صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

مركزية الإنسان في الفن
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 س: الفن جميل لماذا يصبح قبيحاً؟
عناصر المحاضرة
1- هن الفن فردي أو اجتماعي
2- ما هو موقف الدين من الفن
3- عمق الفن القرآني
4- الفن بين الجميل و القبيح

(١) هل الفن فردي أو اجتماعي؟

هناك من كلوستي يقول الفن هو لغة فردية يعبر عن عاطفة والمواقف الانفعالية وتعبر عن المزاج الشخصي .
في المقابل من الفلاسفة يقول أن الفن ليس فردياً بل هو حالة مزج من الفرد والمجتمع أو دمج بين الطرفين ليعطي في النهاية فكر كتجربة شخص وأثرها على مجتمعة مثل  تجربة أبي علي سينا مع مجتمعة اذا الفن ينقل أو يدرس التجربة .
تنبيه : ذكر الأسماء ليس ترويج لها أو تأييد بل هو للتوسع في عرض الشبهه كي تقوى الحجة بشكل أوسع .
الفن يلتحم فيه عدة تجارب سواء كان تصورياً أو لفظياً أو غير ذلك .
الفن فيه قدرة على الخلق وفيه يد تصنع ومهارة وفيه روح اجتماعية نابضة كخلاصة لما ذكره زكريا إبراهيم في كتابة في مشكلة الفن ص٥٩.
كلامنا في السؤال السائل. وهناك سؤال مسؤول
والفرق أن السؤال المسؤول يحلل سؤاله وتخريج سؤاله وفلسفته الخاصة

(٢) ما هو موقف الدين من الفن؟

لا يختلف أحد أن زعماء التاريخ لا يستغنون عن الفن لاحظ أن الأمراء والملوك يهتمون بالأثار الفنية كما في الإمارة الحمدانية كان لهم قصر به فنون نفيسة وتحف رائعة ولكن تم الانتقام منهم لمحو كل أثر لهم خصوصاً أن سيف الدولة أهتم بألوان الفن من العلم والجمال من المنحوتات وغيرها. وكان هناك فن أسم السريالي له رموز  وشفرات خاصة لكل فنان حيث تخرج من مكنون النفس وتعبر عنه فتصاغ في لوحات فنية حيث يصعب تفسيرها بسهولة على من يشاهدها و الذي يهتم بكوامن النفس .
الفن سلاح أسر العقل و الروح والعاطفة وبيان ذلك في نقطتنا التالية

(٣) عمق الفن القرآني

حين يسألك أحدهم عن الفن القرآني يحيلك على الفن البلاغي في القرآن الكريم فقط في غالب الأحيان كما أدرك ذلك فصحاء الجاهلية. مثال الوليد أبن المغيرة حين بعث إلى الرسول ص ليحرجه ولكن حين رجع معه
(فما أقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل أعلم في الاشعار مني ولا أعلم برجزه مني، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله لحلاوة، وأن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى)
م: البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - الصفحة ٥٧.
حين رجع الوليد لم يلحظ فقط الفن البلاغي فقط بل ذهب ابعد من ذلك
حمل الوليد مداليل ثلاثة لإعجاز القرآن الكريم

أ-الحلاوة:
هو ما يلتذ به السمع من صوت جرس كلمات القرآن الكريم وهذا مذاق محسوس.

ب-الطلاوة:
درجة أعلى من الذوق الحسي وهو أمر يلامس الروح بكل أبعادها.

ج- يحطم ما تحته ويعلو ولا يعلى :
وهو خاص بالعقل يعني فيه حركة ويغلب غيره
يقول سيد قطب عن القرآن الكريم حين في التفسير الموضوعي تتجلى له معجزته حيث يتكلم في كل زوايا الموضوع مثل مفردة الإنسان حيث يتناول كل ماله علاقة بالإنسان الفردية والاجتماعية و النفسية و تداخل الأجيال فيدخلك في عمق عاداتهم وتقاليدهم.

والبعد الجمالي في القرآن الكريم : حيث أهتم بعرض الجمال وعادتاً يستطرد القرآن جمال الطبيعة من انسان وحيوان ونبات و فلك.
مثال الحيوان
قال تعالى {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦)} النحل .
وفي الإنسان المتحرك:
قال تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠) } الاسراء
يقول السيد قطب كم هنا فرق بين المدارس الدنية الأخرى في التعاطي مع الإنسان
فبعض المدارس الوضعية التي حطت مقدار الإنسان حين أرادت تفسير الإنسان
كما هي نظرية الدارونية التي حطمت نظرية الأفضلية وأنه الأشرف في الخلق وقالوا أن أصله حيوان وهذه الجذوة التي اشتعل الفكر الماركسي وظهرت تاريخية الانسان بخلاف القرآن الكريم الذي جاء بحالة من التوازن لكرامة الانسان وكيف وجوده بين المخلوقات وأن يكون الانسان حالة يحب خالقه .
وأنصح الشباب لقراءة كتاب الدكتور محمود البستاني ولذلك لقلة من تكلم عن الفن .

(٤)الفن بين الجميل والقبيح

فن الشعر في تاريخ الانسان
الإنسان له طابع تاريخي مثل اشتغاله بالمجون والخمر والهجاء والحرب والتفاخر  وهذا أثر في تاريخ الانسان والقى بضلاله على واقع المعاش و تخلص بعض الشعراء من الهجاء والحروب وغيرها ولكن مازال بعضهم في التهاويم والهوس يشغل مساحة فيه . مع رفع القبة التقدير عند شعرائنا الذين حافظوا على الأصالة

الرؤية الدينية من الشعر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف بين موقفين بداية الدعوة ثم بعد قوة الدعوة وشجعوا على الشعر الهادف والقيمي كما شجع النبي صلى الله عليه وآله على فن الخطابة وضخ فيها روح الكلمة وهناك من المعاصرين مثل السيد موسى الصدر الذي تميز بقوة خطابه وسلاسة عباراته

فن الغناء :
تعال للمتدين الذي له حضوره في المساجد والحسينات والنوادي الدينية ولكن مدمن للغناء وهو سحر الكلام كما يقول الجرجاني يلهي الثكلان ويهمن على الجماد الصامت في صورة الحي الناطق .

ولكن في الطرب يقولون به طاقة يفجر الطاقة الداخلية التي لا تجعل الإنسان في توازنه العام .
ينقل أبو الفرج الأصفهاني في كتابة الأغاني كان في مجلس الوليد وكان أمير مطرب أسمه أبو عائشة كان يغني بين يديه فطلب منه الإعادة فعاد ولكن بزيادة من الصخب فارتمى الوليد في حضن هذا المطرب وقبل كل عضو فيه ثم طلب الوليد في التكرار زاد في الصخب فنزع ثيابه أمام الناس .
ولعل البعض يقول هذا لا يصدق. تعال لأيام خلت في قناة اليويتوب ويرى تلك الفتاة التي فقدت توازنها وخرقت الصفوف و احتضنت المطرب أمام الناس .

وهناك الفن الهادف هو :
الذي ينبض بروح الإيمان والتقوى مثل أرتجاز الأبطال في كربلاء مثل علي الأكبر حين قال ( أنا علي ابن الحسين ابن علي – نحن وبيت أولى البني – اضربكم بالسيف أحمي عن أبي – ضرب غلام هاشمي علوي )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/18



كتابة تعليق لموضوع : مركزية الإنسان في الفن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net