إلى وقت ليس ببعيد كانت المرأة تواجه الكثير من الصعوبات والتعنت في مسألة التعليم؛ إذ كانت مستبعدة تماماً من حق تحصيل العلم أو الحصول على براءات الاختراع و ربما أن الغرب قد انتصر قليلاً للمرأة في العصور الحديثة ألا أن الشرق لا يزال يضع الكثير من تلك العوائق أمامها.
في نهاية القرن العشرين كان هناك ما نسبته 10% فقط من براءات الاختراع التي سُجلت باسم امرأة، و حين نلقي نظرة على كل الاختراعات التي ظهرت خِلالَ القرون الماضية، سيبدو جلياً لنا كيف أن عددا قليلا جدًا من النساء قد شاركن أو اخترعن تلك المخترعات. وحين نبحث عن أسباب ذلك سندرك أن السبب لم يكن في قصور عقل المرأة أو عدم امتلاكها للعبقرية والقدرة على الإبداع بل وهو الأهم أنها وجدت الكثير من العقبات و الصعوبات التي حالت دون تعلمها وإظهار عبقريتها وأفكارها وحتى وإن تجرأت على ذلك فإن تلك الأفكار و الإبداعات كانت تُنسب لغيرها قسرا؛ قوانين بريطانيا و أمريكا حتى وقت ليس ببعيد كانت تمنع المرأة من امتلاك أي شيءٍ وخاصة الأفكار وبراءات الاختراع، وكانت تُنسبُ أفكارها لزوجها أو والدها.
كانت المرأة محرومة من التعليم المناسب الذي قد يُساعدها على تحويل أفكارها إلى شيءٍ عملي ملموس تنتفع به هي وتنتفع به أمتها، وبعضهن تعرضنَ للسخرية والتحيز عند السعي لطلبِ المساعدة من الرجال من أجل تنفيذ أفكارهن، واستقبل المجتمع معظم أفكار المرأة بالازدراء والإجحاف و التجاهل برغم أهميتها في تحسين حياةِ نساءٍ كُثر، واعتبروها أفكارًا محليةً لا تستحق الإشادة أو الشكر.
اليوم الفرصة مواتية لتنال المرأة حقها في التعلم الذي حرمت منه طيلة قرون من الزمن، ورغم الحرب في اليمن وانعدام أو انقطاع رواتب المعلمين إلا أن هناك فتيات مصممات على مواصلة تعليمهن وهؤلاء من يجب أن يُشدُّ على أيديهن لأنهن يؤمن أن المقاعد المحجوزة في المستقبل ستكون لمن يطلب العلم اليوم ويكافح من أجله، لقد صار بوسع كل فتاة أن تحقق وجودها وتثبت ذاتها وذلك بأن تتعلم وتؤدي دورها في المجتمع أسوة بأخيها الرجل، من حيث أن لها حقوق وعليها واجبات، لقد صار بوسعها أن تبدع وتبتكر وتخترع وتساهم في الارتقاء بالمجتمع، كل ما تحتاجه هو أن تجدّ أكثر وتمنح الرخصة من بيئتها وأسرتها لتحقيق ذلك.
إن تعلم المرأة اليمنية في أمريكا أو في اليمن هو طوق النجاة الأكيد لليمن وأهله فالجهل والتخلف كان عدو اليمن الأول، فيا رجال اليمن الحبيب مغتربين هنا أو مواطنين هناك علموا بناتكم، فلذات أكبادكم، نمّو قدراتهن وامنحوهن الثقة المدروسة واجتهدوا في دفعهن وتشجيعهن لطلب العلم، واغرسوا فيهن حب الدين والعقيدة الصحيحة، حببوا إليهن العلم وحب الوطن الأم ما استطعتم، فلعل صلاح يمننا وسلامه يتحقق بتعليمهن، كما فعلت بلقيس ذات يوم.
* تربوية يمنية مقيمة في أمريكا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat