صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في نصّ مسرحية  (لبيك يا حسين)  للكاتب المسرحي والناقد: عبد الحميد هاشم شلش 
علي حسين الخباز

  يعمل نص المسرح الحسيني الحداثوي على كسر نمطية المألوف في البحث عن الدهشة؛ لكون القضية الحسينية واسعة المضمون، كثيرة الأحداث، لها عمق يستوعب التألق، بعيداً عن الزخرفة اللفظية او سطحية الطرح.

مسرحية (لبيك يا حسين) للكاتب المسرحي: عبد الحميد هاشم شلش، المشاركة في مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة، عملت على اثارة فلسفة الغواية بدءاً من عملية التكبر الابليسي (لم أسجد لآدم) الى اغواء ادم، واخراجه من الجنة الى قتل قابيل أخاه، فاعلية استدراج الفعل الاغوائي الى كوامن الحدث كقراءة تأويلية، ابليس نفسه يعمل على تزييف المعنى فهو يقول:ـ أنا لا أشرب خمراً، ولا ارتاد حانات العار، بل هي قلوب لا تدرك الرحمن نحوي هوت، وفعلا هو لم يقتل بسيف ولم يذبح حسينا لكنه كان صاحب الخطوة التحريضية.
 ثم يقدم النص الرؤية المنحرفة للتفسير الشيطاني: كيف يصور الشيطان رؤاه؟ وكيف يعد التبريرات؟ فهو يرى ان الإصلاح الحسيني هو تخريب للقيم الصالحة حسب منطوقه كشيطان يراه تهديدا لمصالحه، كل اصلاح عنده يحتاج الى جهد مقابل ليقوم هذا المفهوم الى مفهوم شيطاني يسمى التهديم الإصلاحي، فنجد في خفايا النص تعاقداً بين الكاتب والوسيلة التجريبية للوصول الى تأويلية عالية الجمالية، فالشيطان مثلاً في النص ينصح الحسين (عليه السلام) عليه ان يجلس للفتوى، فالناس احوج اليه من سل السيوف.
 هنا المنحى يقدم كشبكة من التوجهات السلبية الممغنطة بظاهر نصي، كأنه يعمل للخير، يكون المغزى تمويليا، يرى ان على الحسين ان يرجع ويدع العروش لسلاطين الدنيا.
 وعند مناقشة الرجل المعاصر الشاب يبدأ النقاش تمويها: هل الشيطان سل سيفه وقطع رأس الحسين أم الشمر بن ذي جوشن؟
 الأسئلة تنحرف نحو الوضع عندهم، فالحسين ميت كما يرونه، والموتى لا منفعة تترجى منهم، لكن الشاب الذي يمثل الواقع المعاصر، صلب، جاء ليعلن للتاريخ: (لبيك يا حسين) يلتقي في بؤرة النص مع التأريخ ويرى البطش والإرهاب والعنف العربي الاموي ويصمد بوجه العاتيات لتكون النتيجة الفوز على كل شيء من اجل نصرة موفقة يهرب منها الشياطين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/13



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في نصّ مسرحية  (لبيك يا حسين)  للكاتب المسرحي والناقد: عبد الحميد هاشم شلش 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net