صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 6 7 )
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
أمراض الأطفال هي من أخطاء البشر أم إبتلاء إلهي؟!
يقول رشيد حمامي: {في الاسلام الله خلق الشر ليبلوكم، وخلق الموت وخلق كل الامراض الموجودة! لماذا لكي يبتلينا! وهي فكرة مرعبة عن الله! مثلا ابنتي اذا وُلِدَت وعندها مرض خبيث يقولون لك الله يريد ان يبتليك، فما هو ذنب ابنتي لتولد هكذا فليبتليني انا فما ذنبها؟! او شخص تقطع يده او رجله ويقال لك لكي يمتحن والده فما هو ذنبه؟! هذه فكرة صعبة عن الله}!
في هذا النص عدة إثارات:
1.  "الأخ رشيد" قدَّم مشكلة ولم يقدم لها الحل. فلم يبين كيفية معالجتها من خلال العقيدة المسيحية! فهو لا يجرؤ على البوح بموقف المسيحية أو الكنيسة من الطفل الذي يولد وهو مريض أو مشوّه أو معاق، أو الذي يصاب بقطع في يده او رجله! فلماذا لم يشرح سبب ذلك من وجهة نظر المسيحية؟! هو لم يفعل ذلك لأنه لو ذكر رأي المسيحية بموضوع الابتلاءات لما بقي له عذر في اتهام الاسلام، لتقارب موقفهما بنحوٍ ما! ونحن سنذكر نموذجاً لموقف المسيحية من هذا الموضوع فيما يأتي.
2.  لن نسترسل بإجابة شبهات "الأخ رشيد" من خلال الموروث الاسلامي بل سنجيبها من خلال الموروث المسيحي، سواء اتفقنا معه في التفاصيل أم لا، ونبين ان كل ما اتهم به الاسلام هو موجود في المسيحية! فليست مشكلة الاسلام ولا المسيحية ان يكون رشيد حمامي قليل معرفةٍ بهما، بالاسلام الذي رفضه وارتد عنه وبالمسيحية التي تحول اليها وارتد اليها! 
نبدأ بالتطرق الى الصلاة المسيحية في انجيل متى (6: 13) التي تبيِّن إنَّ الإله يبتلي الانسانَ، والتي تقول: (ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير)، يقول حلمي القمص يعقوب: (عندما نُصلي: "ولا تدخلنا في تجربة" فنحن نعلم أعماق هذه الطُلبة، ونطلب أن لا يسمح اللَّه لنا بأن نقع في تجربة بسبب ميولنا الشريرة، وبسبب الفخاخ الشيطانية المنصوبة لنا، بل يظلل علينا بنعمته ويهبنا روح الحكمة، ولا يسمح بأن نقع في تجربة فوق طاقتنا حتى لا نحترق بنيرانها، وعندما يسمح أن نقع في تجربة من أجل تنقيتنا وتزكيتنا نطلب لتكن عيناه مفتوحتان علينا، وتمنحنا قوة الاحتمال والصبر وقت المحنة)[1]. 
وفي رسالة بولس الى اهل رومية (9: 9-21): (لأن كلمة الموعد هي هذه: «أنا آتي نحو هذا الوقت ويكون لسارة ابن». وليس ذلك فقط، بل رفقة أيضا، وهي حبلى من واحد وهو إسحاق أبونا. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيرا أو شرا، لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو، قيل لها: «إن الكبير يستعبد للصغير». كما هو مكتوب: «أحببت يعقوب وأبغضت عيسو». فماذا نقول؟ ألعل عند الله ظلما؟ حاشا! لأنه يقول لموسى: «إني أرحم من أرحم، وأتراءف على من أتراءف». فإذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى، بل لله الذي يرحم. لأنه يقول الكتاب لفرعون: «إني لهذا بعينه أقمتك، لكي أظهر فيك قوتي، ولكي ينادى باسمي في كل الأرض». فإذا هو يرحم من يشاء، ويقسي من يشاء. فستقول لي: «لماذا يلوم بعد؟ لأن من يقاوم مشيئته؟» بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها: «لماذا صنعتني هكذا؟» أم ليس للخزاف سلطان على الطين، أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ فماذا؟ إن كان الله، وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته، احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك. ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد). فالنص يتحدث عن ان الله سبحانه مطلق الاختيار في خلقه، حيث تحدث اولاً عن اختيار الله ليعقوب وليس اخاه عيسو، رغم أنهما توأمان، ثم يقارن خلق الله وصنعه بالخزّاف الذي يشكّل الاشياء من الخزف كيف يشاء! طبعاً المسلمون يقولون ان الله تبارك وتعالى لا يفعل شيئاً الا بحكمة، ولا يفعل العبث.
وهذا النصان التاليان يتحدثان عن عقاوبات يسلطها الإله سبحانه على الأقوام التي تعصيه:
وفي سفر حزقيال (14: 21-23): (لأنه هكذا قال السيد الرب: كم بالحري إن أرسلت أحكامي الرديئة على أورشليم: سيفا وجوعا ووحشا رديئا ووبأ، لأقطع منها الإنسان والحيوان! فهوذا بقية فيها ناجية تخرج بنون وبنات. هوذا يخرجون إليكم فتنظرون طريقهم وأعمالهم، وتتعزون عن الشر الذي جلبته على أورشليم عن كل ما جلبته عليها. ويعزونكم إذ ترون طريقهم وأعمالهم، فتعلمون أني لم أصنع بلا سبب كل ما صنعته فيها، يقول السيد الرب).
وفي حزقيال (15: 6-8): (لذلك هكذا قال السيد الرب: مثل عود الكرم بين عيدان الوعر التي بذلتها أكلا للنار، كذلك أبذل سكان أورشليم. وأجعل وجهي ضدهم. يخرجون من نار فتأكلهم نار، فتعلمون أني أنا الرب حين أجعل وجهي ضدهم. وأجعل الأرض خرابا لأنهم خانوا خيانة، يقول السيد الرب).
المسيحية وأمراض الطفال: نقرأ في الكتاب المقدس بعض النصوص المتعلقة بالموضوع:
ـ في سفر الخروج (20: 5): (أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي)! هكذا يتضح عندهم ان معاصي الانسان تؤثر على ذريته، وهذا النص في التوراة، والذي هو جزء من الكتاب المقدس، لا يعارض ما ورد في سفر حزقيال (18: 20): (النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون) لأن هذا النص متعلق بالحساب والجزاء على الآثام، بينما النص السابق متعلق بالتأثير! وهذا النص الأخير يماثله في القرآن الكريم قول الله جلَّ وعلا: ((كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينةٌ))[2]، وقال تبارك وتعالى: ((كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ))[3].
 
ـ في انجيل يوحنا (5: 5-14) قصة شفاء المسيح للمفلوج الذي كان مريضاً منذ 38 سنة، وبعد أن شفاه لقيه فقال له: (ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضا، لئلا يكون لك أشر)، وفي ترجمة أخرى: (قد تعافيت، فلا تعد الى الخطيئة لئلا تصاب بأسوأ)! يقول بولس الفغالي: (لا شك بأن المرض والموت يرتبطان بالخطيئة)[4]. ووجدتُ العديد من المسيحين ينكرون ان يكون هناك تأثير للخطيئة في حدوث الأمراض والآلام!
 
ـ في انجيل يوحنا (9: 1-7): (وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته، فسأله تلاميذه قائلين: «يا معلم، من أخطأ: هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟». أجاب يسوع: «لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت في العالم فأنا نور العالم». قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى. وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل وأتى بصيرا). في هذا النص ينفي المسيح ان يكون العمى الذي اصاب هذا الانسان هو نتيجة خطيئته او خطيئة والديه! وقول المسيح (لتظهر أعمال الله فيه)، ونقرأ النص التالي لبعض المسيحيين حول هذه القصة، والذي يعبّر عن الفكر المسيحي: (سأل التلاميذ الرب يسوع عن المولود اعمى منذ ولادته ..... مَن أخطأ، هذا أمْ أبواه؟! ( يو 9 ) إنهم يربطون الخطية بالألم، فأيُّ سبب مِن الاثنين قد تسبَّب في أزمة هذا الرجل؟ مازالت هي أسئلتنا نحن أيضاً عن الألم في حياة الإنسان، هل هو نتيجة خطيته؟ نأتي هنا إلى موقف المسيح. فبينما رأى التلاميذ في ذلك الأعمى موضوعاً للمناقشة، رأى المسيح فيه فُرصة لإعلان محبة الله للبشر، رأى إنساناً يحتاج إلى النور فتقدَّم إلى شفائه مباشرة، دون أن يغفل سؤال التلاميذ. لقد رفع عنه الاتهام الظالم بأنه أخطأ أو أبواه "لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه" (ع3) فردّ له كرامته وأسكَت أفواه المُنتقِدين الذين يقولون ما لا يعلمون، وينسبون آلام الناس لخطاياهم وهم يجهلون ظروفهم. لكن هذا لا يعني أنه قال إنهم بلا خطايا، بل إنَّ العمى هنا لم يكُن بسبب الخطية. إنَّ هناك أمراض تسببها الخطية، كما في حالة المشلول الذي أنزلاه أصحابه الأربعة مِن السقف وقال له المسيح "مغفورة لك خطاياك" (مرقس5:2). وهناك أمراض ليست بسبب الخطية، كما في حالة أيوب البار الذي كان يتَّقي الله ويحيد عن الشرّ (أيوب8:1). وهناك أمراض بسبب البيئة. وهناك أمراض يسمح الله بها ليُظْهِر أعماله فيها، حتى وإنْ بدا ذلك غامضاً لنا، كما في حالة ذلك الأعمى. إذاً فليس كلّ ألمٍ في العالم هو نتيجةٌ للخطية. ألم يوضح السيد المسيح أن الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتل 18 شخصاً عندما ظن الناس أن الضحايا لا بد أن يكونوا قد ارتكبوا أمراً ردياً ، حيث قال السيد المسيح أن هؤلاء ال 18 لم يكونوا أردأ من الخطاة الأخرين بل أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ( لو13) والرسول بولس كان يفرح لأجل شوكته التي جسده (مرض أصابه)، انه لم يفعل هذا بالأول بل صرخ الى السماء لأجل أن تنتزع منه الشوكة ولكن عندما أخبره السيد أن له فيها بركة منه، حينئذ قبلها ولم يعد يغضب بعد. وقد كتب سفر أيوب في العهد القديم ليبين أن الألم ليس بالضرورة عقاباً على خطأ شخصي، أن أيوب مع أنه تألم الى الأعماق الا أنه كان رجلاً باراً وقد عوضه الله على خسارته الضعف من كل شيء (اعوضك عن السنين التي أكلها الجراد) فالألم ليس دائماً نوعاً من العقاب ، انها ذات معنى لأولئك الذين سلموا حياتهم لله وكتب الرسول بولس ( كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله ، رو 8 ) ... عندما تأتينا الضوائق والمصاعب, دائمًا نسأل هذا السؤال: "ما الذي فعلته في حياتي حتى استحققتُ هذا؟" ولكن الغريب أنَّنا لا نتساءل هذا السؤال عندما يحدث شيءٌ جيِّد. فعندما يولَد طفل بصحَّة جيِّدة, أو عندما نحصُل على ترقية، لا نقول: "ما الذي فعلته حتى استحققتُ هذا؟" هذه هي المشكلة التي يتعامل معها الرب يسوع في إنجيل المولود أعمى. فالتلاميذ, الذين هم بَشَر مثلنا سألوا السؤال المعتاد والمضبوط تمامًا: «يا معلِّم, مَن أخطأ، هذا الرجُل أم أبواه حتى وُلِد أعمى؟» والرب يسوع أجاب: «لا هذا أخطأ ولا أبواه, لكن لتظهر أعمال الله فيه». أنْ يخرج إنسان من حادثة أوتوبيس مُفجِعَة وهو بإصابة طفيفة، فهذا لا يعني أنَّه أقل واحد في الخطايا عن الآخرين الذين ماتوا أو كانت إصاباتهم شديدة. الوالدان اللذان لديهما أطفال معوَّقون ذهنيًّا، ليسا بحالٍ ما أكثر خطيَّة من أولئك الذين أولادهم أصحَّاء وفي حالة جيِّدة. الرب يسوع يقول لا: «لا هذا أخطأ ولا أبواه, لكن لتظهر أعمال الله فيه». أمين أن حبه وقوته سوف يضيئان حتى في ألامك بتألق وسناء وسترى أشياء لم تتمكن أن تراها من قبل أمين فالله يرسل لنا أعظم بركاته من خلال ألامنا وأشواكنا أن نحن وضعناها عند صليبه قد لا نستطيع أنْ نفهم سبب آلامنا ودموعنا، لكننا سوف نفهم فيما بعد، ونعرف الأسباب الحكيمة الصالحة التي تجعل الله يسمح لنا بها)[5].
فمن هذا النص نستنتج:
1-       هناك امراض بسبب الخطيئة، وهناك أمراض ليست بسببها.
2-       هناك أمراض تظهر بسبب البيئة.
3-       وهناك أمراض يسمح الله بها ليُظْهِر أعماله فيها! أي أنّه يصيب اشخاصاً بالأمراض والآلام لكي تظهر عظمته بعد شفائها أو بعد رجوع الناس اليه بالتوبة!!
4-       يتسائل الانسان لماذا يُصاب بالمصاعب والامراض ولا يتسائل لماذا يكون معافى ومنعم عليه!
5-       هناك أسباب حكيمة وصالحة تجعل الله يسمح بأن يُصاب البشر بالامراض حتى إن جهلوا هم تلك الاسباب.
هذه النقاط الست وحدها كافية لإفحام "الأخ رشيد" لماذا يولد بعض الاطفال مريضين، ولماذا يبتلي الله بعض الناس بالأمراض! فإذا كان "الأخ رشيد" لم يفهم المسيحية جيداً فلا يأتي ويتطاول على الاسلام بنفس ما في المسيحية!
وهذا نص آخر كتبه بعض المسيحيين في إطار شرحهم ونبشيرهم بالمسيحية: (ما سبب الألم في حياتنا؟ سأل التلاميذ يسوع:" من أخطأ؟ أهذا أم والداه؟" كان التلاميذ يعتقدون كسائر الناس في أيّامهم أن كل مصيبة تحلّ بالإنسان إنما هي عقاب الخطيئة التي ارتكبها أو سيرتكبها. ولذلك فإن جميع أصحاب العاهات خطأة يتحمّلون عقاب خطاياهم. إن سبب الألم في نظرهم هو الخطيئة أو بالأحرى عقاب الخطيئة. هكذا كان أصحاب أيّوب يعتقدون. فلما رأوا أن المصائب قد حلّت به أكدوا له أنه رجل خاطئ يتظاهر بالتقوى ولذلك عاقبه الله وأنزل به هذه المصائب الشديدة في أمواله وأولاده السبعة وجسمه. فاحتج أيوب على تفكير أصدقائه, ولكنه لم يقدّم الجواب الصحيح عن ألمه. ونتيجة لهذا التفكير إن من لا يخطأ لا ينزل به الألم. عندما نسمع جواب التلاميذ وجواب أصحاب أيوب نتساءل: هل هو صحيح؟ وما مقدار الصحة فيه ؟ إن لدينا ثلاثة أجوبة عن هذا السؤال : جواب الخبرة اليومية, وجواب الكتاب المقدس, وجواب حكمة الله السريّة, وإليكم هذه الأجوبة باختصار. جواب الخبرة اليوميَة: إن الخبرة اليومية تقول إن للألم أسباباً كثيرة غير عقاب الخطيئة, ومن أبرزها الموت والمرض والفقر وكوارث الطبيعة والحروب والاضطهادات والوراثة الطبيعية المشوّهة والإخفاق في العمل وسوء التربية واختلاف الطباع وفقدان السلام في الأسرة والتعديات الظالمة، وغير ذلك من الأسباب الظاهرة والخفية المادية والمعنوية التي لايُحصى عددها لكثرتها. كل هذه الأسباب تُحدث الألم في أجساد الناس ونفوسهم، وهم في كثير من الأحيان أبرياء وضعفاء لا يستطيعون التغلّب عليها والتخلّص منها.
جواب الكتاب المقدس: إن الكتاب المقدس قد تطرّق عدة مرات إلى الحديث عن الألم وبيّن بعض أسبابه. وإليكم أهم هذه الأسباب:
- الشر المتغلغل في قلب الإنسان: إن الشر دفع قايين إلى أن يقتل أخاه هابيل ظلماً, وقد ظهر هذا الشر على شكل حسد أسود قتّال حمله على ارتكاب الجريمة.
- عقاب الخطايا المرتكبة بكثرة: لقد ارتكب الناس في أيام نوح الخطايا الكثيرة فعاقبهم الله بالطوفان وأحرق سكان سدوم وعمورة بالنار والكبريت.
- مقاومة الديانة اليهودية: قاومت هذه الديانة انتشار الدين المسيحي الناشئ وحملت اليهود على رجم اسطفانس واضطهاد بولس الرسول اضطهاداً شديداً.
- حِقْد رؤساء اليهود على يسوع: اضمروا في نفوسهم عليه حقداً أسود فقادوه إلى الوالي الروماني وهيّجوا عليه الشعب وتمكنوا من قتله على الصليب.
- طاعة يسوع لإرادة الله الآب: قَبِلَ يسوع الألم بكل رضى طاعة لإرادة أبيه السماوي لكي يكفّر عن خطايا البشر ويفتح لهم أبواب السعادة الأبدية.
إن هذه الفكرة واردة في الإنجيل ورسائل القديسين بطرس وبولس ويوحنا مرات كثيرة بأساليب متعددة, وقد عبّر عنها بولس الرسول بكل وضوح فكتب:" فمع أن يسوع في صورة الله لم يَعدّ مساواته لله غنيمة, بل تجرّد من ذاته متخذاً صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب".(فيلبي 2/6-8).
- تحقيق مجد الله على الأرض: هكذا وُلد هذا الشاب الأعمى محروم البصر ليصَنع له يسوع معجزة تفتح عينيه فيتمجد بها الله أمام الناس.
جواب حكمة الله السرية: هناك حوادث مؤلمة لم يأتِ الكتاب المقدس على ذكرها ولا تستطيع الخبرة البشرية أن تفسرها. وإليكم مثالاً عنها: أسرة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال. الأب عامل نشيط, تقي, محب لأسرته. أصابته يوماً في محل عمله شرارة كهربائية قوية فقتلته فوراً. فأصبحت المرأة أرملة والأطفال أيتاماً وحلَّ الشقاء بهذه الأسرة. فالسؤال الذي نطرحه: كيف سمح الله بأن يُقتل هذا الرجل المعيل لأسرته؟ ليس لدينا جواب عنه. إن هذا الحادث المؤلـم يبقى سراً من أسرار حكمة الله لا يُدركه العقل البشري، ولا جواب له ولا تفسير.
وفي بعض الأحيان، وهذا نادر جداً، يكشف الله لنا عن سر حكمته. وإليكم في هذا المجال حادثاً من حياة القديسة ريتا. تزوجت ريتا شاباً عنيف الطباع شرس الأخلاق عذّبها عذاباً شديداً فأنجبت منه ولدين. وصلّت ريتا كثيراً وتحمّلت كثيراً فقبل الله صلاتها فتغيرت طباع زوجها وامتنع عن ارتكاب المعاصي والتعديات على الآخرين. وبعد موته لاحظت ريتا أن ولديها اللذين بدءا يكبران كانت لهما طباع أبيهما وشراسة أخلاقه وميله إلى ارتكاب الخطايا فصلّت إلى الله وقالت: "يا إلهي خذهما وهما لا يزالان صغيرين لكي لا يكبرا ويهينا اسمك بارتكاب المعاصي" وسمع الله صلاتها فمات الصبي الأول بمرض مجهول. وبعد مدة مات الآخر بالمرض نفسه.هذه حالة نادرة ظهرت فيها حكمة الله بوضوح وهي أن الله قبل صلاة أمهما ليمنع عنهما ارتكاب الخطيئة ويخلّص نفسيهما قبل أن يستسلما إلى الشر المؤدي إلى الهلاك. 
ولكن الألم يبقى في كثير من الأحيان سراً لا نعرف سببه, ولا نتوصل إلى إدراك هدفه. ومن ناحية أخرى إننا نؤمن بأن الله أبٌ حنون حكيم, يحب أبناءه ويعتني بهم ولا ينساهم. قال الله في هذا الموضوع: "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ لكن لو أن الأمهات ينسين فأنا لا أنساك" (أشعيا 49/15). إن الله لم يشأ أن يطلعنا على كل أسرار حكمته. فليكن اسمه مباركاً حتى في وسط أشد الآلام هولاً)[6].
وكما ذكرنا آنفاً فهذا الموضوع تعلّق جانب كبير منه بمفهوم القضاء والقدر، ومن الملفت أنَّ المسيحية قبل الإسلام كانت خالية من التحدث عن هذا المفهوم، وبعد الإسلام لم تتعلم منه الشيء الصحيح! على سبيل المثال يقول عدي توما: (لا يتكلّم أبدًا يسوع المسيح عن القضاء والقدر، فهذا الفكر بعيد جدّا عن فكر يسوع وما أراده منّا. فهدفُ يسوع ليس الرضوخ والكسل والخوف، بل القوّة والشجاعة والإستمراريّة واليقظة)[7]! فهو يعتبر ان القضاء والقدر نوع من "الرضوخ والكسل والخوف"!! نتيجة عدم فهم لحقيقة "القضاء والقدر"، ولأن المسيحية الحالية في حقيقتها ليست ديناً سماوياً، فقد اتّبعوا تعاليم بولس، وأعرضوا عن تعاليم المسيح (عليه السلام) الحقيقية وإنجيله السماوي. وموضوع ("القضاء والقدر" في المسيحية) جدير ان نبحثه بمقال منفصل إنْ شاء الله.
نصيحة للـ "أخ رشيد": تعلم الفكر والعقيدة المسيحية قبل ان ترمي كلامك عبثاً لأجل تشويه الاسلام. 
 
"الأخ رشيد" والحكام العرب
ولأنَّ المسيحية خالية من مفاهيم القضاء والقدر  فقد تصوّر" الأخ رشيد" أنَّ اللهَ سبحانه لم يخلق الشرّ، فيقول: { الله لم يخلق الشر ابداً، الله ليس مصدر الشر، الله صالح هو منبع الصلاح، في الاسلام هو خلق الشر هو منبع الشر، ممكن يضر الناس ممكن يضل الناس ممكن يمكر بالناس، ولذلك حكامنا في الشرق هم صورة مصغرة للاله الإسلامي! دكتاتوريون فعالون لما يريدون وممكن يمكروا وممكن يضلوا وممكن يضروا، وبالمناسبة حتى رب العائلة في المجتمعات الاسلامية نجد كثيرا انه يكون نسخة مصغرة عن الاله الاسلامي! "سي السيد" لما يدخل البيت كل واحد يسكت ويصمت، ويقول: ابوية لما يدخل البيت الكل يرجف ويصمت! الله في المسيحية يريد من جميع الناس ان يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، وليس ان يضل هذا وبمزاجه }!  وقد بيّنا خطأ أفكار رشيد حمامي وأنه ليس لم يفهم الاسلام فقط بل لم يفهم المسيحية أيضاً أو انه يكذب من اجل التبشير كما علمهم بولس ذلك في العهد الجديد أن الكذب من اجل البشارة مقبول عندهم حيث قال في رسالته الى اهل رومية (3: 7): (فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟)!!
كما يعمق كلام "الاخ رشيد" الفكرة التي كونّاها عنه من انه هرب من الاسلام وارتد عنه نتيجة سوء التربية التي تلقاها في مرحلة طفولته ولاسيما في معاناته مع أبيه، وكلماته التي يذكرها هنا وهناك خير شاهد على ذلك.
ويركّز "الأخ رشيد" على حكام الدول العربية للطعن في الاسلام! مستغلاً مرحلة الضعف التي تمر بها تلك الدول، متجاهلاً كيف كانت اوربا المسيحية ترزح تحت وطأة الأقطاعيات الأرستقراطية والملكيات وبابوات الكنيسة والصراع الذي كان يجري بينهم آنذاك في القرون الوسطى، ومحاكم التفتيش المخزية التي سوّدت جبين الإنسانية! فأين الأقنوم الثالث "الروح القدس" الذي يقولون ان "مسيح الأناجيل" وعدهم به حال ذهابه! لماذا لم يرشدهم الى الصواب ويمنعهم من كل تلك الشرور التي كانت تُثار بأسم المسيحية؟
 
الله يضل من يشاء
يعترض رشيد حمامي على المفهوم الاسلامي ان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويقول: {ربنا بمزاجه ممكن يضل فلان ويهدي فلان، واحد يجعله مسلم وواحد يجعله كافر، هكذا! فعال لما يريد يضل هذا ويهدي هذا}!
مشكلة "الأخ رشيد" انه لا يفهم ما يقرأ، فحينما يقرأ ان المسلمين يؤمنون بإله عليم حكيم، لا يعرف أبعاد هذا الوصف. فالله سبحانه وتعالى هو العليم لا يخفى عليه شيء وهو الحكيم وكل ما يصدر عنه إنما يصدر بحكمة. فحينما يقول الله سبحانه انّه فعال لما يريد، فهو لا يريد الا كل ما يصدر عن علم وحكمة. وهذا الأمر متفق عليه بين الإسلام والمسيحية. فالآن تبيّن انه ليس هناك "مزاج" ولا عبث" فيما يصدر عن الله عزَّ وجل كما يروّج "الأخ رشيد"! 
اما في الفكر الاسلامي، نستعرض الآن الآيات القرآنية التي ورد فيها ان الله سبحانه يهدي ويُضل لنطلع على معناها الحقيقي بعيداً عن اوهام "الأخ رشيد" وفي ظل حرية الانسان في أفعاله واستحقاقه الثواب نتيجة اعماله الصالحة او العقاب نتيجة اعماله السيئة.  فنقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى:
             في سورة الرعد: ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ (29) كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ (31) )). 
قال السيد الطباطبائي: (وقوله بعد: "ولو أن قرآنا سيرت به الجبال" إلى قوله "بل لله الامر جميعا" وقوله بعد: "وصدوا عن السبيل" إلى آخر الآية. فأجاب تعالى عن قولهم بقوله آمرا نبيه ان يلقيه إليهم: " قل ان الله يضل من يشاء ويهدى إليه من أناب " فافاد ان الامر ليس إلى الآية حتى يهتدوا بنزولها ويضلوا بعدم نزولها بل أمر الاضلال والهداية إلى الله سبحانه يضل من يشاء ويهدى من يشاء. ولما لم يؤمن ان يتوهموا منه ان الامر يدور مدار مشية جزافية غير منتظمة أشار إلى دفعه بتبديل قولنا ويهدى إليه من يشاء من قوله ويهدى إليه من أناب فبين ان الامر إلى مشية الله تعالى جارية على سنة دائمة ونظام متقن مستمر وذلك أنه تعالى يشاء هداية من أناب ورجع إليه ويضل من اعرض ولم ينب فمن تلبس بصفة الإنابة والرجوع إلى الحق ولم يتقيد بأغلال الأهواء هداه الله بهذه الدعوة الحقة ومن كان دون ذلك ضل عن الطريق وان كان مستقيما ولم تنفعه الآيات وان كانت معجزة وما تغن الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ومن هنا يظهر ان قوله ان الله يضل الخ على تقدير ان الله يضل بمشيته من لم ينب إليه ويهدى إليه بمشيته من أناب إليه.
ويظهر أيضا ان الضمير إليه في يهدى إليه راجع إليه تعالى وان ما ذكره بعضهم انه راجع إلى القرآن وآخرون انه راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير وجيه.
قوله تعالى: " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب " الاطمئنان السكون والاستقرار والاطمئنان إلى الشئ السكون إليه.
وظاهر السياق ان صدر الآية بيان لقوله في ذيل الآية السابقة من أناب فالايمان واطمئنان القلب بذكر الله هو الإنابة وذلك من العبد تهيؤ واستعداد يستعقب عطية الهداية الإلهية كما أن الفسق والزيغ في باب الضلال تهيؤ واستعداد يستعقب الاضلال من الله كما قال: " وما يضل به الا الفاسقين " البقرة: 26 وقال: " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين " الصف:5. وليس الايمان بالله تعالى مثلا مجرد ادراك انه حق فان مجرد الادراك ربما يجامع الاستكبار والجحود كما قال تعالى: " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " النمل - 14 مع أن الايمان لا يجامع الجحود فليس الايمان بشئ مجرد ادراك انه حق مثلا بل مطاوعة وقبول خاص من النفس بالنسبة إلى ما أدركته يوجب تسليمها له ولما يقتضيه من الآثار وآيته مطاوعة سائر القوى والجوارح وقبولها له كما طاوعته النفس وقبلته فترى المعتاد ببعض الأعمال المذمومة ربما يدرك وجه القبح أو المساءة فيه غير أنه لا يكف عنه لان نفسه لا تؤمن به ولا تستسلم له وربما طاوعته وسلمت له بعد ما أدركته وكفت عنه عند ذلك بلا مهل وهو الايمان.
وهذا هو الذي يظهر من قوله تعالى: " فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " الانعام: 125 فالهداية من الله سبحانه تستدعى من قلب العبد أو صدره وبالآخرة من نفسه أمرا نسبته إليها نسبة القبول والمطاوعة إلى الامر المقبول المطاوع وقد عبر عنه في آية الانعام بشرح الصدر وتوسعته وفى الآية المبحوث عنها بالايمان واطمئنان القلب وهو ان يرى الانسان نفسه في امن من قبوله ومطاوعته ويسكن قلبه إليه ويستقر هو في قلبه من غير أن يضطرب منه أو ينقلع عنه.
ومن ذلك يظهر ان قوله: " وتطمئن قلوبهم بذكر الله " عطف تفسيري على قوله آمنوا فالايمان بالله يلازم اطمئنان القلب بذكر الله تعالى.
ولا ينافي ذلك ما في قوله تعالى: " انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " الأنفال: 2 فان الوجل المذكور فيه حالة قلبية متقدمة على الاطمئنان المذكور في الآية المبحوث عنها كما يرشد إليه قوله تعالى: " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء " الزمر: 23 وذلك أن النعمة هي النازلة من عنده سبحانه واما النقمة ايا ما كانت فهى بالحقيقة امساك منه عن إفاضة النعمة وانزال الرحمة وليست فعلا ثبوتيا صادرا منه تعالى على ما يفيده قوله: " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده " فاطر: 2)[8]. 
      في سورة ابراهيم (عليه السلام): ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)).
      في سورة النحل: ((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) )).
      في سورة فاطر: ((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) )).
ويقول السيد الطباطبائي: (أما الهداية والمراد بها الايصال إلى المطلوب - فهي لله تعالى لأنها من شؤون الربوبية، وأما الاضلال والمراد به الاضلال على سبيل المجازاة دون الاضلال الابتدائي الذي لا يضاف إليه تعالى فهو الله أيضا لكونه إمساكا عن إنزال الرحمة وعدما للهداية وإذا كانت الهداية له فالامساك عنه أيضا منسوب إليه تعالى)[9]. وقال ايضاً: (نعم هناك آيات تنسب إليه تعالى الاضلال لكن أمثال قوله : ( وما يضل به إلا الفاسقين ) [البقرة : 26] تبين أن الضلال المنسوب إليه تعالى هو الاضلال الواقع بحسب المجازاة دون الاضلال الابتدائي)[10].
ويقول السيد الخوئي: (أن الهداية من الله تعالى على قسمين : هداية عامة وهداية خاصة، والهداية العامة قد تكون تكوينية، وقد تكون تشريعية، أما الهداية العامة التكوينية فهي التي أعدها الله تعالى في طبيعة كل موجود سواء أكان جمادا أم كان نباتا أو حيوانا، فهي تسري بطبعها أو باختيارها نحو كمالها، والله هو الذي أودع فيها قوة الاستكمال، ألا ترى كيف يهتدي النبات إلى نموه، فيسير إلى جهة لا صاد له عن سيره فيها، وكيف يهتدي الحيوان فيميز بين من يؤذيه ومن لا يؤذيه ؟ فالفأرة تفر من الهرة، ولا تفر من الشاة، وكيف يهتدي النمل والنحل إلى تشكيل جمعية وحكومة وبناء مساكن ! وكيف يهتدي الطفل إلى ثدي أمه، ويرتضع منه في بدء ولادته : " قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى 20 : 50 ". وأما الهداية العامة التشريعية فهي الهداية التي بها هدى الله جميع البشر بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم، فقد أتم الحجة على الانسان بإفاضته عليه العقل وتمييز الحق من الباطل، ثم بإرساله رسلا يتلون عليهم آياته، ويبينون لهم شرائع أحكامه، وقرن رسالتهم بما يدل على صدقها من معجز باهر، وبرهان قاهر، فمن الناس من اهتدى، ومنهم من حق عليه الضلالة : " أنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا 76 : 3 ". وأما الهداية الخاصة، فهي هداية تكوينية، وعناية ربانية خص الله بها بعض عباده حسب ما تقتضيه حكمته، فيهيئ له ما به يهتدي إلى كماله ويصل إلى مقصوده، ولولا تسديده لوقع في الغي والضلالة، هذا وقد أشير إلى هذا القسم من الهداية في غير واحد من الآيات المباركة، قال عز من قائل : " فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة 7 : 30. قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين 6 : 149. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء 2 : 272. إن الله لا يهدي القوم الظالمين 6 : 144. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 2 : 213. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء 28 : 56. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا 29 : 69. فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم 14 : 4 ". إلى غير ذلك من الآيات التي يستفاد منها اختصاص هداية الله تعالى وعنايته الخاصة بطائفة خاصة دون بقية الناس، فالمسلم بعد ما اعترف بأن الله قد من عليه بهدايته هداية عامة تكوينية وتشريعية طلب من الله تعالى أن يهديه بهدايته الخاصة التكوينية التي يختص الله بها من يشاء من عباده. * * * وصفوة القول : أن البشر بطبعه في معرض الهلاك والطغيان فلا بد للمسلم الموحد أن لا يتكل على نفسه بل يستعين بربه، ويدعوه لهدايته، ليسلك به الجادة الوسطى فلا يكون من المغضوب عليهم، ولا من الضالين)[11].
بعد هذا الشرح لأثنين من اساطين العلم في الفكر الاسلامي الشيعي، يتبين ان الهداية الإلهية نوعان تكوينية (وهي التي نحتج بها على الملحدين[12]) وتشريعية، وان الهداية التشريعية بدورها تقسم الى قسمين: هداية ابتدائية، وهداية خاصة، وهي الهداية التي ينعم بها الله سبحانه وتعالى على من يشاء من عبده بعد ان يصدر عنهم ما يؤهلهم لتلقيها أو بحكمته سبحانه، كما في قوله تعالى: ((وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)) فمن ينيب ويرجع الى الله سبحانه ينعم عليه بالمزيد من الهداية. 
ومن المؤيدات لما ذكرناه آنفاً ما رواه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن (داود بن سليمان، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله (عز وجل): يا بن آدم، كلكم ضال إلا من هديت، وكلكم عائل إلا من أغنيت، وكلكم هالك إلا من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم، فإن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفاقة ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ولو أمرضته لا فسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا المرض ولو أصححت جسمه لأفسده ذلك، وإن من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي، فألقي عليه النعاس نظراً مني له، فيرقد حثى يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها، ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله، ثم كان هلاكه في عجبه ورضاه من نفسه، فيظن أنه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده حد المقصرين فيتباعد بذلك مني، وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون على أعمالهم وإن حسنت، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت، لكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي فليرجوا، وإلى حسن نظري فليطمئنوا، وذلك أني أدبر عبادي بما يصلحهم، وأنا بهم لطيف خبير)[13].
فحينما يُنزِلْ اللهُ سبحانه وتعالى آيةً للبشر، فمنهم من يؤمن بها فيزيده إيماناً ومنهم من يجحد بها فيضل عن سبيل الله فيزيده ضلالاً، وإضلاله عزَّ وجل قد يكون بسلب التوفيق عنه من جهة وبسلب عوامل الهدى عنه من جهة أخرى. وكما مرّ علينا في موضوع الشرور حيث ان الشر العدمي هو غير حقيقي لأنه انحسار وفقدان لضده، وكذلك الضلال قد يكون إنحسار للهدى لجحود مسبق من ذلك الانسان، فيزداد غياً على غيّه بإختياره.
وفي المسيحية نجد شيئاً مقارباً للفكر الاسلامي، حيث قال البابا فرانسيس: (إنّ بناء الملكوت لا يتطلب نعمة الله فحسب، إنما يتطلب أيضًا جهوزية الإنسان الفاعلة. النعمة تحقّق كلّ شيء، كلّ شيء! لكن الأمر يتطلّب من جهتنا فقط الاستعداد لقبول النعمة، لا مقاومتها: النعمة تحقّق كلّ شيء ولكن الأمر يتطلب “مسؤوليّتي”، ويستلزم “استعدادي”)[14]. فهو يعترف بأن بناء الملكوت يتطلب نعمة الله وهو الذي نقول عنه هداية الله المشار اليها في القرآن الكريم، واما كلامه عن قبول النعمة فالمقصود بها قبول الهداية الابتدائية ((يَهْدِي مَن يَشَاءُ))، أي إنَّ الانسان هو الذي ينيب الى ربه. 
وفي رسالة بولس الى اهل رومية (9: 13-21): (كما هو مكتوب: «أحببت يعقوب وأبغضت عيسو». فماذا نقول؟ ألعل عند الله ظلما؟ حاشا! لأنه يقول لموسى: «إني أرحم من أرحم، وأتراءف على من أتراءف». فإذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى، بل لله الذي يرحم. لأنه يقول الكتاب لفرعون: «إني لهذا بعينه أقمتك، لكي أظهر فيك قوتي، ولكي ينادى باسمي في كل الأرض». فإذا هو يرحم من يشاء، ويقسي من يشاء. فستقول لي: «لماذا يلوم بعد؟ لأن من يقاوم مشيئته؟» بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها: «لماذا صنعتني هكذا؟» أم ليس للخزاف سلطان على الطين، أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟). وقوله في (9: 18): (فاذا هو يرحم من يشاء ويُقسّي من يشاء). نقرأه في ترجمة التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: (فالله إذاً يرحم من يشاء ويُقَسّي من يشاء). ألم يقرأ "الأخ رشيد" هذا النص فما هو موقفه منه وفيه صراحة نفس الموقف الاسلامي في أنَّ الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء؟! فما معنى انه سبحانه يُقَسّي من يشاء سوى أنَّه يضل من يشاء ويهدي من يشاء ؟
وفي التفسير التطبيقي في التعليق على ما جاء في رسالة بولس الى اهل رومية (9: 14) جاء فيه: (هل كان من الحق أن يختار الله يعقوب الأصغر ويفضله على عيسو؟ ضع في ذهنك على الدوام، من هو الله الذي نعبده، إنّه مطلق السلطان، وهو يعمل لخيرنا في كل شيء، وهو جدير بكل ثقة، وإنَّه يُخلِّص كل من يؤمنون به. وعندما نفهم هذه الصفات في الله، ندرك أن كل اختياراته صالحة حتى وإن كنّا لا نفهم كل أسبابه)[15]. 
 
امتناع تسمية الله بالأب في الاسلام:
يعترض رشيد حمامي على عدم وجود أسم (الأب) ضمن الاسماء الحسنى! ويقول: {وليس فيها ان الله ابونا}!
وجواب هذا من الجهات التالية:
اولاً. لا نسلّم ان النصوص في الكتاب المقدس التي ورد فيها وصف الإله بأسم (الأب) هي نصوص إلهية وصحيحة الصدور عن الوحي الإلهي. إذ لا دليل على ذلك.
وثانياً. ان أسم (الأب) خاص بالمخلوقين، ويتقوّم بوجود الإبن، وحيث ان الله تبارك وتعالى هو الفرد الصمد، فقد تنزّه عن مثل هذه التسميات التي تنافي وحدانيته سبحانه.
 
تصوّر الإله في ذهن "الاخ رشيد"
يقول رشيد حمامي: { الله ليس ذلك الدكتاتور، فعندما كان صغيراً كان يتصور الله بهيئة عجوز يحمل عصا وجالس على كرسي فوق ويراقبنا ليضرب كل من يفعل الخطأ!! هذه فكرة مشوهة عن الله }!
هل ذنب الاسلام ان يكون تفكير رشيد حمامي وهو صغير تفكيراً خاطئاً؟!! هل يتم تحميل الاسلام الخطأ والذنب ويتم تشويه صورته لأن رشيد حمامي لم يتلق التعليم الديني الصحيح وهو صغير؟!! فليس في الاسلام تشبيه لله تعالى بأحد من مخلوقاته، بل المسيحية هي التي تجعل الانسان في شبه من الخالق حيث ورد في سفر التكوين (1: 26و27): (وقال الله: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض». فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم)! فهذه عقيدة المسيحيين، وبعض المسلمين من الصوفية والسلفية (الوهابية) أيضاً لديهم مثل هذه الشطحات! فمشكلة رشيد حمامي أنه في شبابه لم يتعرف على المذهب الحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذي يعلم المسلم التعليم الصحيح وان الله سبحانه كما وصف نفسه في القرآن الكريم: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)). فما يشنّع رشيد حمامي به على الاسلام موجود مثله في المسيحية وكتابها المقدس!! فيا رشيد حمامي ألم تقرأ في انجيل لوقا (6: 41): (لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها)؟!
 
تصوّر الإله في المسيحية
يقول رشيد حمامي: {انه اكتشف في المسيحية ان الله ليس ذلك الإله المتكبر الذي ينزل في الثلث الاخير من الليل الى السماء الاولى، بل هو في المسيحية  "أخلى نفسه آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس"[16] انه اصبح مثلي هو نزل ونزل ونزل الى ان صار مثلي! عكس الصورة الاسلامية عن الله تماماً! الله في الاسلام كلما ابتعد كلما صار ممجد! في المسيحية كلما اقترب كلما تمجّد! ليس هذا فقط بل هو فعال لكل ما من شأنه ان يخلصني، فهو اطاع حتى الموت وليس اي موت بل موت الصليب يعني فعل كل شيء ممكن فعله لأجل خلاصي انا، انا الانسان}! 
فأمّا ان يكون الله سبحانه متكبرأً فقد تطرقنا الى بيان صوابه في فقرة الاسماء الحسنى آنفاً. وان صفاته في العهد القديم عند المسيحيين هي أيضاً صفات المتكبر.
واما دعوى ان الله ينزل في الثلث الأخير من الليل فقد ذكره "الاخ رشيد" دون أن يبين سبب النزول!! وذلك لأنه يكشف عن سعة رحمة وعدالة الله عزَّ وجلّ، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة حين يبقى من ثلث الليل الآخر يقول من يدعو فأستجيب له من يسالني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)[17]. وواضح ان المقصود هو نزول رحمة الله تبارك وتعالى فيستجيب الدعاء للذين يحييون ثلث الليل الآخر ويعطيهم ما يسألون ويغفر لمستغفرهم. فكيف يدّعي "الاخ رشيد" ان مجد الله تعالى في تكبّره وليس باقترابه من خلقه! فهل يوجد رحمة وتقرّب اكثر من ذلك! وهو الإله العليِّ العظيم تنزل رحمته فيغفر لمن يستغفره ويجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويعطي من يساله ويقبل توبة التائب، وهو الرحمن وسعت رحمته كل شي وهو الرحيم الذي لا تنفك عنه الرحمة. وهو أيضاً المتكبّر الذي يتعالى عن النقائص. فلا يحتاج الإله العظيم الى تجسّد وفداء وتعرض للاهانة من قبل اليهود لكي يصبح له الحق في غفران الخطايا كما في المسيحية، بل هو الإله العظيم المتكبّر العليّ الكبير، الدائم المغفرة والعطاء وقابل توبة التائبين، فما أوسع رحمته وما اكثر ودَّهُ لعباده أي محبته لهم الظاهرة في سعة رحمته ومغفرته لهم، وهو الودود الغفور.
اما "مسيح الأناجيل الأربعة" "الإله الضعيف" الذي نزل الى الناس ولم يخبرهم من هو[18] ويدعوهم الى التوبة ولا يتمكن ان يغفرها الا بعد ان يُصلب! فكيف يدعوهم الى ما لا يقدر عليه!! وإنْ قيل انه يدعوهم لأنه يعرف انه سيصلب ويقدم نفسه قرباناً، فلماذا كان يوحنا المعمدان يعمد الناس فتغفر لهم خطاياهم بلا صليب ولا فداء! ونجح يوحنا المعمدان بما لم ينجح به المسيح حيث قام بتعميد جميع سكان اليهودية واورشليم[19]! 
 
الشركة مع المسيح
يقول رشيد حمامي: {الله لم يخلقنا لنعبده بل لنكون في شركة معه، اي بيننا علاقة وليس مجرد عبادة}! 
هذا الكلام قد يردده بعض المسيحيين او غالبيتهم ولكن يفوتهم انه اذا كانت المقدمات خاطئة فالنتيجة تكون خاطئة! فالله سبحانه ليس في شركة مع البشر لأنه لم يقل ذلك، لا من قبل أنبياء العهد القديم ولا في القرآن الكريم، واستحداث العهد الجديد لهذا المفهوم لا يعطي له الشرعية الفكرية ولا سيما أنَّه لم يثبت أن العهد الجديد هو نص إلهي موحى به بل هو كتابات من وضع بولس وأتباعه! 
والله سبحانه لا يمكن ان يكون في شركة مع أحد مخلوقاته، لأن الشركة إنما تكون فيما بين المتكافئَين! والله تبارك وتعالى ليس له كفؤٌ ولا شبيه ولا نظير. نقرأ في القرآن الكريم، في سورة الإخلاص: ((وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ))، وفي التوراة، سفر التثنية (33: 26) ترجمة سميث-فاندايك: (ليس مثل الله يا يشورون) وفي التفسير التطبيقي: (ليس نظيرَ الربِّ يا بني إسرائيل) وفي طبعة "الكتاب الشريف": (ليس مثلُ اللهِ يا شعبي). فالله سبحانه وتعالى ليس له نظير ولا مثيل ولا شريك.
ولقد طوّر المسيحيون مفهوم الشراكة مع المسيح الى ما يسمونه (شراكة القديسين)! قالوا: (إنّ الكنيسة هي مكان لقاء وشراكة بين أتباع المسيح. هذا ما نقصده بشراكة القديسين الذي يحتفل به في يوم عيد جميع القديسين. هذا اليقين الذي آمن به الرسل.  الكنيسة هي  جماعة أو شراكة جميع المؤمنين، أحياءًا كانوا أم أمواتًا، مدعوّين جميعًا من الله ومتحوّلين في المسيح والروح القدس. إنّ هذه الشراكة تتحقّق بصورة خاصة عندما يجتمع المسيحيون للإحتفال بالإفخارستية. تتألّف شراكة المؤمنين من الكنيسة المنتصرة (القديسين الذين انتقلوا إلى السماء) ومن الكنيسة المجاهدة (المسيحيين الذين مازالوا يطوفون ويتجوّلون في الأرض) والكنيسة المتألّمة (الذين هم في المطهر). إنّ المجمع الفاتيكاني الثاني يعود فيؤكّد هذه العقيدة: "بالفعل، إنّ جميع الذين هم للمسيح ويملكون روحه يشكّلون كنيسة واحدة ويُراعون ويحترمون بعضهم بعضًا ككلّ في المسيح.  إذًا، إنّ وحدة الذين ما زالوا على الطريق مع إخوانهم الذين رقدوا في سلام المسيح، لا تعرف أيّة قطيعة؛ على العكس، حسب الإيمان الثابت للكنيسة، إنّ هذه الوحدة مشدّدة بتبادل الخيور المشتركة.")[20]!!
ولا اعرف لماذا يصر المسيحيون على استخدام لفظ (الشريك) واشتقاقاته في دينهم لفظاً ومعنى!! فالله سبحانه الإله الواحد الاحد أطلقوا عليه أسم (الأب) وجعلوه الأقنوم الأول وجعلوا معه شريكين هما أقنوم الأبن وأقنوم الروح القدس!! والكنيسة جعلوها شريكة للـ"المسيح الإله"!! وانها (أي المؤمنين به) في شركة دائمة مع المسيح!! دائماً للشرك وجود في الفكر المسيحي!! ثم عمدوا للقديسين وجعلوهم شركاء مع مريم العذراء والأقانيم الثلاثة في قبول الشفاعة والتوبة والنجاة يوم الحساب!!
 
العبودية لله!
يقول "الأخ رشيد": { اقصى مكانة تصلها في الاسلام ان تكون عبد! وممكن ان يعترض احد ويقول انه بولس في المسيحية ايضا يقول انه عبد المسيح، نعم ولكن في الاسلام تكون علاقة عبد وسيد فقط بدون ان تسأل، فالسادة يعاملون العبيد هكذا، بدون ان تسأل، فالمسلم لماذا يصوم لأنه عبد، فإذا لم تصم سيعاقبك، وكذلك الصلاة والزكاة، فهل هذه هي علاقتنا مع الله في المسيحية؟ عندما كنت صغير كنت اخاف من الله واعرف انه وضع اثنين مخبرين علية هم رقيب وعتيد }،،،  يقصد الملكين عن اليمين والشمال ،،، { واحد يكتب الحسنات وواحد يكتب السيئات، كل واحد منهما عنده كتاب، ولو لم اعمل اي شيء فسوف يعاقبني! جعلني اخاف منه ويعلمني كراهة الاخر. ثم يروي قصة حصلت معه عندما كان صغيراً وكيف انه راى سياح اجانب فيهم بنات جميلات فسال اباه عنهم فقال انهم النصارى الكفار، وان الله جعلهم جميلين في الدنيا لأنه سيذهب بهم الى جهنم في الاخرة! بخلاف المسلمين!! ففي الاسلام يعلموننا كراهية الاخر، ونظرتنا للآخر دونية! }
يعترض "الأخ رشيد" ان يكون الناس عبيداً لله، فما هم إذن سوى ذلك؟ إنَّ حقيقة البشر هي هذه ولا يمكنهم ان لا يكونوا كذلك الا ان يذهبوا الى ارضٍ لم يخلقها الله تعالى، وهو محال!
فالبشر عبيد لله من حيث القهر، فالانسان مقهور فهو في قبضة الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك فقد اعطاهم الله تبارك وتعالى حريتهم في اختيار طاعته ام لا! ثم يجازيهم بإختيارهم يوم الحساب في الدار الآخرة. وهم ليسوا فقط عبيداً لله سبحانه من حيث أنهم مقهورون له عزَّ وجلَّ بل هم أيضاً عباد الله من حيث شكرهم لله تبارك وتعالى وقد عرفوه واقبلوا عليه وعبدوه طواعية، فهو من كرم الله تبارك وتعالى ان مكنهم أن يصبحوا عباداً لله سبحانه وتعالى. فالبشر جميعهم عبيد لله، والمؤمنون منهم عباد لله أيضاً. والمؤمنون يفتخرون بأنهم عبيد لله وعباد لله، وممتنّون لله أنهم كذلك. ومن نعم الله تبارك وتعالى أن المؤمنين، وهم عبيد لله، مطمئنون الى ان الله لن يظلمهم ولن يظلم أي إنسان، فهم بهذا مطمئنون في حياتهم الى ان سيدهم وخالقهم عادل تجاههم ورحيم ورؤوف بهم.
قال تعالى: ((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ))[21]،،، 
ما أعظمك يا إلهي.
وحقيقة ان العلاقة بين الخالق والمخلوق هي علاقة عبادة، لها وجود في الكتاب المقدس أيضاً! فهل لا يعلم "الأخ رشيد" بذلك؟! أم أنه يخفي الحقيقة تبعاً لمنهج بولس بالكذب والذي يقول في رسالته الى اهل رومية (3: 7): (فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟)!!
•     في سفر الخروج (10: 26): (فتذهب مواشينا ايضا معنا.لا يبقى ظلف.لاننا منها ناخذ لعبادة الرب الهنا.ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى ناتي الى هناك).
•     في المزامير (102: 22): (عند اجتماع الشعوب معا والممالك لعبادة الرب).
•     في سفر هوشع (4: 10): (فيأكلون ولا يشبعون، ويزنون ولا يكثرون، لأنهم قد تركوا عبادة الرب). 
•     في ملاخي (3: 14): (قلتم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود؟).
•     في اعمال الرسل (26: 5): (عالمين بي من الاول، ان ارادوا ان يشهدوا، اني حسب مذهب عبادتنا الاضيق عشت فريسياً)..
•     في رسالة بولس الى اهل رومية (9: 4): (الذين هم اسرائيليون، ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد).
•     أيضاً في رسالة بولس الى اهل رومية (12: 1): (فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية[22]).
وورد في الكتاب المقدس ايضاً وصف الناس بأنهم (عبيد الله):
•     في سفر دانيال (3: 26): (ثم اقترب نبوخذناصر الى باب اتون النار المتقدة واجاب فقال يا شدرخ وميشخ وعبد نغو يا عبيد الله العلي اخرجوا وتعالوا.فخرج شدرخ وميشخ وعبد نغو من وسط النار).
•     وفي اعمال الرسل (16: 17): (هذه اتبعت بولس وايانا وصرخت قائلة:«هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي، الذين ينادون لكم بطريق الخلاص»).
•     في رسالة بطرس الاولى (2: 16): (كاحرار، وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر، بل كعبيد الله).
 
وقد ورد في الكتاب المقدس وصف موسى ودانيال وبولس بوصوف: (عبد الله):
•     في اخبار الايام الأول (6: 49): (واما هرون وبنوه فكانوا يوقدون على مذبح المحرقة وعلى مذبح البخور مع كل عمل قدس الاقداس وللتكفير عن اسرائيل حسب كل ما امر به موسى عبد الله).
•     في نحميا (10: 29): (لصقوا بإخوتهم وعظمائهم ودخلوا في قسم وحلف أن يسيروا في شريعة الله التي أعطيت عن يد موسى عبد الله، وأن يحفظوا ويعملوا جميع وصايا الرب سيدنا، وأحكامه وفرائضه).
•     في دانيال (6: 20): (فلما اقترب إلى الجب نادى دانيآل بصوت أسيف. أجاب الملك وقال لدانيآل: «يا دانيآل عبد الله الحي، هل إلهك الذي تعبده دائما قدر على أن ينجيك من الأسود؟»).
•     في دانيال (9: 11): (وكل إسرائيل قد تعدى على شريعتك، وحادوا لئلا يسمعوا صوتك، فسكبت علينا اللعنة والحلف المكتوب في شريعة موسى عبد الله، لأننا أخطأنا إليه).
•     في ملاخي (3: 18): (فتعودون وتميزون بين الصديق والشرير، بين من يعبد الله ومن لا يعبده). 
•     في رسالة بولس الى اهل فيلبي (3: 3): (لأننا نحن الختان، الذين نعبد الله بالروح، ونفتخر في المسيح يسوع، ولا نتكل على الجسد). 
•     رسالة بولس الى تيطس (1: 1): (بولس، عبد الله، ورسول يسوع المسيح، لأجل إيمان مختاري الله ومعرفة الحق، الذي هو حسب التقوى).
•     في رسالة يعقوب (1: 1): (يعقوب، عبد الله والرب يسوع المسيح، يهدي السلام إلى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات).
•     في رؤية يوحنا اللاهوتي (15: 3): (وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله).
 
ونجد أنَّ النبي ابراهيم (عليه السلام) في سفر التكوين (18: 27) يخاطب الله سبحانه بلفظ (المولى) كما في اغلب الترجمات العربية، حيث ورد فيه: (فأجاب إبراهيم وقال: «إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد.)، وفي التوراة السامرية كتبوها: (فأجاب ابراهيم وقال: قد الآن أمعنت في مخاطبة مولاي وأنا تراب ورماد)[23]. ولفظ (المولى) و(مولاي) هي خطاب بين العبد وسيده.
والملفت ان المسيح نفسه يتم وصفه في العهد الجديد بأنه عبد الله! ففي اعمال الرسل (3: 13) نقرأ في الكتاب المقدس (بولس باسيم)، والكتاب المقدس (الترجمة الكاثوليكية "اليسوعية"): (عبده يسوع). وفي نفس السفر في (3: 26): (عبده). وفي (4: 25 و27 و30): (داود عبدك) و(عبدك القدوس يسوع) و(عبدك القدوس يسوع) على التوالي! فوصف المسيح والنبي داود بوصف (عبد الله). وهذه العبودبة تم تحريفها في طبعات أخرى للكتاب المقدس بلفظ (فتى) تارة ولفظ (خادم) تارة أخرى[24]!
ويصرّح بولس في رسالته الى أهل رومية (6: 22): (وأما الآن إذ أعتقتم من الخطية، وصرتم عبيدا لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة أبدية). بولس يصرّح ان المسيحيين هم عبيد لله، يا "أخ رشيد".
ثم يأتي رشيد حمامي وبكل سذاجة متعمدة ام غير متعمدة ليقول ان العلاقة بين البشر وخالقهم ليست علاقة عبودية ويدّعي انها علاقة شراكة! والشراكة لا تكون الا بين المتكافئين، وحاشا لله سبحانه وتعالى ان يكافئه احد من البشر أو احد من مخلوقاته. ولذلك قال تعالى في سورة الإخلاص: ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)) فهي كما تنفي النديّة لأي مخلوق تجاه الخالق فكذلك تنفي ان يكون أي مخلوق شريكاً للخالق في أيِ شيء.
أمّا مزاعمه ان الاسلام يعلّم الكراهية فهذا نتيجة الفهم الخاطيء لبعض المسلمين لبعض نصوص دينهم، ونتيجة عدم إلتفاف المسلمين حول الثقلين الذين ضمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن من يتمسك بهما لن يضلَّ، وهما الكتاب والعترة، أي القرآن الكريم وآل البيت الاطهار (عليهم السلام). قال تعالى في الآية (8) من سورة الممتحنة: ((لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)).
وقد سُئِلَ سماحة السيد علي السيستاني (دام ظلّه الوارف) السؤال التالي: (س- هل يجوز تبادل الود والمحبة مع غير المسلم ، إذا كان جارا، أو شريكا في عمل، أو ما شابه ذلك ؟)، فكان جوابه: (إذا لم يظهر المعاداة للإسلام والمسلمين بقول أو فعل، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الود والمحبة من البر والإحسان إليه ، قال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) ) وأيضاً السؤال التالي: (س- هل يجوز السير في موكب جنازة غير مسلم لتشييعه ، إذا كان جارا مثلا ؟)، فكان جوابه: (إذا لم يكن هو ، ولا أصحاب الجنازة ، معروفين بمعاداتهم للإسلام والمسلمين ، فلا بأس بالمشاركة في تشييعه)[25].
وفي فقه المغتربين لسماحة السيد علي السيستاني (دام ظلّه الوارف) نقرأ: (يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين ، يخلص لهم ويخلصون له ، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ). إن صداقات كهذه إذا استثمرت استثمارا جيدا كفيلة بأن تعرف الصديق غير المسلم، والجار غير المسلم، والرفيق، والشريك، على قيم وتعاليم الاسلام فتجعله أقرب لهذا الدين القويم مما كان عليه من قبل، فقد قال رسول الله ( ص ) لعلي (ع): لئن يهدي الله بك عبدا من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها))[26]. وأيضاً فيه: (س- هل يجوز تبادل الود والمحبة مع غير المسلم ، إذا كان جارا أو شريكا في عمل أو ما شابه ؟) فأجاب سماحته: (إذا لم يكن يظهر المعاداة للاسلام والمسلمين بقول أو فعل ، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الود والمحبة من البر والإحسان اليه ، قال تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)[27].
وأيضاً فيه: (س- هل يجوز التصدق على الكفار الفقراء كتابيين كانوا أو غير كتابيين؟ وهل يثاب المتصدق على فعله هذا؟) فأجاب سماحته: (لا بأس بالتصدق على من لم ينصب العداوة للحق وأهله ويثاب المتصدق على فعله ذلك)[28]. فحتى الصدقة على فقراء المسيحيين وغيرهم جائزة وليس فقط عدم الكراهية، لمن لم يظهر العداوة للاسلام.
 
العبادة كالروبوت
يقول "الأخ رشيد": { عندما كان مسلما كان كل يوم يصلي في نفس الاتجاه ونفس الحركات، حتى يصبح الانسان كالروبوت! بدون وعي! فكنت اصلي مجرد حركات روتينية جعلني انظر للآخرين انهم اقل مني، نحن خير امة لدينا افضل كتاب افضل لغة! }
غالباً ما نجد عقده النفسية تلقي بظلالها على حياته وقراراته! ولمّا كانت حياته بائسة مليئة بالعقد النفسية فلذلك اصبحت قراراته بائسة أيضاً وفي مقدمتها تركه للاسلام العظيم وارتداده عنه!
لو صبرت يا رشيد حمامي واطلعت جيداً على معنى صلاة المسلم وكيف يرتقي بروحه نحو الله سبحانه وتعالى ويتكامل خلالها، لعرفت ان العبرة في الصلاة ليست في الحركات الروتينية المتكررة، بل في الخشوع والتواصل الروحي مع الخالق جلَّ وعلا والاطمئنان الذي يمتليء به المصلي حال صلاته وبعدها.
انصحك يا رشيد بقراءة الكتب التالية عن روحانية الصلاة التي لا تعرف منها سوى تكرار ركعاتها وسجودها!!
1.  كتاب (التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية) للشيخ زين الدين الجبعي العاملي الشهيد الثاني[29].
2.  كتاب (الآداب المعنوية للصلاة) للسيد الخميني[30]. 
3.  كتاب (أسرار الصلاة) للشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني[31].
4.  كتاب (أسرار الصلاة) للاستاذ محسن قراءتي[32].
 
ادّعاء "الأخ رشيد" أنَّه أصبح ابن الله!!
يقول رشيد حمامي: { انه بعدما بدأ يدرس بالمراسلة اول حاجة عرفها ان الله اعطاه ان يكون ابنه وليس مجرد عبد! ثم يذكر نصاً من انجيل يوحنا مبتوراً، يقول: "لا أعود أسميكم عبيدا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل[33]"... يقول: لأني اعلمتكم بكل حاجة، فالعبد لا يعرف ما يعمل سيده فقط ينفذ اما انا فعلمتكم كل حاجة!! }
يبحث "الأخ رشيد" عن الابوة التي افتقدها في حياته نتيجة العلاقة السيئة بينه وبين والده!! ولذلك ظن انه يمكن ان يعوض ذلك الحرمان النفسي بان يتخذ من الإله اباً له دون الحاجة لأن يخاف منه أو أن يطيعه!! وظن ان هذه العلاقة يمكن أن تكون حقيقية من خلال المسيحية فتمسك بها!!
ومن المؤسف أنَّ "الاخ رشيد" يبتر النص ويحرف كلام المسيح المنسوب له في انجيل يوحنا لأنه كان يتحدث عن انه اعلمهم بكل ما سمعه من ابيه (الأب الاقنوم الأول)! بينما حرّف "الاخ رشيد" النص ليجعله يتحدث ان المسيحيين يتصرفون ويعبدون الله ويطيعونه عن معرفة وليس كطاعة العبيد!! انه امر معتاد عند المبشرين النصارى ان يكذبوا من اجل "مجد الرب" فقد سبق لبولس ان فعل ذلك وعلمهم فعل ذلك: الكذب من اجل التبشير بمجد الرب!! حيث قال في رسالته الى اهل رومية (3: 7): (فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟)!!
 
ويقول رشيد حمامي: { نحن احباء، "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله" }! يشير الى ما جاء في انجيل يوحنا (1: 12): (وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه)! ويقول: {عندما صرت مسيحي ولا مرة شعرت اني خائف من الله! هل معناه اني لا اخطيء لا نخطيء، لكن بنعرف ان ربنا يعرف ضعفنا، " لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم" من يقيمني؟ الرب يمد يده ويقيمني، لا توجد مشكلة ربنا عارف انني من تراب، عارف اننا ضعفاء }، 
وتمام ما استشهد به هو ما جاء في في سفر ميخا (7: 8و9) : (لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي. أحتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه، حتى يقيم دعواي ويجري حقي. سيخرجني إلى النور، سأنظر بره). فالله ليس فقط محبة، فعندما يخطيء الانسان يغضب الرب عليه، وقول رشيد حمامي انه في المسيحية لم يخف من الرب فهذا من سوء توفيقه، وإلا هل يقول عاقل أنّه لا يخاف الله!! فهو قد فهم جانباً من المسيحية ومن الكتاب المقدس ولم يفهم الجوانب الأخرى! فمعرفته، إذن، بالمسيحية وبالكتاب المقدس ناقصة! فليحذر رشيد حمامي لأنه لم يخف الله ولا مرة منذ ارتداده الى المسيحية لأنه مكتوب في الكتاب المقدس، سفر يشوع بن سيراخ (1: 33-36) : (يا بني، إن رغبت في الحكمة، فاحفظ الوصايا، فيهبها لك الرب. فإن الحكمة والتأديب هما مخافة الرب، والذي يرضيه هو: الإيمان والوداعة، فيغمر صاحبهما بالكنوز. لا تعاص مخافة الرب[34]، ولا تتقدم إليه بقلب وقلب).
وفيه ايضاً في (7: 31): (اخش الرب بكل نفسك، واحترم كهنته).
وفي (9: 22): (ليكن مؤاكلوك من الأبرار، وافتخارك بمخافة الرب).
وفي (40: 26-28): (الغنى والقوة يعزان القلب، لكن مخافة الرب فوق كليهما. ليس في مخافة الرب افتقار، ولا يحتاج صاحبها إلى نصرة. مخافة الرب كجنة بركة، وقد ألبست مجدا يفوق كل مجد).
هذه المعاني العالية الموجودة في سفر يشوع بن سيراخ، أين رشيد حمامي منها؟! نعم صحيح، هو بروتستانتي ولا يعترف بشرعية هذا السفر ولا بكونه من الاسفار القانونية، بخلاف الكاثوليك والآرثوذكس الموجود في كتابهم المقدس، فلننقل الحث على مخافة الله من مواضع أخرى من الكتاب المقدس، مواقع معترف بها عند البروتستانت، ولا يطبقها "الأخ رشيد"!!
سفر المزامير (128: 1): (طوبى لكل من يتقي الرب، ويسلك في طرقه).
في سفر الامثال (9: 10): (بدء الحكمة مخافة الرب).
وفي رسالة بولس الى اهل افسس (5: 21): (خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله).
وفي رسالة بطرس الأولى (2: 17): (أكرموا الجميع. أحبوا الإخوة. خافوا الله. أكرموا الملك).
وفي سفر المزامير (119: 120): (قد اقشعر لحمي من رعبك، ومن أحكامك جزعت).
وفي رسالة القديس اغناطيوس الانطاكي الى افسس (11: 1): (لنسلك بوقار، لنخش طول أناة الله، لئلا تتحول دينونة علينا. ولنخش الغضب الآتي أو لنحب النعمة الحاضرة، لنختر واحدة منهما، فقط علينا أن نوجد في المسيح يسوع، الذي يقودنا الى الحياة الحقيقية)[35]. حيث يدور الامر عنده بين خشية غضب الله الآتي أو محبة حلمه وأناته الذي يتيح الفرصة للتوبة لكيلا يسقطوا في الدينونة. فالمحبة هي للنعمة التي تتيح التوبة، وليست المحبة لله بدون التفات الى ما يقترفه الانسان من خطايا!
ويقول القس انطونيوس فهمي، ننقله بإختصار: (يَقُول المَزْمُور﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118 مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15).. ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي..الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة..عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة.. عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر.. أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟.. لاَ.. لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا. وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22).. الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً.. لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة.. مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر.. وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16).. هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا.. أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب.. عَادِي.. قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه.. عَادِي.. يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه.. عَادِي.. يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة.. عَادِي.. يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة.. مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة.. الَّذِي يَسْعَل.. يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة.. قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة.. مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم.. لاَ.. الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً.. لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي (إن كنتُ انا اباً فأين كرامتي وإن كنتُ سيداً فأين هيبتي) ( ملا 1 : 6 ).. نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة.. لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول (سيروا زمان غربتكم بخوفٍ) ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة –.. أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي (تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ) ( في 2 : 12).. وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول (لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أريكم ممن تخافون) ( لو 12 : 4 – 5 ).. – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ (خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم) ( لو 12 : 5 ).. إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا.. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول (خلِّصوا البعض بالخوف) ( يه 23 ).. أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة.. سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي.. لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة..)،،،،، (..مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار.. وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا.. أبَداً.. بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا.. كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور  (لم يجعلوا اللهَ امامهم) (مز 54 : 3).. وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا (خافوا اللهَ واعطوه مجده) ( رؤ 14 : 7 ).. أيْضاً يَقُول (من لا يخافك يا رب ويُمجّد اسمك لأنك وحدك قدّوس) ( رؤ 15 : 4 ).. مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول (لا تستكبر بل خَف) ( رو 11 : 20 ).. سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي.. أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي.. أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك.. ألَسْنَا نَقُول (القديسين الذين ارضوك منذ البدء) ( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟ ثَلاَثَة كَلِمَات:-)... (إِجْعَل الله أمَامَك دَائِماً)... (فَكَّر كَثِيراً فِي الدَيْنُونَة)... (فَكَّر كَثِيراً فِي أضْرَار الخَطِيَّة)[36].
فهذه دعواه بعدم الخوف نبين تهافتها من مصادر المسيحية نفسها، حيث يتبيّن ان "الأخ رشيد" يشرِّق ويغرِّب في الكلام، ولذلك تجده يخالف حتى المسيحية التي يبدو انه لم يفهمها على النحو الدقيق!

 
______________________ 
الهوامش:

[1] مقال بعنوان (281- جاء في الصلاة الربية: "وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ" (مت 6: 13) فهل اللَّه يدخل الإنسان في التجارب؟)، والمستل من كتاب (كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس)، منشور في موقع الانبا تكلا همانوت، موقع الكنيسة القبطية الآرثوذكسية، والمنشور عبر الرابط: أضغط هنا 
[2] الاية (38) من سورة المدّثّر.
[3] الآية (21) من سورة الطور.
[4] العهد الجديد / الترجمة المشتركة / هوامش بولس الفغالي – هامش ص316.
[5] منشور في صفحة (القديسون و الشهداء والأنبياء الذين ينحدر أصلهم من بلاد عبر الأردن)، عبر الفيسبوك، عبر الرابط: أضغط هنا 
[6] مقال بعنوان (معجزة شفاء الرجل المولود أعمى)، منشور في موقع (صوت المسيحي الحر)، عبر الرابط: أضغط هنا 
[7] مقال بعنوان (هل في المسيحيّة قضاء وقدر؟!)، بقلم عدي توما، منشور في موقع زينات، عبر الرابط: أضغط هنا 
[8] تفسير الميزان / السيد الطباطبائي – ج11 ص353 و354.
[9] تفسير الميزان / السيد الطباطبائي - ج٢٠ ص٣٠٩.
[10] تفسير الميزان / السيد الطباطبائي – ج7 ص190.
[11] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي – ص ( 493-495).
[12] راجع كتابنا المطبوع: (نشوء الكون وحقيقة الخلق).
[13] الأمالي / الشيخ الطوسي – ص(166-167).
[14] مقال بعنوان (البابا: ما من حياة مبتذلة مع الإنجيل)، منشور بتاريخ 28/7/2020م، في موقع (zenit)، عبر الرابط: 
أضغط هنا 
أيضاً في نفس الموقع (zenit) كلمة البابا في يوم الاحد 26 تموز 2020م، تحت عنوان (ملكوت السماوات كنز يُجدّد الحياة كل يوم)، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[15] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس / لجنة من اللاهوتيين / جمعية الكتاب المقدس الدولية / مطبوع في بريطانيا، طبعة رابعة 2002م – ص2399.
[16] رسالة بولس الى اهل فيلبي (2: 7).
[17] المجموع / محيي الدين النووي (متوفى 676هـ) / دار الفكر - ج4 ص47.
[18] بخصوص إخفاء "مسيح الأناجيل الأربعة" لشخصيته راجع مقالنا ("مسيح الأناجيل الأربعة" وصواب رفض اليهود له)، عبر الرابط:
https://www.kitabat.info/subject.php?id=146819
[19] انجيل مرقس (1: 5).
[20] مقال بعنوان (ماذا نقصد بشراكة القديسين؟)، منشور في الموقع الالكتروني (رعيّة مار انطونيوس الكبير)، عبر الرابط:
https://www.marantoniosalkabir.com/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D9%82%D8%B5%D8%AF-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%86
[21] سورة فُصِّلَتْ، الآية (46).
[22] بعض الترجمات العربية تترجمها: (عبادتكم الروحية).
[23] التوراة السامرية / ترجمها من العبرانية الى العربية: الكاهن السامري ابو الحسن إسحاق الصوري / تقديم وتعليق د. أحمد حجازي / دار الجيل في بيروت / الطبعة الاولى، 2007م – ص43.
[24] راجع مقالنا ("الاخ رشيد" واخطاؤه في محاضرته عن الانجيل)، للاطلاع على تفاصيل هذا التحريف في هذا الموضع من الكتاب المقدس!
[25] فقه الحضارة - السيد السيستاني / الدكتور محمد حسين علي الصغير / دار المؤرخ العربي في بيروت - ص 174و175.
[26] الفقه للمغتربين - السيد السيستاني / السيد عبد الهادي محمد تقي الحكيم - ص 207.
[27] فقه للمغتربين - السيد السيستاني / السيد عبد الهادي محمد تقي الحكيم - ص 223 و224.
[28] فقه للمغتربين - السيد السيستاني / السيد عبد الهادي محمد تقي الحكيم - ص 344
[29] تجدونه عبر الرابط:
http://alfeker.net/library.php?id=3468
[30] تجدونه عبر الرابط:
http://alfeker.net/library.php?id=2652
[31] تجدونه عبر الرابط:
http://alfeker.net/library.php?id=3465
[32] تجدونه عبر الرابط:
http://alfeker.net/library.php?id=1151
[33] التكملة من انجيل يوحنا (15:15): (لأني اعلمتكم بكل ما سمعته من أبي).
[34] في طبعة الآباء الدومينيكان 1875م: (لا تكن غير أمين لخشية الرب).
[35] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص28.
[36] مقال بعنوان: (سمّر خوفك في لحمي)، منشور في موقع القس أنطونيوس فهمي، عبر الرابط:
http://www.frantoniosfahmy.com/sermons/1237


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/27



كتابة تعليق لموضوع : أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 6 7 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net