صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

هكذا تفعل أللقمة الحرام بأهلها يا شبّوط!
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دنانير الكويتين ألتي ملأتْ جيوبك - و بشهادة أخوك علي عبد الجبار الشبوط ألذي كان يرافقك و أنت تتسكع على أبوابهم - حين بعت - ما إستطعت بيعه من بلدك للكويتين ألذين ذبحوا مع صدام ألشعب العراقي و عرّضوه لصنوف الأذلال و التشريد و القتل!

 
و كذلك دولارات الأمريكان ألتي ملأت جيوبك من خلال آلمؤتمر الوطني, وغيرها كلّها قد فعلتْ فعلها في نفسك المريضة أيّها آلأميّ!
 
هكذا يتألق في العراق كل نذل تافه .. و ذليل .. من ألذين ما ملكوا و لا يملكون فكراً و لا ضميراً .. و لا إنسانيةً في وجودهم سوى لغة المساومة و البيع و التجسس و الخيانة و آلشهوة نحو الرئاسة و التّسلط على حساب  الفقراء و آلمظلومين!
 
ما هذا الهراء و التمجيد ببلد آلرشيد و آلطغاة العباسيين يا شبوط في مقالك ألوضيع"جمالية بغداد بعد القمة"!؟
 
لقد جعلت من هارون  الرشيد الذي قتل حتى أقرب مُقرّبيه من أجل الحكم ألذي تسلط عليه و بآلباطل أساساً و إمتداداً إنسانياً و تأريخياً لك و للعراق!؟
 
ما هذه العقلية الجافة ألفاسدة ألمتخلفة!؟
 
بغداد أصلها (باغ) و (داد) ذلك آلفلاح ألفقير .. كانت و ستبقى من آلأصل عاصمة للفقراء والعمال و الفلاحين و إن حاول تشويه صورته بعض أسيادك كهارون الرشيد و آل نهيان و صدام, و إعلم أنها لمْ تُبنى من قبل المنصور إلاّ لمشروع طائفي عشائري عباسيّ ظالم لتوطنين الظلم و الفساد في العراق و في أمة محمد(ص) و على حساب آل البيت ألمظلومين(ع)!؟
 
بغداد ألتي تتبجح بألوان حدائقها بسبب ألقمة يا شبّوط؛ حتى لو حوّلنا أسوار حدائقها إلى مرمر و زُمرّد لعيون السلاطين العرب المجرمين؛ فأنّها لا تُسدّ جوع ألفقراء , و لا تُداوي جروح المنكوبين, و لا تكسي عريان, و لا تأوي المشردين و المهاجرين! و لا تحمي رؤوس الساكنين تحت المخيمات و بيوت الصفيح!؟
 
لك آلله يا عراق من أشباه هؤلاء الرجال!؟
 
و إنْ كنتُ أنسى لكني لا أنسى يوم دخلتُ بناية مجلة "الجهاد" قبل أكثر من ثلاثين عاماً .. أكرّر (مجلة ألجهاد) في وزارة التربية الأسلامية في مركز العاصمة طهران لأني أعتقد بأنّه ولا داعية من الدعاة الحاليين يتذكّر بأنّ صحيفة الجهاد ألناطقة بإسم الحركة الأسلامية و التي تصدر حتى يومنا هذا كانت أصلها مجلّة أصدرناها مع بداية إنتصار ألثورة الأسلامية! و هنا المفارقة و المأساة؛ فبدل أن نحاول تطوير المجلة و توسيع إنتشارها حاول آلشبوط و الخياط و البني و أمثالهم من تحويلها إلى صحيفة لا تتعدى صفحات, ثم ندموا بعد مضي سنة على ذلك ليرجعوا و ليبدؤا من الصفر مجدداً بإصدار مجلة موسمية كانت عبارة عن مناقشات لمركز الأبحاث ألسياسية!
 
كل هذا كي يظهروا أنفسهم بأنهم أجروا تغييرات هامة في المجال  الأعلامي!
 
فيوم دخلت آلبناية ألكائنة قرب ساحة الأمام الخميني(قدس), رأيت شخصاً قد جلس في غير محلّه.
 
عرفتُ من إسلوبه و طريقة جلوسه بأنّه قد تعلم الصلاة و بعض العبارات الأسلامية للتو .. و لم يكن يتقن بعد كيفية قص اللحية على الطريقة الأسلامية الحديثة بعد إنتصار الثورة الأسلامية, و قدّم نفسه كرئيس تحرير لجريدة الجهاد!
 
هكذا هم التافهون دوماً .. حين يحاولون دفن الخير و محوه و راء ظهورهم كي يظهروا أنفسهم بدل ذلك, بيد أن الأنسان ألحقيقي حتى لو لم يكن مؤمناً لكنه لا ينسى شكر الآخرين على ما سبقوه !
 
و هذا للأسف هو دأب الأنتهازي على طول التأريخ!
 
و بما أني كنت أتقن آلرسم (ألكاريكاتير و الأخراج) و الفن و الهندسة (لكوني إنتخبت على الأقل عام 1974م من قبل الدكتورة "نزيهة سليم" أخت الفنان "جواد سليم"؛ كواحد من أفضل خمسة فنانين على مستوى العراق حين تقديمنا للفنون الجميلة) لكني إنسحبتُ في اللحظة الأخيرة بسبب رفض والدي(رحمه آلله) مسألة السفور و الدراسة معهن أنذاك, و الفخر في ذلك يعود إلى أستاذي عبد الخالق الركابي ألذي كنت على خلاف معه في العقيدة و إتفاق معه في الفن و الأدب!!
 
حين دخلت تلك البناية نهاية عام 1980م على أمل إصدار صحيفة بدل آلمجلة .. بيد أن العكس كان هو المطلوب .. أو آلأستمرار بآصدار المجلة على الأقل - لكنه الأنا الذي يعمي القلوب ألتي تحاول كسب الصدارة على حساب الحق .. و صدمت بتلك الوجوه الصفراء الكالحة و ندمت حتى من عملي مع آلدعوة!
 
و ما كان مني إلّا أن إنسحبت أبحث عن عمل آخر ضمن نظام الدولة  الأسلامية(ولاية الفقيه) لأعمل كمدرس في إعدادية آلشهيد جمران, و بذلك تخلّصت من تلك الوجوه ألصفراء المنافقة, لكنها - أي تلك الوجوه - عرفت كيف تتزلف ثانية لتحصل على موقع لها في عراق الضيم و المظالم و الأنحرافات لكن هذه المرة من خلال رئاسة شبكة الأعلام ألعراقي, فماذا يُمكننا أن ننتظر من تقدم و إبداع في مجال الخير و العمل الصالح و الفكر ألأنساني؛ و آلأعلام يقوده أمثال الشبوط ألذي لا يعرف الفرق بين هارون الرشيد(لع) و الأمام الصادق(ع)!
 
و يبدو أن مصيبة المنافقين خصوصاً في العراق لا يحلها سوى صاحب الأمر (عج), إلّا أن هذا لا يمنع من كشف و لو بعض آلحقائق عن هؤلاء المُخرّبين العملاء الضّاليين ألذين باعوا العراق و المقدسات بحفنة من الدنانير الكويتية و لأخس خلق الله من حكام الخليج و طواغيت الدنيا و في أحلك الظروف!
 
إنّها لقمة الحرام التي تفعل بأهلها ما تفعل يا شبّوط, و تلك كانت و ما زالت الثقافة العراقية المنحطة و التي أتقنت فنّ تعظيم الطواغيت, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله العلي العظيم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/18



كتابة تعليق لموضوع : هكذا تفعل أللقمة الحرام بأهلها يا شبّوط!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net