صفحة الكاتب : د . علاء هادي الحطاب

حرب التشجيع 
د . علاء هادي الحطاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شاع إذا أردنا أن نتحدث عن شخص جميل المعشر ويتقبل النقد بسعة صدر ويتعامل مع الاخرين “بأريحية” عالية، أن نقول عنه إن (روحه رياضية)، أي انه لا ينفعل ويغضب لامور بسيطة، وانه يتجاوز هنات وانفعالات الاخرين بحقه، لأن الرياضة بجميع صنوفها متعة في ممارستها ومتابعتها وحتى في تشجيعها.
ما يجري هذه الايام من حرب تصل الى حد التهديد والتلويح بالقتل فضلا عن السباب والشتائم والكلام البذيء بين المشجعين لاندية كرة القدم العراقية تحديدا لا يمت للروح الرياضية بصلة، نعم تحدث في كل العالم مناوشات بين روابط مشجعي الاندية، ولكن حتما هذه ليست القاعدة في التشجيع الذي يستلزم المتعة، أما أن يصل تشجيع فرق كرة القدم الى حرب مفتوحة تستخدم فيها كل ادوات تنكيل طرف بالطرف الاخر فإن الامر خرج عن المألوف وتجاوز قضية التشجيع ومتعتها، الى صراع اجتماعي ربما يصل للازقة وحتى البيوت مع انتشار السلاح وضعف تطبيق القانون العام الذي يكفل الامن والامان للفرد في المجتمع.
أما أن يصل الامر الى الاعتداء المباشر على اللاعبين واهانتهم فإنه ذلك حتما يستتبع ردة فعل مقابلة من الطرف الاخر، وهذا من شأنه ان يحول مباريات كرة القدم مستقبلا الى حلبة حرب بين الفرق الرياضية، وينسحب معها الوضع الى الشارع الرياضي وربما المجتمع مستقبلا، وإن لم نتدارك الامر في منع تكرار هذه التجاوزات من خلال القانون فإن تجربة التجاوز على اللاعبين والاندية التي تلعب خارج ملعبها ومدينتها ستنتقل الى فرق اخرى، وهكذا ستنتشر دوامة العنف والحقد والكراهية بين المشجعين والشارع الرياضي.
وفي سبيل تجاوز هذه الظاهرة الجديدة على ملاعبنا الرياضية ينبغي اتخاذ اجراءات حازمة وصارمة بحق الفريق المعتدي من قبل مشجعيه على الفريق الضيف ومتابعة لغة التهديد والوعيد التي تتبناها اية رابطة لتشجيع فريقها الكروي بحق الفريق الاخر، وإلا سوف تتحول الرياضة في العراق وتحديدا لعبة كرة القدم من متعة الى محنة .
وهذا الامر يقع تحت مسؤولية ادارة الاندية في المقام الاول ومنه الى اتحاد كرة القدم والجهات الامنية ذات العلاقة، كما تقع على المؤسسات الاعلامية لا سيما المختصة بالجانب الرياضي مهمة التثقيف المباشر والموجه في رفض هذه التصرفات من خلال رفض “نجوم” هذه اللعبة من السابقين والحاليين لهذه التصرفات، وان كانت الى جانب فرقهم، ونشاهد دائما في الدوري الاوربي والانگليزي برغم شراسة منافسة فرقه المعروفة حالات كبيرة من العلاجات لهذه الظاهرة يقوم بها لاعبو الفريقين في سبيل ارسال رسالة رفض واستنكار لجماهيرهم ازاء بعض التجاوزات التي يقومون بها. التثقيف الرياضي مهمة بالغة الضرورة حتى قبل اتخاذ الاجراءات العقابية الصارمة بحق المشجعين المتجاوزين فما يأتي عن قناعة باقٍ لا يزول وما يأتي عن قوة معرض للزوال بمجرد زوال القوة، لذا فالمهمة التثقيفية تقع على عاتق كل مشتغل في الشأن الرياضي من لاعبين ومؤسسات واعلام بشكل خاص وعلى كل ادوات التأثير في المجتمع بشكل عام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علاء هادي الحطاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/21



كتابة تعليق لموضوع : حرب التشجيع 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net