صفحة الكاتب : احمد مصطفى يعقوب

اغلاق جريدة الدار والنفس الطائفي
احمد مصطفى يعقوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقرأ الغرب تاريخهم قراءة نقدية تمحيصية دون تعصب وبكل حرية وبلا خطوط حمراء وكذلك يقرؤون تاريخنا بنفس النظرة أحيانا , الا أن العرب لا يستطيعون قراءة تاريخهم بكل حرية نظرا للخطوط الحمراء الكثيرة التي فرضوها على أنفسهم أو فرضتها عليهم الحكومات ووزارات الإعلام العربي , فالخطوط الحمراء التي فرضها العرب على انفسهم نظرية عدالة الصحابة ومسألة اظهار المحاسن والفتوحات التوسعية التي لا تهدف لإنتشار الإسلام لكل خليفة من الخلفاء لذلك نجد أن الغرب يتقدم في بحوثه العلمية ويصرف على البحث العلمي ميزانيات هائلة وكبيرة تفوق ما يصرفه العرب على جيوشهم المهزومة التي لا تضرب الا شعوبها بينما تهتز وتجبن أمام جنود الكيان الصهيوني على الرغم من التفوق العددي عند العرب ونجد أن الغرب يشجعون البحث العلمي ويشجعون كل عالم وكل كاتب بينما في الوطن العربي تجد أن السجون مليئة بالكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي وتغلق الصحف كما أغلقت جريدة الدار في الكويت ويصدر حكما على رئيس تحريرها ويجر كتابها ويدفعون مبالغ مالية ضريبة ابدائهم الرأي ولا يجد بعض الكتاب مجالا للكتابة في الصحف أو في المجلات التي لا تعين كاتبا الا إن كان متوافقا مع سياسة الصحيفة وصاحبها بينما يسرح ويمرح كل مطرب هابط يشجع في أغنياته على إفساد نساء المسلمين بكلماته وتمجد وتصور كل مطربة ساقطة تعيث الفساد في الأرض وتغري الشباب بحركاتها بل ويحظى كل راقص بالحماية ويتمتع بمميزات لا يحصل عليها أهل العلم فانظر الى الصحف التي تخصص يوميا ما يسمى بالصفحة الفنية التي تمتليء بالتفاهات وأخبار طلاق وزواج الفنانين والفنانات والصور الملونة لكل فنانة بينما تخصص صفحة دينية واحدة في الاسبوع أو صفحة ثقافية ليوم في الاسبوع فقط فالمهم أن ينشغل العرب بالطرب والرقص والغناء وأن ينشغل شبابنا بتقليد الفنانين والفنانات ويحفظون أغنياتهم ويهجرون القرآن الكريم هذا كله بتشجيع من بعض الدول العربية التي ترعى كل مطرب وتستقبله في المطارات استقبال الأبطال الفاتحين بينما تتصل نيابة الصحافة بالكتاب لتطالبهم بالمثول أمامها لمحاسبتهم على مقال كتبوه دفاعا عن عقيدتهم بعدما يهدد أحد النواب التكفيريين بتفجير المراقد المقدسة في اتصال يجريه مع قناة من قنوات الفتنة فلا يحاسب هذا النائب ولا يتهم باثارة الفتنة الطائفية بينما يتم الإتصال على من رد عليه في مقال متواضع ليدفع ضريبة دفاعه عن سيد الشهداء عليه السلام , وتقوم الصحف باجراء المقابلات مع بعض الذين يثيرون الفتنة ويتعرضون للمذهب الشيعي ولا تحاسب ولا يوجه لها أي اتهام ولا يتم الإتصال على كتابها ومحاسبتهم بينما تحاسب جريدة الدار عندما ترصد وتوثق ما ذكره هؤلاء مع ذكر المصدر وتغلق وسط فرح النواصب في منتدياتهم مما يدل على انهزامهم الفكري والعقائدي وهشاشة تفكيرهم وسذاجتهم !! والعجيب هو تخاذل جمعية الصحفيين وعدم تحركها لإيقاف جريدة الدار لخوفها من الأغلبية البرلمانية التي تريد تصفية حساباتها مع وسائل الإعلام التي كانت ترفض مخططاتهم وأهدافهم ووسائلهم هذا بالإضافة إلى كون ملاك الجريدة من الطائفة الشيعية التي ترفض النفاق والتمسح على أحذية المسؤولين ونلاحظ أيضا صمت النواب من الطوائف السنية وكأن الموضوع لا يعنيهم على الرغم من ادعاءاتهم أنهم يريدون التنمية والإصلاح فأي تنمية وأي إصلاح في ظل قمع الحرية وإيقاف الصحيفة ومحاسبة كتابها على آرائهم ؟ إننا لن نتطور إذا منعنا الكلمة والرأي فأوروبا لم تتطور الا بعد أن تخلصت من أغلال الكنيسة التي كبلتها العصور الوسطى فمنعت الكتب وقراءتها وحاكمت العلماء والمفكرين ولم تنتقل أوروبا الى عصور النهضة والتنوير وعصر الآلة البخارية والثورة المعلوماتية الا بعد أن حطمت أغلال الكنيسة , والعجيب أن الجمعيات الثقافية كلها صامته لأن سمعة الكويت أمام المحافل العالمية لا تهمها فبدلا من أن نتطور ونتقدم فإننا نتأخر ونتخلف لان الوطنية عندنا صارت مجرد أغنيات وبنات يرقصن وأعلام ترفع أما التطور الفكري والتقدم في حرية الرأي فأمور ليست في الحسبان , فالخوف من الكلمة ومن الرأي دليل الضعف والإنهزامية فهذا هو أمير المؤمنين الفاروق الصديق الأكبر علي بن مؤمن قريش أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه مازال اسمه يذكر في الأذان ولا تقبل الصلاة الا بالصلاة عليه وعلى ابنيه سيدا شباب الجنة وزوجته سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وقد كان الخوارج لعنهم الله يشتمونه ويكفرونه علانية فاين الخوارج ؟ فها هو ضريحه الشريف تشد الرحال اليه على الرغم مما يتعرض له زواره من أذى من بعض النواصب على المنافذ ويكون الأذى كالعسل على قلوب شيعته الكرام من أجل نظرة منه روحي لتراب نعليه الفداء بينما صار الخوارج لعنهم وكل من حارب أمير المؤمنين عليه السلام في مزبلة التاريخ كلما ذكروا يلعنهم الناس والملائكة , فلك الله يا جريدة الدار يا من كنت متنفسا للشيعة الا أنهم والله لن يمحو أمرنا وهيهات منا الذلة , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
 
بقلم
 
أحمد مصطفى يعقوب
 
كاتب كويتي
 
الكويت في 13 مارس 2012
 
مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com/
 
تويتر @bomariam111
 
البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مصطفى يعقوب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/13



كتابة تعليق لموضوع : اغلاق جريدة الدار والنفس الطائفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net