صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

أتبْاع الرؤساء .. لا اعتماد عليهم
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الثابت تأريخياً أنّ جيش الإمام الحسن عليه السلام الذي واجه به جيش الشام بقيادة معاوية كان جيشاً مخلخلاً لا يتمناه كل قائد لنفسه ، كان منقسماً على نفسه قد عصفت الاشاعات فيه عصفاً ، فيه الشكّاك والخائن وأصحاب المطامع .. الخ

ومن بين اكبر فئات جيشه عليه السلام هم من - اتباع الرؤساء - كما يسمّيهم الشيخ المفيد - رضوان الله نعالى عليه - ، حينما صنّف جيش الإمام الحسن ع الى أصناف بقوله : [ واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثم خفوا وخف معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه وبعضهم محكّمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة وبعضهم أصحاب فتن وطمع بالغنائم وبعضهم شكّاك وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون الى دين ] الإرشاد ص١٦٩

وأتباع الرؤساء هم اولئك الذين التحقوا بالجيش ليس ولاءً للإمام ولا دفاعاً عن الدين والعقيدة وانما اتّبعوا زعمائهم ورؤساءهم ( رئيس عشيرتهم مثلاً ) .. تتميز هذه الفئة بالاتباع الاعمى لقادتها ، وأن وجودها وطبيعة موقفها مرتبط بوجود وموقف اولئك القادة من غير تفكير او إعمال اي رأي .

ولهذا عندما صدرت الخيانة من بعض زعماء العراق واصبحوا الى جانب معاوية ، كقيس بن الاشعث وعمرو بن الححاج وحجاج ابن ابجر .. وغيرهم ، التحق بخيانتهم اتباعهم وهم الكثرة الكاثرة وقتئذ ..! مما أحدث فارقاً كبيراً في جيش الامام الحسن ع لصالح جيش الشام .

وهذا درس بليغ علينا تعلّمه والاعتبار به ، يتمثل بعدم الإعتماد على اتباع الرؤساء ممن أوقف عقله ولبّه لرئيسه خاصة عندما يكون عددهم كبيراً لأن مواقفهم ستكون غير مأمونة ويُحدثوا فراغاً واسعاً ونقطة ضعف كبيرة في الأوقات الحرجة عند خطأ او خيانة ذلك الرئيس الذي التفّوا حوله . !!

قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ، إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ، يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ } هود ٩٦ ، ٧٩ ، ٩٨

سلام الله على مولانا ابي محمد الحسن ورحمة الله وبركاته ، ومبارك لكم ذكرى ولادته الميمونة ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/27



كتابة تعليق لموضوع : أتبْاع الرؤساء .. لا اعتماد عليهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net