صفحة الكاتب : عباس عبد الرزاق الصباغ

القمة بوصفها انجازا عراقيا
عباس عبد الرزاق الصباغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن حجم ومستوى الاستعدادات لقمة بغداد 2012 برغم الكم الهائل من التحديات الأمنية والتقاطعات السياسية ، ينبئ بجدارة عن إمكانية وجاهزية العراق للعب دوره القيادي الإقليمي والعربي وحتى الدولي فضلا عن الساحة الوطنية فالسجال حول هذه القمة كان محتدما في كلا الساحتين الداخلية والخارجية فالنجاح ـ والفشل لا قدر الله ـ سيكون مشتركا عراقيا من جهة كونه يخص جميع العراقيين دون استثناء سواء على مستوى المجتمع السياسي او الأهلي، وهو مشترك بتقاسم النتائج ما بين العراق كدولة منظمة وراعية لمؤتمر القمة ومابين بقية أعضاء المنظومة العربية التي كان العراق احد ابرز مؤسسيها، وكما أسلفنا سابقا ان من غير الممكن أن يكون ثمة شرق أوسط مستقر وآمن ومزدهر بدون استقرار وامن وازدهار العراق والدول المنضوية تحت يافطة جامعة الدول العربية تشكل عصب ومحور ومركز الشرق الاوسط كما يشكل العراق العصب الحيوي والمركز المفصلي والمحوري لهذه المنظومة ..
إن انعقاد هذا المؤتمر ونجاحه دليل على عودة العافية الى هذا البلد الذي غاب قسرا وكُرها عن ممارسة دوره الطبيعي عن السوح الاقليمية والعربية والدولية لأكثر من عقدين من الزمان ودليل على ان العراق بمقدوره ان يعيش وضعا طبيعيا حاله حال اي بلد ، كما ان عقده ونجاحه يمثل دليلا على عودة "الوعي" و "الصواب" لبعض الأطراف التي راهنت بكل ما أوتيت من قوة على إفشال تجربة العراق الديمقراطية لمآرب خاصة كما راهنت أطراف اخرى على إبقاء العراق مثل "الرجل المريض" الى أن يحين تفتيته والاستيلاء على "ممتلكاته" بأجندات كثيرة على رأسها الطائفية البغيضة .. فالقمة العربية هي انجاز عراقي نوعي وتاريخي وله آفاق إستراتيجية بعيدة المدى لعراق ما بعد الديكتاتوريات الشمولية وتسيد الحزب الواحد ، وصاحب الريادة في بواكير الربيع العربي وقيمة هذا المنجز تكمن في عدة نواحٍ أهمها النجاح في إعادة ترتيب البيت العراقي سيما بعد الفوضى الخلاقة التي صاحبت المشهد العراقي بعد التغيير النيساني فضلا عن إعطاء صورة حية ذات طابع تفاؤلي ـ بحذرـ الى العالم اجمع بأنه من الممكن أن يعود العراق الى وضعه الطبيعي ومركزه الريادي بحكم إمكاناته المادية والحضارية والبشرية، وبإمكان العراق ان يتجاوز جميع عقد التاريخ ورواسب الديكتاتوريات والمحن والمآسي كما ان العراق بمقدوره أن يتصدى ويقود العالم العربي كاستحقاق متجاوزا ما ينوء به واقعه الداخلي من منغصات وتعثرات المآرب والمناكفات السياسية لتكون القمة منجزا عراقيا وليطلع العالم العربي على سلسلة المنجزات العراقية التي تمخضت عنها هذه القمة .
إعلامي وكاتب عراقي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عبد الرزاق الصباغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/31



كتابة تعليق لموضوع : القمة بوصفها انجازا عراقيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net