صفحة الكاتب : مسلم حميد الركابي

شاعرُ مؤدلج
مسلم حميد الركابي

يسعى الطغاة على مر العصور على استقطاب النخب المثقفة في المجتمع بشتى الوسائل ترغيباً وترهيباً وبين هذين المطبين يقع الكثير من النخب المثقفة في الفخ فتتحول هذه النخب بين ليلة وضحاها إلى مجرد أبواق لطاغية أو حاكم أو متجبر أو حتى مسؤول مهما كانت درجته وفي مشهدنا العراقي هناك الكثير من هذه النماذج التي راحت ضحية سياسة الأدلجة والتي يتبعها الحكام ,وقد استعرض العديد من كتابنا المبدعين العراقيين هذه المسألة بكثير من التفصيل والدراسة والتحليل وكان كتاب (خريف المثقف) للكاتب العراقي المبدع محمد غازي الأخرس آخر من تعرض لهذا الموضوع والذي يثار بين الحين والآخر على صعيد المشهد الثقافي العراقي .
إنني لستُ من مدعي النقد ولا ازعم بأنني ضليع في النقد الأدبي لأنني لا املك كل أدوات الناقد الأدبي ,لكنني اليوم أنا أتعامل مع شاعر بعيدا عن لغة النقد والتحليل الفني ,أتعامل مع شاعر ارتضى لنفسه أن يلعب دور مهرج سيرك .
كنا نظن مسبقاً إن الشعراء عصيون على الطغاة وكان هذا مجرد ظن (وبعض الظن أثم) ,لكننا في كل يوم نكتشف العديد من الذين ارتضوا لأنفسهم بان يلعبوا ادوار مهرج السيرك من خلال ممارستهم لعملهم في المؤسسات الحكومية .
حيث نلاحظ إن احدهم يطرح رأياً أو مقترحاً غريباً يحمل اقسي أنواع الغرابة عن دوره أو عن طبيعة عمله لكنه يهدف بالنتيجة إلى كسب رضا ولي نعمته حتى لو كان ذلك على حساب وعيه وثقافته وتاريخه الشعري والأدبي .وبذلك يثبت هذا (الشويعر ) بأنه فعلا اصغر واصغر من أن يطلق عليه صفة شاعر ويبرهن بأنه من سقط المتاع الثقافي
اذكر ذلك وأنا أتأمل موقف (الشاعر ) وليد حسين الناطق الإعلامي لوزارة التربية حينما تفتقت عبقريته الفذة من خلال مقترحه الذي يتباهى بأنه رفعه إلى ولي نعمته وزير التربية بخصوص الزي الموحد لطلبة العراق الذين يحسدهم طلبة دول الجوار على المدارس التي يدرسون بها ,حيث اختار هذا (الشاعر ) والناطق الإعلامي لوزارة التربية اللون الأصفر واللون الرصاصي لزي الطلبة في عراقنا الجديد ,أنا لا أناقش مسألة اختيار هذين اللونيين بالذات لكنني حقاً استغرب بل استهجن الطريقة السمجة والتي قام بها هذا (الشاعر ) وليد حسين الناطق الإعلامي بتسويق مقترحه لوزير التربية الذي اعتقد انه رقص فرحاً لهذا المقترح المهم ,
فقد ذكر الشاعر وليد حسين ان سبب اختياره للون الأصفر هو لورود ذكر للون الأصفر في القرآن الكريم من خلال الآية ( بقرة صفراء فاقع لونه تسر الناظرين)
إن هذه الطريقة الرخيصة بتسويق فكرة تنم عن تخلف وارتكاس حقيقي بمستوى وعي هذا (الشويعر ) وليد حسين .حيث حول بفشل ذري عان يؤدي دور مرسوم له فهو للأسف يؤدلج نفسه ووعيه وفق ما تشتهي نفس ولي نعمته وكادر وزارته وينسى هذا (الشاعر) والناطق الإعلامي بانه يعمل بوزارة هدفها الأساسي بناء الإنسان , فلا نعرف كيف نبني إنسانا جديداً في عراق جديد ونحن نمتلك رجال تتأدلج وتتلون بهذه الطريقة الرخيصة وهي تؤدي رقصتها المؤدلجة وفق ما تشتهي رياح المسؤول
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مسلم حميد الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/19



كتابة تعليق لموضوع : شاعرُ مؤدلج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ******** ، في 2012/08/18 .

يقول فولتير:
بما أنني وقح للغاية فأنا أفرض الكثير من الإزعاج للآخرين خصوصاً المصابين *****!
بداية سأتولى تقسيم مقالك الموسوم إلى نقاط وحقيقة ماهي كذلك كي أوضح وجهة نظري بخصوص كل شطر بمنتهي الصراحة ولكي تعيها جيداً، حيث أن المذكورين في الشطر الأول وبما يسمون بالنُخب على حد تعبيرك هم ليسوا بـ(نُخب) كونهم قد تم إستقطابهم من قبل طُغاة العصور أذن هم (****** المجتمع) ولايستحقون أسم (نُخبة) كونهم أرتموا في أحضان الطغاة فأنا أختلف معك بشأن تسميتهم بالنخب المثقفة. أما بخصوص موضوع تأملك بـ (وليد حسين) فهنالك الكثير من التساؤلات حول الموضوع ولكن أنا متأكد من عدم وجود إجابات مُقنعة لتساؤولاتي ولاأود أن أذكر عبارة (وتساؤولات الأخرين) لأن هذا شأن خاص بهم ولا أود أن أقع في نفس خطأك ياأخي العزيز حيث تأملت ملياً بمقالك وأنا أشعل سيكارتي وأحتسي كوباً ساخناً من الشاي في جواً تكاد أن تصل درجة حرارتهِ إلى ْ45 وقادني التأمل إلى سؤال (من أين أتى كاتبنا بهذه الشجاعة لتسمية الشاعر الحُسيني المُبدع وليد حسين بتسميات مُعيبة وبعيدة كل البُعد عن الجانب الثقافي وأدبيات وسلوكيات المهنة الشريفة الحُرة) ، كون تأملك كان بعيداُ كل البعد عن فهم هذا العملاق (أعتذر عن إستخدامي لصيغة المبالغة هذه) ولكنني أستهضمت ماقيل بحقه كوني مُطلع دائم على مقالاته وجوائز الأبداع التي حصدها ، وأخرها كان من قبل السيد وكيل وزير الثقافة المحترم وهي جائزة (لايلقاها الإ ذو حظ عليم) فأنا آيضاً مصاب كالأستاذ (وليد حسين) بداء إستخدام آيات من القرآن الكريم في حواراتي وهي خير ماأُنزل من رب العالمين (لعلهم يفقهون) ، بالإضافة إلى أن تعزيز أكثر أمورنا بأمثلة من القرآن الكريم والتي باتت تعبيراً مجازياً لدى أغلب المُثقفين خاصة والمواطن البسيط عامة ، ومادمنا بصدد ذِكر الآيات القرآنية أستذكر قولاً للأحنف بن قيس عندما قال( إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم) وأزيدكم من البيت شعرآ للمتنبي يقول فيهِ:
ورب عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السقيم
حيث كيف أستطاع كاتبنا أن ُيسيس تفسير الآية الكريمة التي تم ذكرها وفق ما تشتهيه نفسهُ. أما بخصوص ورود عبارة(ولي النعمة) فسبحان الذي لايتواصل مع ولي نعمتهِ على مّر العصور ومالضير بذلك إن كان بحدود الأدب والتواصل في مجال العمل، أم إن إستاذنا هو شخص متقاعد وليس لديه ولي نعمة ومنزه عن هذه الأمور.
وأخيراً وليس أخرا أود يا كاتبنا العزيز أن تراجع التاريخ الشعري للمبدع (وليد حسين) وأخر أصداراته ومقالاته ، بالإضافة إلى أخر نشر لهُ في جريدة المستقبل العراقي والذي تناول فيه موضوع تكفل اليتيم ومساعدة الأرامل وما يصبو إليه فعلاً حيث لاأ ظن كما ذكرت ياأخي العزيز في مقالك (إن بعض الظن إثم)، وستجد نفسك بعيداً كُل البعد عن ماتم تنسيبه وخوفي من أن تتكرر مثل هكذا أمور لمبدعين وشعراء آخرين ممن تتصيدهم مكبرتك ،كما أخشى أن تكون من صائدي الجوائز وخصوصاً قد علمِت أنك من الذين تم إبعادهم من المهرجانات الثقافية والأدبية و لم يكن لهم مكان وسط هكذا عمالقة.
*** أحب التنويه أن مشاركتي في الرد لم يكن تحمالاً على الأخ العزيز (مسلم الركابي) حيث لم تكن لي به سابق معرفة ولكن أسم (كتابات في الميزان) جذبني للرّد وأختم موضوعي بآية من الذكر الحكيم (ألا تطغوا في الميزان).. مع فائق تقديري للأخ مسلم وكُتاب وقراء المنتدى.. كما لا أود ذكر إسمي لأنهُ حتماً سيكون مستعاراً...






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net