صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

النظافة وقصصها من الألف إلى الياء //// الجزء الرابع
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إقترحت على طالب دراسات عليا (دكتوراه) ان يكون بحثه بعنوان : النظافة طريقنا لغد مشرق وبيئة سليمة، فقال لي حرفيا : أشو الفكرة ما طاخه عندي، سيدنا مو شويه مبالغ فيها! لا يا سيدي الكريم ليست هناك مبالغة إطلاقا (وإن كانت الفكرة ما طاخّه عندك).  فالمجتمع المتقدم هو مجتمع يعتني بالنظافة وأقلها النظافة الظاهرية، نظافة الأماكن العامة. وسنبرهن على ذلك بالدليل القاطع. المبالغة يا سيدي هي ما نحن عليه من بيئة ملوثة وغير صالحة لكل شيء تقريبا. المبالغة هي أننا لا نهتم ولا نتعاون ولا نناقش حال ومآل هذه الأطنان من القمامة والنفايات والأوساخ في عصرٍ تعد فيه العدة للرحلات السياحية إلى القمر. صديقي طالب الدراسات العليا لو كان مهتما بالأمر لناقشني  فيما عرضت عليه وهناك يتبين ويتضح إن كنت مبالغا في الأمر، أو يكون هو المتساهل لدرجة الإهمال وهذا ما أظنه. الإعتناء بالنظافة يعني الإلتزام بالنظام والعرف (الذي ندعو لإيجاده) والترتيب إضافة إلى الذوق الرفيع. نكرر بأن النظافة هي وضع الشيء في مكانه المناسب، من لم يعتد وضع الأشياء في مكانها المناسب سيصعب عليه حتماً عدم رمي القمامة في الشارع أمام أعين الناس. عملية التساهل والتثاقل حد الإهمال هي من الموروث القبيح الذي نتمسك به بشكل يثير الغرابة والدهشة. هل أن الإلتزام بقوانين النظافة وأصولها وأعرافها صعب المنال ومستحيل التطبيق. علينا مرة أخرى عمل جردة حساب لبعض العادات السيئة التي نقوم بها والتي غالبا ما تكون من غير قصد لكن النتيجة واحدة في الحالتين. مثال ذلك هو انك لو سقيت زيدا سُماً وكنت تظنه لبناً فتكون النتيجة هي ذاتها : السم قاتل سواء أعلمتَ به أَمْ لم تعلم. لا زلنا نتحدث عن النظافة بشكل عام كذوق ونظام وعرف وعادات وجمالية الأمكنة دون التعمق بأضرار النفايات المتكدسة في الشوارع العامة وفي الطرقات وأماكن مرور وتجمع الناس بشكل يومي، يضاف إلى ذلك الإضرار بالبيئة وإلحاق الأذى بالحيوانات البرية والأشجار وكذلك الحيوانات المائية. المؤمن هو الذي لا يفكر أساسا في إيذاء غيره وليس فقط لا يؤذي غيره. رمي الأوساخ والفضلات والقمامة في غير أماكنها فيه ضرر وأذى كبيرين كما ذكرنا قبل قليل. هل يتفق الأذى مع الإيمان؟ وإذا كان الجواب هو انه (شو جاب لجاب!) فرضا. فهل يتفق الأذى مع حسن الإيمان؟؟. المتدين شأنه أن يكون مثالا رائعا للآخرين في أقواله وأفعاله وتحركاته وسكناته. ليس دينننا مجرد ركوع وسجود وحضور جلسات الدعاء والإمساك عن الطعام والشراب في صيام شهر رمضان الفضيل. ما فائدة صوم المعدة واللسان مفطر ماانفك يكذب على الله وعلى رسوله ويذكر سوءات الآخرين وعوراتهم. ما الذي بقي لنا من التدين إن كنا نكذب ونشهد الزور ونفتري ونستغيب ونظلم ونستعبد الفقير كي يطيعنا لغرض تافه أقل ما يقال عنه أنه إلى زوال لا محال. ذلك مبدأ فرعوني لا يليق بمتدين يعبد الله ويخشاه ويتقهِ ويحسب الف حساب ليوم الحساب.ليس من السهل اليسير التوصل إلى هذه النتيجة : رمي القمامة في غير مكانها فيه أذىً كثيرا، والأذى ليس من أخلاق المتدين وليس من أخلاق المثقف وليس من أخلاق الآدمي المحترم وأعني بالمحترم هنا هو الذي يحترم الآخرين ولا يتسبب في إضرارهم. نحتاج لذلك كما اسلفنا  إلى كوادر متدربة ومتخصصة عملها نشر ثقافة النظافة بشتى وسائل الإيضاح المدرسية. المجتمع هو مدرسة كبيرة جدا يتألف من آلاف الأسر وملايين الطلاب وهم يختلفون في المستوى العلمي والأدبي كما انهم يتفاوتون في فهم المعلومة وأخذها غير مشوهة من مصادرها الموثوقة. يتفاوتون كذلك في سرعة فهم البدهية وإلتقاطهم للحكمة بين ثنايها، فمنهم من يفهم القصد  لمجرد التلميح ومنهم لا يفهم المعنى حتى بالتصريح، ومنهم يفهم ويعمل بصمت وبدون ضجيج وصراخ، ومنهم يفهم ولا يعمل وهذا حال الكثيرين منا ـ أكرمكم الله ـ . لا اريد أن يأخذنا الحديث إلى طرح المسأألة أكاديميا فما اكثر الدراسات النظرية التي نالت درجة ممتاز  لكن مصيرها يكون التخزين في المكتبات العملاقة كمصدر حين الحاجة إليه. نحتاج إلى باحثين متواجدين في الساحة بين الناس ونحتاج إلى أبحاث متحركة لها أرجل تمشي بها بين الخلائق، فتحاور بعضهم وترشد آخرين. لا نحتاج إلى أبحاث معاقة تجلس على كرسي متحرك ولا تكاد تبين. نحتاج إلى باحث منصف يهمه أمرنا ويتواجد أنّى كنّا فنكون نحن الناس الفقراء المعدمين مادة بحثه تدور معنا وحولنا ومن أجلنا ومن أجل أولادنا وأحفادنا. لا نحتاج إلى مكتب ذلك الباحث وناطقه الرسمي بإسمه ومدير مكتبه. لقد كتبت قبل عدة سنوات  بأننا قد أبدعنا بشيئين : أولهما المكتب الإعلامي لكل من قد (نشنش) بعض الشيء!!! فحتى جاري المحترم بائع االخضار قيل لي حينما ذهبت لزيارته والتواصل معه مباشرة خارج خدمة الوتس آب، وجها لوجه، أراه ويراني وأسمعه ويسمعني : إنه ذهب إلى (علوة الخضار) ولكن يمكنك التحدث إلى مدير مكتبه فهو يستقبل المراجعين أثناء غياب جاري المحترم الذي أعزه كثيرا. قلت : أريد التحدث مع جاري بشحمه ولحمه لا مع مدير مكتبه. وثانيهما : أننا ندعوا!!

الكل يدعوا فمن يكون العامل الذي يعمل ويصلح؟؟؟

هذه مفارقة منتشرة حد الشياع في مجتمعنا العزيز. الكل يدعوا إلى إصلاح الأمور كما أفعل هنا أنا العبد الفقير الذي لا أملك سلطة ولا مقاما ولا مالا ولا حاشية ولا هم يحزنون. مثلي يدعو ويعمل قدر إستطاعته وأحيانا كثيرة (نجيب نقش) لأننا نتحرك بين الأحبة الشباب  نمازحهم ونشاركهم همومهم ونستمع كثيرا إليهم، حتى اننا نذهب معهم إلى صالات الرياضة أحيانا وهناك يكون لنا معهم كلاما مختلفا فلا نتكلم إلاّ في أمور الرياضة التي نتعلم منها تحمل الصعاب وترويض النفس على الصبر قبل ترويض العضلات، وقوة الإرادة قبل قوة العضلات والوصول إلى الهدف عند إتقان العمل وان الشعور بالتعب هو مجرد بداية المشوار، وكيف يكون الشاب قويا ومتواضعا ومتعاونا وأن يكون فكره سليما كما جسمه. لا نمارس الرياضة للأسف مثل الشباب لكننا نستمتع بالتحدث معهم بلغتهم ونستمع إليهم بآذاننا. لن يرونا دخلاء عليهم في صالة الرياضة بل نتزود معهم بالطاقة  التي تدفعنا إلى مواصلة المشوار حتى النهاية، والنهاية بالمعنى الرياضي هي بلوغ الهدف. أتعس ما يكون هو ان نمشي دون هدف كالمتسكع في الطرقات اسير رجليه تأخذانه يمينا وشمالا. وهناك المتسكع فكريا وهو اسير شهواته وأحلامه وظنونه وترهاته وأوساخه الفكرية التي لا تصلح إلاّ إلى المكوث في قعر حاويات القمامة الفكرية. أقول ما بال أصحاب المقامات العالية يدعون كما ادعو انا العبد الفقير. أمثال هؤلاء الكبار الذين نحترم طائفة منهم ونبجلهم كثيرا، عليهم ان يبادروا إلى العمل وان يكونوا في المقدمة. أمثال هؤلاء المحترمين عليهم تقع مسؤولية التصدي للإنحرافات من خلال إنشاء مراكز دراسات وبحوث تخرج بنتيجة عملية وتخرّج كوادر تنشر الوعي والأخلاق والفضائل بين الناس، لا أن يدعوا هؤلاء الكبار غيرهم للعمل

نيابة عنهم. قلت لأحد المعاندين : أذا كان عليّ عليه السلام افقه وأعلم وأقرب رحما إلى رسول الله وأول من آمن به وصدّق رسالته وهو زوج إبنته الطاهرة وباب علم مدينته فهل يليق بمقام ومنزلة ومكانة علي عليه السلام إلاّ القيادة والإمامة؟

أكاد أجزم أن الذي يدعو دون ان يعمل فهو انما يريد ان يلقي المسؤولية على غيره تماما كما يفعل من يعيد إرسال رسالة أو بوست على الوتس آب تطلب منه عمل ختمة طويلة، يرسلها دون ان يفتح الرسالة ويقرأ ولو سطرا واحدا من مضمونها. يعني يتنصل لكنه يقول : اللهم إني قد بلغت! قالها لي أحد الكبار المحترمين فأرسلت إليه : اللهم أني قد قرأت!!

لقد ذكرننا في مقال " لا تتثاءب إنه معدٍ" بأنننا أمة إقرأ. وهنا نقول بأننا كذلك أمة إعمل. كثيرة هي الآيات التي تخاطب العاملين في سبيل الله تعالى، وقد أمرالحق سبحانه وتعالى  بالعمل فقال جل شأنه :" وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ". الحبيب المصطفى كان في المقدمة حتى في الحروب ضد المشركين، كان أمام المسلمين في الصلاة في المسجد وقائدهم في الحرب في المعركة. وكان دوّرا بطبه، وهذا علي مولى الموحدين عليه السلام يصف الرسول الأعظم ص : "طبيب دوَّارٌ بطبهِ، قد أحكمَ مراهِمَهُ، وأحمى مواسِمَه، يضعُ ذلكَ حيثُ الحاجة إليهِ مِن قلوبٍ عُميٍ، وآذانٍ صُمٍ، وألسنةٍ بُكم.. متتبعٍ بدوائهِ مواضعِ الغفلةِ، ومواطنِ الحيرة". أقرأ أحيانا وأسمع أحيانا أخرى لمقامات عالية وهي تنادي وتدعوا الشباب لعدم إتباع الشهوات فإنهم سوف يلقون غيا. أهكذا بكل سهولة وبخطاب مقتضب عند الضرورة نظن أننا سوف نأخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان والنجاة، وبحر الفتن والإغراءات متلاطم الأمواج لا يهدأ، فكلّما ظنّ المنقذون المصلحون المخلصون الأخيارأنهم سوف يتنفسون الصعداء  جاءهم الموج من كل مكان. هل يكون المداوي في مثل وضعنا الصعب وحالنا السيء هو فقط يخطب ويدعو ويحذر وينوه (ويخّرع الناس) ويكفي أننا ندعوا...المسؤول يدعو، والخطيب يدعون ومن بيده الحل والعقد يدعو، وأنا أدعو وهي تدعو وهو يدعو. خلاص لم يبق أحدا لم يدعُ. والحمد لله على أننا ندعو وندعو!!!!

تجربة بسيطة ومتواضعة..

زارني أحد ارحامي قبل عدة سنوات فوجدني انا الخادم في البيت وكأني اصغرهم سنا. قدمت له الطعام ومن ثم حملت من أمامه ما تبقى منه. ثم أحضرت له الشاي وبينما كان يشرب الشاي قمت بغسل (جليّ) الصحون وبعدها هممت ان احضر له بعض الفاكهة فناداني وعلى وجهه امارات عدم الرضا عني وقال لي : يا جعفر تعال وأجلس فأنا لم احتمل أن أراك على هذه الحالة وكأنك (زعطوط صغيّر) صبي صغير! ثم واصل حديثه : أنت والدهم وأبوهم وأكبرهم. قلت : بسبب أني والدهم يجب عليّ خدمتهم. ليس للوالد أن يأمر بشيء هو لا يفعله أو ينهى عن شيء وهو يفعله ولا يتخلى عنه فيكون كما قيل في ذلك شعرا:

يا أيها الرجل المعلم غيره … هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى … كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها … فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى … بالقول منك ويقبل التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم

 

 

 

 لم نذهب بعيدا عن صلب الموضوع وفقراته فلا زلنا في النظافة التي تعني الذوق الرفيع والترتيب وعدم قبول ان يكون (الشيء) في غير موضعه ومكانه المناسب. أقول أحيانا وعندما يكون الجو ملائما لإبداء بعض الملاحظات  لأساتذتي وأصدقائي المتألقين المحترمين من الخطباء وطلبة العلم والمبلغين : أن توجيه الشباب والأولاد وإرشادهم إلى طريق النجاة بإذن الله تعالى، لا يكون ذلك فقط بإلقاء محاضرة من أربعين دقيقة وبعدها يعود الشباب إلى وضعهم الروتيني، مزاح ونكات وأرجيلات و(هوسه). يا سيدي علينا بدراسة حال الشباب ووضع الخطط العملية لخدمتهم ومصاحبتهم بمعروف والمهم جدا هو الإستماع إليهم. لقد بدأ الشباب ينفرون من وفرة المتحدثين وندرة المستعين وغياب العاملين. كيف السبيل لأن يطيعك الولد وأنت غائب عنه لا تستمع إليه لإنك مهتم بالسياسة التي تأثرت بها ولم تؤثر فيها. كل الذي تفعله هو أنك تنفس عن همومك (فش خلق). إذا اردنا أن نغير واقعنا السيء المرير فسوف لن يكون ذلك بحفنة خطابات هنا وهناك ولا بدستة مقالات إعتاد عليها من ننتقده ونشكل عليه. نعم سيدي الكريم.. هذه كلها بعض مقدمات النظافة ولهذا فهي صعبة عسيرة في مكان وسهلة يسيرة في مكان آخر.

النظافة لا تعني فقط عدم رمي الأوساخ العينية في الشوارع وانما تعني كذلك عدم رمي الكلمات البذيئة فتتسخ آذان الناس. ومن لم يقدر على الثانية كيف يقلع عن الأولى؟!

 

عافاكم الله جميعا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/02



كتابة تعليق لموضوع : النظافة وقصصها من الألف إلى الياء //// الجزء الرابع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net