صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

من سَبَّ عليا فقد سبَّ الله ! سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
كان البحث في فقه الحديث الذي نقله مسلم في الصحيح، وكان المطلب الأول هو حكم سبّ أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه رواية أخرى تُثبِتُ أنّ سابّ عليٍّ عليه السلام سابٌّ للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله، وقد نَقَلَ هذه الرواية أعيانُ أهل السنة، كالإمام أحمد بن حنبل، والنسائي، والمتقي، وابن حجر، والحاكم، والذهبي، والرواية مورد اتفاق عندهم، وصحّتها مُسَلَّمَةٌ لديهم، ونَصُّها أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: مَن سَبَّ عليّاً فقد سبّني، ومّن سبَّني فقد سب الله.
 
ولأنّ البحث مهمٌ فإنه ينبغي أن يتّضح نحو النصوص والتعبيرات عند أهل فقه الحديث.
 
الروايات متعددةٌ، والأساطين الذين نقلوها متعدِّدُون أيضاً، وقد ذكرنا مضمون بعضها في الجلسة السابقة، والرواية التالية عن ابن عباس حبر الأمة والإمام عند الكلّ، يقول: أشهد بالله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: مَن سَبَّ عليّاً فقد سبّني، ومّن سبَّني فقد سَبَّ الله (عز وجل) ومن سَبَّ الله (عز وجل) أكبّهُ (الله) على منخريه في النار. (ينابيع المودة ج2 ص156).
 
هذه الرواية على درجة من الأهمية بحيث يقول ابن عباس: (أشهد بالله) فإنَّ أهميّة الأمر أوجبت أن يُصَدِّرَ الحديثَ بإشهاد الله تعالى.
 
فمَن سَبَّ عليّاً أكبّه الله على منخريه في النار، هذا حال معاوية بن أبي سفيان.
 
وهو من ترضّوا عنه ولم يقبلوا أن تُقال كلمةٌ بحقه، وقد قال تعالى: ﴿وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ﴾ (إبراهيم27).
 
وقد نُقِلَت هذه الروايات في الكتاب الذي كُتِبَ للردّ على الشيعة، وكاتبه من أكثر الأشخاص تعصّباً ضد مذهب الحق: من سَبَّ أهل بيتي فإنما يرتدُّ عن الله والإسلام.
 
هذا مُحَيّر، فإنّ من يَسُبّ أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وأولهم علي بن أبي طالب عليه السلام يرتدّ عن الله وعن الإسلام.. بالاتفاق عند الكل وبنص صحيح مسلم!
 
ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله، إنّ الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم (الصواعق المحرقة ص240).
 
وتكون النتيجة أنه لا ترديد في أن سبّ معاوية لِعَليٍّ بن أبي طالبٍ أذيةٌ له عليه السلام، لا شبهة لعاقل في أن السبّ في خطب صلاة الجماعة لعلي عليه السلام أذيةٌ لعليٍّ عليه السلام، وأذيتّه أذيّة النبي صلى الله عليه وآله والله تعالى بالاتفاق، ونَصُّ القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾ (الأحزاب57).
 
فبحكم الكتاب والسنة القطعية يكون معاوية بن أبي سفيان ملعوناً من الله ورسوله، وهذا برهانٌ يقصِمُ ظهر كلّ المذاهب.
 
خِتام الكلام في قضيةٍ ينقلها هذا الشخص نفسه مع كل عداوته للمذهب عن المنصور: أنّه رأى رجلاً بالشام وجهه وجه خنزير فسأله، فقال: إنّه كان يلعن علياً كلّ يوم ألف مرة، وفي الجمعة ألف مرة، وأولاده معه، فرأيت النبي، وذكر مناماً طويلاً من جملته أن الحسن شكاه إليه فلعنه ثم بصق في وجهه، فصار موضع بصاقه خنزيراً وصار آيةً للناس (الصواعق المحرقة ص 196).
 
هذه ليست لعبة، إنّه سيفٌ قاطعٌ للحق، يُعجِزُ تمام أئمة المذاهب الأربعة.
 
ما معنى هذا الحديث؟
 
مَن يسبُّ عليّاً عليه السلام خنزيرٌ، غاية الأمر أنّ الوجه الحقيقي لا يظهر الآن، لكن لو قُيِّض للعين أن ترى الوجوه على ما هي عليها فإنها ترى وجهَهُ وجه خنزير، مَن يسُبُّ عليّاً يصبح خنزيراً، وأنجس الحيوانات الكلب والخنزير.
 
أما لو أسَّسً أحدٌ لِسَبِّ عليٍّ، واستمرّ ذلك إلى زمن عمر بن عبد العزيز، كما فعل معاوية بسَنِّه سَبَّ عليٍّ على منابر المسلمين.. فما سيكون وجهه يا ترى؟
 
هذه الرواية لم يروها الكليني والشيخ الطوسي.. نَقَلَهَا مَن أَلَّفَ كُتُباً ضدّ مذهب الشيعة، هذه حجة الله تعالى، وهذه حقيقة معاوية.
 
النتيجة: أنه طِبق الروايات المسلَّمة، حتى عند ابن حجر الهيثمي، فإنّ معاوية خنزيرٌ، معاوية مرتدٌ عن الله تعالى، معاوية مرتدٌ عن الإسلام، معاوية علاوةً على كل ذلك ملعونٌ من الله تعالى ونبيّه بنص القرآن الكريم.
 
هذا حال معاوية.
أما غير معاوية، فلو كان هناك فهم!!
 
إن الدلالة على قسمين: دلالةٌ مطابقية، ودلالةٌ التزامية.
قرأنا نصّ الروايات وهي مورد اتفاق، ودلّت أنّ كل من آذى عترة النبي صلى الله عليه وآله فهو ملعون من الله ورسوله.
 
صحيح البخاري موجودٌ، والمطلبُ في صحيح البخاري مطبوع، كم آذوا فاطمة الزهراء عليها السلام!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/02



كتابة تعليق لموضوع : من سَبَّ عليا فقد سبَّ الله ! سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net