شعائرنا..... بين العادة والعبادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حب أهل البيت ثقافة فطرية تربينا عليها وليس بمقدور أية قوة أن تحد منه وعندما قال  شاعر (لو قطعوا أرجلنا واليدين........... نأتيك زحفا سيدي يا حسين) فهو يقصد ما يقول ولعلنا نرى على الطريق الممتد بين كربلاء وسائر المحافظات قربت أم بعدت عشرات (المكرمين) بالعاهات الجسدية والبتر الأحادي وأحيانا الثنائي وهم يتجهون (بطرقهم  الخاصة) إلى كربلاء الحسين الثائر العظيم والقضية والرسالة والإيثار والغيرة على الإسلام ..
قضية الحسين (الحقيقية) موضوع يفوق الكثير من مداركنا وبتعبير أنصف يفوق مدارك الكثير منا .....
                            كيف نعبر عن حبنا للحسين ع ؟
                           ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إعتدنا أن نعبر عن حبنا لسيدنا ومولانا الحسين بطرق كثيرة منها الزيارات شبه الدورية في المناسبات ذات الصلة وأحيانا بلا مناسبات فالزيارة بحد ذاتها هي مناسبة .. مذ كنا صغارا كنا نتوجه من المحافظات القريبة لكربلاء كل خميس حتى قيل إن زيارة  40 (ليلة خميس) متتالية تعادل حجة بيت الله والله أعلم ... وأعتدنا تارة أخرى أن نعبر عن حبنا وتأثرنا بفاجعة الحسين بإقامة المجالس الدينية  ذات الصلة بالنسبة للرجال  (القرايات) بالنسبة للنساء.. وتارة بتوزيع(الثوابات) بأشكال متعددة أشهرها (تمن كلم) في النجف و(تاجينة) في كربلاء وطبعا معها ما لذ وطاب من المقبلات المحلية حصرا .. وتارة بالمسير(المضني) لطلب (المراد) في أيام غير معلومة أو محددة بمناسبة وتاريخ مصحوبة بحمل الرايات أحيانا  وبالنذور أحيانا أخرى فيكون(الطلي) مصاحبا للناذر يقطع  معه مكرها عشرات وربما مئات الأميال سيرا على الأقدام باتجاه حتفه (لأنه سيذبح  مرهقا جائعا عطشا) فور وصوله ..
وتارة باللطم على الصدور والرؤوس بالنسبة للرجال وعلى الصدور و(الجولة) بالنسبة للنساء .
ولعل أبرز مظاهر الولاء والحب وما يصاحبها تتجلى بشكل كبير خلال زيارة المحرم .. حيث المسير المليوني من كل حدب وصوب إلى كربلاء ... هنا دعوني أتجرد وتجردوا أحبتي معي ولو( لبعض الوقت) من عواطفنا الجياشة وتعالوا نحكم (جواهرنا) عقولنا في الموضوع فهو أخطر من أن نعبر عنه بمجرد الدموع  تعالوا لنعمل مقارنة بين ما نفعل وما يجب أن نفعل ثم لنر أي الأمرين أكثر قربا إلى الله تعالى وأيهما يرضي سيدنا وإمامنا الحسين ع أكثر؟؟؟

نعم ثقافة حب الحسين(أكرر) فطرية ولكن هل كل الثقافات الفطرية صائبة ؟ وهل ما يصاحب ممارسة(شعائر) هذا الحب كلها صحيحة ونافعة للدين الإسلامي أو للمذهب الإمامي وللبلد ؟ وسأحصر بحثي الموجز بالفترة الممتدة بين الأول من محرم والعشرين من صفر .. فأقول..
 أولا......
هل من شعائر آل البيت الكرام شج الرؤوس والصدور والضرب المبرح على الصدور والظهور بالسلاسل الحديدية  وتسييل الدماء بالشوارع والأزقة وأمام مرائي النساء والأطفال وهل هي من وسائل التقرب إلى الله وإليهم كرمهم الله  ؟
ثانيا...... هل من الشعائر إيقاف الحياة العامة و(الخاصة) زهاء شهرين كاملين كل عام ؟ وهل من سبل التقرب ونيل الشفاعة إتلاف ملايين الأطنان من الأغذية والأطعمة والمشروبات على قوارع الطرق والتي ترمى ثلاثة أرباعها على جوانب الشوارع  تتجمع حولها الكلاب والقطط  وتسبب الأمراض بعفونتها لعدم رفعها لصعوبة وصول سيارات(البلدية ) إليها ؟
ثالثا......
.أم من شعائر حب آل البيت رفع مجسمات وصور على إنها لآل البيت بأشكال تسيء لحقيقة  صورهم بتقاطيع وجوه غريبة وتسريحات شعر معيبة وبحدود علمي إن النحت والرسم مكروه في معظم فتاوى السادة المراجع الكرام..
رابعا......
وهل من المصلحة العامة إيقاف العمل بمعظم الدوائر والمؤسسات الحكومة وتسخير كل الأجهزة للمناسبة ...؟
خامسا.....
 وأي ثواب يرتجى  من خروج من هن بعمر المراهقة  وبدون أولياء أمورهن قاطعات ربما مئات الأميال يقضين الليالي على الطرقات أو في البساتين أو البيوت وربما في أماكن أخرى هل يرضي ذلك سيدنا الحسين ع بل وهل يرضى الله بذلك .وأوليس أولى بالمربي الفاضل أن يحافظ على حرائره كما كان يفعل الحسين القدوة ومن يضمن سلامة تلك الصبية التي تخرج برفقة مثلها أياما وليال مما بها من... ومن.. والله من وراء ما أقصد ...... إي  والله ...
سادسا......
 وإضافة لما ذكرت تعريض الناس لخطر القتل وحوادث السير والتفجيرات وإعطاء الفرصة  للأشرار لتحقيق مئاربهم الدنيئة بالإساءة للإسلام والمذهب الشيعي خصوصا واعتباره بدعيا ليس إلا .. وبعد أتساءل ماذا لو جعلنا أيام المحرم أيام عبادة محضة وطلب شفاعة آل البيت وبطرق
ترضيهم وتفرحهم . ماذا لو جعلنا تلك الأيام أيام عمل طوعي أو توعية بمباديء الحسين وحث الناس على السير بها وجمع المليارات التي تنفق(أغلبها تبديدا) بأيد أمينة ننتشل بها (300) ألف متسول ومتسولة من الشوارع أو تزويج عشرات الآلوف من العزاب الذين  يحول المال دون إكمال دينهم أو بناء مدارس لأولادنا و(علمي) إن بعض المدارس بدأت بتطبيق نظام الدوام الثلاثي بعد الثنائي فيها ..اعرف إن ما أبوح به يقنع البعض ولكنه لا يرضيه ! يقنعه متى ما فكر(كما طلبت أنا ابتداءا)وتجرد قليلا من عواطفه الجياشة ..
نعم لنمارس (ألشعائر) بالطريقة التي ترضي من نمارسها لأجله ولا تسخطه .. اتساءل بمرارة وعتب وربما وخوف من رد فعل البعض من من قياداتنا الإسلامية سار إلى كربلاء وشج أعلى هامته وسيل دمه ليقتدي شبابنا به ؟ فإذا كان منهم من يفعل فالعهدة عليه وإلا فأولى به أن ينه الناس عن هذا الفعل السمج إذا كان لا يرتضيه .. لا أن يترك الناس يأتون المنكر على إنه معروف ..من منهم يرتضي أن تسير كريمته لوحدها من البصرة أو ميسان  إلى كربلاء لوحدها ؟ وأسئلة كثيرة أخرى وأعرف إن جوابها واحد وهو لا أحد ؟ فلماذا لا يمنعون الناس عن ممارسة الخطأ تحت ذريعة إحياء الشعائر الدينية وينهونهم  ؟ كثيرا ما كنت اسمع والآن أؤكد لماذا لا يتم التبرع بآلاف (قناني) الدم لمحتاجيها من المرضى والمصابين بدل أن تراق عبثا في  مظاهرة لا تبرير ولا تفسير شرعي لها..
                                             
                                                       
                                                        
                                                        دروس من تضحية  الحسين ع
                                                       ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هذا درسان قرأناهما في مذكرات شخصيتين معاصرتين أقل ما يقال إنهما مجاهدان في نظر العالم كله

ألدرس الاول   ما قاله غاندي عندما سأل كيف انتصرت على الإنكليز وأنت أعزل فقال ((تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فأنتصر))
ألدرس الثاني  ما رواه المجاهد الشهيد ياسرعرفات من إنه وبداية تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية زار الصين والتقى قائد الثورة هناك ماو تسي تونك وسأله أن كيف هي وسائل تحرير الارض من محتلها(باعتبار إن الصين كانت محتلة من اليابان) فقال له ماو( أنت عربي وتقرأ تاريخ الحسين ولا تعرف كيف يكون القتال)
وبعد أقول ... أيكفي أن نعبر عن حبنا للحسين بالمظاهر التي ذكرت لنكون عند حسن ظنه بنا هل يكفي أن نبكي ونلطم ونسير أياما وليال ونطبخ وننذر ونشتم قاتليه وذرياتهم ..وهل حب آل البيت الكرام يعبر عنه فقط بهذه السبل ... أين نحن من الحسين وآل الحسين في هذا ولماذا لا نجعل من قضية كربلاء الحسين سبيلا لوحدة الأمة الإسلامية بدل فرقتها باستعمال شعارات التفرقة الصريحة . والقول إن قتلة الحسين لا زالو موجودين في إشارة إلى ................ وهل يصح هذا؟

لنجعل من معركة الطف منهجا حياتيا نربي فيه أنفسنا وذرياتنا على الخلق الذي تربى وربى الحسين نفسه وذريته الطاهرة عليه لنستفد من الحسين أن كيف نتوحد لتحرير بلادنا لا لنكرس احتلالها لا أن تلهنا المستحبات عن أداء الواجبات  ...

وسلام على الحسين قضية ومبدأ وإيثارا وشهادة سار إليها بخطاه الشريفة والسلام على أحبة الحسين ورحمة الله وبركاته...    


فاطمة نوري الحسيني

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/20



كتابة تعليق لموضوع : شعائرنا..... بين العادة والعبادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : أحمد حسن عجلان ، في 2013/11/03 .

السادة المشرفون على هذا الموقع سلام عليك... نلفت عنايتكم الى ان هذه المقالة هي للكاتبة تانيا جعفر الشريف وقد نشرت في مركز النور في 26/7/2010 (الرابط ادناه) وبعنوان شعائرنا عادات ام عبادات مع التقدير
http://www.alnoor.se/article.asp?id=84901

 

تم التعديل وشكرا للتنبيه






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net