الإمام الحسين(ع)خرج للشهادة لا للسلطة والحكم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 • أن التخطيط لكربلاء إلهي، وأن الله سبحانه وتعالى قد عهد للإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وأمره بتنفيذ مشروع ينتهي باستشهاده واستشهاد من معه وجميع ما حدث من مآس وفجائع. كل ذلك لمصالح عظمى تناسب و حجم التضحية وأهميتها قد علم الله تعالى بها. وربما ظهر لنا بعضها.

• وقد نجح (صلوات الله عليه) في مشروعه وحقق ما أراد. وأن من أشار عليه بعدم الخروج قد خفي عليهم وجه الحكمة، كما خفي على المسلمين وجه الحكمة في صلح الحديبية، فاستنكروه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكما خفي على كثير من أصحاب الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وغيرهم، وجه الحكمة في صلحه لمعاوية، فأنكروا عليه… إلى غير ذلك من الأمور الغيبية التي قد يخفى وجهها، والناس أعداء ما جهلوا. بل قد يكونوا معذورين لجهلهم. 

•ونحن الشيعة حيث كنّا نؤمن بعصمة الإمام الحسين وسائر الأئمة (صلوات الله عليهم) لابد من أن نتبنى التفسير الثاني للنهضة المباركة(اي الخروج للشهادة) ، ولجميع ما صدر من الأئمة (صلوات الله عليهم).
ومع ذلك فنصوصنا مستفيضة عن النبي والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) بما يؤكد التفسير المذكور. نكتفي منها بحديث العمري عن الإمام الصادق (عليه السلام):
قال: «إن الله عزّ وجلّ أنزل على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً قبل وفاته، فقال: يا محمّد هذه وصيتك إلى النُجَبَة من أهلك… فدفعه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأمره أن يفكّ خاتماً منه ويعمل بما فيه، ففكّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتماً وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السلام)، ففكّ خاتماً منه وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين (عليه السلام)، ففكّ خاتماً فوجد فيه: أن اخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلا معك، واشتر نفسك لله عزّ وجلّ، ففعل، ثم دفعه إلى عليّ بن الحسين (عليهما السلام) …» .
بل نحن نرى أن التفسير الأول(اي الخروج للحكومة والحكم والتسلط)  ظلم لسيد الشهداء (صلوات الله عليه) واستهوان بنهضته المقدسة، لا من أجل اعتقادنا بعصمته، ولا من أجل الأحاديث التي أشرنا إليها، بل لأمرين: 

(أولهما): أن الظروف التي أحاطت بنهضته المباركة وخروجه من مكّة المكرمة إلى العراق كانت لا تناسب انتصاره مادياً. ولا أقل من أنها كانت تقتضي مزيداً من الاحتياط والتلبث، كما يشهد بذلك إجماع آراء من نصحه، فإنهم ذكروا لتوجيهه آرائهم أموراً  لا تخفى على كثيراً من الناس، فضلاً عن الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، فإقدامهم مع ذلك على تلك النهضة وما استدعته من تضحيات جسام لابد أن يكون لهدف آخر غير الانتصار المادي المنظور لهم.
معرفة الحسين (عليه السلام) بالمصير المحتوم: 

(ثانيهما): أن التاريخ الإسلامي العام قد تضمن كثيراً من الأمور التي تشهد بمعرفة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وكثير من الناس بالمصير الذي ينتظره، فقد استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ـ بل عن الإمام الحسين نفسه ـ الإخبار بمقتله في هذه النهضة، بل الإخبار ببعض تفاصيلها وخصوصياتها والتهيئة لذلك. 

الى ان يقول:  

كما أنه يوجد في زوايا التاريخ بعض النكات التي تشهد بأن الحسين (عليه السلام) كان مصمماً على التضحية، ولا يريد التشبث بأسباب العافية والسلامة. ولا يسعنا تفصيل الكلام في ذلك في هذه العجالة.
ونكتفي بما أشار إليه (عليه السلام) وأجمله في كتابه من مكّة المكرمة إلى من بقي من بني هاشم في المدينة، حيث قال فيه: «أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح. والسلام» 

راجع:  

من كتابه فاجعة الطف ص ١٦ 
للسيد محمد سعيد الحكيم (قدس)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/09



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسين(ع)خرج للشهادة لا للسلطة والحكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net