الحرب ام الصلح ؟
ليث الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بويع الإمام الحسن عليه السلام بالخلافة بعد شهادة ابيه أمير المؤمنين عليه السلام وكان مشروعه الأول هو مشروع ابيه من قبل وهو التجهيز لحرب معاوية واسقاط تمرده في الشام وإنهاء حالة التشظي في الدولة الإسلامية التي صنعتها السياسة الأموية.
جهز عليه السلام العساكر في النخيلة والتحمت الجحافل لهدف واحد وحيد وهو القضاء على معاوية وسلطته وتدارك ما حدث في صفين من قبل.
كانت قيادة الجيش بيد عبيد الله بن العباس وقادة الفرق والكتائب من أبطال جيش أمير المؤمنين كقيس بن سعد وعدي الطائي وغيرهم ممن يعرف بلاءهم العدو قبل الصديق.
الموقف الأولي للمعركة كان في صالح جيش العراق حيث هو الأكثر عددا وايمانا وبقيادة معصوم وكانت بوادر النصر قريبة جدا.
الإمام الحسن كان يريد الحرب ومن بعد الحرب النصر وإنهاء الانحراف الأموي وقلعه من جذوره، لكن الأحداث المتسارعة حالت دون ذلك.
مالذي قلب موازين القوى؟
اعتمد معاوية على أوتار حساسة فراح يضرب عليها ليعيد إلى الاذهان والواقع ما جرى في صفين من قبل...
وتلك الأوتار كان يطرب عليها هو وكل حاكم مستبد إلى زماننا هذا ؟
- الوتر الأول : الغباء والحماقة التي تسود في عدد غير قليل من الناس، اولئك الذين يفكرون باذانهم وليس لهم عقول ليميزوا بها الحق عن الباطل
- الوتر الثاني : المنافقون الذي زرعوا في الجسد الكوفي وهم شيوخ عشائر وقادة وأصحاب رأي في المجتمع العراقي
- الوتر الثالث: القيادات المجاهدة التي لا تمسك نفسها عن الإغراءات والوعود
- الوتر الرابع : المتهورون الذي يتصفون بالدين والشجاعة مع ضعف البصيرة وقلة الاتزان
هذه الأوتار الأربعة عزف عليها معاوية بدقة فانتج موسيقى النصر والاستيلاء على السلطة بمفهومه الخاص
هذه الأصناف الأربعة ( الطمع، الحماقة، التهور، النفاق) هي التي فككت جيش الإمام الحسن عليه السلام وادت إلى ترويج الإشاعات والاعتداء على الإمام الحسن وطعنه وسرقة ممتلكاته.
فذهب الامام إلى الصلح وفي قلبه حرقة صفين ليبقي على البقية الباقية من شيعة علي عليه السلام
كانت محنته عظيمة جدا سلام الله عليه فقد أراد العزة للناس وهم أرادوا الذلة لأنفسهم
ولعل الأوتار الذي عزف عليها معاوية ما زال يعزف عليها الحاكمون في يومنا هذا ويعتمدون عليها في المعركة المقبلة ليحققوا النصر الذي يذل الشعب مرة بعد مرة
سلام الله عليك يا ابا محمد الحسن وعلى أخيك الحسين ورحمة الله وبركاته
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليث الاسدي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/15



كتابة تعليق لموضوع : الحرب ام الصلح ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net