صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

رد على مقال [ الكراهية ] للمدعو ( فرياد ابراهيم ) ! ... 3
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحريف النصوص وعدم الأمانة في النقل ! :
من الشروط المستوجبة للمقالات العلمية النقدية ، ناهيك عن الأبحاث والدراسات العلمية النقدية هو ضرورة تحلّي كاتبها بالأمانة والصدق والموضوعية في النقل والإقتباس من المراجع والمصادر التي يستفيد منها في مقالاته ، أو في أبحاثه ودراساته . وذلك بغض النظر عن درجة التوافق ، أو الاختلاف مع النص .
لقد حاولت كثيرا أن أجد بحثا واحدا ، أو دراسة واحدة للمدعو ( فرياد ابراهيم ) فلم أجدها ، بل الذي عثرت عليه هو مجموعة من الكتابات والمقالات المتناثرة في هذا الموقع أو ذاك . حتى ان هذه الكتابات والمقالات لم يستوفي الكاتب حقها العلمي على صعيد النقد الموضوعي والبحث العلمي والتوثيقي . ذلك ان غالبيتها تمتاز بالخطابات الانشائية والعاطفية والعصبية والانفعالية ، بالاضافة الى حالات التشهيروالتهكّم  والتهاجم والتجريج والحقد والكيد التي ترافق الكاتب فأصبحت شغله الشاغل .
في حين ان الكاتب الواسع الأفق والثقافة والمعرفة ينأى بنفسه أن يسلك هذه السبل المتعرجة والطرق الوعرة في كتاباته وخطاباته للقراء سواء كانت نقدية وإعتراضية ، أو انها كانت تحمل طابع التحقيق والتمحيص ، أو انها كانت تتعلّق بالبحث المختلف أبعاده وميادينه .
إن الذي يتصرّفُ وفق هواه وأيديولوجيته ومعتقده في نص من النصوص بالزيادة ، أو النقصان ، أو أيّ شكل آخر من أشكال التحريف يُعَدّ من الناحية العلمية والقانونية والسلوكية إفتئاتا – تجاوزا – وغشا وخيانة بحق النص والعلم والقرّاء في الوقت ذاته . لهذا فالكاتب الملتزم والمعتقد والمتخلّق بقواعد الكتابة والبحث والنقد والموضوعية والأمانة العلمية لايُفكّر أبدا في طّيِّ هذه المدارج الملتوية ، لأنها تتصادم مع قيم الحق والحقيقة ، ومع القيم العلمية والثقافية والمعرفية والانسانية . على هذا الأساس فإن الكاتب الموضوعي والأمين هو الذي يحاول جهده أن يتصف بالأمانة والإتّزان والرصانة والدقة في النقل والإقتباس للنصوص ، حتى انه لايهمل النقطة والفارزة والقوس والحركات النصية . وذلك حرصا منه على التقيّد الكامل بالأمانة والضبط في النقل والاقتباس ! .
إن المدعو ( فرياد ابراهيم ) ، للأسف الشديد هو مثال ساطع للغش والخِداع والتحريف والتصرّف في النص بحسب هواه وفكره ودينه ، ويتبيّن هذا جليّا في تحريفه لنص الكلام ، أو الرسالة التي أرسلها خالد بن الوليد ، في حينه الى ملوك فارس . بالنحو التالي ينقل ( فرياد ابراهيم ) كلام خالد بن الوليد ، راجيا من القرء الأفاضل الدقة والتمعّن هنا ؛
النص كما نقله الكاتب المذكور محرّفا ؛ [ أما بعد الحمد لله الذي حل نظامكم ووهن كيدكم وفرق كلمتكم ، ولو لم نفعل ذلك كان شر لكم فآدخلوا في أمرنا ندعكم ونجوزكم وأرضكم الى غيركم ، والا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما انكم تحبون الحياة .] .
أما النص الأصلي والصحيح لكلام خالد بن الوليد هو كالتالي كما هو موجود في كتاب الطبري المعروف ؛ [ من خالد بن الوليد الى ملوك فارس ، أما بعد ، فالحمد لله الذي حلّ نظامكم ، ووهن كيدكم ، وفرّق كلمتكم ، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرا لكم ، فآدخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجوزكم الى غيركم ، وإلاّ كان ذلك وأنتم كارهون على غلب على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبّون الحياة .] . ينظر كتاب [ تاريخ الطبري / تاريخ الأمم والملوك ] لمؤلفه أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، راجعه وقدم له وأعد فهارسه نواف الجراح ، دار صادر بيروت ، لبنان ، ط 1 ، 1424 ه / 2003 م ، ج 2 ، ص 569 .
إن الفروقات الكثيرة واضحة بين النص التحريفي الأول للكاتب ( فرياد ابراهيم ) ، والنص الثاني الأصلي ، حيث كالآتي يمكن ترقيمها ؛
1-/ إن الكاتب ( فرياد ابراهيم ) تصرف بشكل تحريفي سافر وعلني في النص المذكور ، إذ أن النص الأصلي لم يوجد فيه إطلاقا هذه العبارة التحريفية ل( فرياد ) ، وهي ؛[ فآدخلوا في أمرنا ندعكم ونجوزكم وأرضكم الى غيركم ] ، بل الثابت هو إن الصواب هو ؛ [ فآدخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجوزكم الى غيركم ] . الفرق واضح جدا وكبير جدا بين النصين ، لأن النص الأول يبدو عليه عيانا آثار التخبط والتصرف والتحريف غير المتقن ، إذ يقول النص التحريفي أن خالدا قال مخاطبا لملوك فرس ؛ اذا دخلتم في أمرنا – أي الاسلام – نترككم ونسلّم أرضكم الى غيركم ، مع العلم ان العكس هو الصحيح ، حيث قال خالد ؛ إن أسلمتم نترككم ، ولكم أرضكم ونجوزكم ، أي نذهب ونمضي  الى غيركم ! .
2-/ لم يُثَبّتْ ( فرياد ابراهيم ) في مقالته المصدر الذي أخذ منه النص التحريفي الذي آعتمد عليه أبدا .
3-/ لم يلتزم ( فرياد ابراهيم ) أبدا في مقالته بضبط النص من حيث الحركات القواعدية المعروفة في اللغة العربية ، أو مقاطع بعض الحروف حيث لها تأثيرها على المعنى للعبارات ، فمثلا ؛ إن النص الأصلي أورد كلام خالد هكذا في بدايته ؛ [ فالحمد لله ] ، أما الكاتب المذكور فإنه حذف حرف [ الفاء ] من العبارة  ، أو حذفه حرف [ الألف ] من لفظ [ شر ] فجعله فاعلا بعد أن كان مفعولا به ! .
4-/ إجتزء الكاتب المذكور كلمتي [ على غلب ] من النص ! .
5-/ لايوجد في النص الأصلي إطلاقا كما لاحظه القراء الأكارم ؛ [ كما انكم تحبون الحياة ] ، وهذا تحريف آخر أيضا ، لأن النص الأصلي يقول ؛ [ على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ] ! .
النتيجة ؛ أنا على ثقة إن المدعو ( فرياد ابراهيم ) لم يستقرأ كتاب الطبري المعروف ، بل إنه جاء بالنص المذكور لخالد بن الوليد من ال[ GOOGLE  ] ، ثم حرّفه وزاد ونقص فيه وتصرّف معه وفق هواه ومعتقده وفكره ، حتى النص الموجود في ال[GOOGLE ] يتطابق مع النص الموجود في كتاب الطبري مثلما نقلته آنفا بالتوثيق ، لأني راجعته وقارنت النصوص المتعددة الموجودة فيه مع النص الأصلي في كتاب الطبري ، فلماذا إذن ، هذا التحريف والغش والخداع في النصوص التاريخية ! ؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/04



كتابة تعليق لموضوع : رد على مقال [ الكراهية ] للمدعو ( فرياد ابراهيم ) ! ... 3
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net