صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

لانحتاج إلى مؤتمر وطني بل صحوة الضمير
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلما اندثرت قضية بعد أن اشتعلت ووصلت إلى أزمة بين الكتل السياسية على خلاف ما لايستوجب التقاطعات والتصريحات واستعراض العضلات واللجوء  في بعض الأحيان إلى دول الجوار لتكون شاهد على تلكؤ العملية السياسية , تظهر أزمة أخرى تماثلها في المطالب وتخالفها بحجم التحدي على المسرح السياسي العراقي المليء بالعجائب والتناقض , ومنذ أن تشكل مجلس النواب ولحد كتابة هذا المقال لم نر النور والانسجام على قضية وطنية اتفق عليها الجميع اوالتخفيف من شدة التناحر والمشدات الكلامية , وجاء تشكيل الحكومة بعد صراع طويل شهد البلد خلاله عددا من التفجيرات الإرهابية نتيجة سوء الأوضاع وغياب القيادة الحكيمة عن الشارع العراقي لفترة ليست بالقصيرة , وربما الشيء الوحيد الذي اتفق فيه أعضاء مجلس النواب بقيادة التحالف الكردستاني حامل لواء المقترح هو التصويت على العجلات المصفحة وفعلا تم التصويت عليها بشكل سريع ومباركة من الجميع ولكن أرادة الشعب والخيرين قلبت تلك الموازين ثم أصبح لدى الأعضاء النقيض وبدأ يتنكرون عن الموافقة وكل واحد منهم يرمي الكرة بملعب الأخر حتى تبين أن الجميع متفقين في السر ومختلفين أمام الشعب خوفا من نقمة الجماهير عليهم , كثرت البيانات والمقترحات  والاتهامات ومن المخجل أن تشترك بعض دول الجوار بمقترحات لتسوية الأزمات الداخلية , في الوقت الذي تعيش فيه تلك الدول صراعات سياسية اكبر وأكثر منا ولكننا لم نستطيع التكتم على مشاكلنا فترى عضو البرلمان العراقي هو أكثر عضو في الكرة الأرضية يصرح يوميا قبل وبدأ اجتماعات المجلس البرلماني لينقل صورة الواقع العراقي ويبالغ أيضا في تعميمها من على شاشة الفضائيات , حتى أصبحت الديمقراطية عند أعضاء البرلمان الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي هي ديمقراطية التشهير والتسقيط وتعطيل مصالح جميع العراقيين ,وأخر أزمة عصفت في البلاد هي الاختلاف الذي حدث بين القائمة العراقية ذات المطالب الكثيرة والخيالية , وبين دولة القانون , حتى تطلب الأمر أن يحدد يوم لملتقى جميع الكتل السياسية وبما فيها الحزب الكردستاني الذي استغل الفرص وأشعل فتيل أزمة أخرى باستقباله لرجل مطلوب للقضاء العراقي متحديا بذلك القوانين وفقرات الدستور بعد أن اجمع الشعب والممثلين على أن الدستور هي الوثيقة التي يخضع لها الجميع  وهو الفيصل لكل الاختلافات ولاشيء اكبر من الدستور وأكثر الكتل التي كانت تنادي بتمرير الدستور والمصادقة عليه هم القيادات الكردية , حدد موعد انعقاد المؤتمر الوطني قبل انعقاد مؤتمر القمة وهذه خطة مبرمجة ومعروفة في وقت يستعد العراق أن يأخذ دوره الريادي في المنطقة العربية , في الوقت الذي أصرت القائمة العراقية على ان يعقد المؤتمر الوطني قبل انعقاد مؤتمر القمة كي تفرض شروط مخالفة للدستور وتتمسك برأيها من اجل أعطاء رسالة واضحة الى جميع القادة العرب بان العراق يعيش أزمة سياسية ويهمش المكونات المشاركة في دفة الحكم, وبهذا يساهم في فشل انعقاد المؤتمر ,اليوم الكيانات السياسية تتعارض أفكارها ومبادئها حسب متطلبات أحزابها وما تطمح اليه من رسم مناهج خاصة بها بعيدة عن متطلبات الشارع العراقي ,فلم أر واسمع من خلال الفضائيات وتصريحات أعضاء الكتل مع رؤسائهم  أنهم اتفقوا وذللوا بعض الفقرات من اجل شعب ناضل وكافح وذهب حاملا أكفانه يوم الانتخابات ليثبت للعالم ان العراق الجديد هو عراق الجميع , ولم اسمع صيحات وطنية مـن داخل مجلس النواب تدعو الى التنازل وإلغاء بعض فقرات الاختلاف كي تكون سمة أنسانية ويكون العطاء هو النهاية لكل الخيرين ونتخلص من أزمة المؤتمر الوطني الذي تأجل أسبوعا بعد أسبوع والتأجيل هو بمعنى عدم الاتفاق وتعميق فجوة الاختلاف والتزمت كل جهة برأيها الثابت والمغاير, لو كانت هنالك صحوة الضمير والتفكر بما يمر به العراق من البنية التحتية المهشمة والشوارع وهي تحتاج إلى خدمات ,أنا أقول أن انعقاد المؤتمر ليس المطاف الأخير ولا هو الحل الأمثل لجميع قضايا البلاد بل سبق انعقاد مؤتمر لتقارب وجهات النظر وتبادل الآراء فزداد التنافر والتباعد وعصفت بالبلاد أزمة سياسية أخرى وجديدة بعد انعقاد مؤتمر اربيل والذي مازالت أصدائه في مسمع كل عراقي واختلفت الكتل فيما بينها وبدأت سلسلة من الاتهامات بين الطرفين انعكست على تردي الوضع الأمني والاستقرار السياسي والاقتصادي , إنا باعتقادي أن اليوم السيد المالكي وفي تصريحاته الصحفية الأخيرة نجح بالأدلة القاطعة عندما قال نذهب الى المؤتمر ونناقش كل فقرة فيه ونرجعها إلى أصل الدستور فهو متأكد من انه يسير بخطه ثابته ولم يخرج عن الدستور, أتمنى من الجميع ان يكون لديهم صحوة الضمير وان هنالك ملايين من الشعب تنتظر البناء والتعمير والتعين وإطلاق صراح المعتقلين الذين لم تثبت المحاكم المختصة أدانتهم بجرائم القتل والاستعجال بالحكم على الذين يقطنون السجون وهم بالألوف , خوفا من مقايضتهم أو تسللهم خارج المعتقلات بالاتفاق مع ضعفاء النفوس الذين لايريدون لهذا الوطن الاستقرار والعيش بسلام والحياة الحرة الكريمة التي يطمح إليها كل عراقي شريف 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/23



كتابة تعليق لموضوع : لانحتاج إلى مؤتمر وطني بل صحوة الضمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net