صفحة الكاتب : باسل سلمان

صدارة مزيفة بالارهاب و التزوير
باسل سلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 طالعنا موقع حذائية الخشلوكية يوم الخميس 02-12-2010 بخبر يحمل العنوان : ((قوات من الداخلية تلقي القبض على عدد من عناصر القاعدة وتعثر على مخابيء الاسلحة الرئيسة لتنظيمهم )) جاء فيه : ((افاد مصدر خاص للبغدادية ان المديرية العامة للشوؤن الداخلية والامن عثرت اليوم على مخابىء للاسلحة والمتفجرات الرئيسية لمايسمى بولاية بغداد التابعة لتنظيم القاعدة  ((يجب الاشارة هنا الى ان ولاية بغداد تابعة جزئيا الى دولة العراق البعثية و ان تنظيم القاعدة هو الجناح العسكري لهذه الدولة كما أن القائمة البعثية هي جناحها السياسي .  
و يضيف الخبر ((وقالت المديرية العامة للشؤون الداخلية والامن ان الاسلحة والمتفجرات التي عثر عليها في المخابىء من النوع الذي استخدم في التفجيرات الاخيرة في عدد من المحافظات وفي بغداد وبضمنها مذبحة كنيسة النجاة التي راح ضحيتها اكثر من خمسين شهيدا)) نذكر هنا ان حذائية الخشلوكية اسوة ببقية الحذائيات البعثية كانت تصر على اتهام  قوات الامن العراقية بالضلوع في تلك التفجيرات .  
و يضيف الخبر كذلك ((كما اعلن وزير الداخلية جواد البولاني اعتقال معظم قادة ما تسمى ولاية الانبار التابعة لدولة العراق الاسلامية ، وعرض البولاني في مؤتمر صحفي عقده اليوم في بغداد بحضور محافظ الانبار قاسم محمد وقائد صحوة الانبار احمد ابو ريشة ، المجموعة المسلحة التي تم القاء القبض عليها .والمتكونة من (39) تسعة وثلاثون شخصا ينتمون لما تسمى ولاية الانبار  .
وقال :\" ان هذه المجموعة مسؤولة عن معظم الجرائم الارهابية في بغداد والانبار .وهذا التنظيم الذي القي القبض عليه مسؤول عن اكثر من اربعين عملية ارهابية نفذت في الاشهر الاخيرة\".واضاف ان هؤلاء يمثلون حاضنات للمجاميع الارهابية في الانبار والهاربين من المحافظات \".واشار البولاني الى :\" ان تنظيم القاعدة فشل في توظيف الارهابيين من الجنسيات الاجنبية بسبب نجاح الاجهزة الامنية ، وان الشهرين الاخيرين شهدا انخفاضا في العمليات الارهابية من خمسين عملية الى خمس عمليات ، بعد افشال معظمها من قبل الاجهزة الامنية  
 
و حيث ان العراق بلد ديمقراطي خصوصا مع الارهابيين فان هؤلاء التسعة و الثلاثون من كبار قادة الارهاب لهم حق التصويت لمرشحيهم بخلاف ضحاياهم الذين بعثرت المفخخات حقهم الانتخابي مع اشلائهم المتناثرة ، و هذا يعني ان من يكسب ود هؤلاء الارهابيين فانه يكسب 39  صوتا ، و هو رقم بسيط اذا ما قورن  بالخسارة التي الحقها هؤلاء الارهابيون بخصومه من المرشحين الذين مزقت المفخخات اشلاء ناخبيهم و معها بطاقاتهم الانتخابية و حقهم في التصويت ، و الذي يمثل عددهم بدوره ايضا رقم بسيط اذا ما قورن بعدد من امتنع عن التصويت خوفا من مفخخات الارهابي البعثي حارق الضاري و رفيقه الاشد ضراوة بشار الفيضي الذي يتوعد العراقيين من قناة الشمبانزي المطلك باربعة سنوات قادمة اشد سوادا من سابقاتها .  
ان ممارسات هؤلاء الارهابيون مضافا اليها ما حصل من تزوير في نتائج الانتخابات وضعت القائمة البعثية في مقدمة القوائم الانتخابية .     
ربما يتصور البعض ان كسب اصوات الارهابيين المعتقلين ، امر معيب او محرج و لا يستحق المغامرة التي قد تطيح بالمستقبل السياسي لمن يطمع بكسبها . هذا تصور منطقي لو كنا في دولة غير العراق ، اما في العراق فانه تصور مضحك لان الالتزام بحقوق الارهابيين و السهر على سلامتهم امر مقدس يُحَرِم على رئيس الجمهورية التوقيع على اعدامهم حتى ولو قتلوا جميع الشعب العراقي ، بل ان نائبه الثاني سرعان ما سيسعى لحصد تلك الاصوات التسعة و ثلاثون و امثالها بقيامه بجولة مواساة حانية يتخللها الاطراء المتبادل بين النائب و الارهابيين و استذكار الايام السعيدة في ظل النظام الصدامي ، كل ذلك ممزوج بالدموع الساخنة من كلا الطرفين على جانبي قضبان السجن . 
ربما يتصور البعض ان من بين من حصدوا هكذا تفوق انتخابي ملوث بالدم و المفخخات فضلا عن التزوير الذي بلغ ذروة البجاحة و الوقاحة عندما ابتلع عيانا بيانا اغلب الاصوات المؤيدة لصحوة الانبار ، نقول ربما يوجد بين هؤلاء من يخجل من تلك الدماء او هذه المفخخات او ذاك التزوير خصوصا وان هذا التفخيخ و التزوير يحدث بمباركة المحتل الذي يدعون مقاومته ، و هذا تصور منطقي عند غير البعثيين اما عند البعثيين فلا يوجد في قاموسهم كلمة تحمل معنى الخجل ، بل انهم لايكفون في أي مناسبة عن المطالبة باستحقاقهم التفخيخي التزويري . زادوه انهم يهددون بالمزيد من الارهاب اذا لم يذعن من يمثل ضحاياهم لرغبتهم في سرقة السلطة .  
عندما تسود في دولة ما او جزء منها معادلة غير متوازنة لصالح احد اطرافها على حساب الاطراف الاخرى وتتاح للاطراف الاخرى فرصة لتصحيح حالة التوازن مثل ما اتيحت الفرصة  للكاثوليك في ايرلندا الشمالية ، فاننا لم نجد جماعة من عديمي الحياء في الطرف الاول و هم البروتستانت تتهم الكاثوليك بالطائفية و التبعية الى فرنسا الكاثوليكية و ان جماعتهم غير طائفية بدليل انها تشتمل على بعض دنابيس و بطيخ الكاثوليك ، و السبب هنا هو الحياء الذي يمثل الرقم الاصعب في معادلة العلاقات الداخلية بين مكونات أي دولة من دول كرتنا الارضية و هو الشيء المفقود عند الجماعة البعثية . 
الغريب ان الماساة الايرلندية التي استمرت لعقود لم تنته الا بعد المحاصصة التي اقتبسها الايرلنديون الشماليون من التجربة العراقية معتبرين اياها منة نزلت عليهم من السماء اعقبها انتعاش اقتصادي سريع ، تلك المحاصصة التي انعشت الايرلنديين و اقتصادهم يعتبرها البعثيون كارثة الكوارث و يهددون باستمرار العمليات الارهابية ما لم تعاد عقارب الساعة الى ما قبل 2003 . 
بعد كل ما توفر من اثباتات و ادلة و تهديدات و تصريحات بعثية جهارا نهارا و على كل القنوات البعثية و القنوات المساندة لها نسال احزابنا الوطنية المنتخبة ، هل سيذعن من يمثلون  ضحايا الارهاب البعثي و يتنازلون عن دماء و اشلاء و اصوات ناخبيهم كما تنازلو عن التزوير الانتخابي ، و يسلمون السلطة بطريقة سلمية ديمقراطية للارهاب البعثي ، ام انهم سيطالبون باحصاء عدد تلك الاصوات التي تناثرت مع اشلاء اصحابها و سحب ما يقابلها من مقاعد قائمة الارهاب البعثية ، و هي لوحدها بالتاكيد كافية لازاحة القائمة البعثية عن موقعها المزيف في الصدارة ؟ 
ملاحظة : تعرض قناة الشمبانزي المجتث اخبار العمليات الارهابية و الى جانبها علم دولة العراق البعثية ثم بعدها اعلانات مدفوعة الثمن تدين الارهاب كما هو الحال لبقية القنوات البعثية و مع ذلك يخصص غالبية ريع الاعلانات المذكورة لامداد العمليات الارهابية ، فهل يتم ذلك برضا الحكومة العراقية كما هو الحال مع حضور  الشمبانزي لمجلس النواب ؟  
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل سلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/04



كتابة تعليق لموضوع : صدارة مزيفة بالارهاب و التزوير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net