احلمْ، لكن بتوازُن...
بنت الزهراء اللامي

نعم، احلمْ ولا تجعلْ لأحلامِك حدًا...
لكن احذرْ وانتبهْ جيدًا أنْ تُعطيَ لأحلامِك القُدرةَ على السيطرةِ عليك وجعلِك أسيرًا لها؛ فأنتَ إنْ فعلتَ ذلك ستحكمُ على ذلك الحلمِ أو الهدفِ الذي ترغبُ بتحقيقِه بعدمِ التحقُّق..
لنتعرَّفْ.. ما تأثيرُ ومعنى أنْ نكونَ أُسارى لأحلامِنا وأهدافِنا ورغباتنا؟
من الحقائقِ الثابتةِ والمُثبتةِ علميًا في قانونِ هذهِ الحياة: أنّ أيَّ هدفٍ أو حلمٍ أو أيَ رغبةٍ نتمنى حدوثَها معنا نجعلُها "المعبودة" في حياتِنا!
قد تستغربونَ من هذه الكلمة.. وربما لا تستسيغونها حتى.. لكنْ كونوا على يقينٍ أنَّ هذا الشيءَ يحدُثُ كثيرًا، ورُبّما قد حدثَ ويحدثُ معكم ومن دونِ علمِكم وانتباهِكم حتى.
ليسَ المقصودُ بالعبادةِ هُنا التلفظ الصريح بأنّنا عَبَدَةٌ لهذا الحلمِ أو الرغبةِ أو الهدفِ، فعندما يستولي تحقيقُ هذا الشيء أيًا كانَ على كُلِّ تفكيرِنا، ويزدادُ شيئًا فشيئًا حتى يُصبِحَ تحقيقُه هو هدفَنا الرئيسي في هذه الحياة، حتى تفوقَ مساحتُه في داخلِنا على مساحةِ حُبِّنا للهِ (سبحانه وتعالى)، ويكون هو الشيءَ الذي يوفِّرُ لنا كُلَّ السعادةِ، وبعدمِ تحقيقِه لا توجدُ سعادةٌ إطلاقًا.. لأنّنا قد ربطنا به كُلَّ شيءٍ في واقعِنا...
يُضافُ إلى ذلك التعلُّقُ بالأشخاصِ بطريقةٍ جنونيةٍ، فيُصبِحُ التفكيرُ بهم هو كُلَّ يومِنا، ومن دونِ أنْ ننتبهَ لأنفسِنا نجدُ أنّنا قرنّا وجودَنا مع وجودِ هذا الشخص الذي تعلّقنا به..
بل إنّه ما من حياةٍ بعده حتى نصلَ لمرحلةِ نقرِنُ فيها رضا هذا الشخصِ علينا برضا ربِّنا الواحدِ الأحدِ والعياذُ بالله..
ألا يُسمّى هذا عبوديةٌ؟!
وما أخطر من ذلك؟!
فإنَّ أيّ شيءٍ يصلُ معنا لهذهِ الدرجةِ لنْ نحصلَ عليه أبدًا، ولن نُحقِّقَه أبدًا...
وحتى إنَّ الأشخاصَ الذين نتعلّقُ بهم إلى هذا الحدِّ تيقنوا من أنّنا لنْ تدومَ علاقتُنا بهم نهائيًا لأيّ سببٍ من الأسبابِ.. وهذه حقيقةٌ مُثبتةٌ
لذلك طلبتُ منكم أحبتّي أنْ تحلموا بأي شيءٍ كان، وأنْ تُحبّوا، لكن بتوازن، ذلك إنْ أردتُم لأحلامِكم أنْ تتحقّقَ.. وللأشخاصِ الذين تُحبّونهم أنْ يبقوا معكم..
ولا تنسوا أيضًا أنّ لنا ربًا غيورًا على قلوبِنا، يعدُّها (جلَّ وعلا) حرمَه.. وقد أمرَنا بحديثٍ قُدسي أنْ لا نُدنِسَ حرمَه.. والحَرَمُ لفظٌ يُطلقُ على الشيء المُقدّسِ، والتدنيسُ هو الإخلالُ بحُرمةِ هذا الحرمِ الطاهرِ المُطهّرِ بما يتنافى مع قُدسيته
ولنبتغِ الأسبابَ التي نصلُ بها إلى حبِّه (تعالى)، وأهمها حُبُّ آلِ البيتِ الأطهار (عليهم سلام الله)، لننعمَ بهذه الحياةِ الدُنيا بما يضمنُ لنا سلامةَ آخرتِنا والفوزَ بجِنانِ الخُلدِ التي أُعِدّتْ للمُتقين..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بنت الزهراء اللامي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/20



كتابة تعليق لموضوع : احلمْ، لكن بتوازُن...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net