صفحة الكاتب : حامد گعيد الجبوري

هل تستحق النائبة مها الدوري الدفاع عنها
حامد گعيد الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وصلتني عبر بريدي الإلكتروني رسالة أجهل مرسلها ، والرسالة محملة بصور للنائبة البرلمانية مها الدوري ، وهي عبارة عن صورتين أو ثلاثة تظهر النائبة مها وهي متبرجة وغير محتشمة ، وحينها تحدثت طويلا مع زوجتي بهذا الخصوص ، ولا أخفي احترامي وإعجابي بهذه المرأة الشجاعة ، لمواقف كثيرة ولمجمل لقاءات فضائية معها ، شكلت لي أكثر من رأي عنها ، وحقيقة لا أهتم إن كانت من التيار الصدري ، أو غيره من التيارات والأحزاب الدينية ، وساءني كثيرا رغم صراحة الطرح وسباكته ، ما كتب دفاعا عنها في موقع كتابات في الميزان ،وكاتب المقال السيد ( سلام صالح ) ،  والأمر أكثر من جلي وواضح ، فمها الدوري ليست بحاجة لي والآخرون للدفاع عنها ، لأنها امرأة فاضلة شجاعة ، تتحدث بطلاقة وعربية سليمة ،تخالف  الكثير من السياسيين أشباه الأميين ، وأثبت جمال رد الأستاذ سلام صالح ، وأختلف معه بأكثر من محطة ، يقول السيد سلام صالح ما نصه ، ( انا اعلم ان العلمانيين الجدد يريدون ان يعوضوا جهلهم باصول العلمانية كفكر ونظام اجتماعي باباحية وانحراف ومجون واعلم ان هؤلاء في سوق الفكر " كمثل الحمار يحمل اسفارا " وهم في علم الاجتماع يدورون بين غرائزهم وصبيانياتهم لا يتعدونها ابدا والا لانكشف للناس انهم نتاج تسلط الدكتاتورية والاحتلال على مقدرات البلاد سياسيا وثقافيا ) ، ومع أني أحترم رأي السيد سلام فإن حقيقة العلمانية غير ما ذكره ، العلمانية نظام سياسي يفصل الدين عن الدولة تماما ، وكما يقال ( الدين لله والوطن للجميع ) ، وأنا أول مؤمن بالعلمانية رغم تديني ومن صباي والتزامي بكل الطقوس الدينية ، وأوديها بشغف وإيمان يختلف عمن يمارسه رياءً لغايات دنيوية ، أما أنا فأمارس عبادتي لأغراض أخروية ، وشتان بين الاثنين ، ولست أدري من أي مصدر علم به الفاضل سلام لينسب للعلمانية ما قال .
   وعودة للنائبة مها الدوري التي وصلت للبرلمان مرة ثانية تختلف بها عمن جاء عضوا برلمانيا جديدا ، فلأن فلان يرأس القائمة التي رشح لها ، ولأنه لم يحصل على العدد المشرف من الناخبين لإيصاله لقبة البرلمان ، بل وصل برقم مخزي جدا ، ولكنه حظي بمقعد برلماني بأصوات رئيس قائمته ، ومها الدوري حصدت من الأصوات ما أضافت لقائمتها الكثير ممن تراجعوا وأنقذتهم هي بأصواتها الإضافية ، بمعنى أنها دخلت لقبة البرلمان العراقي وخلفها جمع كبير ممن انتخبوها لتدافع عن حقوقهم وحقوق الآخرين وأنا منهم ، تصوروا أنها ومن الجلسات الأولى طالبت بمنحة مالية لعامة المواطنين ، وغيرها يقبض المال الذي لم يخوله الشعب بأخذه عنوة ، والغريب أن أغلبهم من المتدينون غير العلمانيون الذين وصفهم السيد سلام .
      أما بخصوص الصور التي نشرت على المواقع أقول بشأنها ، يمكن الآن لأي متعلم مبتدئ على الحاسوب ، أن يعبث ما شاء بالصور  أولا ، ولست بحاجة لإيراد أمثلة لذلك ، وثانيا لنفترض أن الصور حقيقة واقعة ، فهل الدين الحنيف يفرض على المرأة  أن تلبس كامل حجابها أمام النساء ، ولنتصور أن السيدة مها الدوري دعيت لحفلة عقد قران نسائية الحضور ، فهل يفرض عليها دينها أن تكن محجبة أمامهم ؟ ، نعم نفترض أنها كانت بهذه الحفلة ، وغير محجبة ومتخذة كامل زينتها كما النساء الأخريات ، ووقفت قبالتها صديقة لها ، أو عدوة لها ولفكرها مع الجمع ، والتقطت صورة لها بجهاز المويايل ، وبخبث أو بطيبة شاهد أزواجهن ، أو إخوانهن ، أو أبنائهن هذه الصور ، علما أن الشارع المقدس لا يبيح عرض صور المحارم على الآخرين ، فإذن أن مها الدوري لم ترتكب إثما بأخذ صور لها ، ومرتكبة الذنب من عرضت تلك الصور على المحارم ، وكل ما قلته افتراضا ، والافتراض المهم الذي بنيت عليه فكرتي أن تلك الصور لم يكن أحد من النساء أو الرجال يظهر بالصورة .
    أخيرا وكما بدأت أن الأخت النائبة الوطنية الجريئة لا تحتاج مني ومن غيري أن يدافع عنها ، لأنها تمتلك من البيان والحجة الدامغة الكثير لتدافع عن نفسها ، وخيرا فعلت إذ لم تتعرض لمثل هذه الأباطيل بشئ يذكر ، ومجمل حديثي الذي ذكرت ما هو إلا جرعة أخوية وطنية لها ، كي نجدها على العهد الذي قطعته على نفسها من أجل الدفاع عن المواطن والوطن بجرأة النسوة الرساليات .                


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد گعيد الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/28



كتابة تعليق لموضوع : هل تستحق النائبة مها الدوري الدفاع عنها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : وجهة نظر في 2010/11/28 .

بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ..
لا اريد الدفاع عن النائبة مها الدوري ولكن وجهة نظر الكاتب الكريم موضع احترام فربما تكون الصور ((مفبركة)) او ملتقطة بدون علم واذن صاحبتها.. انا شخصيا لم اطلع على الصور .






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net