صفحة الكاتب : محمد توفيق علاوي

ما اجمل فراش المرض
محمد توفيق علاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اصبت مؤخراً برشح شديد (انفلاونزا) تمثل بحمى عالية وسعال وصداع وضعف في البدن، وكأي مريض أصبحت طريح الفراش لا اتناول من الاكل الا قليله وفي الحقيقة اكتفيت بالحساء الدافئ مع الادوية الخافظة للحرارة ، واستمر الامر لبضعة أيام ثم رجعت بعد ها برحمة الله وفضله الى وضعي الطبيعي، واهتم الكثير من الاخوة والاخوات من الاقرباء والأصدقاء والمعارف بوضعي وكانوا لا ينسوني من الدعاء فكانت هذه الادعية بلسماً خفف علي الكثير من المعاناة .....

لقد وفرت لي أجواء المرض وقتاً للتأمل والتفكير، ففكرت بكل امراض البشر فوجدتها واحدة لا يختلف مريضاً عن مريض إلا بأمر واحد، وهو شدة المرض والآلام الجسدية او آلام نفسية كما في حالة فقدان السمع والبصر وغيرها، والذي يخفف من كل هذه المعاناة وبالذات بالنسبة للإنسان المؤمن ان كل ما يحدث هو بعين الله ولا يخلوا أي انسان من الرحمة والعطف الإلهي

هذه الامراض هي ابتلاءات قد يكون للإنسان يد فيها او ابتلاء من الخالق جل وعلا، ولكن هناك مرض خطير ومؤذي جدا وهو من الانسان فقط نستطيع ان نطلق عليه مرض الآخرة، والكثير من الناس يغفلون عنه وهو الغفلة على سبيل المثال في اخذ الرشوة واموال الحرام، اكثر اعراض هذا المرض واخطرها ما يواجهه الانسان بعد الموت، فآثار هذه الأموال من الطبيعي ان يواجه الانسان تبعاتها، انا عندما امرض في الدنيا اول ما افعله استلقي على الفراش اما مرض الآخرة فأن استلقيت فإنما استلقي على الجمر الحارق والحميم، وإذا جعت في مرض الآخرة فليس لي طعام إلا من شجرة الزقوم النتنة في ريحها وتمزق امعاء وافئدة آكليها ، وافضل ما يطفئ العطش في الدنيا هو الماء اما شراب الآخرة فهو المهل أي النحاس الذائب كما قال تعالى {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} ويشربه آكل الرشوة في الدنيا كشرب الهيم في الآخرة كما وصفه الله تعالى في كتابه الكريم أي كما تشرب البهائم فيغدو وجهه كالحاً في قوله تعالى { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} أي كوجه الذبيحة عندما يسلخ القصاب جلد وجهها فتظهر اسنانها ، نعم من شدة حرارة النحاس الذائب تنسلخ شفتي الانسان وينسلخ جلد وجهه، أعاذنا الله واياكم من اكل مال الحرام ومن هذا المصير المخيف ، فما اجمل فراش المرض في الدنيا مقارنة بفراش امراض الآخرة ....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد توفيق علاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/12/15



كتابة تعليق لموضوع : ما اجمل فراش المرض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net