الصفاتُ التي يجب توافرها في الإمام 
معد البطاط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من الصفاتُ التي يجب توافرها في الإمام، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) السجدة:24. في الآية الكريمة يشيرُ المولى سبحانه إلى صفتين إضافيتين لصفة عدم الظلم، تكونان موجبتين لاستحقاق بلوغ مقام الإمامة، وهما:
الصبر واليقين:
الصبر في الآية مطلق ولم يقيَّد، فيكون صبراً على الطاعة، وصبراً عن المعصية، وصبراً على البلاء والمصائب. وأما اليقين فهو درجة رفيعة، من لوازمها كشف الوجه الآخر للموجودات (الملكوت) قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام:75. فلكي يكون موقناً أراه الله ملكوت السموات والأرض.
ونحن، إذا نظرنا إلى سمائنا وكواكبها، والتي تُقاس لبعدها بالسنين الضوئية، والله سبحانه يقول في كتابه: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) الصافات:6، عرفنا عظمة السماوات الأُخَر والتي هي أعظم من السماء الدنيا، وهذه تكشفت حقيقتها وملكوتها لإبراهيم(ع) ليلتحق  بالموقنين. وقال تعالى: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) سورة التكاثر. فإن من وصل إلى اليقين يُكشف له عالم الملكوت حتى يرى الجحيم.
يهدون بأمرنا:
فإذا كان صابراً ومن الموقنين، فقد كُشفت له حقائق الأشياء، فهو يهدي بما أفاض اللهُ عليه من الأمر، ولعلنا نجد تفسير (الأمر) في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس:82 ، وقوله (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) القمر: 50، فالملكوت وجه آخر للخلق، يواجهون به الله سبحانه، طاهر مطهر من قيود الزمان والمكان، خال من التغير والتبدل، وهو المراد بكلمة (كن) الذي ليس إلا وجود الشيء العيني، وهو يختلف عن الخلق الذي هو وجه آخر من وجهي الأشياء، فيه التغير والتدريج والانطباق على قوانين الحركة والزمان, قال تعالى: (..أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف: 54.

الموضوع السابق ( العلويات ) ح 28  ( ال* * احة)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat