صفحة الكاتب : عادل القرين

نداء الورد والريحان
عادل القرين

على ضفاف وردٍ رسم اليراع تعجبه، وما حال ذاك الريحان ساعة ما نهديه لمستحقٍ يروي أثره للشفاء العاجل بإذن الله؟

ما دعاني لكتابة هذه السطور، فحوى زيارتنا لأحد أصدقاء الوالد (رحمه الله) بالمشفى، وهو في حالة الاستعداد لإجراء عملية جراحية لقلبه، وقس على تلك الزيارة المشاهد (التراجيدية والكوميدية)، والمواقف المرتبطة بها، وأسقطها على الدراما الواقعية فيما بيننا!

فالبعض منا يأتي من باب إدخال السرور واكتساب الأجر والمثوبة، وترك الآثار المعنوية العالية على نفس المريض، والبعض الآخر يأتي على بند هذا المثل الدارج "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي"، ليترك أثره السلبي على ذات المشتعل بآلامه وأوجاعه!

من هُنا يأتي دور السيناريو (وكلاكيت) المُخرج، لرصد تعرجات تصرفاتنا في الأفعال والأقوال:

ـــ (فلان بن فلان) مات وما له أثر، وللتو أتينا من استراحة العزاء!

ـــ (فلتان بن علان) تشرب فيه المرض، وما ذنب تلك العروس (الثلاثينية)، التي عُقد عليها قبل سنة؟!

ـــ الأخ خليل الدهر في غرفة الملاحظة المشددة (ICU)، وممنوع من الزيارة بتاتاً.

ـــ الحبيب فاقد أمل في ليلة زفافه حملوه في سيارة الإسعاف، ومددوه بالمحجر وعند ذاك (الدختر)!

ـــ البعض من خلف الستار يهمس، وربما يُجلجل بضجيجه: (يو، علامه، خطاه الشر، وخطاك اللاش، وعساك أهون، وشلون نُباك)!

ـــ البعض مُنفعل بالكلام، وشغله الشاغل (يبرم في ذاك المسباح كما هو الصنقل)، ولسان حاله يقول: (أخلص ولا املص متى بتموت، تراك أشغلتنا سرّد ورّد عليك مثل مزراق ذاك الحايك)؟!

ـــ البعض (فال أم الدعوة براد شاي رايح، وترمس قهوة جاي مع الفصفص)، (وغمس بالحلى وما جاك في وجهي)، والغريب في أمرنا بأن كل شيءٍ نأكله، عدا ذاك الشاي المعتق، والذي تُقام الحروب وصليل السيوف إذا ما امتزج بالسكر!

ـــ البعض كلما أراد مغادرة الغرفة، ليخفف الزيارة، خاطبه مرافق المريض: (توّك جاي ما تثاثيت، استرح أشوي عاد)؟!

ـــ والبعض يحسب على أطراف أصابعه كم (صينية) مندي وضعوا بذاك العزاء يوم أمس، وكم تعداد الذبائح يوم غد؟!

كل هذا والمريض المسكين يُكابد الألم والتوتر من كل حدبٍ وصوبٍ بين حديث الزوار والمسرحية المتعددة الفصول والأبطال!

همسة نُخبوية:

إذا كنت لا تمتلك طاقة إيجابية، لا تذهب إلى أي مشفى، فكل من هناك يبحثون عن كلمة دافعة، كما حدثني أحد الأحبة بأن ثلاثة أرباع العلاج ابتسامة من الطبيب والزائر فوق أركان الدعاء والصدقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/20



كتابة تعليق لموضوع : نداء الورد والريحان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net