صفحة الكاتب : نزار حيدر

الدَّم لا يكسِر إِرادة الشَّعب والإِنتفاضة تورِقُ بالتَّضحياتِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

١/ أَغربُ حالات [العراق الدِّيمقراطي] هي تعامل [الدَّولة] معَ الإِستعراضات المُسلَّحة للميليشيات [التي تنتهك الدُّستور وسيادةِ الدَّولة وتُرعبِ الآمنين وتُعرقل فُرصالإِستثمار] بالسِّياسة وبالديبلوماسيَّة والحِوار، فيما تتعامل معَ الإِحتجاجات [السياسيَّة] و [الخدميَّة] السِّلميَّة بالسِّلاح ومع إِعتصامات حمَلَة الشَّهاداتِ العُليا بخراطيمِالمياه! فهي تقتُل المُحتجِّين وتعتقلهُم وتتستَّر على قتلَة النَّاشطين المدنيِّين وعلى الذين يخطفونهُم! وتغضُّ الطَّرف عن [الطَّرف الثَّالث! ولا تُحرِّك ساكناً ضدَّ الميليشيات التيهدَّدت [القائد العام للقوَّات المُسلَّحة] بقطعِ أُذُنهِ إِذا اتَّخذَ أَيَّ إِجراءٍ ضدَّ استعراضاتِها العسكريَّة التي تجوبُ بها شوارع العاصمةِ بسيَّارات الدَّولةِ!.

يجبُ أَن تفهمَ الحكومة وكلَّ مؤَسَّسات الدَّولة أَنَّ الإِحتجاجات السياسيَّة لا يمكنُ إِنهاءها بالقمعِ والدَّم، وأَنَّ استمرار إِنتفاضة تشرين الباسلة إِلى اليَوم دليلٌ على ذلكَ،فعلى الرَّغمِ من غزارةِ الدِّماء التي أُريقت من نحورِ الشَّباب الواعِد المُنتفض والمُحتج، وعلى الرَّغمِ من كلِّ التُّهم غَير الشَّريفة وغَير الأَخلاقيَّة التي تعرَّض لها شرفُ المُحتجِّينوالمُحتجَّات والتي لفَّقتها أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشلة ونشرها وسوَّقها الذُّباب الاليكتروني [وما يزال] لتشويهِ سُمعةِ وحقيقةِ وجَوهرِ وفعلِ الإِنتفاضةِ إِلَّا أَنَّ المُحتجِّينمازالوا مصرُّونَ على الإِستمرارِ لتحقيقِ المطلب المِحوَري لانتفاضتهِم وحراكهِم الشَّعبي الوطني، والمُتمثِّل بإِعادةِ [الوطن] الذي باعتهُ [العِصابة الحاكِمة] إِلى [الغُرباء] كلٌّحسبَ ولائهِ ومشربهِ وخلفيَّتهِ [المذهبيَّة والإِثنيَّة والسياسيَّة].

فالدَّمُ لا يكسر عضُد الشَّعب ولا يفلَّ من سواعدهِ الصَّلبة، وصدقَ الشَّهيدُ الصَّدر الأَوَّل الذي قال [إِرادةُ الشُّعوب أَقوى من الطُّغاة مهما تفرعنُوا] ومَن يشكُّ في ذلكَ قيدَأَنمُلة فليُعيد قراءة تفاصيل الحقبةِ السَّوداء التي مرَّت على العراق في ظلِّ نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، الذي اعتمدَ الدَّم كسياسةٍ ثابتةٍ على مدى [٣٥] عاماً! فماذاكانت النَّتيجة؟! إِخراجهُ من بالوعةٍ نتِنةٍ عفنةٍ كريحهِ النَّتنةِ العفنةِ.

ولقد أَشارَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) إِلى هذهِ الحقيقةِ بعهدهِ للأَشترِ بقولهِ {إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَلَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَلَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍوَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُوَيُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَيَنْقُلُهُ وَلَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ وَإِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَأَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ فَمَافَوْقَهَا مَقْتَلَةً فَلَا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ}.

٢/ ثلاثةٌ لا يُحرِّرونَ [القُدس الشَّريف]؛ النَّاكِثون والقاسِطون والمارِقون.

*النَّاكثون الذين أَنتجوا كلَّ هذا الفساد والفشل الذي حوَّل البلاد إِلى دُوَلٍ فاشِلةٍ، وهُم تُجَّار الشِّعارات والدَّم والقُدسيَّة الزَّائِفة، ومنهُم [الأَحزاب الدينيَّةِ] التي مكَّنتهُمصنيعةُ [إِسرائيل] من السُّلطة، وأَقصد بها [لندن وواشنطُن]!.

*والقاسِطون الذين أَنتجُوا النُّظم الشموليَّة البوليسيَّة التي أَذلَّت الأُمَّة وتالِياً ثقافة التَّكفير والإِرهاب والهَدم وحزِّ الرِّقاب، متستِّرونَ بالدِّين.

*والمارِقون الذين استبدلُوا لُغة الحِوار والمنطِق والجِدال بالتي هي أَحسن بلُغةِ العُنف وكواتِم الصَّوت عندَ الإِختلاف فأَنتجت شعُوباً جاهِلةً فقيرةً جبانةً ينهشُها المرَضوالتخلُّف

*أَمَّا النُّظُم العميلة الخانِعة المُستسلِمة فصدقَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) في وصفِها بقَولهِ {لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ وَ لاَ يُضَارِعُ وَ لاَ يَتَّبِعُ اَلْمَطَامِعَ}.

٣/ لا أَحدَ يعرفُ على وجهِ الدقَّة ما الذي يريدهُ الفاسدُون وذيولهُم وأَبواقهم! فإِذا عزَمَت الدَّولة على مُكافحة الفساد رسمُوا لها دوائر حمراء حَول أَنفسهِم وحولَ عناصرهِمثم قالُوا للحكومةِ؛ كافحي الفاسدين واحذري أَن تمُسِّي هؤلاء بشعرةٍ، فهذا مُجاهد من الرَّعيل الأَوَّل وذاك إِبن أُسرة وآخر مُقدَّس ورابع من أَنصار [الآل]! الذين لولاهُم لمادخلَ أَحدٌ جنَّة الخُلد! وخامس يتوضَّأ يوميّاً قبل أَن يُباشر عملهُ بالوزارة وهكذا، على طريقةِ؛

[أَلقاهُ في اليمِّ مكتوفاً وقالَ لهُ** إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَن تبتلَّ بالماءِ]

أَمَّا أَميرُ المُؤمنينَ (ع) فيقولُ {وَوَاللَّهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ وَلَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وَأُزِيحَ الْبَاطِلَ عَنْمَظْلَمَتِهِمَا}.

أَمَّا إِذا لم تحزِم الدَّولة أَمرها لتُكافح الفساد، قالُوا؛ جبانة لا تقدر على مُحاسبةِ أَحدٍ!.

إِذا كانت حُجَّتهم في ذلكَ أَنَّ مشروع مُكافحة الفساد [مُسيَّس] وأَنَّ الإِعتقالات [إِستهداف سياسي] فالسُّؤَال؛ مَن الذي أَسَّس لذلكَ؟! مَن أَسَّس للمُحاصصةِ حتَّى فيالفساد؟! ومَن الذي سيَّس القضاء ورشاهُ ليُغيِّر تفسيراتهِ لمواد الدُّستور كُلَّما اقتضت الضَّرورة؟! من الذي أَسَّس التستُّر [السِّياسي] و [الكُتلوي] و [الطَّائفي] للفسادِوالفشَل؟! هذهِ الحكومة التي عُمرها عامٌ واحد أَم حكوماتكُم التي قادت السُّلطة [١٨] عاماً؟!.

مَن الذي ظلَّ يلتفّ ويتحايل على [قانون الإِجتثاث] و [قانون المُساءلة] ليستثني عدداً من أَيتام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين من أَجلِ أَن يقفُوا لجانبهِ ويدعمُوهُ لنيلِ[الوِلاية الثَّانية] و [الوِلاية الثَّالثة]؟!.

مَن الذي اعترفَ بفسادهِ وفشلهِ وظهرَ للجمهُور يبكي ويطلب منهُ الصَّفح جرَّاءَ ما ارتكبتهُ يدَيهِ الآثمتَينِ من فسادٍ وفشلٍ؟! أَليس منهم [القائِد الضَّرورة] صاحب نظريَّة[بعد ما ننطيها]؟! ومَن عقدَ معهُ صيغة [الزَّواج الكاثوليكي]؟!.

أَمَّا إِذا احتجُّوا بالقَول؛ أَنَّ الفاسدَ لا يُكافح الفَساد، والحكومةُ فاسدةٌ فكيفَ تُريدُ أَن تُكافحَ الفساد؟! هذهِ دعايةٌ إِنتخابيَّة وبهلوانيَّات لذرِّ الرَّماد في العيونِ؟!.

الجواب؛

*الحكومة هي أَنتم فما تحتجُّونَ بهِ عليها نحتجُّ بهِ عليكُم.

*وأَنتم؟! أَولستُم تُتاجرُونَ بشعارات النَّزاهة ومُكافحة الفَساد؟!.

*لو كُنتم قد تعاملتُم مع السُّلطة بنزاهةٍ وأَمانةٍ لما انتشرَ الفسادُ في الدَّولةِ ومُؤَسَّساتِها! فلماذا أَفسدتُم طِوال [١٨] عامٍ؟! ولماذا لم تُكافِحُوا الفساد خلال كُل تلكَ المُدَّة؟!.

إِنَّكُم كذَّابون كذلكَ وأَفَّاكُون! أَليس كذلك؟!.

٤/ إِنَّ استعراض القوَّة البائس ونزول الميليشيات إِلى الشَّارع كُلَّما تمَّ اعتقال [مسؤُول] يُعرِّض كلَّ شيءٍ للخطر؛

أ/ يلزم أَن يكونَ القانون فوقَ الجميع، فإِنَّ أَيَّ استثناءٍ لأَيِّ أَحدٍ يُحوِّلهُ إِلى قانون الغاب يصطاد الضُّعفاء ويحمي [الأَقوياء].

هذا ثابتٌ في غايةِ الأَهميَّة أَكَّدت عليهِ اليَوم النَّجف الأَشرف و [حشد العتبات] و [العتبتَين المُقدَّستَين في كربلاء المُقدَّسة] ردّاً على محاولات تستُّر البعض بالمقدَّساتللتَّجاوز على سُلطة القانون.

ب/ مهما كان [المُعتقل] مُهمّاً في حزبهِ وصاحب تاريخ نضالي لا يُشقُّ لهُ غُبارٌ أَو كانَ لهُ دورٌ في الحربِ على الإِرهاب، فإِنَّ هذا كُلَّهُ لا يُحصِّنهُ من الخطأ أَو حتَّى مِنارتكابِ [جريمةٍ] فالمسؤُولُ بشرٌ غَير معصوم ولذلكَ فليسَ هُنالكَ مسؤُولٌ مُقدَّس فَوقَ سُلطةِ القانون أَبَداً وأَنَّ التَّاريخ والبلاء الحَسَن لا يحمي المسؤُول من المُلاحقةِ والمُساءلةِإِذا أَخطأَ أَو أَجرمَ.

فلقد رأَينا عدداً كبيراً من [عُتاتِ المُجاهدين] سقطُوا في أَوَّلِ إِختبارٍ للسُّلطةِ فسرقُوا وأَفسدُوا وتجاوزُوا على الحقِّ العام وعلى مصالحِ النَّاسِ حتَّى باتُوا اليَوم مسخرةًيتندَّر عليهم المُجتمع يهتفُونَ ضدَّهُم [كذَّاب كذَّاب] بعدَ أَن أَصبحُوا مِصداقاً لقولِ الله تعالى {وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيْمَٰنَكُمْ دَخَلًۢا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌۢ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمْعَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وفي التَّاريخ يُحدِّثُنا أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) عن واحدٍ من أَشهر نماذج هذا النَّوع من [مُجاهدي الرَّعيل الأَوَّل] والذي يختصُّ بصلةِ قُربى معهُ (ع) فيقولُ لهُ مُخاطباً {أَمَّا بَعْدُفَإِنِّي كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي وَجَعَلْتُكَ شِعَارِي وَبِطَانَتِي وَلَمْ يَكُنْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي أَوْثَقَ مِنْكَ فِي نَفْسِي لِمُوَاسَاتِي وَمُوَازَرَتِي وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَيَّ فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَّمَانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَقَدْ كَلِبَ وَالْعَدُوَ قَدْ حَرِبَ وَأَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِيَتْ وَهَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ فَنَكَتْ وَشَغَرَتْ قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ فَفَارَقْتَهُ مَعَ الْمُفَارِقِينَ وَخَذَلْتَهُ مَعَ الْخَاذِلِينَ وَخُنْتَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ فَلَا ابْنَعَمِّكَ آسَيْتَ وَلَا الْأَمَانَةَ أَدَّيْتَ وَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّهَ تُرِيدُ بِجِهَادِكَ وَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَكَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ وَتَنْوِي غِرَّتَهُمْ عَنْ فَيْئِهِمْ فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَالشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ الْأُمَّةِ أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ وَعَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ وَاخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَأَيْتَامِهِمُ اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الْأَزَلِّ دَامِيَةَ الْمِعْزَى الْكَسِيرَةَ فَحَمَلْتَهُ إِلَىالْحِجَازِ رَحِيبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ كَأَنَّكَ لَا أَبَا لِغَيْرِكَ حَدَرْتَ إِلَى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَسُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَوَمَا تَخَافُ نِقَاشَ الْحِسَابِ أَيُّهَاالْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي الْأَلْبَابِ كَيْفَ تُسِيغُ شَرَاباً وَطَعَاماً وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وَتَشْرَبُ حَرَاماً وَتَبْتَاعُ الْإِمَاءَ وَتَنْكِحُ النِّسَاءَ مِنْ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمُؤْمِنِينَوَالْمُجَاهِدِينَ الَّذِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْأَمْوَالَ وَأَحْرَزَ بِهِمْ هَذِهِ الْبِلَادَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَارْدُدْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَى اللَّهِ فِيكَوَلَأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي الَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلَّا دَخَلَ النَّارَ}.

سلامُ الله عليكَ يا أَبا الحسن وكأَنَّكَ تُخاطبُ [العصابةِ الحاكمةِ] وعلى وجهِ التَّحديدِ زُعماء الأَحزابِ والكُتل والتيَّارات السياسيَّة [التي كانت إِسلاميَّة].

ج/ إِذا أَردنا أَن نتعاملَ مع المسؤُولين [الفاسدين] بالطَّريقة التي تعاملت بها [الميليشيات] مُؤَخَّراً فستعتقل الدَّولة كُلَّ المواطنين ولا تمسَّ أَيَّ مسؤُولٍ بشعرةٍ! لأَنَّ كُلَّ حزبٍوكُلَّ تيَّار وكُلَّ مُؤَسَّسة من مُؤَسَّسات الدَّولة تعتبر عناصِرها [مُقدَّسين] لا يجوزُ المَساس بهم!.

ويبقى المُواطن فقط الذي لا تحميهِ دَولة أَو ميليشيات أَو دستور أَو قانون أَو قضاء!.

وصدقَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) الذي يقولُ {إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ؛ لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ} ويكون ذلكَعندما يحتمي الفاسد [القوي] بالميليشيات ولا يحمي القانون النَّزيه [الضَّعيف].

د/ حتَّى هيئة الحشد الشَّعبي [وهي جزءٌ لا يتجزَّء من المنظومة الأَمنيَّة والعسكريَّة الدستوريَّة الرسميَّة في البلاد] حذَّرت أَكثر من مرَّة من مغبَّة إِستغلال بعضِ عناصرِهاإِسمَها لارتكابِ [جرائم] فيما هدَّدت بأَنَّها ستُقاضي مَن يفعل ذلكَ أَمامَ القضاء.

أَمَّا الذينَ سرقُوا إِسم الهيئة لإِصدارِ البيانات الوهميَّة للدِّفاعِ عن [المُتَّهمين] في إِرتكاب جرائمَ إِرهابيَّة فلقد فضحتهُم الهيئة في بيانِها التَّوضيحي الذي صدرَ عنها أَمسوالذي نفت فيهِ أَن تكونَ قد أَصدرت بياناً بشأنِ عمليَّة الإِعتقال الأَخيرة، مُحذِّرةً المُندسِّين واللُّصوص الذين يسرقُونَ إِسمها للعُدوان على الدَّولة من مغبَّةِ أَفعالهِم هذهِ.

هـ/ إِذا كان الذين استعرضُوا سلاحهُم في الشَّوارع يعتبرُونَ أَنفسهُم جزءاً من الدَّولة ومُؤَسَّساتها فإِنَّهم ارتكبُوا مُخالفةً قانونيَّةً يُحاسبُ عليها القانون لأَنَّ استعراضهُمالعسكري بمثابةِ التمرُّد على القانون وعلى سُلطة القائد العام، ينبغي اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمِ العسكريَّة حسبَ القانون والأُصول المُتعارف عليها.

أَمَّا إِذا لم ترَ في سلاحِها وانتمائِها ذلك، فهي ميليشيات وسلاح سياسي خارج سُلطة الدَّولة ينبغي كذلك إِعتقالهم وتفكيك تنظيماتهم لوضعِ حدٍّ للتَّهديدات التييُشكِّلونها ضدَّ الدَّولة وهيبتها وسيادتها وضدَّ الدُّستور والقانون.

و/ أَمَّا إِتِّهام رئيس الحكومة بأَنَّهُ مشروعٌ أَميركيُّ وأَنَّ واشنطن هي التي جاءت بهِ إِلى السُّلطة، فهذا من المُضحكات المُبكيات، ولقد قالَ نبيَّ الله عيسى (ع) مرَّةً {مَن كانمنكُم بِلا خطيئةٍ فليرمِها بحجرٍ].

هوَ نتاج إِتِّفاق زُعماء كُتل [العِصابة الحاكمة] فإِذا لم تكُن هي مشروعاً أَميركيّاً لما اتَّفقت على ترشيحهِ وتسميتهِ لرِئاسة الحكومة! على اعتبار أَنَّ [هذا الصُّوف من ذاكَالخرُوف] كما في المَثل!.

فباستثناءِ التيَّار الصَّدري [الذي لم يكُن وقتها جُزءاً من حركة المُعارضة في الخارج] مَن منكُم لم تأتِ بهِ واشنطن للسُّلطة؟! مَن منكُم وصلَ إِليها بثورةٍ شعبيَّةٍ مثلاً أَوحتَّى بانقلابٍ عسكريٍّ؟!.

مَن منكُم لم يتعاون مع المُحتل والغازي ليضمنَ مقعدهِ في القطارِ القادمِ من واشنطن ولندن إِلى بغداد؟!.

نعم، فإِنَّ التيَّار الصَّدري هو الوحيد الذي وصلَ للسُّلطة بالشَّارع الذي يُؤَيِّدهُ ويلتف حولهُ، أَمَّا أَنتم فلولا واشنطن ولندن لكُنتم إِلى الآن تتسكَّعون في دُوَلِ المهجروتحلمُونَ بالعودةِ إِلى بغداد فما بالكَ بالتربُّع على السُّلطة؟!.

حتَّى [حزب الدَّعوة الإِسلاميَّة] ما كانَ زعيمهُ يحلم بأَن يعودَ مُعلِّماً في إِحدى مدارس محلَّتهِ في قضاء طويريج إِذا لم تُهيِّئ لهُ واشنطن ولندن مقعداً في القطارِ!.

ولو لم يهدِ زعيمهُ [الفيلسوف] وقتها [سيف ذو الفقار] إِلى مُهندس الحرب على العراق ومُخطِّط الغزو العسكري لتدميرهِ ونهبهِ [وزير الدِّفاع الأَميركي وقتها رامسفيلد] لماصعدَ الحزبُ القِطار الأَميركي ليتربَّع على السُّلطة في بغداد!.

ز/ لقد تزامنت مع همبلاتهِم وعنتريَّاتهِم في بغداد والتي ما قتلت ذُبابة، حملةً من الأَكاذيب والإِفتراءات والشُّكوك والتَّضليل والبطولات الوهميَّة قادها الذُّباب الأَليكترونيالمُموَّل بالمالِ الحرامِ من قِبلِ أَحزاب السُّلطة الفاسدة والفاشلة وميليشياتهِم.

فلقد أَحصت مواقع إِستقراء إِليكترونيَّة مَوزونة أَنَّ هذا الذُّباب نشرَ في السَّاعة الأُولى [٧٠] منشوراً مُضلِّلاً يحملُ محتوياتٍ كاذبةٍ ومُلفَّقةٍ حاولوا من خلالِها إِيهام المُتلقِّيبأَنَّ بطولات [عظيمة] قَيد الإِنجاز ليتبيَّن فيما بعد أَنَّها [همبلات] و [عنتريَّات] لا أَساسَ لها من الصحَّة الغرض منها حمايةِ معنويَّات الذُّيول والأَبواق الذين صَدمتهُمالتطوُّراتِ الأَخيرة وهُم يرَونَ أَنفسهُم أَعجزُ من فعلِ شيءٍ سوى نشر [البطولات الوهميَّة] في وسائلِ التَّواصل الإِجتماعي!.

٥/ سيقفُ العراق في يَوم الإِنتخابات النيابيَّة القادِمة إِاذا جرت] على حافَّةِ الهاوِية، فإِذا جرت بنزاهةٍ وشفافيَّةٍ وغيَّرت خارطة مجلس النوَّاب [الطبيعة السياسيَّة للكُتلالنيابيَّة وجَوهر تركيبتَها] فسيرمي بنفسهِ بعيداً عن الهاويةِ ليبدأَ مسيرةَ الإِصلاح والتَّغيير المرجوَّة، إِبتداءً من الإِصلاحات الدُّستوريَّة الضَّروريَّة وليسَ إِنتهاءً بتثبيت قواعدوأُسُس بناء الدَّولة الحديثة والعصريَّة القادِرة على النُّهوض الحَضاري الشَّامل والتي تعتمد مبدأ الولاء للوطنِ وليسَ للذَّواتِ أَو للغُرباءِ، وإِن كانت العمليَّة بطيئة جدَّاً تشبهحركة السُّلحفاة!.

أَمَّا إِذا شابها الفسادُ والتَّزويرُ والتَّرغيبُ والتَّرهيبُ وجرى بها ما جرى في المرَّةِ الأَخيرة [٢٠١٨] فاستنسخت الفاسدينَ والفاشلينَ ونفسِ عناوينِ [العصابةِ الحاكمةِ] معَبعضِ الرُّتُوشِ [المعجونةِ] بأَسماءٍ وعناوينَ وهميَّةٍ لتضليلِ الرَّأي العام فيظلُّ زعيم الكُتلةِ يسُوقُ أَعضائها [كراعٍ يهشُّ على غنمهِ في حظيرةِ الحيواناتِ] فسيرمي العراقُبنفسهِ إِلى الهاوية ليدخلَ نفقاً مُظلماً لا يعلمُ إِلَّا الله والرَّاسخُونَ في العلمِ مم تطُولُ مدَّتهُ وماذا ستكونُ نتائجهُ الكارثيَّة وحجمها ومخلَّفاتها.

ولا أُخفيكم سرّاً فإِنَّني أَعتصرُ أَلماً عندما أَرى إِصرار [العِصابة الحاكِمة] على دفعِ البلادِ في الإِتِّجاه الثَّاني وفرض الخَيار الثَّاني على البلادِ! لِماذا؟!.

وبرأيي فإِنَّ المفتاح الآن لتغيير إِتِّجاهِ البَوصلةِ بيَدِ نسبة الـ [٧٠٪؜] من النَّاخبين الذين قاطعُوا الإِنتخابات في المرَّة الماضية فاستغلَّتها أَحزاب وكُتل السُّلطةِ لتستنسخَنفسها وتُكرِّسَ منهجيَّتها [الفاسِدة والفاشِلة] القائمةِ منذ التَّغيير عام [٢٠٠٣] على المُحاصصة المقيتة.

إِذا شاركت هذهِ النِّسبة الكبيرة جدّاً في الإِنتخابات المُرتقبة ومنحت صوتها لأَيِّ مُرشَّح باستثناءِ الذين شاركُوا في السُّلطة منذ [٢٠٠٣] ولحدِّ الآن فستنحصِر نسبة فَوزأَحزاب السُّلطة بمساحةِ النِّسبة المُتبقِّية [٣٠٪؜] فقط وأَقلَّ بكثيرٍ [فلقد خسِرت هذه الأَحزاب الكثير من شارعها خلالَ السَّنتَينِ الماضيَتَينِ وتحديداً منذ تشرين [٢٠١٩] وهوتاريخ إِنطلاقِ إِنتفاضةِ تشرين الباسلةِ التي أُريقت فيها دماءٌ غزيرةٌ من نحورِ الشَّبابِ المُحتجِّ، وهي نسبةٌ صغيرةٌ جدّاً [٣٠٪؜] إِذا ما قُورنت بالنِّسبةِ الأُولى [٧٠٪؜].

خاصَّة وأَنَّ قانون الإِنتخاباتِ الجديدِ أَجازَ الترشُّح الفردي إِلى جانب القوائم والكُتل.

ينبغي أَن ينتبهَ النَّاخب كذلكَ إِلى أَنَّ القانون تغيَّر وهوَ يختلفُ عن سابقهِ في المرَّات الماضية، فليسَ هُناك في القانُون الجديد شيءٌ إِسمهُ [نقل الأَصوات] كما كانَيحصل في المرَّات السَّابقة عندما كانَ [زعيمُ القائمة] يحصل على نسبةٍ كبيرةٍ من الأَصوات يحجزُ بالعددِ المطلوب في دائرتهِ الإِنتخابيَّة [المُحافظة] مقعدهُ تحتَ قُبَّة البرلمانويوزِّع المُتبِّقي على مُرشَّحي قائمتهِ، فيما كانت أَصوات الخاسرين تُضاف إِلى الكُتل الكبيرة لتتضاعف أَعداد المقاعد الفعليَّة التي حصلت عليها من خلالِ صُندوقالإِقتراع.

هذهِ المرَّة لا يحصل ذلكَ طِبقاً للقانون الجديد، فإِذا حصدَ [زعيمٌ] ما مليُون صَوت فلا يحجزُ إِلَّا مقعدهِ فقط، وأَنَّ التَّناقس بينَ المُرشَّحين ينحصرُ على أَصوات النَّاخبين فيالدَّائرة الإِنتخابيَّة فقط، فالفائز في كُلِّ دائرةٍ هو الذي يحصد أَكثر الأَصوات حصراً، وبذلكَ سيكون النَّاخب في هذهِ المرَّة هو وليُّ نعمةِ الفائز وليسَ زعيم القائمة الذي كانَيتفضَّل في السَّابق بأَصواتهِ على مُرشَّحي قائمتهِ ليفُوزُوا بمقاعدهِم.

فضلاً عن ذلكَ فإِنَّ القانون قسَّم كُلَّ محافظةٍ إِلى دوائرَ عدَّة وهي ميزة يلزم أَن ينتبهَ لها النَّاخب ويوظِّفها في إِسقاط أَحزاب السُّلطة الفاسدة أَو على الأَقل التَّقليل قدرَالإِمكان من عددِ مقاعدِها وبالتَّالي يحصر تأثيرها المُتوغِّل والمُتوحِّش.

حقيقةٌ مهمَّةٌ جدّاً يجب أَن ينتبهَ لها النَّاخبُون الذين يسعَونَ للتَّغيير والإِصلاح وهي؛ أَنَّ عليهِم أَن يُغيِّرُوا ما لا يقل عن [١/٣] مقاعد مجلس النوَّاب الجديد ليتحكَّمُوا بمايُسمى بالثُّلث المُعطِّل، والذي ينبغي أَن يظلَّ كُتلةً مُتماسِكةً مُتراصَّةً لا تخدعها أَلاعيب وأَموال ومُؤَامرات ومكائد ونفوذ أَحزاب [العِصابة الحاكِمة].

إِنَّ للثُّلث المُعطِّل دورٌ مهمٌّ جدّاً ومِحوري في الضَّغط باتِّجاه التَّغيير والإِصلاح، أَمَّا إِذا كانت نسبة التَّغيير في خارطة البرلمان أَكبر كأَن تكونَ [٥٠٪؜] فما فَوق فذلكَسيمنح [الإِصلاحيِّين] هامش مُريح للتَّأثير.

٦/ لن نأمن على أَصواتِنا في الإِنتخابات النيابيَّة القادِمة والسِّلاح السِّياسي خارج سُلطة الدَّولة يملأُ الشَّوارع [تحت الطَّاولة وفَوق الطَّاولة] يستعرض ويُهدِّد ويبتزويحمي الدَّولة العميقة ويقتل النُّشطاء ويختطف المُواطنين ويُهدِّد الآمنين ويفرض الأَتاوات والرَّشاوى على الكسبةِ المُستضعفين! كمصدرٍ من المصادِر الحرام لتمويلِنشاطاتهِ الإِرهابيَّة ودفعِ مُرتَّباتِ عناصرهِ!.

إِذا بقي هذا السِّلاح خارج سُلطة الدَّولة إِلى حينِ مَوعد الإِنتخابات المُرتقبة فأَفضل إِلغاءها على إِجراءها، لأَنَّها ستكون بلا شك مُزوَّرة وغَير نزيهة كأُختِها السَّابقة! وستكُون أَداة [شرعيَّة مُزيَّفة] لتكريس سُلطة [العِصابة الحاكِمة]!.

كما أَنَّ عدم سيطرة الدَّولة على مصادرِ المال السِّياسي الحرام وتركهِ يُؤَثِّر في سَير العمليَّة الإِنتخابيَّة، هو الآخر عنصر خطير من عناصر إِفساد وتدمير الإِنتخاباتالمُرتقبة.

قد تكون المُبادرة التي أَطلقها مؤَخَّراً السيِّد رئيس الجمهوريَّة والخاصَّة بالكشفِ وإِسترداد الأَموال المنهُوبة وإِلقاء القبض على الفاسدين تُعَدُّ خُطوةً مُهمَّة، إِلَّا أَنَّ السُّؤَالالذي يتكرَّر كُلَّما أَطلقَ مسؤُولٌ رفيعٌ مثل هذهِ المُبادرة هو؛ هل ستُفضي إِلى اعتقالِ [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقل خلفَ القُضبان ليُواجهَ العدالة؟! أَم أَنَّ المُبادرة ستبحث،كما فعلت أَخواتها في السَّابق، عن كبشِ فداءٍ لذرِّ الرَّمادِ في العيُونِ وخِداع المُغفَّلين؟!.

هذا إِذا كانت المُبادرةُ حقيقيَّةً، لأَنَّ [مصادرَ عليمةً] في بغداد وصفتها بـ [الدِّعاية الانتخابيَّة]!.

٧/ أَنصحُ [المُستفيدينَ] من [العصابةِ الحاكِمة] ومَن بيدهِ السُّلطة منذ [٢٠٠٣] ولحدِّ الآن [الفاسِدُون والفاشِلُون] أَنصحهُم أَن يُقدِّمُوا مصلحة الوطن على مصالحهِمالخاصَّة، وأَن يعملُوا على حمايةِ الصَّالح العام ومُستقبل البِلاد بتركهِم الإِصطفاف خلفَ الفاسدين، فأَنتُم مسؤُولونَ عن إِطالةِ عُمر سُلطة [العِصابة الحاكِمة] وبالتَّاليمسؤُولونَ عن إِستمرارهِم في قتلِ النَّاس وإِرعاب الآمنين وتجويع الفُقراء والمُستضعفين وسرقةِ المالِ العام وإِفسادِ الدَّولةِ وتدمير المُستقبل.

لا تفكِّرُوا بعقليَّتكم الطائفيَّة والإِثنيَّة والحزبيَّة والعشائريَّة والمناطقيَّة، فكِّرُوا بعقليَّة [وطن] وبعقليَّة [دَولة] فإِذا ضاعَ الوطن وضاعت الدَّولة فلن تنفعكُم أَنانيَّاتِكم، لأَنَّكمستخسرُونَ وقتها كُلَّ شيءٍ!.

ولكُم في تجربتِكُم مع نظامِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين عِبرةٌ! ودرسٌ يجب أَن يظلَّ منصوباً أَمامَ أَعينكِم دائماً حتَّى لا تتكرَّر فصولهُ السَّوداء.

٨/ قرار مجلس الأَمنِ الدَّولي الأَخير الذي استجابَ لطلبِ الحكومةِ العِراقيَّة بشأَن الرَّقابةِ الدوليَّة على الإِنتِخاباتِ القادمةِ خطوةً مهمَّةً تُطمئِن الشَّارع شريطةَ أَن تَكُونَإِشرافاً ورقابةً حقيقيَّةً على كلِّ مراحلِ العمليَّةِ الإِنتخابيَّة، أَمَّا إِذا كانت رقابةً [ديبلوماسيَّة] وصُوَريَّة فسيعتبر النَّاخبون أَنَّ المُنظَّمة الدَّوليَّة شريكة في تكريس واقع الفسادوالفشل الذي أَصابَ البلاد بسبب سياسات [العِصابة الحاكِمة] الشُّموليَّة.

٩/ كلُّ زُعماء الكُتل والأَحزاب يدَّعُون أَنَّهم يبذلونَ قُصارى جهودهُم لبناءِ [الدَّولة] إِلَّا أَنَّهم يُناقضونَ كلامهُم هذا وشعاراتهم بأَعمالهِم وممارساتهِم وخطاباتهِم!.

فمثلاً؛ فإِنَّ كلَّ دُول العالَم تعاملت مع أَحداث غزَّة الأَخيرة عن طريقِ رئيسِ البلاد أَو رئيس الحكومة أَو وزير الخارجيَّة أَو عن طريقِ بيانٍ رسميٍّ أَصدرتهُ مُؤَسَّسات الدَّولة.

إِلَّا في العراق فجُلَّ زُعماء الأَحزاب والكُتل و [الميليشيات] أَصدرُوا بياناتٍ وأَجرَوا مُكالمات هاتفيَّة، طبعاً إِلى جانبِ البيانات والمُكالمات التي أَجراها الرَّئيس [الكُردي] ورئيس مجلس الوُزراء [الشِّيعي] ورئيس مجلس النوَّاب [السنِّي].

سلِّم لي على الدَّولة إِذن!.

وأَغرب كُل المُكالمات الهاتفيَّة، ما وعدَ بهِ أَحد زُعماء الكُتل السياسيَّة [وهو بالمُناسبة لا يحملُ أَيَّةَ صفةٍ رسميَّةٍ] أَحد القادة الغزَّاويِّين [إِستعداد العراق المُساهمة في إِعادةبناء ما دمَّرتهُ الحرب]!.

مرَّةً أُخرى سلِّم لي على الدَّولة!.

١٠/ كلُّ الأَزمات التي تشهدها المنطقة سياسيَّة في جَوهرها وهي حرُوب مصالح ونفوذ تُغلَّف بالدِّين والمذهب لحمايتِها بالمُقدَّس، حتَّى ظنَّ المُغفَّلُون بأَنَّها حروباً [دينيَّةً] و[مذهبيَّة].

لدرجةٍ أَنَّ الإِرهاب هو الآخر وظَّف المُقدَّس [الدِّين والآية الكريمة والحديث الشَّريف] في معاركهِ كُلَّما نفَّذَ جريمةً بشِعةً ضدَّ ضحاياهُ كأَن يحزَّ رِقابهِم أَو يحرقهم أَحياء أَوينتهك أَعراضهِم أَو يبيع بناتهِم ونسائهِم في سوق النخَّاسة وهكذا.

ولا يجادلُ عاقل في أَنَّ الحزب الوهابي الذي تحالفت معهُ سُلطة [آل سَعود] قبل [٣٠٠] عام تقريباً على قاعِدتَي [الدَّم والهدم] هو الذي أَشعلَ الحرُوب [الطائفيَّة] فيالعصرِ الحديث، والتي تمثَّلت في الغاراتِ التي شنَّها على مدى أَكثر من قِرنَين من الزَّمن على دُول عدَّة منها العِراق الذي كانت حصَّتهِ من الغارات الوهابيَّة أَكثر من [٢٠٠] غارة كانت أَبشعها إِغارتهِ على مدينةِ كربلاء المقدسة [١٨٠١] إِستباحَ خلالها المدينة بالكامل فقتلَ وذبحَ وعاثَ فساداً فيها وفي المرقدَينِ المُقدَّسَين للحُسين السِّبط (ع) وأَخيهِالعباس (ع) وسرق النَّفائسَ والكنُوز.

ولقد تطوَّرت تلكَ المعارك لتُنتِجَ جماعات العُنف والإِرهاب بكُلِّ مُسمَّياتها والمدعومة بفتاوى فُقهاء التَّكفير القابعينَ في بِلاطات الأُسر الفاسدة الحاكِمة في دُول الخليجوالتي انتشرت في المنطقةِ ومنها إِلى آسيا وإِفريقيا وغيرها من قارَّات العالَم.

إِذ لا يختلف إِثنان على أَنَّ الإِرهاب عشعشَ وبيَّضَ وفقَّسَ وفرَّخَ في حُضنِ الحزب الوهابي الذي تحتضنهُ سُلطة آل سَعود في الجزيرةِ العربيَّة! وهذا ما وثَّقهُ قانون[جاستا] الذي شرَّعهُ الكونغرس الأَميركي وكذلكَ جلسة الإِستماع التي عقدها الكُونغرس وقتها لمُناقشةِ حيثيَّات وخلفيَّات القانون.

١١/ ما شهدتهُ فلسطين مؤَخَّراً بمثابةِ جرائمَ حربٍ، ينبغي على المُجتمع الدَّولي أَن يُحاسب عليها ويُحاكم مرتكبيها إِذا أَرادَ أَن يحمي مصداقيَّتهِ عندَ الشُّعوبِ المظلومةِوالمُضطهدةِ.

وعلى الأَنظمةِ التي صالحت [إِسرائيل] أَن تُعيدَ النَّظرِ في موقفها من قرارِها المُخزي، فالشُّعوب قد تصبر عليها لفترةٍ ولكنَّها لا تصبر كُلَّ الفترةِ!.

إِحذرُوا غضب الشُّعوب التي عضَّت على نواجذِها غضباً وهي ترى كلَّ هذهِ الجرائم البشعة التي ترتكبها [إِسرائيل] بحقِّ المُقدَّساتِ الإِسلاميَّة وبحقِّ الدَّم والعِرضوالأَطفال وأَملاك الفلسطينيِّين!.

صحيح أَنَّ جرائم نظام مثل [آل سَعود] بحقِّ اليمن و[آل خليفة] بحقِّ الشَّعب البحريني وغيرها من الأَنظمة البوليسيَّة لا تقلُّ ضرارةً عن جرائمِ [إِسرائيل] بحقِّ فلسطين[مُقدَّسات وشعب] لكنَّ هذا لا يُبرِّر دعوتنا للجميع على الأَقل لاستنكارِ ما ارتكبتهُ الأَخيرة بحقِّ المُقدَّسات وبحقِّ الفلسطينيِّين.

يلزم أَن نعي قولَ المرجع الأَعلى في بيانهِ الذي استنكرَ فيهِ ما تعرَّضَ لهُ الفلسطينيُّون أَخيراً بدعوتهِ [الشُّعوب الحُرَّة إِلى دعمهِ ونُصرتهِ في استرجاعِ حقوقهِ المسلوبة].

١٢/ أَردنا أَن نُساعدهم على استردادِ حقوقهِم وتحريرِ أَرضهِم المُغتصبة ساعدُوا [الإِستكبار العالمي] على احتلالِ ثلاثِ دُوَلٍ أُخرى وتدميرِ أَربعةٍ لتتحوَّل إِلى دُوَلٍ فاشلةٍتحكمها عصابات وميليشيات وكانتونات وطوائف!.

١٣/ شهرُ رمضان الكريم محطَّةٌ مُهمَّةٌ لتزكيةِ النَّفس وإِعادة صياغةِ الشخصيَّة [الإِنسانيَّة] لِمن يعتبرهُ كذلك، أَمَّا الذي يعتبر الشَّهر الفضيل عبارةٍ عن محطَّةٍ زمنيَّةٍ لمُتابعةِالمُسلسلات ومُمارسةِ لُعبة [المحيبس] فالشَّهرُ الفضيل لا يُزيدهُ شيئاً أَبداً ولا يُغيِّر من شخصيَّتهِ وسلوكِهِ قيدَ أَنمُلة!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/01



كتابة تعليق لموضوع : الدَّم لا يكسِر إِرادة الشَّعب والإِنتفاضة تورِقُ بالتَّضحياتِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net