طرائف الحاج عبود ملحة
قصي عقيل السلامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قصي عقيل السلامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لايزال أهلنا يسمونه (عبود ملحة)، يطلقون عليه لقب الملحة، ويدل على تأويلات عدة، أهمها انه مليح القول، صاحب طرفة سريع البديهة، مليح الشكل، غالبا ما يستفزه الشباب بنكات ساخنة، فيستجيب لضحكاتهم النابعة من القلب، لكن سرعان ما يستحضر بضراوة فكرة، بنداوة موضوع، نكات الحاج عبود تاريخ يرويه أبناء المنطقة كلها، حتى أصبح مثلًا يبعث الابتسامة والفرح.
أقبل على مضيف الحاج كريم وتجمع بعض أهل المنطقة يسلمون عليه، كان يرتدي الكمامة باهتمام، لم يكن على صحته المعهودة، المهم، توجهت الأنظار اليه وتابعوه بفضول، قال برزانته المعروف بها:
أحد وزراء الصحة العرب حضر مؤتمرًا، فلاحظ أن الأغلب من الحضور يرتدي الكمامة، سأله صحفي: وأنت يا سيادة الوزير، لم لا ترتدي الكمامة؟ اجابه الوزير: لو نظرت بحكمة الإعلامي لوجدتني مرتديا كمامتي، قال الشيخ كريم حاج عبود: رغم اني أرى صحتك تعبانة، إلا ان النكتة مازالت نشيطة.
ظل الجالسون عطاشى يتأملون منه طرائف أكثر ظهورا، ويحثونه على النكات، وازداد فضولهم ليعرفوا ماذا في جعبة الحاج عبود من نكات، قال الحاج عبود: وردت الطرفة من نيوزلندا ان عصابة من اللصوص ارادت ان تعبر عن غضبها سرقوا (98) سيارة اجرة، واستعرضوا بها في مسيرة جماهيرية القت الشرطة عليهم القبض.
ازداد انتباه اهل المضيف لغرابة هذه الرواية من اين يجمع الحاج هذه الطرائف، ويبدو اليوم انه مختص بطرف الكورونا من اين يجمعها، وكيف يستطيع ان يؤثر في مستمعيه، هذا هو العراق، وهذه ناسه، يعبرون عن ازماتهم بالنكتة زمن الحروب، كانت لديهم نكات عن الحرب، وعن الحصار، وعن الطغاة، واليوم يعبرون عن الكورونا قال الحاج عبود:ـ احتجاج خليجي جرى لمتعددي الزوجات؛ لكونهم يريدون التنقل بين زوجاتهم. قال الشيخ كريم: ان هؤلاء لهم حق، قال احد كبار السن: الكورونا مزعجة، ومن الجميل ان تتحول عند الحاج الى "بقجة" يسلي بها نفسه والناس.
شهد احد أبناء المضيف بأن المضيف كان يحفل بالصمت، ليس هناك ثرثرة من احد سوى ضحكات ناعمة اقرب الى الابتسامة، الجميع ينتظر من الحاج نكات اكثر طرافة، وهو يهم للانصراف قال: في بعض الدول صار استلام البضائع عند العطارين عبر عصا طويلة؛ كي لا يكون هناك تماس بين المشتري والعطار.
قال: نحن نتجمل بهذه النكات، ولا نسخر منها، فهؤلاء الناس لديهم يقظة الوعي، الوعي الوقائي، وهو يهم بالانصراف قال: لا أحد منهم يقول: اطلب العلم ولو في الصين "الصين تخوّف" لا احد منهم يقول: كل الطرق تؤدي الى روما "روما اتخوف".
قال احد الشيوخ: مللنا من البيت، اليوم لخاطرك طلعنا للمضيف حتى النساء مللت وجودنا في البيت. عقب الحاج عبود: أحد الشباب سمعته يقول: أتمنى أن تمرّ أيام ازمة كورونا على بخير، فسألته ما الذي جرى؟ قال: غضب ابي حين رأى درجاتي في الثانوية ضعيفة، قلت: "من حقه، الأب دائما يفرح بنجاح ابنه"، قال: هو يعترض على درجات في الثانوية مع اني متخرج من الجامعة قبل ثلاث سنوات!!" لا شيء بقي سوى ان أخبركم، أن كورونا غضبت على الحاج عبود؛ كونه يسخر منها، فانتقمت منه حتى اهلكته "رحمه الله".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat