صفحة الكاتب : نور الحربي

غياب الرؤية وغياب الحل
نور الحربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في ظل الأوضاع السياسية الراهنة وما تشهده البلاد من مشاكل ومهاترات يرافقها نسف ممنهج ومبرمج لبعض المؤسسات المهمة والتشريعية والتنفيذية والمستقلة حتى طالت التهديدات مؤخرا مؤسسات اجتماعية ودينية من قبيلالمرجعيات الدينية التي يريد البعض لأغراض مكشوفة ان يزلزل وضعها ويفقد المواطن العراقي ثقته بها كونها الملجئ الأخير له، كيف لا وهي صاحبة الكلمة الفصل بفضل غياب الرؤية الكاملة لما يجب ان يكون في سبيل استقرار الأوضاع ورخاء البلاد, فلا يمر أسبوع حتّى نرى تفجر أزمة هنا ونشوب صراع هناك وكأن فتيل الأزمات المشتعل لن يراد له ان ينطفئ بفضل غياب الإرادة السياسية لإيجاد الحلول وكأننا نعيش في وطن أدمن الأزمات وسياسيين بات خطابهم الوحيد هو التصعيد واستعراض ما لديهم من مهارات في (خربطة) الأوضاع وفتح جبهات جديدة بأكثر من مستوى واتجاه دون حساب العواقب أو تفكير في النتائج وما ستجره على البلاد والعباد, الغريب في الأمر أنّ هؤلاء الأبطال الكارتونيين يبدءون بالتصريحات على شاشات التلفزة الفضائية والإذاعات والصحف ومواقع الانترنت تباعاً حتى لا يبقى احد منهم إلا وكان له موقف ورؤية، وفي الحقيقة هم يرددون ما سمعوه من غيرهم لتجد نفسك وأنت تتابع هذه التصريحات مذهولا أمام حجم التناقض والمواضيع التي خاضوا فيها حتى دون ان يطرحوا حلا لما يتحدثون بصدده من مشاكل، فلو سألت احدهم بعد سماع (القوانة) طيب ما هو الحل ؟؟؟ أقول جازما ان اغلبهم لا يمتلك الجرأة لقوله حتى لو كان بين يديه لأننا ببساطة نعيش صنمية القائد الأوحد الذي طالما ردد (أنا جبتكم) وانتم شنو وشلون تتصرف بدون علمي ؟؟؟، وغير ذلك حتى ان احد المهتمين والمتابعين قال ومن باب المزاح (بروح أبوك تعرف هذا شايفه قبل) وللأسف ان نصل الى هذا الحال وتصبح دولتنا التي حلمنا بها وتجرعنا من اجلها كأس العذاب بهذا الشكل المزري حتى باتت كلمات المرجعية الدينية الرشيدة وبياناتها الواضحة تشير وتحذر من مغبة إدارة الدّولة بهذا الشكل المؤسف لا تسمع (ولا سياسي متسلط يصرفها )، مع إصرار كبير على الإدارة بهذا النهج الخاطئ، وحتى لا يفوتني شيء يجري التأكيد ومن قبل الجميع (ديمقراطيهم وديكتاتورهم) ومنذ نهاية الصراع الانتخابي على تبني الحوار وجلوس الأطراف السياسيّة على طاولة النقاش ثم توالت المبادرات والأطروحات الداعية للحل وإنهاء حالة التأزيم لكنّ هناك كما أشرت إصراراً عجيباً على الاستمرار بخلاف ذلك ولا اعلم كما لا يعلم المواطن العراقي المسكين متى يجيء الحلّ ومتى تحين ساعته ومن الذي سيأتي به وعلى أيّ شاكلة في دّولة أصبح الكلّ فيها يقفز على الدستور، ويمتهن فيها القانون ومع ذلك يرفع راعيها وحاميها شعار دّولة القانون ليقاطعه آخر ويقول لا رجل المرحلة لتضييع الحقوق وسط هذه التصريحات البائسة فلا هم أمناء على القانون كما إنهم ليسوا رجال مرحلة لأنهم لا يتنزلون في سبيل تحقيق مشروع أسمى من مشاريعهم الشخصيّة الصغيرة ينصف المواطن العراقي ويحقق مصالحه دون قيد أو شرط لأنه ببساطة لا يهتم لكلّ هذه الأقاويل الرخيصة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/16



كتابة تعليق لموضوع : غياب الرؤية وغياب الحل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net