صفحة الكاتب : محمد جعفر الحسن 

لو لم تكن تشرين متطرفة!
محمد جعفر الحسن 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الظلم الذي يتعرض له الشعب كبير، ووصل حدا لا يطاق. َكل شيء بات متحزباً، فليس لغير الخاضع لإبتزاز الاحزاب حق الناس في الحياة؛ اما العوز والفقر وفقدان فرص العيش الطبيعي او القبول بذل التبعية!..

ليس عيبا ان ينضوي الإنسان تحت فكر او مشروع سياسي، بل لعل هذا هو السياق الطبيعي، غير أنّ الذي نعيشه لا يندرج ضمن خانة الأفكار او المشاريع الانسانية، بل هو بازار سياسي واقطاعيات اقتصادية ومالية. 

صحيح ان لغة التعميم مرفوضة، وهناك بعض الاستثناءات، إلّا انّ الواقع الذي نعيشه بات مرعبا، ولم يعد في هذا البلد مكان للعيش لغير مجموعة من الناعقين والمطبلين. لا يرتبطون بمن او ما ينتمون له سوى بالمال فقط، تارة وظيفة واخرى تمكينهم من سرقة قوت الناس وَحقوقهم. 

في وسط هذه الظروف، ليس ثمة أمل يلوح في الافق، فلا الانتخابات قادرة على تصحيح المسار ولا نصائح المخلصين مسموعة من قبل المتتفذين. وليس سوى الثورة الهادفة لإقتلاع جذور الفساد والمفسدين، وهذا هو الهدف الوحيد لها. ثورة بها من الوعي ما يجعلها تميز بين من يجب زواله ومن يجوز بقاءه. 

لقد كان في تشرين فرصة لا يمكن تكرارها، غير أنّ تطرف الأصوات التي قادتها وسرقة احلام جمهورها، هو السبب الوحيد وراء اخفاقها. تركت تلك الأصوات المتطرفة الفاسدين، واستهدفت الله والدين، تركت الداخل المستباح، وعادت الخارج تارة وصفقت له أو تبعته تارة أخرى، بل كان موجها لها في بعض الأحيان. فتبدلت أهدافها العظيمة، إلى ردة عكسية، حيث استطاعت الحفاظ على مكاسبهم وانقاذهم. 

لم يكن الاشتراك بالفساد هدفها، بل كان القضاء عليه غاية فقراءها، بيد انها، وما ان انجلت غبرتها حتى ذهب بعض الناطقين بإسمها إلى الغنيمة، ليشاركو في نهب ما تبقى. 

هذا التطرف، مثّل طوق النجاة للفاسدين.

امنيات شعب كامل تتلاشى في غرف التآمر الاقتصادي واللصوصية الحزبية التي تتمظهر بسرقات شتى، ابرزها حقوق الخريجين العاطلين الذين يفترشون ارصفة الوطن المستباح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الحسن 
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/21



كتابة تعليق لموضوع : لو لم تكن تشرين متطرفة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net