صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

 بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ الغزو الأميركي لبلاده، ظل العراق ومنذ 18 سنوات وشعبه يتألم ويعاني ويتذمر، في صمت وإباء، من حالة الفقر والبطالة وتفشي الفساد وتدني مستوى الخدمات وترديها، وصار يتسائل عن المخرج:ومشكلة دواء كورونا هذا الوباء القاتل الذي اجتاح العالم اجمع دون استثناء وقف العراق منه مكتوف اليدين دون حراك اي مسؤول في الجهات المسؤولة للتحرك من اجل الحصول على الدواء، بحجة وجود ضوابط علمية ومعطيات معتمدة من قبل الدولة العراقية، حسب تصريح المتحدث باسم وزارة الصحة " فأي مادة علاجية من أي دولة تتماشى مع الضوابط العراقية يقر استخدامها داخل البلاد" مؤكدا أن اللقاح الصيني مطابق للضوابط المعتمدة من قبل الدولة العراقية لذلك تم إقرار استخدامه داخل العراق " والحقيقة فأن اقراره كان بسبب كونه هدية للشعب كله ولكن سوف يتم توزيعها حسب المحاصصة وتكون الافضلية للكتل النيابية حتماً وينتظر الاخرون من يمد لهم يد الاستجداء والعون ،" في ظل بلوغ مجموع الإصابات الكلي 609852 إصابة، ومجموع حالات الشفاء 573011 حالة، بما يشكل 94 بالمائة من مجموع المصابين، ومجموع الوفيات 12962 وفاة، ولايزال 23879 مريضا يرقدون في المستشفيات بينهم 134 في العناية المركزة، وفقا لبيان صادر سابق من وزارة الصحة وسرعة انتشار سلالة "كوفيدالانكليزي المتحور قد تضاعف  " كيف وصلت الأوضاع إلى هذا المستوى المزري في بلد يزخر بالإمكانات والخيرات والموارد الطبيعية الهائلة وتنقطع به السبل ومن المسؤول غير من هم خلف العملية السياسية؟ وكيف تنقطع الكهرباء في ربوع ثاني أكبر عضو في منظمة الأوبك للدول المنتجة للطاقة في العالم؟ وكيف يفتقر العراقيون في الكثير من الاحيان إلى المياه الصالحة للشرب في بلاد ما بين النهرين العظيمين دجلة والفرات ؟ لماذا ترتكب الجرائم النكراء بحق مستقبل  أطفال العراق ارض الحضارات والعراقة و الثروات والخيرات ، الى متى يبقى الحكام وأعوانهم في نشوة الفرح لينهبون ثرواته ويبيعون نفطه ويضعونه إما في بنوك اوروبا في حسابات شخصية أو في أرصدة بعض الذين باعوا أنفسهم ووطنهم  واتضحت الصورة بجلاء لدى الشعب العراقي حول من يقدم له العون والمساعدة في محنته وظروفه الاقتصادية، و من ينهب ثروات بلاده ويغرقه في المناطقية والعشائرية والتطرف والدمار.

العراقيون يدركون أن بلادهم واقعة على ثروة نفطية تعتبر من الأعلى في الاحتياط العالمي وخيراته لا تعد ولا تحصى ، ولكن سوء الإدارة والفساد اللذين اجتاح بلادهم جعلهم في هذه الدرجة من التدني والانكسار، حيث ينظرون الى المؤتمرات الدولية  بعين العطف لجمع الأموال وإعادة إعمار بلادهم، وهم يدركون أيضا أن الحكومات المتعاقبة على بغداد قد نهبت من ثروات البلاد ومقدراته أضعاف المبلغ التي تتطلبها الموازنة السنوية الحالية  وكل التقارير الاقتصادية العالمية تشير إلى أنه خلال السنوات الماضية الأخيرة حدث للخزينة العراقية تسرب مالي ضخم بمئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط المبيعة بصورة عشوائية، وربما امام انظار الحكومات المتعاقبة من نهب لمقدراته وخيراته اواختلاس امواله بقصد اوبعيدا عن أعين حساباتها، وأخيراً ، قد يظن البعض أنني متفائل أكثر من اللازم وأقول لهم نعم هذه حقيقة التاريخ وسوف ينتصر العراق ولو بعد حين.

 نعم سوف تشرق شمس الحرية على بلادنا التي أثرّت حضارتها القديمة على نُشوء الحياة في جميع أنحاء العالم، فلقد استطاع السومريون القدماء تشييد واحدة من الحضارات المبكرة، عبر الإدارة الحكيمة لهما ومن أقدم الحَضارات في التاريخ البشريّ حضارة سومر، التي نشأت خلال ثلاثة آلافٍ وخمسمائة سنة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين؛ حيث نمت فيها العديد من الخصائص كالحكومة، والاقتصاد، والبنية الاجتماعيّة، واللغة، والكتابة، والثقافات المتميزة.وسوف تضيء مساجد بغداد وسوف تقرع الكنائس أجراسها فرحاً وأعتقد أن هذا اليوم ليس ببعيد ، فعمر الظلم مهما طال قصير وسوف يذهب السراق إلى مزبلة التاريخ وسوف نكتب أسماء الشهداء بأحرف من نور واعدائهم الى المزابل و تعود البلاد لتعج بالبهجة بالذين يحبون الحياة و أحبوا وطنهم أكثر من الحياة فانتصر وطنهم وسوف تعود الحياة، ان ثبات النسيج الاجتماعي العراقي إلى طبيعته التاريخية المعهودة من التلاحم والتجانس الشعبي ضد أي مستفزات طائفية أو مؤججات مذهبية أو مناطقية ليس ببعيدة وهو المعهود عليه مدى التاريخ ، ومن ثم عودة الكفاءات الوطنية النزيهة من مهاجر الدنيا إلى مناصبهم الملائمة لهم في وطنهم، وحينها لن يحتاج العراقيون أبدا إلى مؤتمرات دعم أو إعمار لبلادهم، بل سيسهمون في اعادة إعمار وطنهم بخيراته وبجهودهم وعرق جبينهم ،والله من وراء القصد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/28



كتابة تعليق لموضوع :  بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net