من أتى بكِ يا أمي..؟
علي حسين محمد

هناك أشياء لا يستطيع ان يتنازل عنها المقاتل اثناء المواجهة، وهو في ساحة الميدان؛ لأنها تشكل له الديمومة الحقيقية التي تبقيه على قيد المواجهة في قلب الميدان، والذي يعني لديه لحظتها قلب الحياة، يحمل في رأسه كل سنوات عمره، بل كل لحظة عاشها يستحضرها في ذاكرة اللحظة. اشياء لا يستطيع المقاتل ان يتخلى عنها مثل: سلاحه، عتاده، الخبز، والماء، والقلب الذي ينبض، وأهم ما في القلب أمي.
 بعد التحرك الاخير والذي انجاهم الله تعالى من كمين كان محكماً، لولا سرعة النجدة التي انقذت العديد من المجاميع المحاصرة، وتقدمنا صوب المواجهة من جديد.
 أرسل لي آمر الفرقة يواسيني؛ كونه يعرف معنى ان ينشغل المقاتل بحياة اعز الناس، كيف يقاتل من باله مشغول على امه، وهي ربما – لا سمح الله - وطردت الفكرة من رأسي، واستغفرت الله.
 تذكرت امي وهي توصيني: اكثروا يا ولدي من الدعاء، وردت أخيرا أوامر الهجوم، واذا بي أرى امي بالموضع معي: من اتى بك يا امي، انها الحرب، لا يمكنني أن أقاتل وانت بجنبي..؟ ابتسمت لي وهي تقول:ـ سأقاتل معك يا بني، وانت لست الوحيد الذي تقاتل امه معه، اسأل لو تريد أي واحد منهم، ليخبرك..!
 لكنكِ مريضة يا أمي، وستجرى لك عملية جراحية، لم تتعافي بعد..!
قالت:ـ انا بخير يا ولدي، قلبي عندك، ما نفع حياتي بدونك.. 
:ـ أمي، سمعت انكِ تحتاجين الى دم..؟
:ـ كيف خرجتِ من المستشفى يا أمي..؟
تضحك:ـ انه قلب أم.. لا تقلق يا بني، قلوب الأمهات لا تقف المسافات عائقاً بينهم، والأمهات تدرك الخطأ قبل وقوعه، يا بني ان قوات العدو هناك عددهم كبير، واسلحتهم متطورة، وانتم اقل منهم عددا وعدة، لكن الله معكم. أعدت السؤال:ـ يا امي ما الذي أتى بكِ..؟ قالت: يا ولدي - وأخذت تبكي -اشعر وقلب الأم لا يكذب يا ولدي، جئتك لنرحل معاً الى الله يا ولدي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين محمد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/12



كتابة تعليق لموضوع : من أتى بكِ يا أمي..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net