صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

آيات الأحكام القرآنية ... 5
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وعليه أعتقد إنه بغير ذلك سوف تبقى الشريعة الاسلامية والديانة الاسلامية مجرد شعائر وأحكاما ثابتة لاتقبل التجدد والتجديد والاجتهاد ، أو إنها لاتتماشى مع المرونة والاستمرارية الزمنية والتطورات والمتغيرات لإكتشاف الحلول للإشكاليات والمستجدات والمعضلات من الأمور .
أما إن الشريعة الاسلامية – بلا شك – هي بعكس ذلك تماما ، إذ إنها تدعو وبإلحاح الى إعمال العقل والاجتهاد العقلي والفكري ، وكذلك فإنها تدعو الى السماحة والتسامح والاعتدال والمرونة في التعامل مع شؤون الحياة .
ثم هناك فرق بيّن وإختلاف واضح بين أصول الدين الذي يدرس العقيدة والثوابت العقدية والأساسية ، وبين علم أصول الفقه الذي يجتهد لتقنين الشريعة والفقه والفكر الاسلامي في زمان ومكان معينين على ضوء الخطوط العريضة للكتاب والسنة ، ثم على ضوء الاجتهادات العقلية للعلماء والمفكرين والمنظرين المسلمين . وهكذا فإن علم أصول الدين الذي يعني بالنظرفي القواعد الأساسية والثوابت للدين هو ثابت في كلياته وأساسياته ، في حين ان الثاني ، وهو أصول الفقه غير ثابت ، أي انه قابل للتطور والتغير من بيئة لأخرى ، ومن عصر الى عصر ، ومن أعراف الى أخرى ، ومن شعب الى آخر  . وهذا معناه ان لكل عصر إجتهاده وأعرافه ، وليس بالضرورة ان الاجتهاد الذي سبقنا في حقبة ما انه ينطبق على عصرنا الراهن ، أو ان إجتهاد عصرنا سوف يتفاعل مع العصر الذي يأتي بعدنا ! .
إن الشريعة الاسلامية بعد الكتاب والسنة قائمة على الاجتهاد العقلي والفكري ، وهي قائمة أيضا على المصالح والمنافع حيث هي أساس التشريع وقاعدته الشرعية ، لعله لذلك صرح الكثير من علماء أصول الفقه ؛ { حيثما كان الشرع كان العقل ، وحيثما كان العقل كان الشرع }  ، ولعله لهذا أيضا قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ { أنتم أعلم بشؤون دنياكم }  ! .
أما في العصر الحاضر هناك العديد من التجارب لحكومات إدّعت الاسلامية ، أوالإدّعاء بتطبيق الشريعة والأحكام والتعاليم الاسلامية . وهذه التجارب منها ماكانت قاسية ومتطرفة جدا ، بحيث انها شوهت الأحكام ، أو أن بعضا منها قاسية ومتشددة ، أو لعل تجربة منها قد نجحت في جوانب ، لكنها أخفقت تماما في جوانب هامة أخرى . وقد يكون السبب هو خلطها بين منطقة الثوابت المحدودة الأولى ، وبين المنطقة الثانية التي يجوز فيها الاجتهاد النسبي ، ثم بين المنطقة الثالثة حيث هي منطقة الاجتهاد المطلق كما تحدثنا عنها سابقا في هذه المقدمة ، ومنها كانت غير موفقة حتى للفهم الصحيح والإستقراء الصائب للأحكام والتعاليم الاسلامية  . لذلك فإن غالبية التجارب الاسلامية تخلط خلطا خاطئا وعجيبا بين هذه المناطق التي تختلف وتتميز الواحدة عن الأخرى من حيث المساحة والحكم والتعريف والمعنى ! .
وبتوضيح أكثر ، بحسب رأيي ومتابعتي إن الفقهاء والمنظّرين للتجارب الاسلامية المعاصرة قد أخطأوا في الخلط بين أحكام الايمانيات الثابتة ، وبين أصول القسم الثاني القابلة للاجتهاد . هذا بالاضافة الى عدم الأخذ بعين الاعتبار الأولويات ، أوعدم المراعاة للعصر وأعرافه ومقتضياته ومتغيراته الواسعه وتطوراته السريعة والكثيرة . ثم الخطأ الآخر هو عدم مراعاة قاعدة ؛ الأهم فالمهم في التعامل مع القضايا الموجودة في المجتمعات سواء كانت إجتماعية وسياسية ، أو كانت فكرية وأدبية ، أو كانت قومية ووطنية ، أو دينية ومذهبية وفنية. لهذا كان تعاملها مع هذه القضايا كان تعاملا يتسم بالقسوة والعنف والخشونة ، أو مجابهتها بالرفض والإقصاء والإنكار ، أو مجابهتها بالعنف الأمني والمخابراتي والتسليحي والعسكري ! .
على هذا فإنهم – أي التجارب الاسلامية التي تحدثنا عنها – قدموا للعالم صورة مشوهة للحكم والسياسة والتعاليم الاسلامية . لذا ، وبالإستناد على ماورد نلاحظ التشدد والتطرف والمغالاة منهم ، ومن حكوماتهم وسلطاتهم وشيوخهم في القضايا الاجتماعية والجنائية ، وفي قضايا حقوق الانسان والحكم والسياسة والاقتصاد والثروات الوطنية  ، أو الخطإ الكبير الآخر وهو فرض هذه الحكومة وتلك مذهبها الديني على شعوبها كما نرى في ايران ، وفي السعودية وحكومة طالبان سابقا . علاوة إخفاق هؤلاء في إستنباط إجتهاد بدائلي آخر لعدد من الأحكام الاسلامية ذات الطابع الجنائي ، مثل الأحكام المتعلقة بشرب الخمر والزنا المحصن وغير المحصن والسرقة ، لأن الضرورة والعرف والمصلحة الاسلامية والانسانية تقتضي في هذا العصر بإيجاد بدائل أخرى كالسجن والتوقيف والغرامة المالية أو غيرها من العقوبات ، وذلك بدلا من الجلدة والرجم وقطع اليد ، لأن المهم في الاسلام هو تنفيذ الأحكام وإجرائها لا الطريقة والآلية من التنفيذ والإجراء ! .
ثم المسألة الهامة الأخرى هي ان التحريم في الاسلام لم يكن فجائيا ، أو انه كان ذو صورة واحدة وشكل واحد ونمط واحد ، بل انه كان على صور وأشكال متعددة ومتنوعة ، فمنها ماأخذ طابع التدرج والمرحلية كالخمر ، ومنها ماأخذ طابع المنع والتحريم الزمني – التاريخي كالرقيق والإماء والجواري ، مع أن المسألة الأخيرة كانت قد حُرِّمت مبدئيا في الاسلام ! .
والمؤسف  هو انه نرى كثيرا من الفقهاء والعلماء المعاصرين يتغافلون عن هذه المسائل حينما يكتبون ويتطرقون اليها ، فترى انهم يدرجونها في مؤلفاتهم وكتبهم ودراساتهم ، في حين ان هذه المسائل والقضايا هي ضمن المنع والتحريم الزمني ، وها هو عصرنا وزمننا قد لفظه وعفا عنه ولم يعد له واقعا أو حقيقة في الوجود . وقد فعل هؤلاء الأفاضل تقليدا للفقهاء القدامى للمذاهب الاسلامية المعروفة . لذا ينبغي أن تكون الكتب والمراجع والمؤلفات الفكرية والثقافية والسياسية والفقهية الاسلامية العصرية الحديثة خالية تماما من المسائل المذكورة ، لأنها لم تعد لها واقعا ، أو حقيقة في داخل المجتمعات الانسانية المعاصرة ! .
أما دراستى المتواضعة هذه للأحكام القرآنية فإنها تتكون من الفصول التالية ؛
أحكام الفصل الأول ؛ الايمانيات والعقائد التي تشمل ؛
1-/ الشهادتان . 2-/ الصلاة . 3-/ الزكاة . 4-/ الصيام . 5-/ الحج . 6-/ القِبْلَة . 7-/ السعي . 8-/ التيمم . 9-/ الموالاة . 10-/ البراءة . 11-/ المعوذتان . 12-/ الرحمة . 13-/ الكتب السماوية . 14-/ الأنبياء والرسل . 15-/ الدعوة والتبليغ .
أحكام الفضل الثاني ؛ الأحكام في السياسة والحكم وشؤونه التي تشمل :
1-/ الحكم والحكومة والتحاكم . 2-/ الشورى المُلْزِمَة . 3-/ الخلافة / الإمامة . 4-/ العدل . 5-/ الغصب / الإحتلال . 6-/ السلام . 7-/ الصلح . 8-/ حرية الدين والعقيدة . 9-/ الأحزاب والمؤسسات . 10-/ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 11-/ العالمية والانسانية . 12-/ سبيل الله تعالى والمستضعفين . 13-/ تغيير تخوم الأرض .
أحكام الفصل الثالث / الأحكام الجنائية التي تشمل :
1-/ القتل . 2-/ الردة . 3-/ الخمر . 4-/ السرقة . 5-/ الميسر .6-/ الزنا . 7-/ القصاص . 8-/ الغصب الجنسي . 9-/ المخدرات .
أحكام الفصل الرابع / الأحكام الاجتماعية التي تشمل :
1-/ الزواج . 2-/ خلاف الزوجين . 3-/ الطلاق . 4-/ نكاح الكتابيات . 5-/ الرضاعة .6-/ تعدد الزوجات . 7-/ الحيض . 8-/ المحرمات . 9-/ القذف . 10-/ الإستئذان . 11-/ حقوق الوالدين . 12-/ المواريث . 13-/ قتل النفس ، أي الإنتحار . 14-/ الحِلْف . 15-/ اللحوم المحرمة . 16-/ الأخوة . 17-/ الحجاب . 18-/ النفس . 19-/ نكاح المتعة وأشباهها .
أحكام الفصل الخامس / الأحكام المالية والاقتصادية التي تشمل :
1-/ الأموال . 2-/ التجارة . 3-/ الربا والبنوك . 4-/ العمل والعمال .5-/ الإكتناز . 6-/ الإحتكار . 7-/ الشركات . 8-/ الأسواق والمتاجر . 9-/ الزراعة والمزارعون . 10-/ الثروة والثراء الفاحش . 11-/ الفقر والفقراء .
أحكام الفصل السادس / الأحكام في العلم والمعرفة التي تشمل :
1-/ العلم . 2-/ الحكمة . 3-/ كتمان العلم . 4-/ السير في الأرض .
أحكام الفصل السابع / أحكام التسلح والدفاع التي تشمل :
1-/ الجهاد . 2-/ الحرب وضوابطها. . 3-/ الإعداد .4-/ الفرار . 5-/ الأسرى وأحكامهم .6-/ الغنائم العسكرية وغيرها . ربما تكون لاحقا أحكام أو قضايا أخرى سندرجها في هذه الدراسة ضمن فصولها .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/12



كتابة تعليق لموضوع : آيات الأحكام القرآنية ... 5
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net