صفحة الكاتب : فوزية بن حورية

 الشريف محمود النجار الحسيني الشاعر العصامي
فوزية بن حورية

اترى أسباب معاناة العالم العربي متأتية من عقول اللامسؤولة!...وضمائرة بين الضلوع مخدرة !... وأفكار رعناء اتت باحكام مستهترة !...ام من اطماع خارجية !...وخيانة داخلية اجتاحته حتى جعلته عالم المكابدة !...وبركان مشقات شعوبه !... فعصفت به زوابع عاتية... لكم عانى العالم العربي وشعوبه من ويلات الدمار و الخراب بسبب الحروب الداخلية والحروب الاستعمارية لقد هتكت جسد الامة العربية... تلك الحروب الطاغية، الظالمة المتجبرة التي طالت بعض الدول العربية كفلسطين السبية و العراق و سوريا و ليبيا و اليمن... لا يخفى على أحد أن الدول العربية من أكثر الدول التي تزخر بالكفاءات في جميع المجالات إلا ان الحروب الطاحنة كالحرب العالمية الاولى و الثانية و الحروب الأهلية شردت منهم الكثير...و صحرت العقول وذلك بنشر الأمية عن طريق الفقر و التهميش و فقدان المدارس و الجامعات في الآفاق... والأماكن النائية ولو بعض الشيء عن العواصم... ومن بين هذه الدول فلسطين السبية، الدولة العربية المحتلة التي ظلت تحت نير الاستعمار الفاشي النازي ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا رغم استقلال جميع الدول العربية... فهي ككل الدول العربية العريقة تزخر بالكفاءات في جميع المجالات التي لا يستهان بها...إلا أن الطاغية الفاشية الاستعمارية الصهيونية النازية الظالمة... شردت إخوتنا الفلسطينيين  بعد أن هجرتهم قسرا...واستولت على ممتلكاتهم...وربما حتى البعض من أطفالهم غدرا...لكن لسوء حظ الصهيونية الفاشية النازية الاستعمارية لم تحقق حلمها حيث أنها لم تستطع الاستيلاء على مفتاح قلوبهم وشرفهم، وعقولهم، ووطنيتهم...فجابوا عديد البلدان بحثا عن الأمان و الاستقرار مدافعين عن وطنهم بالفكر و القلم واستنفعت بكفاءاتهم الدول المظيفة...فكانوا من ضمن العقول او الأدمغة المهاجرة و المكافحة...ومن بين هذه الكفاءات العصامي الذي قاسى الويلات... وذاق مرار عذاب شدة المعاناة الشاعر الكبير الغني عن التعريف "الشريف محمود النجار الحسيني" ، فلسطيني من فطاحل شعراء الثمانينات وهو من مواليد 1958 ، ومن قرية الجورة / عسقلان أصلا ، خريج الجامعة الأردنية، كلية الآداب، قسم اللغة العربية 1983، عرف بشدة نشاطه وكثرة تنقلاته وذلك لحضور المؤتمرات والملتقيات الأدبية والفكرية، وهو ناشط ثقافي له وزنه الثقيل على الصعيد العربي. وتبوأ عدة مهام ثقافية منها رئيس منظمة شعراء بلا حدود ومؤسسها، ورئيس تحرير مجلة نوارس الشعرية، والمدير العام لـ (بلا حدود للطباعة والنشر).. وعضو الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية العامل في نطاق جامعة الدول العربية. وكما تنقل شاعرنا الفذ في عمله بين التعليم والإدارة المدرسية، والصحافة، وله أعمال مطبوعة من أهمها :

 ديوان مرايا الروح،

اشتعال لانطفاء أخير،

حروف من رصاص

 وكذلك له ديوان شعر للفتيان، ويصدر له قريبا ديوان بعنوان "لما طغى اللهيب" ،

شاعرنا هذا مفكر وكاتب في الشأن السياسي العربي بعامة، والشأن الفلسطيني بخاصة... يكتب القصيدة بكل أجناسها ويقف منها جميعا على مسافة واحدة، كما شارك في تأسيس (حركة البناء والتأصيل) النقدية إلى جانب الشاعر والناقد هيثم الريماوي، الناقد أ.د.عبد السلام الفزازي ، الناقد محمد يوب، الناقدة د.زهور بن السيد ، الناقد د.شريف الجيار. وله الفضل في إيجاد "يوم الشعراء العرب" في 25 أكتوبر من كل سنة... حيث أنه صاحب الفكرة.. وقد ترأس كذلك العديد من المؤتمرات أو شارك فيها مثلا في مصر والمغرب، وتونس والأردن، والإمارات.. وشارك أيضا في العديد من البرامج التلفزيونية ناقدا وشاعرا، وسياسيا، وهو صاحب فلسفة ورؤية فيما يتعلق بالفن الشعري ، حيث أنه لا يعترف بصيحة الفن للفن، وينظر إلى الالتزام في الأدب نظرة مختلفة أيضا، فهو مع القصيدة التي تجمع بين الفن شرطا مركزيا وبين الالتزام، ولا يعترف بالنص الذي لا يحترم تراث الأمة.. ويشترط لاكتمال حالة الوعي أن يعترف الشاعر أو الأديب بدور الحضارة العربية في صناعة التاريخ الإنساني، فهو ضد التغريب وشديد الاعتزاز بعروبته، لكنه في الوقت نفسه مع الانفتاح على الثقافات الأخرى إلى أبعد مدى .. يركز شاعرنا محمود النجار على ثقافة الشاعر ، ويصر على أنها من أهم ركائز النجاح لدى أي ناص.. وله العديد من الرؤى في مجال الكتابة الشعرية لا يتسع المجال لذكرها.. يتميز الشاعر محمود النجار بطريقة إلقائه للشعر، فهو مبدع في مواجهة الجمهور، وله حضور طاغ وكارزما مختلفة .

لقد عرف شاعرنا بنفسه في مقابلة صحفية فقال : "أنا محمود النجار ، ولدت جرحا فلسطينيا صعبا، صحوت على محمود طفلا شقيا جريئا، لا يقبل الضيم، يناقش معلميه بجرأة، ولا يتنازل عن حقه في درجة فقدها بسبب سوء تقدير المعلم للإجابة؛ ذلك أنني كنت أفهم المادة العلمية ولا أحفظها، والمعلم يريد لفظ الكتاب.. كنت متفوقا في دراستي، وخصوصا في اللغات والرياضيات.. أتممت دراستي في الأردن حتى تخرجت في الجامعة الأردنية ، قسم اللغة العربية عام 1983، وقد تعثرت دراستي فيها لأسباب سياسية مرة، ولضيق ذات اليد مرة أخرى، فكان تخرجي سنة 1983 بدلا من 1980 ... عملت في أثناء دراستي معلما في المدارس الخاصة بشكل متقطع بسبب تكرار منعي من العمل.. ثم وفقت في اجتياز الاختبار للسفر إلى الإمارات معلما في وزراة التربية والتعليم، ولم ألبث أن حرمت من تجديد جواز السفر الذي كنت أحمله، فمكثت عشر سنوات بدون جواز سفر ولا إقامة ولا عمل رسمي منتج، فكانت رحلتي إلى الإمارات عذابا جديدا يضاف إلى عذاباتي، فساءت أحوالي المادية كثيرا، وخصوصا أنني أنفقت كثيرا في سبيل الحصول على أي جواز سفر من أية دولة في العالم لأتمكن من العمل وإعالة أسرتي وتسديد الديون التي تراكمت على رأسي؛ فما كان إلا أن حصلت أخيرا على جواز سفر من دولة إفريقية، استطعت أن ألملم به بعض الشؤون، وفي تلك الفترة حرم أبنائي من الدراسة لعدم وجود إقامة رسمية معي، وبقي بعضهم يدرس في مدارس خاصة مستمعا دون أن يحصل على شهادة من المدرسة كزملائه، وهو ما كان يحز في نفوسهم ويؤثر عليهم تأثيرا سلبيا شديدا، إلى أن تمكنت من إضافتهم إلى جواز سفري وسافرت ببعضهم بصعوبة بالغة إلى الأردن وتابعوا دراستهم هناك بعد اجتياز اختبارات لمستوياتهم .. معاناة وصدمات وحرب مع الظروف القاسية ما زالت تبعاتها تطاردني حتى اللحظة".

وقال في ذات المقابلة: " "محمود النجار شخص مجنون مشحون بالكثير من الحب والكثير من الحقد، لا أعرف الحلول الوسط مطلقا، فإما أن أحب بجنون أو أكره بجنون.. لا أساوم على مواقفي ولو خسرت عمري في لحظة، ولا أخشى شيئا ولا أحدا.. أعدّ الحياة كلها موقف.. والموقف عندي لا يتجزأ والحقيقة عندي واحدة.. أومن بالله إيمانا كبيرا، وأرفض نرجسية الشاعر وغروره اللذين يقودانه للتجديف بالذات الإلهية أو الاعتداء على تراث الأمة.. شرس في مواجهاتي الفكرية والسياسية، ومهما حاولت أن أخفف من هذه الشراسة أفشل فشلا ذريعا.. آخذ من كل شيء أقصاه؛ فإن حزنت كان حزني شديدا، وإن فرحت وإن بكيت وإن كرهت وإن أحببت ، لكنني معتدل في القصد، متقبل للآخر ما دام سليم النية، صادق التوجه ، لكن سرعان ما أنفعل إذا شعرت بسوء النية أو الكيد.. هذا أنا، محمود النجار الذي يحاول ألا يموت جبانا، كما مات قبله كثيرون.. وفي ذلك قلت:

أبي .. سامح الله قلب أبي/ أبي لم يشأ أن أموت جبانا/ فأسلمني للرغيف/ أدقق في شكله الدائري/ وابحث في أفقه عن ملاذ"

ويقول الشاعر أفقت على الشعر وأنا ابن أربعة عشر عاما .. وكان أول ما قلته : هل لي أن أرفض أو أرضى هل لي أن أسبح في الفوضى ؟ هل لي أن أبدي من رأي أم أقبع حيا كالمرضى كنت حينها في المستوى الدراسي الثامن ، وجاء بعدها : أأترك نفسي صريع الأسى... أناجي لعل وأهوى عسى... كنت منذ طفولتي ثائرا وشاعرا كما تنبأ لي أخي الأكبر الذي كان ينظم الشعر ، والذي بدوره علمني العروض في عجالة ، فسلمني مفاتيحه وتركني ، لأتمكن منه في وقت قياسي بسبب رغبتي الشديدة في تعلمه ، مع أن الشاعر يولد بأذن موسيقية ولا يحتاج للعروض .. كان معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية يترك لي السبورة في حصة العروض ولا يتدخل لما كان يجد من تفوقي في هذا الجانب . أفقت على حقيقة الوضع العربي المؤلم مبكرا ، وامتلأت روحي ثورة وغضبا، وحزنا منذ نعومة أظفاري ، حين أقلتني وأهلي شاحنة غادرة إلى مخيم جرش في الأردن نازحين من قطاع غزة العام 1968 .. لم يطل مقامنا في المخيم طويلا ، ولعل ذلك من سوء طالعي، فكم تمنيت بعد أن اتسعت مداركي أن لو كانت إقامتنا في المخيم طويلة ، وذلك بعد أن أدركت كم هي مهمة حياة المخيم للمبدع الفلسطيني!!...انتقلنا إلى مدينة جرش ، ثم إلى العاصمة عمان .. !! حيث أكملت دراستي الثانوية في مدارس عمان ، ثم أنهيت دراستي في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية وتخرجت العام 1983، بعد أن أجلت دراستي أكثر من مرة، حيث كان يجب أن أتخرج العام 1980 ، لكن ظروفا خاصة وعامة حالت دون ذلك .. !! وعملت في التعليم في أثناء الدراسة الجامعية ، وبعد التخرج ، حرمت من العمل في أية مؤسسة تعليمية أو غير تعليمية ، فاضطررت إلى بذل كل مسعى ممكن للخروج من البلد ، فجئت إلى هنا ، حيث الدفء والأمن وراحة البال ، حيث عملت في الصحافة والتعليم والإدارة المدرسية فترة من الزمن. وتنقلت بعدها في أعمال كثيرة ، عملت في الصحافة منذ كنت طالبا في الجامعة ، فكنت سكرتير تحرير صحيفة صوت الطلبة ، وكنت رئيس جمعية اللغة العربية ، وهو ما يوازي اتحاد الطلبة بعد التجربة الديمقراطية . . وكنت أحد مؤسسي مجلة أروى للأطفال وسكرتيرا للتحرير فيها ، وكنت لم أزل على مقاعد الدراسة الجامعية .. وبعد مجيئي إلى الإمارات عملت مراسلا صحافيا لمجلة الشريعة الأردنية ، ثم محررا في مجلــة الشروق التي تصدر عن دار الخليج ، ثم محررا لملحق علوم وتكنولوجيا في صحيفة البيان .. وأخيرا عملت رئيسا للتحرير في موقع إلكتروني صوتي موجه للمكفوفين ... . عانيت كوني من مواليد معسكر الشاطئ في غزة معاناة ليس لها حدود ، فالوظيفة والتجارة ، ورخصة القيادة ، والسفر كلها ممنوعة ، إضافة إلى قائمة كبيرة من الممنوعات تستعصي على العد . كغيري من الشعراء الملتزمين بقضايا أمتهم عانيت كثيرا .. وكانت معاناتي مختلفة عن معاناة غيري .. لقد كلفتني بعض قصائدي ومقالاتي الحرمان من دخول عدد من الدول العربية، وحرماني من تجديد وثيقة السفر المصرية التي كنت أحملها ، حيث أقمت هنا في الإمارات تسع سنوات بدون إقامة أو عمل مجد ، وفقد أبنائي سنوات من أعمارهم بدون دراسة .. حتى من الله علي بفضله وتغيرت الظروف ... كثير من الشعراء تحفزهم معاناتهم إلى مزيد من الإبداع ، لكنني غير هؤلاء ، فأنا أعتقد جازما بأن المعاناة حالت دون مزيد من الإبداع. ............................. ...... .... كان هذا سنة ((1998)) لاحقا عملت رئيسا لتحرير مجلة نوارس الشعرية التي كانت تصدر في مصر.

وقد حصل الشاعر محمود النجار مؤخرا على لقب (لوركا فلسطين) بناء على قرار إدارة ملتقى "منظمة شعراء بلا حدود" الذي انعقد في حمام الشط بتونس و بين "دنيا الرأي" وهذه ومضة من شعره:

كانت سمية قاب رفة نورس أو رفتين /

قلبي تعثر في مداها مرتين /

فجناحي الموصول بالرئتين منتوف /

يطير بريشتين /

وتضيع الأنواء وجهته ؛ /

فيسأل في احتدام الشوق : /

أين ؟!

المصادر:

من الشاعر نفسه

شعراء بلا حدود

عن مجلة أصيلة

الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزية بن حورية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/16



كتابة تعليق لموضوع :  الشريف محمود النجار الحسيني الشاعر العصامي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net