صفحة الكاتب : احمد مصطفى يعقوب

بآل محمد عليهم الصلاة والسلام نرزق
احمد مصطفى يعقوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جعل الله تعالى الأسباب والمسببات قانونا في الحياة فقال في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون) صدق الله العلي العظيم , فالآية المباركة تقول ان الله تعالى أنزل ماء من السماء فأخرج به من الثمرات رزقا ثم حذرت الآية المباركة من أن يجعل الإنسان لله اندادا وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله , فمثل من ؟ وتشير الآية المباركة أن النار التي وقودا الناس والحجارة أعدت للكافرين والكفار كما في سورة محمد صلى الله عليه وآله صدوا عن سبيل الله وسبيل الله هو ولاية امير المؤمنين عليه السلام , وقد قال صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا , وفي الكافي الشريف للكليني هذا الكتاب الذي ظلمه شباب الشيعة بعدم قراءتهم له على الرغم من وجوده على شبكة الإنترنت ج2 ص575 ح2 عن الصادق عليه السلام : إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد , فالرواية تخبرنا أن الأوامر الإلهية تصدر من بيوت آل محمد عليهم السلام فهم ولاة أمر الله وخزان علمه ولاشك أن الرزق والإحياء والإماتة من الأمور الإلهية الصادرة من بيوت آل محمد عليهم السلام , وهذا ما تذكره أيضا مصادر أهل الخلاف فعلى سبيل المثال يذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة لذوي القربى ج3 ص360 عن الصادق عليه السلام : وبنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج بركات الأرض ولولا ما على الأرض منا لساخت بأهلها ولا غرابة في ذلك فالإمام هو الذي بوجوده تخرج الأرض بركاتها ولولاه لساخت بأهلها , وفي علل الشرائع لشيخنا الصدوق ج1 ص123-124 : قال جابر بن يزيد الجعفي : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام : لأي شيء يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله والإمام ؟ فقال : لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام , قال الله عز وجل (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وقال النبي صلى الله عليه وآله : النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته فقال (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون بهم يرزق الله عباده وبهم تعمر بلاده وبهم ينزل القطر وبهم يخرج بركات الارض وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين , فالإمام من آل محمد عليهم السلام هو الماء العذب على الظماء والسحاب الماطر والغيث الهاطل والشمس المضيئة والسماء الظليلة والأرض البسيطة والعين الغزيرة والغدير والروضة , لكن بعض الجهلة لا يفهمون هذه المقامات ويسارعون الى انكارها واذكر أنني عندما كتبت قبل مدة مقالا بعنوان الإمام يرزقنا وذكرت الأدلة على ذلك ونشرت المقال على شبكة الإنترنت جاءتني رسالة طويلة جدا من أحد الأخوة في العراق وكلها اتهامات لي بالغلو والزندقة والكفر والإلحاد لأنني ذكرت بالأدلة أن الإمام يرزقنا ولم يأت برد علمي واحد على ما ذكرته من أدلة وروايات وآيات فهؤلاء لم يسمعوا من خطباء المنابر سوى أخلاقيات وفقهيات وحوادث تاريخية ولم يقرؤوا سوى كتب الفلسفة والمنطق ولم يلتذوا بروايات آل محمد عليهم السلام فظنوا أنهم بعقولهم القاصرة يستطيعون تحديد الائمة فاتهموا كل من اعتقد بمقاماتهم بالكفر والغلو واخرجوه من الدين والمذهب ألم يعلموا أن الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه إختياره ؟ هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وحسرت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألباء وكلت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله وأقر بالعجز والتقصير وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه ويفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ألا وكيف ؟ وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين فأين الإختيار من هذا وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ أتظنون أن غير ذلك يوجد في غير آل محمد صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الأباطيل فارتقوا مرتقى صعبا تنزل عنه إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة وبآراء مضللة فلم يزدادوا منه إلا بعدا قاتلهم الله أنى يؤفكون ولقد راموا صعبا وقالوا إفكا وضلوا ضلالا بعيدا ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة ...إلى آخر الخبر المعروف بخبر الإمام الرضا فكيف بالذي يقرأ حديث النورانية وخبر الرضا وأجزاء 25 و26 و27 من البحار وبصائر الدرجات لابن الصفار ومناقب ابن شهر اشوب ومناقب ابن شاذان القمي وغيرها من الكتب والمصادر أن ينكر أن الإمام عليه السلام بيده الرزق ؟ فانني أشفق على كل جاهل لا يعرف مقامات أهل البيت عليهم السلام والعن كل عالم كتكبر أو جاهل مقصر في معرفة مقاماتهم , والمطلوب من العلماء والخطباء ذكر مقامات أهل البيت عليهم السلام لكن ماذا نقول عندما يأتي بعض الجهلة في الكويت للخطيب الحسيني حسين الفهيد لثنيه عن ذكر مقامات أهل البيت عليهم السلام قبل سنوات وشكلوا وفودا لزيارته كما أخبرني بذلك أحد المشايخ الذين تواصلوا معه وعبر له عن أسفه وحزنه لهذه الوفود التي تأتيه تباعا لتثنيه عن ذكر مقامات أهل البيت عليهم السلام لأن في ذلك افشالا لمخططاتهم وسيطرتهم السياسية على شيعة الكويت عن طريق مسخ عقيدتهم وتشويهها خذلهم الله تعالى وخذل مخططاتهم في تحويل الشيعة الى قطيع يتبعهم ويتبع قائدهم هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
 
بقلم
 
أحمد مصطفى يعقوب
 
كاتب كويتي
 
الكويت في 26 أبريل 2012
 
مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com
 
تويتر @bomariam111
 
البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مصطفى يعقوب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/27



كتابة تعليق لموضوع : بآل محمد عليهم الصلاة والسلام نرزق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net