“انهض بسيفك يا علي”.. قصيدة مثيرة للشاعر المسيحي جوزيف حرب


ألقى الشاعر اللبناني الشهير جوزيف حرب قصيدة في الامام علي (ع)  بعنوان “انهض بسيفك يا علي”، في الاحتفال السنوي الذي يقيمه النادي الحسيني/النبطية بمناسبة مولد الامام علي بن ابي طالب (ع). كان ذلك في عام 1417 هـ/1996 م. ولم تنشر تلك القصيدة سوى في كراس يطبعه النادي الحسيني في النبطية بعد انتهاء الحفل.

شفقنا، تنشر مقاطع رئيسية من تلك القصيدة الجميلة، لشاعر لبناني مسيحي، له موقعه المتميز في الساحة الأدبية العربية والعالمية، وتولى رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى العام 2002. ونال العديد من الجوائز التكريمية، وله العديد من الدواوين المطبوعة. توفي الشاعر عام 2014.

“القصيدة”:

إني وحيدٌ

يا عليُّ.

مأساةُ أديانِ السماءِ لصُوصها. ولصوصُها منها. فما سرقَ النبي وأنتَ إلّا مسلمونَ. وهم مسيحيون من سرقوا

يسوع الناصري

كلٌّ يكفِّرُ نفسَهُ. إنّي انقسمتُ عليَّ. هذي سيرةُ الأديانِ. كيف أصالح الْ هُوَ آخرٌ وأنا عدوُّ أنا؟! وقد دخلتْ على الدينِ العروشُ، فأيُّ دينٍ سوف يبقى

يا عليُّ؟!

دخلتْ على الدِّينِ المواكبُ، والقضاةُ، وباعة الأسواقِ، والصفراءُ والبيضاءُ. تذكرُ بيت مالِ المسلمينَ دُجىً، وأَنتَ تعدُّ: يا صفراءُ يا بيضاءُ غُرّي غيريَ. أطْفئْ يا غلامُ سراجَ بيتِ المالِ، ولنرجع على عتم، فهذا النورُ حقُّ المسلمينَ وليس حقُّكَ

يا عليُّ.

إنّي وحيدٌ

يا عليّ.

وأراكَ نحوي آتياً. يُمناك فيها السيفُ، يسراكَ الكتابُ، وأنتَ فوقَ الخلقِ، دون الخالقِ الرحمٰنِ، تلتفتُ الجهاتُ إليكَ، تأتي الأرضُ كي تهبَ البياض لها وأجنحةَ الملائكِ. والغمام يمرُّ فوق يديكَ كي يخضرَّ فيه الماءُ، تُخفي وجهها عنكَ الخطايا، يملأُ البرصُ الدراهمَ، تصبحُ الشهواتُ ملحاً ليس من روح بها عطشٌ إليها، واليتامى يشعلون دموعهم حتى ترى أعماقهم، لا أُفْقَ إلا سارَ خلفكِ حافياً مع قِرْبةٍ وكفافِ خبزٍ يابسٍ. جزءٌ صلاةٌ  أنتَ جزءٌ جنّةٌ. ولعلَّ واحدةً من السُّوَرِ التي لله لمّا أُنزلتْ جاءتْ بمكّةَ خارجَ القرانِ،

فاقرأْ باسمِ ربكَ،

في عليّ.

وأنا مسيحيٌّ، يرى “نهج البلاغة” رايةً للأرضِ، يحملها ويفتتحُ المظالمَ، والمذابحَ، والخطايا، خلفهُ يمضي المساكينُ، الجياعُ، مشرَّدو الأوطانِ، والمظلومُ، والمطرودُ، نَهْتِفُ كلُّنا:

لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ،

ولا فتى إلا عليّ.

وتدورُ هذي الأرضُ، فوق جبينها رملٌ عليهِ دمٌ، وفي الشفتينِ تشقِيقٌ،

ودمعٌ طاهرٌ في المقلتينْ.

لكأنَّ هذا الأفقَ مشهدُ “كربلاءَ”.

تدور فيها فوق رمحٍ أحمرٍ

رأسُ الحسينْ

والريحُ رَجٌّ

أو دويُّ.

إني وحيدٌ

يا عليّ.

*****

لي أمة في الأرضِ أصبح أهلُها

غرباؤها،

وغزاتُها  أَصحابَها،

لي أُمةٌ شعراؤها يمحونَ من قبلاتِهمْ

فمها. وكاهُنها يحوِّلُ رَبَّها ذهباً.

وتاجرُها يبيعُ ترابَها.

لي أمةٌ إنْ تُكثِرُ الرُّعيانُ في قطعانِها

خوفاً من الذئب الكلابَ، تحزُّ أعناقَ الخرافِ

لكي تقيت كلابَها.

أفكلما شاهدتُ عاصمةً

بكيتُ الأندلسْ؟!

أَفكلما حنَّتْ  لرؤية بصرةٍ روحي

رأيت خرابَها؟!

إني وحيدٌ يا عليّ.

يا أيها الشعراءُ

ثَمَّةَ عاهره

تزني على قشِّ المغارةِ،

في المساجدِ،

تستبيحُ الناصرهْ.

وغدا ستزني في العواصم ان تصافحتِ

الأكفُّ، كما زنتْ في القاهره.

فالمجد يا بيروتُ، يا أرضَ الجنوب الحرّ،

للجرح الذي قد فار شلالاً من الشهداءِ

فوق الخاصرهْ.

إني وحيدٌ

يا عليّ.

فازحفْ أمام مقاومين لهم دمي. ياتون من سِككِ الفِلاحةِ، من وراء العَنْزِ، والبقرِ الهزيلِ، ومن رغيفِ خبزٍ يابسٍ في جوفِهِ بصلٌ وزيتونٌ. يمدونَ الأكفّ لنا جسوراً، ينشرون دماءَهم في الريحِ نجماً أو علمْ

يمضونَ، لولا الصخر والزيتونُ، لا نُصبَ لهم في الأرضِ، لا تمثالَ، لا ذكرى، سوى صُوَرٍ على الجدرانِ في قلبِ المنازلِ.

هل ذكرنا مرةً دمَهم كأم أو صديقٍ. قاوموا من أَجلنا من بعد ما تركوا جميعَ الأمهاتِ، وودعوا في الفجرِ كلَّ الأصدقاءِ. وعندما قُتلوا رأينا أمهمْ بعد الجنازةِ وحدها تبكي، وكان صديقهمْ بين المقابرِ وحده يضعُ البنفسجَ فوق الواحِ الضرِيحِ. سألتُ: ما اسْمُكَ؟ لم يُجب لم يلتفتْ.

مسح الضريحَ

بكفِّ عاشقْ

واختفى

بين البنادقْ.

إنّي وحيدٌ

يا علي.

يا أيها الشعراءُ إني مطلقٌ

صوتي كَرجٍّ

أو دويّ.

*****

والله لو لمْ يبقَ من شعبي

سوى وادٍ يظلِّلُ ناقتَي بدويُّ

سأظلُّ أفخرُ

أنني عربيّ.

والله لو لم يبقَ إلاّ الوأْدُ. إلا

كاهنٌ للّاتِ قال أنَّ بْنَ عبدِ الله

ليسَ نبيّ

سأظلُّ أفخرُ

أنني عربيّ.

ولو أنَّ سُفيانَ بْنَ حربٍ ساقَ عامَ

الهِجرَةِ المكيَّ مسبياً، وشكّتْ بنتُ عُتْبَةَ سيفها

في شهرهِ القمريّ

سأظلُّ أفخرُ أنني عربيّ.

ولو أنني صِفْرُ اليدينِ من المعريِّ العظيم، من ابنِ هَيْثَمَ وابنِ رشدٍ، والخوارزميِّ، والحلّاج. لو فَرُغَتْ سمائي من أبي الطيب والرَّازي، وديك الجنِّ. لو لا أخطلٌ عندي، ولا قيسٌ، ولا ابنُ مقفع أو جاحظٌ

أو بحتريّ

سأظلُّ أفحرُ

أنني عربيّ.

وأخوضُ معركتي القديمةَ من جديدٍ، قاهراً هُبَلاً، قريباً من أبي ذرٍّ، رفيقا من رفاقِ الزّنجِ، منتصراً لسيف الخُرميّ

والقِرمطيّ

ومقاوما في الأرض حكاماً ملابسهم دمٌ. تاريخُ أيديهمْ دمٌ. وعِصِيُّ شرطتهمْ دمٌ. وسجلُّ مُخبرِهِمْ دمٌ. ودمٌ وسائدهمْ. دم قنديلُ ليلتهمْ. دمُ أسواقُ باعتهم. دمٌ ملأى به كلُّ الملاعقِ. كل زقٍّ في مجالسهم دمٌ.

يا شعبي العربيّ

لا ليبيا أغلى لديَّ من العراق. ولا العراقُ أعزُّ عنديَ من دمشقَ. ولا دمشقُ أحبُّ من مِصْرٍ إليَّ. وإنني ولدُ الجزائر. وابنْ شطآن الخليجِ. وأسودٌ حجري بمكةَ. أحمرٌ حجري بغزةَ أبيضٌ حجري على قبرِ المسيح. وليس تونُسُ غيرَ أنني شاعرٌ متحدرٌ منها. وما السودانُ إلاّ أرضُ أجدادي. وإني مغربيٌّ لم يزل رمحي الذي استقبلتُ موسى بْنَ نُصَيْرٍ فيه محفوراً عليه بخطِّ كفّ امرأةٍ تدعى رُدَينةَ أصليَ اليمنيّ.

والله ما لبنانُ إلا قامتي. لو حَزَّ سيفُ عدوِّكمْ عُنُقيْ، لما رسَمَتْ دمائيَ في الترابِ سوى خريطةِ عالمٍ يمتدُّ من بحر الخليجِ إلى المحيطِ الأطلسيُّ.

يا شعبيَ العربيّ

أفكلما حريةٌ صارت بعمر الوردِ من دمنا تزوجها خصيّ؟

إنهضْ بسيفك

يا عليّ.

خاص شفقنا-بيروت-ألقى الشاعر اللبناني الشهير جوزيف حرب قصيدة في الامام علي (ع)  بعنوان “انهض بسيفك يا علي”، في الاحتفال السنوي الذي يقيمه النادي الحسيني/النبطية بمناسبة مولد الامام علي بن ابي طالب (ع). كان ذلك في عام 1417 هـ/1996 م. ولم تنشر تلك القصيدة حتى اليوم، سوى في كراس يطبعه النادي الحسيني في النبطية بعد انتهاء الحفل.

شفقنا، تنشر مقاطع رئيسية من تلك القصيدة الجميلة، لشاعر لبناني مسيحي، له موقعه المتميز في الساحة الأدبية العربية والعالمية، وتولى رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى العام 2002. ونال العديد من الجوائز التكريمية، وله العديد من الدواوين المطبوعة. توفي الشاعر عام 2014.

“القصيدة”:

إني وحيدٌ

يا عليُّ.

مأساةُ أديانِ السماءِ لصُوصها. ولصوصُها منها. فما سرقَ النبي وأنتَ إلّا مسلمونَ. وهم مسيحيون من سرقوا

يسوع الناصري

كلٌّ يكفِّرُ نفسَهُ. إنّي انقسمتُ عليَّ. هذي سيرةُ الأديانِ. كيف أصالح الْ هُوَ آخرٌ وأنا عدوُّ أنا؟! وقد دخلتْ على الدينِ العروشُ، فأيُّ دينٍ سوف يبقى

يا عليُّ؟!

دخلتْ على الدِّينِ المواكبُ، والقضاةُ، وباعة الأسواقِ، والصفراءُ والبيضاءُ. تذكرُ بيت مالِ المسلمينَ دُجىً، وأَنتَ تعدُّ: يا صفراءُ يا بيضاءُ غُرّي غيريَ. أطْفئْ يا غلامُ سراجَ بيتِ المالِ، ولنرجع على عتم، فهذا النورُ حقُّ المسلمينَ وليس حقُّكَ

يا عليُّ.

إنّي وحيدٌ

يا عليّ.

وأراكَ نحوي آتياً. يُمناك فيها السيفُ، يسراكَ الكتابُ، وأنتَ فوقَ الخلقِ، دون الخالقِ الرحمٰنِ، تلتفتُ الجهاتُ إليكَ، تأتي الأرضُ كي تهبَ البياض لها وأجنحةَ الملائكِ. والغمام يمرُّ فوق يديكَ كي يخضرَّ فيه الماءُ، تُخفي وجهها عنكَ الخطايا، يملأُ البرصُ الدراهمَ، تصبحُ الشهواتُ ملحاً ليس من روح بها عطشٌ إليها، واليتامى يشعلون دموعهم حتى ترى أعماقهم، لا أُفْقَ إلا سارَ خلفكِ حافياً مع قِرْبةٍ وكفافِ خبزٍ يابسٍ. جزءٌ صلاةٌ  أنتَ جزءٌ جنّةٌ. ولعلَّ واحدةً من السُّوَرِ التي لله لمّا أُنزلتْ جاءتْ بمكّةَ خارجَ القرانِ،

فاقرأْ باسمِ ربكَ،

في عليّ.

وأنا مسيحيٌّ، يرى “نهج البلاغة” رايةً للأرضِ، يحملها ويفتتحُ المظالمَ، والمذابحَ، والخطايا، خلفهُ يمضي المساكينُ، الجياعُ، مشرَّدو الأوطانِ، والمظلومُ، والمطرودُ، نَهْتِفُ كلُّنا:

لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ،

ولا فتى إلا عليّ.

وتدورُ هذي الأرضُ، فوق جبينها رملٌ عليهِ دمٌ، وفي الشفتينِ تشقِيقٌ،

ودمعٌ طاهرٌ في المقلتينْ.

لكأنَّ هذا الأفقَ مشهدُ “كربلاءَ”.

تدور فيها فوق رمحٍ أحمرٍ

رأسُ الحسينْ

والريحُ رَجٌّ

أو دويُّ.

إني وحيدٌ

يا عليّ.

*****

لي أمة في الأرضِ أصبح أهلُها

غرباؤها،

وغزاتُها  أَصحابَها،

لي أُمةٌ شعراؤها يمحونَ من قبلاتِهمْ

فمها. وكاهُنها يحوِّلُ رَبَّها ذهباً.

وتاجرُها يبيعُ ترابَها.

لي أمةٌ إنْ تُكثِرُ الرُّعيانُ في قطعانِها

خوفاً من الذئب الكلابَ، تحزُّ أعناقَ الخرافِ

لكي تقيت كلابَها.

أفكلما شاهدتُ عاصمةً

بكيتُ الأندلسْ؟!

أَفكلما حنَّتْ  لرؤية بصرةٍ روحي

رأيت خرابَها؟!

إني وحيدٌ يا عليّ.

يا أيها الشعراءُ

ثَمَّةَ عاهره

تزني على قشِّ المغارةِ،

في المساجدِ،

تستبيحُ الناصرهْ.

وغدا ستزني في العواصم ان تصافحتِ

الأكفُّ، كما زنتْ في القاهره.

فالمجد يا بيروتُ، يا أرضَ الجنوب الحرّ،

للجرح الذي قد فار شلالاً من الشهداءِ

فوق الخاصرهْ.

إني وحيدٌ

يا عليّ.

فازحفْ أمام مقاومين لهم دمي. ياتون من سِككِ الفِلاحةِ، من وراء العَنْزِ، والبقرِ الهزيلِ، ومن رغيفِ خبزٍ يابسٍ في جوفِهِ بصلٌ وزيتونٌ. يمدونَ الأكفّ لنا جسوراً، ينشرون دماءَهم في الريحِ نجماً أو علمْ

يمضونَ، لولا الصخر والزيتونُ، لا نُصبَ لهم في الأرضِ، لا تمثالَ، لا ذكرى، سوى صُوَرٍ على الجدرانِ في قلبِ المنازلِ.

هل ذكرنا مرةً دمَهم كأم أو صديقٍ. قاوموا من أَجلنا من بعد ما تركوا جميعَ الأمهاتِ، وودعوا في الفجرِ كلَّ الأصدقاءِ. وعندما قُتلوا رأينا أمهمْ بعد الجنازةِ وحدها تبكي، وكان صديقهمْ بين المقابرِ وحده يضعُ البنفسجَ فوق الواحِ الضرِيحِ. سألتُ: ما اسْمُكَ؟ لم يُجب لم يلتفتْ.

مسح الضريحَ

بكفِّ عاشقْ

واختفى

بين البنادقْ.

إنّي وحيدٌ

يا علي.

يا أيها الشعراءُ إني مطلقٌ

صوتي كَرجٍّ

أو دويّ.

*****

والله لو لمْ يبقَ من شعبي

سوى وادٍ يظلِّلُ ناقتَي بدويُّ

سأظلُّ أفخرُ

أنني عربيّ.

والله لو لم يبقَ إلاّ الوأْدُ. إلا

كاهنٌ للّاتِ قال أنَّ بْنَ عبدِ الله

ليسَ نبيّ

سأظلُّ أفخرُ

أنني عربيّ.

ولو أنَّ سُفيانَ بْنَ حربٍ ساقَ عامَ

الهِجرَةِ المكيَّ مسبياً، وشكّتْ بنتُ عُتْبَةَ سيفها

في شهرهِ القمريّ

سأظلُّ أفخرُ أنني عربيّ.

ولو أنني صِفْرُ اليدينِ من المعريِّ العظيم، من ابنِ هَيْثَمَ وابنِ رشدٍ، والخوارزميِّ، والحلّاج. لو فَرُغَتْ سمائي من أبي الطيب والرَّازي، وديك الجنِّ. لو لا أخطلٌ عندي، ولا قيسٌ، ولا ابنُ مقفع أو جاحظٌ

أو بحتريّ

سأظلُّ أفحرُ

أنني عربيّ.

وأخوضُ معركتي القديمةَ من جديدٍ، قاهراً هُبَلاً، قريباً من أبي ذرٍّ، رفيقا من رفاقِ الزّنجِ، منتصراً لسيف الخُرميّ

والقِرمطيّ

ومقاوما في الأرض حكاماً ملابسهم دمٌ. تاريخُ أيديهمْ دمٌ. وعِصِيُّ شرطتهمْ دمٌ. وسجلُّ مُخبرِهِمْ دمٌ. ودمٌ وسائدهمْ. دم قنديلُ ليلتهمْ. دمُ أسواقُ باعتهم. دمٌ ملأى به كلُّ الملاعقِ. كل زقٍّ في مجالسهم دمٌ.

يا شعبي العربيّ

لا ليبيا أغلى لديَّ من العراق. ولا العراقُ أعزُّ عنديَ من دمشقَ. ولا دمشقُ أحبُّ من مِصْرٍ إليَّ. وإنني ولدُ الجزائر. وابنْ شطآن الخليجِ. وأسودٌ حجري بمكةَ. أحمرٌ حجري بغزةَ أبيضٌ حجري على قبرِ المسيح. وليس تونُسُ غيرَ أنني شاعرٌ متحدرٌ منها. وما السودانُ إلاّ أرضُ أجدادي. وإني مغربيٌّ لم يزل رمحي الذي استقبلتُ موسى بْنَ نُصَيْرٍ فيه محفوراً عليه بخطِّ كفّ امرأةٍ تدعى رُدَينةَ أصليَ اليمنيّ.

والله ما لبنانُ إلا قامتي. لو حَزَّ سيفُ عدوِّكمْ عُنُقيْ، لما رسَمَتْ دمائيَ في الترابِ سوى خريطةِ عالمٍ يمتدُّ من بحر الخليجِ إلى المحيطِ الأطلسيُّ.

يا شعبيَ العربيّ

أفكلما حريةٌ صارت بعمر الوردِ من دمنا تزوجها خصيّ؟

إنهضْ بسيفك

يا عليّ.

المصدر / شفقنا العراق 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/02



كتابة تعليق لموضوع : “انهض بسيفك يا علي”.. قصيدة مثيرة للشاعر المسيحي جوزيف حرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net