صفحة الكاتب : د . انتصار لطيف السبتي

الفكرُ التربوي عند الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
د . انتصار لطيف السبتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد سار الإمام علي بن أبي طالب(ع) وفق المبادئ التي أرساها الرسول محمد(ص) في العلم، بالحث على التعلم والتعليم، وإعداد واختيار المعلمين، فكان معلمه الذي تعلم منه وسار على منهجه وهديه.. لقد وضع الإمام علي(ع) العلم فوق كل الامتيازات والمراتب، قال في هذا السمو: (العلمُ خير من المال؛ لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه).

كما أن للعلم أهمية كبيرة وشرفاً عظيماً، قال الإمام علي(ع) في هذه الأهمية: (كفى بالعلم شرفاً أن يدّعيه من لا يحسنه، ويفرح به اذا نُسب إليه، وكفى بالجهل صنعة أن يتبرأ منه من هو فيه، ويغضب إذا نُسب إليه).
وقد كان الإمام علي(ع) يعقد المجالس لتعليم المسلمين القرآن، ويخبرهم بشرائع الإسلام، وقد أكد(ع) على قراءة القرآن والتمعن به، والتعلم منه؛ لأنه تاج العلوم ومعارفها، وجاء عنه(ع) في هذا الأمر: (من قرأ القرآن فاستظهره فأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله الجنة، وشفّعه في عشرة من أهل بيته).
كما أنه كان يحث على مذكرة الحديث؛ لأنه كان يخشى عليه من الاختفاء، قال(ع): (تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس علمكم). وكان يشدد في رواية الحديث، فلا يأخذ بالحديث إلا بعد التأكد من صحة روايته، كان(ع) متحرياً في الأخذ بحيث يستحلف من يحدثه بالحديث).
وكان الإمام علي(ع) أول من وضع قواعد علم النحو، إضافة الى أنه كان شاعراً، وهو أشعر الخلفاء، وكانت له معرفة كذلك بالطب بالداء والدواء، جاء عنه(ع): (من أراد البقاء فليجود الغذاء، وليأكل على نقاء، وليشرب على ظمأ...)
وقد حظيت الكتابة باهتمام الإمام (ع)، فكان يحث عليها، وجاء عنه: (قيِّدوا العلمَ مرتين).
وكان التعليم في عهد الإمام علي(ع)، يتم في المساجد والكتاتيب، وجاء عن أنس بن مالك عندما سُئل عن التعليم في الكتاتيب قال: (كان المؤدب له إجانة إناء يعمل فيها الثياب، وكل صبي يجيء في نوبته بماء طاهر، فيصبه فيها، فيمحون به ألواحهم).
أكد الإمام علي(ع) أن يكون التعليم منذ الصغر؛ لأنه كالنقش في الحجر، جاء عنه(ع) في هذا الأمر: (قلب الحدث كالأرض الخالية، إذا ألقي فيها شيء قبلته).
أما التواضع للمعلم فأكد عليه(ع) بقوله: (أنا عبد من علمني حرفاً واحداً إن شاء باع، وإن شاء أعتق، وإن شاء استرق). وأكد على المتعلم أن يسأل عن الغامض من السؤال، وأن يستوضحه ويلح في طلب العلم، قال (ع): (لا يستحي جاهل أن يسأل، ولا يستحي عالم أن لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس له، ولا طالب إيمان لا صبر له).
ويؤكد(ع) على المتعلم أن يذاكر بأقرانه بما يحفظه، ويناظرهم ويقسم أوقات ليله ونهاره، وأجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الإبكار، والكتابة وسط النهار، والمطالعة والمذاكرة في الليل.
على المتعلم أن يدرس العلم الأهم الذي يميل إليه، ولا يترك باقي العلوم؛ لأنها مرتبطة مع بعضها البعض، ولا يمكن للمرء أن يتعلم كل العلوم ويبرع فيها؛ لأنه لا يكفيه العمر لإتقان كل العلوم والمعارف، وجاء عنه (ع) قوله في هذا: (العمر أقصر أن تعلم كل ما يحسن بك علمه، فتعلّم الأهم فالأهم).
وكان الإمام علي(ع) أحد كتبة الرسول(ص)، فكان يدوّن ما ينزل على الرسول(ص) من الآيات الكريمات من الله(جلّ علاه)، وقد جعل الإمام علي(ع) منزلة العالم أعلى درجة من العابد، فقال: (العلمُ أفضل من الصائم القائم الساجد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها إلا خلف منه).
وقال(ع):
                  ما الفخرُ إلا لأهل العلم أنهم 
                                    على الهدى لمن استهدى أدلاء
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . انتصار لطيف السبتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/08



كتابة تعليق لموضوع : الفكرُ التربوي عند الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net