صفحة الكاتب : د . اشرف فؤاد عثمان ادهم

دموع الحبيب المصطفى ( ص )
د . اشرف فؤاد عثمان ادهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقدمة
قد يمر الإنسان في بعض الأحيان بحالة من الحزن، أو يُبتلى في عزيز له، أو يقع في معصية تنغص عليه حياته، فيجعله هذا في حالة ضغط نفسي شديد، إن لم يُفرج عن نفسه بشيء فقد يؤدي هذا الضغط النفسي إلى إصابته بأمراض خطيرة أو يدفعه للاكتئاب والبعد عن الحياة والناس، ولكن من رحمة الله بنا أن رزقنا نعمة البكاء لنفرج بها عن أنفسنا ولنزيل شيء من هذا الضغط على أعصابنا، المهم ألا يكون مع البكاء تفوه بشيء يغضب الله, أو فيه اعتراض على قَدَره سُبحانه، ومن خلال قراءة السنة المطهرة نجد أن الرسول   كان يزرف الدمع في مواقف عدة، فلنتعرف عليها ونهتدي بهديه.
وقد ذكر سبحانه وتعالى فى الاية (43) سورة النجم: "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ" , وخير من بكى وأبكى هو رسول الله  , ولنا في سنته البرهان الواضح والجلي في البكاء الذي أمرنا  , أن يكون مجرداً من الجزع, والصراخ, والعويل, وشق الجيوب, وغيرها من الأعمال التي لا يرضى عنها الله.
وكان  يبكي عند قراءة القرآن, وفي الصلاة, ويبكي على الميت, وعند المريض, وفي مواقف أخرى كثيرة نستعرضها في مقالنا هذا. و من أعظم البكاء , البكاء من خشية الله تعالى , وفي الحديث الشريف "عينان لا تمسهما النار, عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله". 
و يقول الله تعالى : " وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" آية (109) سورة الإسراء"  و يقول تعالى:  "إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" آية (58) سورة مريم, وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة, لأن الله تعالى قد مدح المؤمنين  بالبكاء في السجود (1).

الموقف الأول لبكاء الرسول , ورد فى الحديث عن أبى هُريرة رضي الله عنه قال: زار النبى   قبر أُمِه, فبكى وأبكى من حوله, وقال: "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي, وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي" .(1) وفى رواية أخرى للإمام أحمد بن حنبل عَنِ "بُرَيْدَةَ بن الحصيب" رضي الله عنه قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ  ,  فَنَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ونحن بمنطقة ُتسمى "الأبواء" بين مكة والمدينة، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ, فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَدَاهُ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ وقال: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فقَالَ  : "إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فِي الإسْتِغْفَارٍ لِأُمِّي, فَلَمْ يَأْذَنْ لِي, فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ". 
والذى يؤكد ما سبق ماورد فى الآية (113) سورة التوية " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "  فلولا أن أُمه   من هؤلاء لما نهاه الله تعالى عن الاستغفار لها (2).
وذكر إبن أسحاق(2): أن رسول الله   لما بلغ ست سنين, ماتت اُمه, وكانت " حليمة السعدية", مرضعة النبى    قد ردته إلى أمه و عمره خمس سنين. وكانت وفاة أُمه "بالأبواء" (3), وهي عائدة بالنبى   من المدينة بعد زيارة أخواله: أخوال "جِده عبد المطلب"، لأن أُم عبد المطلب من بني عدي بن النجار, وكانت قد مكثت عندهم شهراً, ومرضت في طريق عودتها إلى مكة وماتت, وكان معها "أم أيمن بركة الحبشية"(4) حاضنة النبى  , والتى رجعت به إلى جِده "عبد المطلب" بعد خمسة أيام من موت أمه، فضمُه إليه ورقَّ عليه رقةً لم يرقها على ولده. وقد ورد أنه   لمَّا مر بالأبواء في عمرة الحديبية قال: "إن الله أذن لى في زيارة قبر أمى"، فأتاه وأصلحه، وبكى عنده، وبكى المسلمون جميعاً لبكائه, وقِيل له في ذلك، فقال: أدركتني رحمتها فبكيت, وكان   يقول لأم أيمن: «أنتِ أمي بعد أُمي» ويقول: «أم أيمن أمي بعد أمي» (3).
(1)رواه مسلم
(2) مؤرخ من العصرين الأموي والعباسي, ويعتبر أول مؤرخ عربي كتب سيرة رسول الله  
(3) وهى بين مكة والمدينة, وإلى المدينة أقرب, وسُمى الإبواء لأن السيول كانت تتبوأه, أى تحل فيه.
(4) حاضنة النبي   ومربيته، وهي زوجة الصحابي "زيد بن حارثة" وأم "أسامة بن زيد". ورثها النبي   عن أبيه، ثم أعتقها بعد زواجه بخديجة أم المؤمنين، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها.
ودلالة ماسبق تنحصر فى أربعة: الأولى: رقة المشاعر لدى الحبيب المصطفى  , والثانية: تعظيم مكانة الأم مهما كانت, حتى لو كانت من الكافرين, والثالثة: أن عدالة الله لاتكون بالأرحام ولا بالأنساب, ولكن بالإيمان والتقوى, حتى لو كان النسب لأحب خلق الله إليه  , والرابعة: تعظيمه ووفائه   لحاضنته التى كانت له مثل أمه, لقوله   "أم أيمن أمي بعد أمي".
"والموقف الثانى" الذى بكى فيه رسول الله   ما رواه الإمام مسلم فى صحيحه " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه, أَنَّ النَّبِيَّ   تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: " رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي " الْآيَةَ (14) سورة إبراهيم.
 وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام : " إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " الاية (118) سورة المائدة, فَرَفَعَ الحبيب المصطفى   يَدَيْهِ غلى السماء, وَقَالَ : "اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي"  وَبَكَى, فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ  اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ - فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ   بِمَا قَالَ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ اللَّهُ : "يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُك" (4), (5).
وجاء فى تفسير "إبن كثير" لهذه الآيات أنها تتضمن ضرورة رد المشيئة إلى الله, فإنه هو الفعَّال لما يريد بالعذاب أو المغفرة, الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون, وتتضمن الآية أيضاً التبرؤ من كل الذين كفروا بالله, وممن جعلوا له نِدًا, وصاحبةً, وولدًا, تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.  وقد ورد في الحديث : عن الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن فضيل, عن فليت العامري, عن جسرة العامرية, عن أبي ذر الغفارى, "رضى الله عنهم" قال: قام صلى   ليلةً بعد صلاة العشاء, فقرأ بآية حتى أصبح الصبح وهو يركع ويسجد بها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم", فسألته: يارسول الله, مازلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها؟ قال : " إني سألت ربي, الشفاعة لأمتي, فأعطانيها, وهي تعطى إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا ". 
وتأتى دموع النبى   فى هذا المقام لتؤكد على حبه الشديد   لأمته, وخوفه عليهم من العذاب, وقد ختم دعاؤه   "بالعزيز الحكيم", وقد يكونا من الأسماء الحسنى التى لها مكانةً ومنزلةً كبيرة فى الدعاء لمن يرجو القبول.
الموقف الثالث فى بكاء النبى  , كان عند سماع القرآن خاصةً بصوت عبد الله بن مسعود رضى الله عنه, كان ندى الصوت بالقرآن, وهو أول من جاهر بالقرآن فى مكة, وكان النبى  , يطلب منه دائماً أن يقرأ عليه القرآن لجمال صوته وحسن قراءته, وقد بكى الحبيب المصطفى  , عندما قرأ عليه عبد الله بن مسعود من سورة النساء حتى إذا بلغ الآية (41) "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً" , فقال  : حسبك - أى كفاك - وكانت عيناه   تذرفان بالدمع (6). ويعني بذلك إن الله لا يظلم عباده مثقال ذرة, فكيف بهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد عليهم, يعني بمن يشهد عليها بأعمالها وتصديقها رسلها أو تكذيبها, وجئنا بك يا محمد على كل هؤلاء شاهداً (7).
ونستخلص من الموقف الثالث, أن من يريد أن يستكمل سنة الحبيب   عليه أن يستمع للقرآن من أصحاب الصوت الجميل, وأسلوب القراءة الذى يمس القلوب. كما يتضح من الآية الكريمة, المكانة العالية الرفيعة للنبى   عند الله, نظراً لكونه جعله   شهيداً على كل الأُمم.
الموقف الرابع الذى بكى فيه النبى  , وكان ذلك بعد فتح مكة فى العام الثامن من الهجرة, حيث إجتمع المشركون فى أربعة الاف مقاتل من قبيلتى هوازن وثقيف, وعند خروجهم لكسر شوكة المسلمين, إنضم لهم العديد من القبائل العربية فى الطريق, وكان معهم نساؤهم وأولادهم ومايملكون من الجمال والابقار والاغنام, حتى يضطر كل واحد منهم أن يدافع عن أهله وماله, ونزلوا بوادى يسمى "حنين", بين مكة والطائف, ورغم كثرة المسلمون يوم حنين, إلا أنهم لم يصمدوا أمام جموع المشركين لغرورهم لكثرة عددهم فى ذلك اليوم, وذلك تصديقاً للآية (25) من سورة التوبة " لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ,  وَيَوْمَ حُنَيْنٍ  إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ", وهنا يذكر الله تعالى للمؤمنين فضله عليهم, وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله, وأن ذلك من عنده تعالى, وبتأييده لهم، لا بعددهم ولا عُدتهم, ونبههم بأن النصر من عنده, سواء قل الجمع أو كثر, فإن يوم حنين أعجبتهم كثرتهم, ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئا فولوا مدبرين, ولم يبقى فى أرض المعركة إلا رسول الله   مع تسعة من أهله منهم: العباس, وعلى بن أبى طالب, ابو سفيان إبن الحارث, الفضل بن العباس, أيمن بن عمرو بن بلال, وغيرهم. وهنا قال النبى   لعمه العباس: أذِّن فى الناس, فعاد المسلمون جماعات و يقولون "لبيك يا رسول الله", وكل جماعة تُسمع التى تليها,وإستعرت الحرب مرة أخرى, وحينئذ قال  : " أنا النبى لا كذب أنا إبن عبد المطلب ", وإنتصر المسلمون إنتصاراً ساحقاً, وترك المشركون خلفهم ستة آلاف من السبايا, وأعداداً لا تحصى من الماشية, والأموال. وكادت هذه الغنائم أن تحدث فتنةً, حيث قسمها الرسول   على المؤلفة قلوبهم (1), ولسائرالعرب, ولم يعطى الانصار شيئاً, فجاءه سعد بن عباده عن الانصار وقال: يارسول الله إن هذا الحى من الأنصار قد وجد عليك فى قسمتك للغنائم !!! مابين قريش وقومك ولم يوجد لهم نصيب من الغنائم رغم كثرتها. فقال له  : " وأين أنت من ذلك يا سعد ؟", فقال: " إنما أنا أمرؤٌ من قومى", فقال  : " إجمع الأنصار", فجُمعت الأنصار فى خيمة ضُربت لذلك, وخرج عليهم   فى تمام نوره وبهائه, فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "يا معشر الأنصار, كلمة بلغتني عنكم أنكم قلتم كذا وكذا؟ فقال الأنصار: يا رسول الله أما الكبار والعقلاء فلم يتكلم منهم أحد، وأما شباب منا حدثاء الأسنان فقالوا: غفر الله لرسول الله, يعطي صناديد قريش ويتركنا, فقال النبي  : "لقد كنتم ضُلالاً فهداكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي, ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير, وتذهبون أنتم برسول الله إلى رحالكم؟ ثم قال: اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار.
فبكوا جميعاً، ، وقال :   لو شئتم لقلتم لى: "كنت طريداً فآويناك، وكنت فقيراً فأغنيناك، وكنت وكنت ....", - وكأنه يلومهم - وبكى رسول الله   مما زادهم فى البكاء حتى أخضلت لحاهم, ثم قال النبى  : "أيها الناس أنا أعطي الناس شاة وبعيراً أقسمها عليهم، يذهبون بالشاة والبعير إلى بيوتهم، وأنتم تذهبون بنبي الله إلى دياركم".
 وتتضح دلالة ما سبق: إلى أنه يجب ان يعلم المؤمن, أن حب الله ورسوله أغلى من الفوز بغنائم وملذات الدنيا, كما يدل موقف النبى   مع الأنصار, على المكانة العالية الرفيعة للأنصار عند رسول الله  .
______________
(1) المؤلفة قلوبهم هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية، 


الموقف الخامس: عندما بكى   وهو يرى إبنه "إبراهيم" وهو ينتفض وتخرج روحه الشريفة بين يديه, وهو إبن سبعة عشر شهرأً. وكان قد رزق به النبى   من "ماريا القبطية", التى أهداها له المقوقس حاكم مصر, وقد أعتقها الرسول, فأسلمت وتزوجها, وأنجبت إبراهيم فى العام الثامن من الهجرة, وتوفى فى المدينة فى السنة العاشرة من الهجرة, وكان فى بيت مرضعته "أم سيف", ويصف أنس بن بن مالك رضي الله عنه حال وموقف النبي   لحظة موت إبراهيم فيقول: دخلنا مع رسول الله   على "إبراهيم" عند مرضعته "أم سيف" فحمله الرسول  وضمه إلى صدره, وقَبَّلَهُ, وَشَمَّهُ، وكان إبراهيم يجود بنفسه وهو ينظر لعينى أبيه، فجعلت عينا رسول الله   تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم قال: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون. قال المناوي(1): "فيه الرخصة في البكاء بلا صوت والإخبار عما في القلب من الحزن، وإن كان كتمه أولى. 
__________________________________________________
(1) محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين ابن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، زين الدين. المشهور بالمناوي. ولد سنة: 952هـ وتوفي سنة: 1031 هـ. عاش في القاهرة، وتوفي بها.


الهوامش
(1) أبو إسلام أحمد بن علي,  كتاب كان خلقه القرأن, المكتبة الشاملة, القاهرة, مارس 2011.
(2)الشيخ محمد صالح المنجد, حديث عدم الإذن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأمه, الإسلام سؤال وجواب, 28-11-2014.
(3)علي بن برهان الدين الحلبي, السيرة الحلبية, مطبعة الأزهر, مصر, 1932.
(4)المرجع (1). 
(5)الحافظ أبى الفداء بن عمر بن كثير, تفسير القران العظيم, دار إبن حزم, بيروت, 2000.
(6)دكتور/ إبراهيم بن فهد الودعان, بالهمة وصل إلى القمة, عبد الله بن مسعود, الرياض, السعودية, أغسطس 2016.
(7)الطبرى معروف الحرستانى, تفسير الطبرى, مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر, بيروت, 1994.
(8)محمد بن أحمد باشميل, موسوعة الغزوات الكبرى, دار الهدى النبوى, مصر, 2006.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اشرف فؤاد عثمان ادهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/17



كتابة تعليق لموضوع : دموع الحبيب المصطفى ( ص )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net