المجيد) على التوالي. وفي الترجمة اللندنية بنفقة ريتشارد واطس 1833م نقرأ في التثنية (28: 58): (وتخف اسمه المجيد المرهوب). ونقرأ في اخبار الأيام الأول (29: 13): (والان يا إلهنا شاكرين نحن لك ومبجلين اسم افتخارك)، فحتى لفظ (مجيد) لم يستعملها في هذا النص! إذن ليس هناك وجود حقيقي لأسم الجليل في الكتاب المقدس، وحتى استعمال أسم (المجيد) فيه نظر! فمثلاً نقرأ في الترجمة اللندنية 1833م آنفاً في سفر الأحبار (اللاويين) (19: 24) نقرأ: (وفي السنة الرابعة تكون جميع ثمرتها لقدس الرب ومجده)، وفي ترجمة فارس الشدياق: (وفي السنة الرابعة يكون ثمره كلّه مقدساً تحميداً لله)، وفي ترجمة بولس باسيم: (وفي السنة الرابعة يكون ثمرهُ قدس ابتهاج للرب)، بينما في ترجمة سميث وفاندايك 1865م وترجمة الآباء الدومينيكان 1875م: (وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسا لتمجيد الرب). وفي ترجمة اغناطيوس زيادة 1876م ايضاً: (جميع ثمره قدساً لتمجيد الرب).

 

واما اسم (الباريء) فهو من الأسماء القرآنية التي حاولت الترجمات العربية استخدامه، فنجدهم يحشرونه في الرسالة الى العبرانيين (11: 10) حيث كتبته ترجمة سميث وفاندايك 1865م: (لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله)! وكذلك في ترجمة اليسوعيين 1897م: (ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها)! بينما في ترجمة الكتاب المقدس (كتاب الحياة) ورمزها (NAV) كتبوها: (فإنه كان ينتظر الانتقال الى المدينة السماوية ذات الاسس الثابتة، التي مهندسها وبانيها هو الله). وفي الكتاب المقدس (بولس باسيم): (ينتظر المدينة ذات الاسس والله مهندسها وبانيها). وفي الكتاب المقدس للآباء الدومينيكان: (لأنه كان يرجو المدينة ذات الاساسات التي الله صانعها وعاملها). وفي الكتاب المقدس (طبعة لندن على نفقة ريتشارد واطس 1833م): (لأنه كان يرجو مدينة ذات أساس الله بانيها وصانعها). وفي ترجمة الكتاب المقدس (فارس الشدياق 1857م): (ذات الأسس التي الله بانيها وصانعها).

وبنفس الطريقة يستعملون اسم (السميع) في بعض الترجمات العربية لتجميل نصوص الكتاب المقدس، والا فترجمة الكلمة هي (المستمع)، كما ورد في ترجمة الكتاب المقدس لليسوعيين 1897م لنص المزامير (64: 3): (اليك يا مستمع الصلاة يقبل كل بشر). وفي الترجمة اللندنية بنفقة ريتشارد واطس 1833م: (استمع صلاتي لأنه إليك يأتي كل بشر). وفي طبعة الكتاب المقدس (بولس باسيم 1988م)[3]: (إليك يا مستمع الصلاة مسار كل بشر). وفي طبعة الآباء الدومينيكان 1875م: (يا سامع الصلوة إليك يأتي كل بشر). وفي طبعة الكتاب الشريف 2007م (65: 2): (يا سامع الصلاة إليك يأتي كل إنسان). وفي طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة 1876م)[4]: (إليك يا مستمع الصلاة يقبل كل بشر). وفي ترجمة سميث وفاندايك 1865م: (65: 2): (يا سامع الصلاة، إليك يأتي كل بشر). بينما في ترجمة فارس الشدياق 1857م: (واليك يا سميع الدعاء يأتي كل بشر)!

وايضاً استخدموا أسم (البصير)، ففي سفر المكابيين الثاني (9: 5) جاء النص في ترجمة الكتاب المقدس للآباء الدومينيكان 1875م: (ولكن الرب إله إسرائيل الذي يبصر كل شيء). بينما في طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة 1876م) كتبوها: (لكن الرب إله إسرائيل البصير بكل شيء)! وكذلك ترجمته طبعة اليسوعيين 1897م!

وبخصوص أسمه تعالى: (القدير)، نقرأ في مقدمة احدى طبعات الكتاب المقدس: (أمّا كلمة "صباؤوت" التي تعني "الجنود" أو "القوات" أو "الأكوان"، فرأت اللجنة أنه من الأفضل أن تعود الى الترجمة السبعينية اليونانية، فترجمتها "القدير" مفضّلة بهذه الترجمة المعنى المقصود على المعنى الحرفي)[5]. وبلا شك فأن المعنى العربي للكلمة في التوراة السبعينية اليونانية التي اشاروا اليها هو معنى المقتدر او ذو القدرة، ولكنهم استفادوا من الاستعمال القرآني العربي للكلمة واستعاروا لفظ (القدير) لإضفاء المزيد من الجمالية على النص! ومثال ذلك ما ورد في سفر التكوين (17: 1) حيث اغلب الترجمات العربية الحديثة او جميعها تكتبها: (ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لأبرام وقال له: أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملا)، بينما في الترجمة اللندنية العربية سنة 1833م نقرأ النص هكذا: (ولما صار ابرام ابن تسعة وتسعين سنة ترايا له الرب وقال له: انا الله ضابط الكل فسرّ امامي وكن تاماً). وفي نسخة عربية للتوراة تعود لسنة 1622م كتبوا النص: (وكان ابرم ابن تسع وتسعين سنة وتجلى الله لابرم وقال له انا الطايق الكافي امش في طاعتي وكن كاملاً). بل نجد في الترجمة العربية للتوراة السبعينية اليونانية بحسب ترجمة د. خالد جورح اليازجي والتي وصفها بانها ترجمة حرفية، بقوله: (سنوضح للقاريء بعضاً من المعايير والأسس التي اعتمدناها في ترجمتنا هذه. المعيار الاول هو الأمانة لنص السبعينية اليوناني، ترجمة قياسية معيارية، بمعنى أن الترجمة عن اليونانية هي كلمة كلمة، دون زيادة ولا نقصان. مع محاولة الإلتزام أيضاً بترتيب الكلمات في الجملة، لكن هذا الأمر الأخير يكاد يستحيل في بعض الأحيان، لذلك اضطررنا أحياناً الى تقديم او تأخير بعض الكلمات حتى يبقى النص العربي واضحاً ومتيناً مع التنويه أنه في بعض الأحيان لا يمكن ترجمة كلمة معينة إلا بأكثر من كلمة حتى تستوفي المعنى الصحيح)[6]. وفي هذه الترجمة لم يرد لفظ القدير على الاطلاق، وكتب النص في سفر التكوين (17: 1) هكذا: (وصار أبرام ابن تسع وتسعين سنة، وتراءى الربُّ لأبرام وقال له: انا هو إلهك، كن مرضيّاً أمامي وصِر بلا لوم)!

ولنقرأ أيضاً ما ورد في انجيل لوقا (1: 49) القول المنسوب لمريم العذراء (عليها السلام) بحسب ترجمة سميث-فاندايك: (لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس)، نقرأها في النسخة اللندنية 1833م هكذا: (لانه صنع بي القوي عظايم وقدوس اسمه). فاستبدلوا اللفظ الذي يدل على (القوي) بلفظ (القدير) في اغلب الطبعات العربية الحديثة!!

وفي سفر المكابيين الثاني (7: 35) نقرأ في طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة): (لأنك لم تنج من دينونة الله القدير الرقيب)! وهي نفس ترجمة طبعة الكتاب المقدس (اليسوعيين 1897م)[7]، بينما نقرأها في طبعة صادرة عن كنيسة السيدة العذراء في الاسكندرية: (لأنك أين تنفلت من قضاء الإله الضابط الكل والرقيب على الكل)[8]. فأسم (القدير) ترجمته الحرفية (الضابط الكل)! ليس هذا فحسب بل إنَّ أسم (الرقيب) ترجمته الحرفية: (الذي يرى كل شيء)! بحسب ترجمة طبعة (الاسفار القانونية الثانية): (لأنك لن تفلت من يد الله القدير الذي يرى كلَّ شيء)[9].

وهكذا نرى كيف انهم في الترجمات الحديثة استعملوا اللفظ القرآني (القدير) و(الرقيب) لإضفاء الجمالية على النص!

 

وأيضاً أسم (المتعالي) نقرأ نحميا (9: 5) في سميث-فاندايك: (قوموا باركوا الرب إلهكم من الأزل إلى الأبد، وليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة وتسبيح). بينما نقرأه في طبعة الكتاب المقدس (طبعةSARAH HODGSON 1811م): (فقالوا لهم قوموا باركوا الله الهكم من الدهر والي الدهر تبارك اسم وقارك ومرفوع علي كل البركات والتسابيح).

وكذلك نقرأ في المزامير (83: 18)[10] الترجمة اليسوعية وترجمة الكتاب المقدس (بولس باسيم): (فيعلموا أنك أنت وحدك اسمك الرب المُتعالي على الأرض كلها). وفي ترجمة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة): (اسمك الرب المُتعالي على جميع الارض). وفي الكتاب المقدس ترجمة الآباء الدومينيكان: (ويعلموا ان اسمك الرب. وانت وحدك العالي على كل الارض). وفي ترجمة سميث-فاندايك: (ويعلموا أنك اسمك يهوه وحدك، العلي على كل الأرض)! وفي الكتاب المقدس (طبعةSARAH HODGSON 1811م): (وليعلموا ان الرب هو اسمك وأنت وحدك العالي علي جميع الأرض). فاستخدموا أسم (المتعالي) القرآني لتجميل نص الكتاب المقدس!!

 

ولو تتبعنا باقي الأسماء الحسنى القرآنية التي ورد لها لفظ في الكتاب المقدس لوجدنا نفس الامر في اغلبها، حيث تأثرهم بالبلاغة القرآنية وجماليتها واضح، اثناء ترجمة كتابهم المقدس الى اللغة العربية.

فالبلاغة القرآنية التي استخدمت أسماء (السميع) و(البصير) و(الباريء) و(الجليل) و(المهيمن) و(المجيد) (والقدير) في القرآن الكريم هي إلهية المصدر، ولا يمكن لمترجم أن يقول أنه يستخدم نفس الأسم في الترجمة لنواحي بلاغية أيضاً لكون المترجم لا يتلقى الوحي، ولا يعرف انه في الموضع الذي يترجمه هل من المناسب ان يستخدم هذه الألفاظ القرآنية في "الوحي" أو النص المقدس الذي يترجمه أم لا!؟ وإذا كان يرى ان هذه الألفاظ القرآنية هي قمة البلاغة التي يجب ان يترجم لها الكتاب المقدس فهو اعتراف بحيازة القرآن الكريم قمة البلاغة العربية، وهو اعتراف بمحاولتهم محاكاة بلاغة القرآن الكريم للنهوض بقيمة النص الديني الذي يترجمونه. فقيمة النص الديني للكتاب المقدس ترتفع عندهم باستخدام التعابير الاسلامية والمصطلحات والأسماء التي وردت في القرآن الكريم. فما اعظم الاسلام الذي خضع له الجميع من حيث لا يشعرون.

إذن هناك عدّة اسماء حسنى وردت في القرآن الكريم وهي من الأسماء "الجميلة" ولكن لم يرد مثلها في الكتاب المقدس، منها: (الجميل)، (الكريم)، (التوّاب)، (الرحمن)، (المهيمن)، (المجيد)، (القدير)، وغيرها.

 

تجميل التراث المسيحي!

وليس موضوع تأثر الترجمات العربية للكتاب المقدس بالبلاغة القرآنية بخصوص حشر (الأسماء الحسنى) القرآنية في الكتاب المقدس المسيحي، هو الوحيد الملفت للنظر. بل هناك تأثر عام بعموم التراث الإسلامي في ترجمات الكتاب المقدس الى اللغة العربية، في سعي منهم لتجميل النص الذي يستعملونه في الكتاب المقدس! ونستعرض الان أهم مواضع تأثر الترجمات العربية للكتاب المقدس بألفاظ القران الكريم.

1. استعمال لفظ الجلالة (( الله )) :

استعملت الترجمات العربية للكتاب المقدس لفظ الجلالة (( الله )) أسماً للأله الذي يعبدوه أقتباساً من أسم اله المسلمين جلَّ شانه حيث ان اسفار الكتاب المقدس باللغات القديمة التي كتب بها وهي العبرية بالنسبة للعهد القديم واليونانية بالنسبة للعهد الجديد لاتعرف هذا اللفظ (( الله ))، وقد ورد اسم اله الكتاب المقدس في سفر الخروج ( 3:6 ) ولفظه : "يهوه" وفي اللغة الانجليزية يكتبوهJEHOVAH فهذا هو اسم اله المسيحيين الا انهم استعاضوا عن استعمال اسم يهوه بأسم (( الله )) الذي يؤمن به المسلمون. ومن دلائل هذه المسألة انهم في اللغة الانجليزية يستعملون كلمة GOD ـ وتعني بالعربيـة " إله " ـ في المواضع التـي يستعملون فيها اسـم (( الله )) لانهم لايجدون هذا الاسم حين يترجمون الكتاب المقدس من اللغات القديمة الى اللغات الحية الاخرى غير العربية، وقد وجدنا في طبعة الكتاب المقدس ( أغناطيوس زيادة ) انهم يستعملون أسم (يهوه) في المقدمات التي يكتبونها للاسفار غير انهم يستعملون أسم ( الله ) في متون الاسفار[11] !

 

2. استعمال صيغ التقديس للفظ الجلالة :

مثل استعمال الصيغة " جل جلاله "[12] و " تبارك اسمه "[13]و" الله سبحانه "[14]، وغيرها من المصطلحات المتأثرة بالفكر الاسلامي، وهذه الصيغ وان لم تدخل في متن الكتاب المقدس الا ان علماء المسيحية يستعملونها كثيراً في كتاباتهم وشروحهم للكتاب المقدس.

 

 

3. استعمال كلمة "آية" :

حيث وردت كلمة "آية" في القران الكريم وهي تطلق على الجملة القرآنية بإعتبار إعجاز النظم القرآني، ومجموع الجمل (الآيات) يكوّن السورة في القران الكريم، وبعض الطبعات العربية للكتاب المقدس[15] اخذت تستعمل هذا المصطلح في وصف الجمل في فصول اسفار الكتاب المقدس لاضفاء بعض القدسية والجمالية عليه.

 

4. استعمال مصطلح "جهنم" :

حيث استعملوا كلمة "جهنم" الوارد ذكرها في القران الكريم بدل كلمة الجحيم الواردة في اللغات القديمة، وفي اللغة الانجليزية استعملوا كلمة HELL وتعني الجحيم في نفس المواضع في الكتاب المقدس. والقديس اغناطيوس الانطاكي استعمل تعبير(النار التي لا تنطفي)[16].

 

5. استعمال صيغة "الرحمن الرحيم" :

وهي من الصيغ القرانية البلاغية التي استعملتها بعض طبعات الكتاب المقدس في رسالة يعقوب (5: 11)، وابرزها طبعة العهد الجديد ( بولس باسيم ) كذلك طبعة الكتاب المقدس (الكتاب الشريف)، في حين ان طبعة الكتاب المقدس (دار الكتاب المقدس) استعملت في نفس الموضع التعبير "كثير الرحمة ورؤوف"، وطبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) استعملت التعبير "متحنن جداً ورؤوف"، وطبعة العهد الجديد (روفائيل الاول بيداويد): "رؤوف رحيم"، وطبعة كتاب الحياة: "كثير الرحمة والشفقة"، وطبعة العهد الجديد (1737م) استعملت: "ان الرب هو جزيل التحنن ورؤوف"، وفي العهد الجديد (الترجمة العربية المبسطة): "لأن الرب رحيم ومحب".

 

6. استعمال صيغة "المسيح الدجال" :

تأثرت بعض الطبعات الحديثة للكتاب المقدس بالفكرة الاسلامية القائلة بظهور المسيح الدجال في آخر الزمان، وقد ورد في العهد الجديد في مواضع عديدة[17] ان هناك شخصاً يظهر بعد المسيح اطلقوا عليه اسم "ضد المسيح" وفي طبعة نسخة الملك جيمس اسموه "ANTICHRIST"، الا ان طبعات اخرى باللغة العربية، منها: طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) وطبعة الكتاب المقدس (كتاب الحياة) وطـبعة العهد الجديـد (روفائيل الاول بيداويد) وطـبعة العهـد الجديـد (بولس باسيم)، استعارت التسمية الاسلامية "المسيح الدجال" واخذت تكتبها بدلاً من "ضد المسيح".

 

7. استعمال صيغ الأسماء الحسنى القرآنية. وقد شرحنا آنفاً تفاصيل ذلك.

 

هذه نماذج من تأثر المسيحيين بالتراث الاسلامي وبالقرآن الكريم خصوصاً في ترجمتهم للكتاب المقدس في طبعاته الحديثة، من اجل إضفاء بعض الجمالية على نصوصه!! فيا رشيد حمامي إنَّ الجمال البلاغي واللغوي وجمال المعنى يكمن في القرآن الكريم، فلا تحاول سلب ذلك منه وتغطي على ما يسود الطبعات العربية للكتاب المقدس من تأثر بالفكر الاسلامي والقرآن الكريم خصوصاً.

 

نزول الله الى السماء الاولى!

ويقول رشيد حمامي: {ولذلك في الاسلام ادنى مكان يمكن ان ينزل اليه الله هو في الثلث الاخير من الليل! فلازم تبقى سهران تصلي الليل كله الى ان يصل الثلث الأخير من الليل لينزل الله في الثلث الاخير الى السماء الاولى لأن في الاسلام سبع سماوات! هذا اقرب مكان يمكن ان ينزل اليه الله}!!

ويقول: {وفي الصلاة لازم نسجد تحت لكي نكون في ابعد مكان عن الله لأنه يزيد مجده! عكس الفكر المسيحي، ويكون منخارك على الارض ويقول الحديث اقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد! هذه ماساة ان يكون ربنا بالبعد هذا}!

هنا نجد عدم فهم لخليط من القضايا الإشكالية، الاولى قضية الادعاء بنزول الله هل يتحقق بشأنه تعالى! والثاني معنى نزول الله سبحانه في الثلث الأخير من الليل وآثار ذلك. والثالثة هل هناك اقرب مكان يمكن ان يصل اليه الله تعالى كما ادعى "الأخ رشيد"!! والرابعة ما هو عدد السموات في المسيحية؟ والخامسة هل السجود هو قرب ام بعد من الله تبارك وتعالى؟ والسادسة هل يوجد في المسيحية سجود؟ والآن نبدأ بتفصيل هذه القضايا الإشكالية.

فأما الأشكال الأول القول بنزول الله تبارك وتعالى، فقد ورد في التوراة، سفر العدد (11: 16 و17): (فقال الرب لموسى: «اجمع إلي سبعين رجلا من شيوخ إسرائيل الذين تعلم أنهم شيوخ الشعب وعرفاؤه، وأقبل بهم إلى خيمة الاجتماع فيقفوا هناك معك فأنزل أنا وأتكلم معك هناك). وفي (11: 25): (فنزل الرب في سحابة وتكلم معه).

نعم ورد في بعض الأحاديث عند بعض المسلمين ذلك وبغض النظر عن اعتبار او ضعف تلك الروايات، فالذي يدل عليه العقلُ والبديهياتُ التي وضعها اللهُ تبارك وتعالى فيه ان الله سبحانه موجود ولا مكان، وهو سبحانه قد خلق المكان، ولا يخلو منه مكان. كما ان الله تعالى ليس في جهة لكي يتحرك ليصل الى جهة اخرى ولا في مكان لكي يتحرك او ينزل ليصل الى مكان آخر. هذا كله من اوهام الشيطان وضعف الاستدلال العقلي عند بعض المسلمين والمسيحيين.

واما الأشكال الثاني حول معنى نزول الله سبحانه، فالمقصود هو نزول رحمته سبحانه وتعالى ومغفرته للمستغفرين في تلك الساعات المباركة، اي ساعات الثلث الخير من الليل، وهي ساعات يغفل عموم الناس عن سهرها او الاستيقاظ فيها وإحيائها لكي يسبّحوا الله تبارك وتعالى ويستغفروه.

واما الأشكال الثالث حول اقرب مكان يمكن أن يصل اليه الله سبحانه حسب ادعاء رشيد حمامي، فهو يغفل عن ان الله سبحانه عظيم القدرة ولا يعجزه شيء في السموات والأرض، ولا يوجد عنده أقرب وأبعد. والآية القرآنية تقول انه سبحانه أقرب الينا من حبل الوريد، فلا فاصل مكانياً يفصلنا عن الله تبارك وتعالى.

واما الأشكال الرابع حول عدد السموات في الاسلام وهي سبعة فما مشكلة "الأخ رشيد" ألا يعرف انه في المسيحية هناك اربعة سموات كما يقول البابا شنودة الثالث[18]، فما هي مشكلته اذا كانت اربعة او سبعة!!

وأما الأشكال الخامس هل السجود هو قرب ام بعد من الله سبحانه؟ يظن "الأخ رشيد" ان السجود هو أبعد ما يكون الانسان الى خالقه لأن ذهنه ينظر للموضوع بالبعد المكاني بإعتبار ظنَّه ان الله في السماء فيكون السجود ابعد الى السماء! وهذا كله من اوهامه، فليس في الاسلام المحمدي الأصيل ان الله في مكان دون مكان، كما ان السجود هو تعبير رمزي عن الخضوع والعبودية لله تعالى، وليست عبارة عن قرب او بعد، فليس في ذهن المسلم حين سجوده ان يكون ابعد عن الله سبحانه! فالانسان يريد ان يتقرب من الله لا ان يبتعد عنه يا "رشيد"! وكلّما زاد تذلل وخضوع الانسان لربّه كلّما صار أقرب إليه سبحانه.

والكتاب المقدس يقول الله فى السماء! ففي سفر الخروج (20: 22): (فقال الرب لموسى: «هكذا تقول لبني إسرائيل: أنتم رأيتم أنني من السماء تكلمت معكم).

وفي سفر الملوك الاول (8: 39): (فاسمع أنت من السماء مكان سكناك واغفر، واعمل وأعط كل إنسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه. لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر).

سفر الجامعة (5: 2): (لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله، لأن الله في السماوات وأنت على الأرض، فلذلك لتكن كلماتك قليلة).

مزامير (11: 4): (الرب في هيكل قدسه. الرب في السماء كرسيه. عيناه تنظران. أجفانه تمتحن بني آدم).

المزامير (2: 4): (الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم).

المزامير (33: 13): (من السماوات نظر الرب. رأى جميع بني البشر).

المزامير (33: 14): (من مكان سكناه تطلّع الى جميع سكان الارض).

المزامير (113: 4-6): (الرب عال فوق كل الأمم. فوق السماوات مجده. من مثل الرب إلهنا الساكن في الأعالي؟ الناظر الأسافل في السماوات وفي الأرض).

مزامير (115: 3): (ان الهنا في السماء. كلما شاء صنع).

وهو موافق لعقيدة بعض المسلمين كالوهابية (السلفية) الذين يقولون ان الله في السماء وله علو على خلقه وانه في الارض بعلمه فقط! وهي عقيدة خاطئة ايضاً لأن قولهم هم والمسيحيين ان الله سبحانه في السماء مما يعني انه في جهة وله حد! وهذا مخالف للحق لأن لازم كونه في جهة يعني انه محتاج لتلك الجهة ولازم انه في السماء فقط معناه ان بينه وبين الارض حد وانه محتاج لذلك الحد، وهذا يخالف كونه تبارك وتعالى (الغنيّ) عن كلِّ شيء، والجهة والحد من مخلوقات الله تبارك اسمه. ومنشأ هذه الافكار العقيمة هو بعض النصوص التي يساء فهمها، سواء في الاسلام أو المسيحية، نتيجة ابتعاد الناس عن تعاليم آل البيت الاطهار (عليهم السلام).

ورغم هذه النصوص التي تتحدث عن علو الإله وانه في السماء، والموجودة في الكتاب المقدس، نجد القديس اوغسطين يكتب ما يستند فيه الى العقل، ويرتفع به عن مثل هذه العقائد الخاطئة، نعم هو يؤمن بتجسد الإله بجسد بشري هو المسيح، ويؤمن بالاقانيم الثلاثة، تبعاً لإيمانه بالكتاب المقدس وبالمسيحية، وهذه كلها عقائد خاطئة لأنها تجعل من الإله فقيراً بخلاف أنه (الغنيُّ)!؟ ولكنه من جانب آخر حينما يتكلم من منبع العقل وحده ومن منطلق الحقائق البديهية نجده يتجه للصواب، وكمثال نقتبس قوله: (مما لا شك فيه أنّ الله لا يحدّه جسم ولا يستطيع أحد أن يتصور له أعضاء وأصابع كما هي الحال عندنا)[19]. ونقل عنه الدكتور يوسف كرم عقيدة توحيدية نابعة من العقل، حيث قال بخصوص أن صفات الله عين ذاته : (وإذا قلنا إن الله محل المعاني، وإذا أضفنا إليه صفاتٍ، فليس يعني هذا أن في الله كثرة، وأن الصفات متحققة فيه على نحو تحققها في المخلوقات، فإن الله بسيط كل البساطة، وما نتصوره فيه هو عين الجوهر الإلهي، بل يجب الاحتراز من تسميته جوهرًا، لئلا يذهب الفكر إلى أن الله موضوع لصفات أو أعراض متمايزة منه، والأليق أن نقول «الذات»؛ لأن هذا اللفظ لا يتضمن سوى معنى الوجود، والله هو الموجود إلى أعظم حد، فلا بد أن تكون صفاته عين ذاته، إذ إن الحاصل على كمال ما دون أن يكون هو ذلك الكمال، فهو مشارك فيه، ولا يستغرقه كله، ويمكن أن يفقده، فيكون كماله متمايزًا منه، وتكون كمالاته متمايزة بعضها من بعض. وإذن فالله «عظيم (مثلًا) لا بعظمة مغايرة له، بل بعظمة هي عين ذاته»، وهكذا يقال بالإضافة إلى الحياة والعقل والسعادة والقدرة، وعلى هذا النحو تتحد كل صفة إلهية بالذات الإلهية، ومن ثمة تتحد الصفات فيما بينها. وإذا كان الله معقولًا فليس يعني ذلك أننا ندركه تمام الإدراك، وأن حديثنا عنه ينطبق عليه بالتواطؤ: «لا لفظ أو لا شيء يقال على الله كما ينبغي لله»، وإنما يصبح اللفظ ملائمًا لله على نحو ما بعد تحويل معناه تحويلًا عميقًا: مثال ذلك «الغضب» فما هو في الله سوى القدرة على العقاب دون الاضطراب الحاصل فينا، ومثل «الغيرة» فما هي سوى العدالة مجردة، ومثل «الندم» فما هو سوى سبق علم الله بشيء يحدث بعد شيء، ومثل «العلم» فما هو سوى بهاء حقيقة ثابتة شاملة دون ما نشاهد في العلم الإنساني من تغير وانتقال من فكرة إلى فكرة، ومن تذكر واقتصار على بعض الموضوعات، فالألفاظ تصلح للدلالة على الله بشرط أن نستبعد من مدلولها ما يلازمه من نقص في المخلوقات، وحينئذ يتاح لنا التأمل في الله دون محاولة التعبير عنه، بحيث يتلخص موقفنا في هذه العبارة الجامعة: «إن تصورنا لله أكثر حقية من تسميتنا له، وإن وجود الله أكثر حقية من تصورنا له»، وهذا هو الموقف الحق بين التجسيم والتشبيه من جهة، وبين التنزيه المطلق على طريقة أفلوطين الذي يجعل الله بمثابة النقطة الهندسية، من جهة أخرى)[20].). وهكذا يتذبذب المسيحي العاقل بين عقيدته الدينية التي تمليها عليه فطرته والقواعد البديهية الراسخة في عقل الانسان وبين العقيدة الدينية الخاطئة النابعة من الكتاب المقدس التي تتسافل بالفكر الانساني فتجعل الإله فقيراً محتاجاً للجسد البشري ليتجسد ولخشبة الصليب ليغفر الخطايا!!

والإشكال السادس: هل في المسيحية سجود؟ الظاهر من الكتاب المقدس ان هناك ذكر للسجود، وهم يظنون ان المقصود به هو الركوع على ركبة القدم، مع ان معنى السجود يختلف عن معنى الركوع. وحتى في الانجليزية السجود يسمى (Prostration)، بينما الركوع يسمى (Bowing). وقد جاء في انجيل متى (26: 39) عن المسيح: (ثم تقدم قليلا وخرَّ على وجهه، وكان يصلي قائلا: «يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت»). فالنص واضح انه خرَّ على وجهه اي سجد على الأرض. وكذلك في العهد القديم نقرأ في صموئيل الاول (24: 8): (ولما التفت شاول إلى ورائه، خرَّ داود على وجهه إلى الأرض وسجد). وهناك نصوص عديدة اخرى في الكتاب المقدس تحمل نفس المعنى. فالسجود هو ان يخرَّ الانسان على وجهه، كما يفعل المسلمون. وفي المسيحية تسمى مطانية (prostration، μετάνοια)، جاء في موقع الانبا تكلا هيمانوت القبطي الآرثوذكسي: "السجود: أو الميطانية الكاملة Full Prostration، وهي السجود الكامل حيث تلامس الجبهة الأرض. وتمارس الكنيسة هذا النوع من السجود الكامل عدة مرات في القداس الإلهي؛ فعند حلول الروح القدس على الأسرار في لحظات مهيبة يسجد الشعب.. ويفضل أن يركع المصلّي إلى أسفل أولًا، ومن ثم ينحني إلى الأمام، والقيام مرة أخرى على نفس النحو، حيث لا تؤثر كثرة الميطانيات على صحة الساجد، لا سيما عموده الفقري، مع ملاحظة أن تكون هناك وقفة قصيرة بين الميطانية والأخرى، حتى لا تتلاحق الأنفاس وينهك الجسد سريعًا. وإنما تُصنَع المطانية metanoia برشاقة واتزان، مع فرد الجسد مستقيمًا تمامًا عند الوقوف"... "إن عمل الميطانيات على النحو الذي شرحناه (في السجود الكامل) يفسر لنا كيف كان الآباء يصنعون مئات الميطانيات بل آلافًا في بعض الأحيان في اليوم الواحد، دون إرهاق شديد للجسد أو إساءة إليه، فهو وزنة يجب علينا المحافظة عليها. إن السجود المتواتر يصاحب الصلاة والسهر ويرتبط به جدًا في التدبير الروحي... وهناك الكثير من الأمثلة من قصص القديسين وكتابات الآباء الأول حول عدد الميطانيات... ولكن الأمر يحتاج إلى تدرّج، وليبدأ المصلي المبتدئ في عمل الميطانيات، باثنتي عشر ميطانية، بالاتفاق مع الأب الروحي"[21].

 

وذكر الموقع المسيحي "عيلة مار شربل" من كلامه عن الرموز المسيحية: (والتصغُّر، وهو أنْ تلتصق الركب والرأس بالأرض، ويسمّى المطانيّة، وهي كلمة يونانيّة (Métanoia)تعبِّر عن السقوط في الخطيئة والرغبة في التفكير عنها. والعادتان كانتا معروفتين ويمارسهما كلٌّ من اليهود والوثنيِّين. وقد جرى عليهما المسيحيُّون الأوّلون..... ودرج بعض النسّاك الموارنة على اعتماد "المطانيّة" في وادي قاديشا. يأتي البطريرك إسطفان الدويهي خصوصاً على ذكر يونان المتريتي الذي كان لا يملُّ من صنع المطانيّات. وقد بلغ به الأمر إلى القيام بأكثر من ثلاثين ألف مطانيّة، يوميّاً)[22].

إذن السجود في الاسلام يوجد مثيله في المسيحية. فلا وجه لانتقاد "الأخ رشيد" له!

 

حب الله بين الجهل والمعرفة

يقول رشيد حمامي: {كثير من المسلمين يحبون الله لكن عن جهل لا عن معرفة}!!

لتحديد الجهل والمعرفة يجب ان يكون هناك معيار واضح ومحدد ومتفق عليه بين الجميع، وإلا تصبح المعايير فوضى وكل انسان يصبح لديه معياره الخاص! كما هو حال عامة المسيحيين اليوم فكلما نتحدث مع شخص نجد ان لديه فكرة خاصة عن المسيح والثالوث والتجسّد ومعنى الشرك والتوحيد. ومن خلال المعيار الموحّد يمكن ان نحكم هل المسلم ام المسيحي أو هذا الشخص أم ذاك هو الذي يحب الله سبحانه عن معرفة. في الاسلام الذي نعرفه ونؤمن به ونتعبد به يوجد ضابطة عقلية وضابطة شرعية أخرى لمعرفة الله سبحانه وجميع القضايا العقائدية الأخرى، فالضابطة العقلية هي الرجوع للفطرة الانسانية التي وضعها الله سبحانه في جميع البشر، وهي التي نسميها ايضاً البديهيات العقلية أو المنطقية، وهي القضايا التي لا يختلف عليها اثنان، وهي كثيرة، من قبيل الجزء اصغر من الكل، والنقيضان لا يجتمعان، وكل معلول يحتاج الى علّة، والتسلسل والدور في القضايا العقلية ممتنعان، وغيرها.

واما الضابطة الشرعية فهي ان نأخذ علومنا من الكتاب والعترة الطاهرة، أي القرآن الكريم وآل البيت الطهار (عليهم السلام)، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المتواتر عنه: (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله جل جلاله من السماء وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)[23].

من خلال هاتين الضابطتين العقلية والشرعية سوف يتمكن الانسان بتوفيق من الله سبحانه ان يصل الى معرفة الحقائق المعرفية، فيحب الله عن معرفة لا عن جهل، وحب الله سبحانه يستتبع طاعته وعبادته، وبذلك يرتقي الانسان بإنسانيته نحو التكامل الاخلاقي وتحصيل السعادة في الدارين الدنيا والاخرة. فعبادة الله سبحانه ليست لوجود "شهوة لاهوتية" لأن يعبد الانسان الإله ارضاءاً لغرور الإله!! هذا وهم شيطاني، بل العبادة في المنظور الاسلامي طريق الانسان للتكامل الاخلاقي والسعادة.

وبنفس الطريقة نقول ان المسيحيين يحبون الله لكن عن جهل لا عن معرفة، لأن مصادر معرفتهم غير صحيحة، وقد ذكرنا في بداية هذا المقال في الفقرة تحت العنوان الفرعي (مصادر معرفة الله في الدين المسيحي) مصادر المعرفة في المسيحية وهي مصادر لا يمكن ان تكون حجة على البشر! فالمسيحيون يقولون بإله واحد تتكون ذاته من جوهر وروح واقانيم ثلاثة! فهذا التركيب الثلاثي او السداسي باعتبار لكل اقنوم جوهر وروح، وإذا اضفنا ناسوت المسيح الى لاهوته كأقنوم ثانٍ يصبح الامر أكثر تعقيداً! يمتنع معه العقل بالحكم انه إله قديم لإحتياج كل جزء منه الى الآخر! وايضا هذا الثالوث او "السادوس" يتعارض مع كون الإله بسيطاً أي غير مركب رغم ان المسيحيين يقولون بأنه وإن كان ثالوثاً الا انه كائن واحد بسيط! ومجرد اطلاق الدعوى لا تعني شيئاً إذا لم يمكن إثباتها بالعقل من جهة وبالدليل الشرعي الصحيح من جهة أخرى. وهذا ما يعجز المسيحيون عن الاتيان به رغم كل كتاباتهم المراوغة!!

 

السرعة اثناء السجود!

يتحدث "الأخ رشيد" عن السرعة في السجود وانه عندما كان مسلما وهو صغير كان يتوجب عليه ان يقول ثلاث كلمات بسرعة (سبحان ربي الاعلى) ثلاث مرات ثم يدعو بسرعة لثلاث واربع ثواني لأن امام الصلاة (والده) كان ينهض سريعا من سجوده ولا يتاح له الوقت الكافي للدعاء خلال السجود!! وهو ينقل بذلك بعض معاناته مع والده التي شكلت عقده النفسية التي جعلته يفكر بمغادرة الاسلام والارتداد عنه! وكان يمكن له ان يدعو ما يشاء بعد الصلاة وفي وضع السجود أيضاً، او أن يصلي صلاة مستحبة من ركعتين ويدعو ما يشاء فيهما. فهذه المبالغة التي يتعمدها "الأخ رشيد" لإظهار ان الاسلام دين صعب المنال، لا تنفع، لأن الاسلام دين سهل للمجتمع والفرد.

 

فعّال لما يريد

يقول رشيد حمامي: {الله في الاسلام فعّال لما يريد، وليس في المسيحية الشيء نفسه لأنه فيها يلتزم بصفات معينة! لو هو عادل سيبقى دائما عادل، لو هو نور سيبقى دائماً نور، اما في الاسلام فحتى صفاته لا يلتزم بها} على حد تعبيره! ويقول: {ممكن يعمل شيء يخالف فيه صفاته لأنه فعال لما يريد!! الى درجة انه ممكن يمكر بالانسان: ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}[24]!!

هذا الكلام يعكس الجهل المركب الذي يعاني منه "الأخ رشيد" بخصوص الاسلام، فهو يجهل العقيدة الاسلامية، ويجهل المعرفة الانسانية بخصوص الله سبحانه وتعالى، ويجهل انه يجهل ذلك كله!!

الله سبحانه وتعالى في العقيدة الاسلامية عليم وحكيم، بالاضافة الى انه عظيم وقدير، فهو يعلم بكل شيء ويقدر على كل شيء، ولا يصدر منه الا ما يطابق الحكمة. فلا يصدر عن الله تبارك وتعالى العبث، وحاشاه من ذلك. بينما "الأخ رشيد" يظهر إله الاسلام وكأنه يفعل العبث، وبدون ان يورد دليلاً إنما جاء بقوله تعالى: ((فعّال لما يريد))!! نعم هو فعّال لما يريد ولكنه لا يريد الا ما به الحكمة لا العبث.

اما ما ذكره من مكر يصدر من الإله فالمقصود به التخطيط الحكيم، فالمكر الوارد في القرآن الكريم هو التدبير الإلهي لنجدة المؤمنين الضعفاء الذين يتسلط عليهم الكفار. ولا يوصف الله سبحانه بالماكر بل بخير الماكرين، فالمكر الذي يصدر عنه سبحانه هو الخير للمؤمنين، ولا يصدر عنه ما هو قبيح كالكذب والخيانة والعبث.

 

لماذا خلقنا الله؟

يتحدث رشيد حمامي عن الاسلام ويقول: {ان الله خلق الانس والجن لسبب واحد وهو ان يعبدوه}.

والظاهر ان "الأخ رشيد" يجهل معنى عبادة الانسان لله سبحانه، والتي هي ترقّيه في طريق التكامل الاخلاقي لنيل السعادة. فالله سبحانه وتعالى ليس بحاجة للانسان ولا لعبادته، ولا بحاجة الى ايٍ من مخلوقاته، فهو الغني سبحانه وتعالى. بل هو لجوده وكرمه مَنَّ على الانسان بنعمة الوجود، فخلقه في احسن تقويم.

 


الهوامش:

 

[1] مقال بعنوان (ما هو مفهوم القداسة في الكنيسة، ومن هم القديسون؟)، ضمن "سلسلة تعرف على الكنيسة الأرثوذكسية (١١)"، عبر الرابط:

https://www.facebook.com/SaydetNajatChurchByblos/posts/1258783230899964/

[2] في طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) كتبوها: (محب الانصاف).

[3] الصادرة عن دار المشرق، الطبعة الثالثة 1994م. صادق على طبعها النائب الرسولي للاتين في لبنان بولس باسيم.

[4] الصادرة عن جمعيات الكتاب المقدس في المشرق 1992م، صادق مطران بيروت اغناطيوس زيادة على اعادة طبعه.

[5] الكتاب المقدس / طبعة باللغة العربية، صادرة عن دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط/ العهد القديم: الاصدار الثاني 1995 الطبعة الرابعة، العهد الجديد: الاصدار الرابع 1993م الطبعة الثلاثون / سنة الطبع 1996م – تقديم الترجمة ص1و2.

[6] توراة موسى، ترجمة عربية للسبعينية / ترجمة د. خالد جورج اليازجي / تقديم الأب بولس الفغالي / الناشر مدرسة الاسكندرية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2018م – ص14م.

[7] الكتاب المقدس / طبع في مطبعة المرسلين اليسوعيين 1897م.

[8] الأسفار القانونية التي حذفها البروتستانت / اصدار: كتيسة السيدة العذراء، محرم بك - الاسكندرية / الطبعة الثانية، 1975م.

[9] الأسفار القانونية الثانية / دار الكتاب المقدس في الشرق الوسط / الطبعة الثالثة، 2013.

[10] بعض الطبعات التي نقلنا عنها تجعلها العبارة برقم (82: 19) لاختلاف ترقم المزامير بين المخطوطات!

[11] الكتاب المقدس ( أغناطيوس زيادة ) ـ ص 97 و 559 و 686 و 687.

[12] الكتاب المقدس ( اغناطيوس زيادة ) ـ ص 501.

[13].المصدر السابق ـ ص 469.

[14] المصدر السابق ـ ص 477.

[15] انظر طبعة الكتاب المقدس ( اغناطيوس زيادة ) وطبعة العهد الجديد ( بولس باسيم ).

[16] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص32.

[17] المواضع هي : رسالة يوحنا الاولى ( 18:2 ) و ( 3:4 ) ورسالة يوحنا الثانية ( 7 ).

[18] موقع اليوتيوب، انظر الفديو في هذا الرابط يتحدث فيه البابا شنودة الثالث عن عدد السموات في المسيحية:

https://www.youtube.com/watch?v=ZaZERyJfQYc

[19] تعليم المبتدئين أصول الدين المسيحي، في الحياة السعيدة، في الكذب / القديس اوغسطينُس / ترجمة الخورأسقف يوحنا الحلو / طبع بموافقة بولس دحدح النائب الرسولي للّاتين في لبنان / دار المشرق، بيروت / طبعة اولى، 2007 - ص63.

[20] تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط / يوسف كرم، عبر الرابط:

https://www.hindawi.org/books/74748240/1.2/

[21] مقال بعنوان (السجود أو "الميطانيات" في التدبير الروحي)، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية، عبر الرابط:

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/047-Coptic-Prostration-Metania.html

[22] مقال بعنوان (الركوع)، منشور في موقع عيلة مار شربل، ضمن الكلام عن الرموز المسيحية، عبر الرابط:

https://www.ayletmarcharbel.org/content/christian-symbols/kneeling

[23] تفسير الثعلبي / أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري / تحقيق الامام ابي محمد بن عاشور / مراجعة وتدقيق نظير الساعدي / دار إحياء التراث العربي، في بيروت / الطبعة الأولى، 2002م - ج3 ص163.

[24] كلام رشيد حمامي ننقله في هذا المقال على سبيل الحكاية لا النقل الحرفي، مع انه قال كل ما حكيناه عنه. ومن يرغب بالتأكّد يمكنه مراجعة محاضرته في اليوتيوب.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/23



كتابة تعليق لموضوع : أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 5 7 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نبيل الكرخي ، في 2020/12/03 .

بسم الله الرحمن الرحيم

استدراك: لفظ (جهنم) في الكتاب المقدس

"وادي ابن هنّوم" ولفظه في العبرية " جِي-بِن-هِنُّوم " ويقع قرب القدس الشريف، تحوّل بين ليلةٍ وضحاها الى "جهنّم" يزعمون انها المقصودة بالإشارة الى العذاب الأخروي بعد القيامة من الموت!
إنَّ لفظ "جهنّم" هو من مختصات اللغة العربية، واختلف علماء اللغة العربية عل هو معرَّب أم هو لفظ عربي أصيل. ومهما يكن حاله فقد خلا الكتاب المقدس من ذكره. وهذا الأسم "وادي ابن هنّوم" ورد في العهد القديم ، واما في العهد الجديد المكتوبة مخطوطاته باللغة اليونانية فقد ورد منسوباً للمسيح (عليه السلام) انه نطق بلفظ (جيهينّا Gehenna) في اشارة الى جهنم، ويقولون انها لفظة غير يونانية، مما يعني انها آرامية لأنها اللغة التي كان المسيح يتكلمها والتي كانت سائدة بين اليهود في فلسطين آنذاك. وقد احتار علماء المسيحية عن مصدر لفظ (جيهينّا Gehenna) اللغوي، ولذلك عمدوا الى تغيير وتحريف أسم (وادي ابن هنوّم) الذي يلفظ بالعبرية (جي بن هنّوم) فقالوا ان (جيهينّا) الواردة في العهد الجديد هي مأخوذة من كلمة (جي هنّوم) الواردة في العهد القديم! وشطبوا على كلمة (بن) وضيّعوها لتمرير شبهة ان الاسلام أخذ معارفه من اليهودية! وأن (جهنم) الاسلامية مأخوذة من (جي هنّوم) العبرية!
وسنفرد مقال خاص إنْ شاء الله عن لفظ (جهنم) في الكتاب المقدس.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net