صفحة الكاتب : عبد الكريم صالح المحسن

هل لله شعب مختار
عبد الكريم صالح المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لابد لنا في مستهل الموضوع من القول ان الشعور بالاستكبار والاستعلاء على خلق الله هو داء مزمن عند اليهود ،والاستكبار والتكبر هو بذرة تمرد في داخل النفس ليست لها فضيله الايمان،  بذرة قوامها حب النفس والشغف بحفظ تفردها وذاتيتها المظلمه وتاريخ الاستكبار والتعالي والغرور في العالم تاريخ طويل ابتدأ خطه على يد "ابليس"الطريد فكان الفاتح لباب من الاستكبار هو اخطر الابواب وامتد خط الاستكبار يقوده هذا الابليس عبر التاريخ يجتذب اليه اللذين ينساقون وراء الضعف، انها العنصريه في الفكر والتطبيق .
عندما نبحث عن" الهويه الانثروبولوجيه لليهودAnthropological Identity of the Jews " لابد من الوقوف على جانبي المسأله الجانب الاول يثمثل في هلوسة وخرافات وطوبائية اليهود والعلم المزيف والبحوث الكاذبه التي توصل اليها دهاقنة وفطاحل الصهيونيه المتخصصين بالدجل والافتراء اما الجانب الاخر فهو بحوث وملاحظات دقيقه لأساتذة الانثروبولوجيا والذين هم بمثابة المراجع لهذا العلم ومشكلاته لقد ادعى اليهود لأنفسهم (الاختيار)من قبل الله سبحانه وتعالى ،ميزهم عن بقية البشر بهذه الصفه والادعاء هذا يعني التمييز والامتياز معاَ اي التفرد في آن واحد)وهذا التفرد الذي يتمسكون به يظهر بصوره واضحه في قولهم (لايحق لغير اليهودي ان يقرر من هو اليهودي)وهذا الشعور بالعظمه والتفوق كان نتيجة حتميه لحياة الذل والتشرد والعزله التي كانت الطابع العام لجميع يهود العالم فتعقدت حياة اليهودي الى درجة المرض النفسي بسبب سيطرة "وهم الاضطهاد  Delusion of Persecution "عليه اينما حل وحيثما رحل يتخيل المصاب بهذا المرض انه مضطهد من قبل الاخرين ولذلك فقد عاش اليهود في عزله باحياء خاصه مغلقه تسمى "غيتو Ghetto" وادعوا ان اسرائيل ولدت بعد هذه العزله الطويله دولة فريده لاشقيقه لها في العالم لايمكن تعريفها بأي مقياس وقد حققت مالم يحققه اي شعب اخر وهي الوحيده التي احيت وبعثت لغة قديمه وهي الوحيده لغتها مقدسه والوحيده التي اعيد تجمعها من جديد بعد 2000 سنه الى غير ذلك من الافتراءات والاكاذيب على الحقيقه والتاريخ .
من وجهة النظر الصهيونيه (ليس لغير اليهود اولاَ ان يقرر من هم اليهود)وذلك كي لايظهر زيفهم للتاريخ والعلم ،ولايجوز البحث في هذه المسأله من قبل اجناس اخرى لانها اجناس اقل درجه فهو من حق اليهود فقط لانهم مثال للشعب النقي الذي خرج من عزله دامت قرابة قرن من الزمان فانهم بذلكمهيئون لتحقيق الرساله الالهيه في (سيطرة القانون المطلق في العالم)فاليهود في هذا الرأي يعتبرون انفسهم شعب الله المختار ،امة قائمه على التوراة والتوراة هي القانون الاخلاقي المطلق هكذا هو تصورهم اما البحث عن الهويه فقد دخل في تعقيدات ومتاهات متشعبه ولم بقتصر ذلك على غير اليهود وانما احتدم النقاش داخل اسرائيل ذاتها وقد بدأت المشكله بقدوم المهاجرين الجدد وخاصة من اوربا الشرقيه وفي صحبتهم زوجاتهم الاجنبيات فثارت الجماعات الدينيه بسبب اعطائهم الجنسيه الاسرائيليه واعتبارهم يهوداَ لكونهم ليسوا من امهات يهوديه لآن الاختلاط بغير اليهود محرم على الجماعات اليهوديه وانه يجب التفريق بين اليهودي النقي واليهودي المختلط المتدني والحقيقه فان اليهود قد اختلطوا بالجماعات الاخرى وقد تحول قسم منهم الى ديانات اخرى بالقسر او فراراَ من الاضطهاد او بالزواج ويظهر الاختلاط مع الجنس النوردي بصوره واضحه على اليهود الذين يحملون صفات الشعر الاشقر والبشره الفاتحه اضافه الى الاختلاط والزواج بالرغم من انه كان محظوراَ ويقول الخبير الامريكي في الانثروبولوجيا "وليام رايبلي William.Z.Ripley"بكل دقه علميه "ان اليهود ليسوا جنس The Jews are not Race "وان اليهود في داخل اسرائيل اليوم متباينون اشد التباين فهناك من يحمل العيون الزرقاء والشعر الاصفر وهناك من يحمل الشعر المجعد كيهود الحبشه والتاميل (يهود الهند)وقسم اخر يحمل صفة القامه الطويله والمتوسطه والقصيره والى غير ذلك من الصفات التي يستعملها علماء الانثروبولوجيا مما يدل دلاله اكيده على الاختلاف الكبير بين الجماعات اليهوديه التي تدعي ان اسرائيل بنقاوتها واصلها واحد ،هذا من ناحية الانثروبولوجيا الطبيعيه اما كونهم امه وشعباَ ذلك لايمكن الاقرار به ايضاَ لأنه لاتوجد مصالح وروابط مشتركه بينهم (ان الفكره القائله بان اليهود يشكلون امه منفصله عن غيرها غير ثابته من الناحيه العلميه على الاطلاق)وان قومية اليهودي الوهميه هي قوميه التاجر قومية رجل المال كما يقول كارل ماركس.
ان اليهود طائفه دينيه ليس اكثر لاتربطهم غير رابطه ،الطقوس الدينيه المتحجره والبقايا النفسيه الذاويه ،ثم ان هذه الجماعه غير منسجمه بصوره عجيبه قبل تكوين اسرائيل وبعدها ،فقد كانت الجماعات اليهوديه في بابل تتكون من مزارعين واصحاب اراض وتجار صغار وكبار ..الخ كما ان هذه الجماعات نفسها تستغل العبيد ابشع استغلال واكثر هذه الجماعات نفوذاَ طبقة التجار والمرابيين ،والمجتمع الاسرائيلي الحاضر مجتمع عنصري طبقي لأن اسرائيل (تتكون من نصفيين بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين )وان القياده والسيطره المطلقه لليهود الغربيين بينما يمارس النصف الاخر الاعمال الزراعيه ويقيمون بالارياف.
الخرافه العنصريه التي استغلت لتبرير التفرقه العنصريه في المجتمعات وسياسة التوسع والقوه التي انتهجتها بعض الدول هي ان اليهود شعب الله المختار ولتكذيب هذه الخرافه وضع ثمانية علماء متخصصون تقريراَ راجعه ثلاثة عشر عالماَ هو الان في منظمة اليونسكو في باريس والذي صدر في عام 1950 م وقد جاء في هذا التقرير العلمي :ان اصل الانسان واحد وان الصفات المختلفه والتي تظهر على مختلف السلالات البشريه انما تظهر بسبب عوامل التطور ومؤثراته ،كالعزله وتداول فعل الجينات المؤثره في الوراثه واختلاف التركيب الجنسي والتهجين والانتخاب الطبيعي ،وقد فرق التقرير بين الشعب والجنس فقال بانه لايمكن ان نسمي الامريكيين او الانجليز او اي شعب اخر جنساَ وكذلك الجماعات الدينيه او من يتكلمون لغات معينه او اي جماعه قائمه على العزله،ثم ان الصفات العقليه في البشر جميعاَ مبنيه على اسس متشابهه وان الاجناس اختلطت مع بعضها منذ ازمان قديمه ولم يؤدي هذا الى اي انتاج بيلوجي سيء وقد عقدت في قاعة اليونسكو ايضاَ بتاريخ 4-8 حزيران/يونيو العام 1958م اجتماعات ومناقشات بين علماءالطبيعه والسلالات البشريه وقد اكد هؤلاء على ان ليس هناك اي دليل على وجود مايسمى (الأعراق النقيهPur Races ) ثم ان بقايا الهياكل العظميه للبشر الاوائل لاتعطينا الا معلومات محدوده حول الاجناس .
حين تحطم الصليب المعقوف وتمزقت النازيه بل وحتى قبل ذلك رفعت الصهيونيه رأسها مستغلة ما اطلق عليه الاضطهاد الاوربي والنازيه بصفه خاصه لليهود فأدعت انه اضطهاد عنصري ولكنه في الحقيقه اقتصادي اكثر منه جنسي او عرقي اذ من المشكوك فيه كل الشك وجود جنس بشري اسمه الجنس اليهودي وهذا من المسلم به وكما تناولناه فيما مضى من البحث وشددت المنظمات الصهيونيه نشاطها متعاونه حتى مع النازيين من اجل تحقيق هدفها القديم استعمار فلسطين.
ان فلسطين وطن بلا شعب ويجب ان تعطى لشعب بلا وطن هكذا ادعى ويدعي الصهاينه وحينما سأل الدكتور وليزمن عما يقصده بالوطن القومي لليهود اجاب بانه يعني "وجوب صيرورة فلسطين يهوديه كما انكلترا انكليزيه "وهكذا استمرت التحركات لخلق الدوله الصهيونيه وقد افلحت هذه التحركات في طرد اكثر من مليون عربي خارج ديارهم وسلكت الصهيونيه طريق النازيه ،التشريد والتقتيل فكانت مذبحة دير ياسين التي تعد مثالاَ واضحاَ للمباديء الصهيونيه التي يتمثلون بها وهم يدعون انهم شعب الله المختار ،لم تكتف الصهيونيه بارض الولاده الشاذه والبشعه نتيجة لمشروع التقسيم لأنها حسب رأيهم لاتمثل اصلاَ ارض الميعاد فلسطين بل جزء منها ولقد طمآنهم "وايزمن"حين قال لهم ان بقية الاجزاء"لن تطير"ثم ان ارض ميعادهم التي يدعون بها لم تكن فلسطين فقط بل ويضيفون اليها (حسب فكرة المجال الحيوي النازي –التوسع والتمدد)شبه جزيرة سيناء وكذلك غرب العراق وبلاد الشام والمدن المقدسه في الحجاز ،ترى ماهي المبررات التي ابتدعوها لتبرير ذلك لقد قالوا بان فلسطين هي الارض التي وعد الله بها جدهم ابراهيم ثم انها الارض التي اقيمت عليها الدوله الصهيونيه القديمه اما سيناء فهي الارض التي نزلت بها تعاليم الديانه اليهوديه على موسى(ع)وهكذا يجب ان تضاف اما العراق فقد كان جدهم ابراهيم (ع9يقيم فيها وعندما هاجر نزل في شمال الحجاز ماراَ ببلاد الشام فانها اذن ارضهم اما الدلتا المصريه فقد عاش فيها موسى نبي اليهود وابناء يعقوب لفترة طويله وهكذا نلاحظ حججهم الواهيه التي لايمكن لعاقل ان يقتنع بها ،هؤلاء الذين يدعون بأنهم شعب الله المختار "ظلماَ وزوراَ وبهتاناَ" لقد اتبعوا "عملية الذعر "للتخلص من العرب داخل الارض المحتله وذلك بابادة قرى كامله ارهاباَ لبقية السكان في المناطق الاخرى كي يهرب سكانها وهكذا تشرد العرب من فلسطين وتركوا الوطن حتى قامت عملية توطين المهاجرين الجدد من اليهود عن طريق انشاء المزيد من المستعمرات.
يمثل اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون اليوم حالة التهحير القسري الأكبر حجما من حيث العدد والأطول زمنيا في تاريخ العالم؛ ففي الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية، ذكرى تدمير فلسطين والتشريد الجماعي للشعب الفلسطيني على يد المليشيات الصهيونية ودولة إسرائيل؛ تبين المعطيات أن اثنين من بين كل خمسة لاجئين في العالم هم فلسطينيون. في بداية عام 2007م، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي سبعة ملايين لاجئ تقريبا، وحوالي 450,000 فلسطيني مهجر داخلي، ويشكل هؤلاء اللاجئون والمهجرون حوالي 70% من إجمالي تعداد الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم والذي بلغ حوالي 9.8 مليون نسمة مع بداية عام 2007.م
ويشمل اللاجئون الفلسطينيون أولئك الذين أصبحوا لاجئين بعد الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 م وخلال وفي أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثانية عام 1967م، فضلا عن أولئك الفلسطينيين الذين كانوا أثناء تلك الحقبة خارج حدود فلسطين وأصبحوا غير قادرين، أو غير راغبين في العودة بسبب عوامل الخوف القوية من تعرضهم للاضطهاد. وتتكون أكبر مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين ممن تم تهجيرهم من ديارهم الأصلية كنتيجة لنكبة فلسطين عام 1948م، كما يشتمل الأشخاص المهجرون داخليا على الفلسطينيين الذين نزحوا أو هجروا من ديارهم الأصلية ولكنهم لا زالوا يعيشون في أماكن أخرى داخل فلسطين 48 أو ما اصبح يعرف ب "إسرائيل"، وكذلك الأشخاص الذي هجروا من أماكن سكناهم في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م، لكنهم اضطروا بفعل السياسات والممارسات الاحتلالية والاستعمارية للانتقال للعيش في أماكن أخرى داخل الأرض الفلسطينية المحتلة نفسها.
الترحيل أو التهجير الداخلي في الأرض الفلسطينية المحتلة لا يزال مستمرا بدون هوادة، ففي وادي الأردن مثلا قد هجّر الآلاف عنوة من جراء الإغلاق، هدم البيوت وأوامر الإخلاء، ولا زال شبح التهديد بالتهجير يخيم فوق رؤوس الذين بقوا في وادي الأردن. كما يوجد نماذج مماثلة أخرى للتهجير الداخلي في داخل "إسرائيل"، حيث خطط التنمية موضوعة للمنفعة الحصرية للمجتمعات اليهودية، كما أنها تهدف لتهجير التجمعات الفلسطينية الأصلية في النقب والجليل.
وبعد مرور ستة عقود على تهجيرهم القسري الأول من وطنهم فلسطين، لا يزال اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون غير قادرين على ممارسة أي من الحلول الطوعية الدائمة بما يشمل العودة، واستعادة الأملاك والتعويض، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ويضمن التطبيق الأمثل لها.
وفي الرابط التالي الصحفيه الامريكيه "دوروثي طومبسون Dorothy Thompson"والتي تعتبر" السيده الصحفيه الاولى في امريكا First Lady of American Journalism" تتحدث في هذا الفيديو الذي حمل عنوان:"رمال الحزن (1950) اللاجئين الفلسطينيين العرب Sand of Sorrow (1950)Palestinian Arab Refugee  وهي تتحدث في شهادتها للأنسانيه عن معاناة ومحنة اللاجئين الفلسطينيين العرب من جراء الاحتلال والحروب الاسرائيليه حيث تصفهم بانهم بعيشون في خيام في قطاع غزه وياتي "الدقيق"اليهم من اليونسيف وتبين احوال المعيشه المزريه في مخيمات اللاجئين وتشدد على الحاله الميؤوس منها للاجئين الفلسطينيين،ويظهر بالفيديو ابضاَ لقطات لهؤلاء اللاجئين وكيف يعيشون ،الفيديو في هذا الرابط هو من انتاج "مجلس اغائة اللاجئين العرب الفلسطينيين Council for the Relief of Palestine Arab Refugees ": 
http://www.youtube.com/watch?v=lQ6lIsl-pHU&feature=player_embedded
في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في العام مم1975م، اتخذ قرار يساوي الصهيونية بالعنصرية التي تساوي الابرتهايد. كانت إسرائيل تقف في حينه في بداية قصة غرام عاصفة مع جنوب افريقيا الابرتهايد،وهو مايؤيد ما ذهبنا اليه حول عنصرية الصهيونيه .
فرغم أن الشعب الفلسطينى معَرف صراحة فى إعلان ديربان كأحد ضحايا العنصرية والتمييز العنصرى إلا أن مقررات ديربان لم تدرج العنصرية والتمييز العنصرى صراحة كأسباب جذرية لمأساة الشعب الفلسطينى. فمن جهة لم يتضمن الإعلان أية توجه للدول فيما يتعلق بكيفية معالجة ظاهرة العنصرية فى سياق القضية الفلسطينية، ومن جهة ثانية يكرر الإعلان لغة الأمم المتحدة وخطابها التقليدى فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين وبعملية السلام. ولهذا اعتبرت منظمات حقوقية فلسطينية برنامج ديربان للعمل غير ذى معنى فيما يتعلق بالشعب الفلسطينى كأحد ضحايا العنصرية والتمييز العنصرى.
ورغم الجهود الدبلوماسية التى بذلت منذ تبنى "مقررات ديربان 2001http://www.un.org/arabic/conferences/wcar"  ، واصلت إسرائيل اعتداءاتها على الشعب الفلسطينى كما عمقت ممارستها العنصرية، وقامت بشكل إنفرادى بإلغاء معظم الترتيبات الخاصة بإنشاء سلطة الحكم الذاتى الفلسطينى المقررة بموجب اتفاقيات أوسلو عبر حملاتها العسكرية العدوانية والمتواصلة، وسرعت من جهودها لتغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى فى الأراض الفلسطينية المحتلة فى العام 1967 كما عمقت اسرائيل من إجراءاتها التميزية حيال عرب 1948 وفرضت منذ العام 2006 حصاراً مطبقاً وشاملاً على قطاع غزة بلغ ذروته منذ منتصف العام 2007 وأعتبر على المستوى العالمى على أنه "شكل متطرف من أشكال العقاب الجماعى للسكان المدنيين" وأطلق عليه أحد الخبراء الدوليين إصطلاح "التمهيد لارتكاب جريمة الإبادة البشرية". وتبعته منذ السابع والعشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر 2008م، ولمدة 22 يوماً متصلة بحرب شاملة لم تميز فيها بين بشر وحجر. فعلى مستوى البشر لم تميز بين مدنيين ومقاومين، كما لم تميز بينهم وبين الأطفال والنساء والشيوخ ولا المسعفين والإعلاميين، فجميعهم كانوا أهدفاً مستباحة بلا ملاذ، وبين الحجر لم تميز بين منشآت المقاومين والأعيان المدنية فقصفت المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والمنازل جنبا إلى جنب مع المقار الأمنية. وطالت فى اعتداءاتها الإجرامية مقار الأمم المتحدة التى اتخذها المدنيون الأبرياء ملاذا من القصف والهجمات العسكرية. ان الدعوه التي يدعون بها"انهم شعب الله المختار"هي في حقيقتها قضية تمييز عنصري والذي يعتبر السبب الجذري للصراع في المنطقه ومن اجل ضمان تحقيق الهدف من" اعلان ديربان The Durban Declaration"وخطة العمل الخاصه به والمتمثل في تحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يضمن لكافة شعوب المنطقه تعايشها وتمتعها جميعاَ على قدم المساواة بالعداله والامن وحقوق الانسان المعترف بها دولياَ،والذي جاء هذا الاعلان خلال المؤتمر العالمي ضد العنصريه في العام 2001م ،وعلى الرغم من ان الشعب الفلسطيني معرف صراحه في اعلان ديربان كأحد ضحايا العنصريه والتمييز العنصري الا ان الاطار التصوري العملي والمباديء المدرجه في "ديربان"لم تطبق على الشعب الفلسطيني-الضحيه- المطالب بالكرامه الانسانيه والعداله التي حرم منها قسراَ من قبل نظام اسرائيل العنصري.
ثم جاءت دعوة الامم المتحده لمراجعة اعلان وبرنامج عمل مؤتمر ديربان لعام 2001م بهدف تعزيزها وخصوصاَ القضيه الفلسطينيه وعقد مؤتمر دربان الاستعراضي هو الاسم الرسمي للمؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية الذي نظمته الأمم المتحدة في العام 2009م، والمعروف أيضًا "بدربان الثاني". بدأ المؤتمر في 20 نيسان/أبريل، 2009م، وأستمر 5 أيام في مقر الأمم المتحدة في جنيف في سويسرا : http://www.un.org/arabic/durbanreview2009/background.shtml
وما يقلق حقاَ هو اخفاق المجتمع الدولي بمافي ذلك الامم المتحده في منع وقوع وانتشار الهيمنه الاجنبيه على الشعوب المستضعفه ومن تعاظم الاستغلال في كثير من المواقع على مستوى العالم بينما لايزال حتى اليوم ضحايا التمييز العرقي وجرائم الاباده والابرتهايد والاسترقاق يفتقرون الى امكانية جبر مالحق بهم من اضرار ماديه ومعنويه بشكل فعال وعادل وفي الحقيقه ان عدم معاقبة الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل والمتحالفين معهما على جرائمهم الفظيعه المرتكبه بطريقه ممنهجه ومتكرره، تلك الجرائم التي تنتهك الكرامه الانسانيه وحقوق الانسان الاساسيه لملايين البشر يمثل تهديداَ جدياَ للسلام والامن الدوليين ،ان العنصريه والهيمنه الاجنبيه المتواصله هي الاساس وراء معاناة الشعب الفلسطيني الذي لايزال يعاني منذ عقود من الاستعمار الاحلالي والاحتلال الاجنبي والتميز العنصري .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكريم صالح المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/09



كتابة تعليق لموضوع : هل لله شعب مختار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net