صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

لماذا قائمة "اشراقة كانون" مهمة
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بإختصار، وفي خضم التنافس الانتخابي الحالي، من الضروري ان نستذكر بعض الاحداث التي مرّت على الشعب العراقي منذ مظاهرات تشرين 2019، وما سبقها من عزوف شعبي عارم عن المشاركة بالانتخابات الماضية سنة 2018م، بسبب رفضها لغالبية الاحزاب الفاسدة المشاركة في السلطة. وهو عزوف مستمر لقطاع واسع من الشعب الى اليوم! ونتيجة الاحداث المتتالية وخشية على مستقبل الشعب وحاضر ابناءه، فقد اعلنت المرجعية العليا المباركة، والتي طالما وقفت الى جانب الشعب في الازمات ووضعت له الخطط التي تنقذه مما يحيط به من سوء ومكائد، في بيانها الذي اُذيع في الخطبة الثانية ليوم الجمعة (23/ربيع الآخر/1441هـ) الموافق (20/كانون الاول/2019م) خارطة طريق لتجاوز الازمة التي كانت قائمة آنذاك بسبب المظاهرات التي اجتاحت بغداد ومحافظات الوسط والجنوب فقط! والتي ابدت فيها من مخاوقها من: {الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي، لا سمح الله}. وملخّص خارطة الطريق التي عرضتها المرجعية العليا المباركة في ذلك البيان نوجزه بالتالي:

* أولاً. تشريع قانون منصف للانتخابات.

* ثانياً. تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات.

* ثالثاً.  تنظيم صفوف النخب الفكرية والكفاءات الوطنية للمشاركة في الانتخابات.

* رابعاً. اجراء انتخابات مبكّرة.

* خامساً. وضع آلية مراقبة فاعلة تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية.

وبخصوص النقطة الثالثة نقرأ نص ما جاء في البيان لأهميته: {واذا تمّ إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على إستعداد لعرضها على الناخبين في أوان الانتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الانتماءات المناطقية او العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر الى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل، على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة}.

ومن خلال هذه الفقرة نجد اهتمام المرجعية العليا المباركة بظهور تشكيلات انتخابية جديدة لغرض استعادة الشعب ثقته بالعملية الانتخابية، وإعادة الأمل للمحرومين بإمكانية وجود مستقبل مشرق لهم في بلدهم.

فإن لم تظهر مثل تلك القوائم الجديدة وتم اجراء الانتخابات المبكرة بنفس التشكيلات الحزبية القديمة والملوثة بالفساد المالي والاداري والمصالح الحزبية الضيقة، فإن هناك خطر اتجاه العملية السياسية نحو الانسداد والانغلاق، وهو ما يهدد ذهاب البلد في اتجاه خطير لا تُحمد عقباه، وهو ما اشار له البيان الاخير للمرجعية العليا المباركة بتاريخ 29/9/2021م حيث جاء فيه بعد ترغيبها الشعب بالتوجه للانتخابات رغم ما فيها من نواقص لأن: {بها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي} بحسب ما ورد في البيان. وفيه جاء التحذير الواضح والصريح بأنّه: {على الناخبين الكرام أن يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في ادارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة، وهو أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر اخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم}، فلينتبه الجميع للتحذير الصريح والخطير في العبارة الاخيرة: ولات حين مندم!

فانبرى ثلّة من المؤمنين لتلبية بيان كانون المشار اليه آنفاً، وتمكنوا بجهودهم من تشكيل قائمة انتخابية اطلقوا عليها اسم (اشراقة كانون)، وهي تضم مرشحين مستقلّين حريصين على استعادة الثقة بين الشعب والعملية الانتخابية لانها السبيل الوحيد للتغيير.

ويبقى دور المواطن للبحث والتمحيص في سيرة كل مرشح وانطباق الشروط الدينية والوطنية عليه بحسب ما جاء في بيان المرجعية العليا المباركة: {الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا}، والله الموفق.

والذي نتوسمه في المرشحين أن يكونوا شجعاناً من شجاعة أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحلماء في عملهم من حلم الحسن السبط (عليه السلام) ومضحّين من اجل الدين من تضحية الحسين أبي الأحرار (عليه السلام)، وان يعملوا على صيانة حقوق مواطنيهم الذين يمثلونهم وسائر جماهيرهم في مناطق وسط وجنوب العراق.

إذن إشراقة كانون هي ليست قائمة إنتخابية فقط بل هي جسر ليعبر الشعب من خلالها الى بر الأمان متجنباً خطر الانغلاق السياسي ومستعيداً الثقة بعمليته الانتخابية الديمقراطية.

ولات حين مندم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/02



كتابة تعليق لموضوع : لماذا قائمة "اشراقة كانون" مهمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net