صفحة الكاتب : سمير داود حنوش

قدري سَرق بَقرَنا.!
سمير داود حنوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ذلك الزمن الجميل وعندما كانت العقول بريئة كنا نردد في صفوفنا الإبتدائية عبارات من القراءة الخلدونية آنذاك (قدري قاد بقرنا) لم نكن نستقرئ التاريخ أو ندرك حينها أن قدري سيسرق بقرنا.

هذه هي الحقيقة التي يحاولون إنكارها علينا فبعد أن وصل سعر برميل النقمة وأقصد النفط إلى أعلى المعدلات من الأسعار ظلت حياتنا بائسة حزينة تنتظر الفرج من السماء تتناسب عكسياً مع أسعار النفط، إذ كلما إرتفعت هذه الأسعار قلّت فرص ديمومة الحياة عند الشعب. وهي نكتة سوداء تُضحك وتُبكي هذا الشعب المبتلى إلى درجة أنه بات يبتهل إلى الله أن يجعل هذا النفط ماءاً تغتسل به الوجوه وترتوي به المزارع، لكن المشكلة أن الصلاة وحدها لاترفع الظلام.

المتفيقهون من أصحاب الرأي يلومون التفكير الساذج لدى الأغلب عند هذا الشعب بقولهم أن السبب ليس في برميل النفط وأمزجته المتقلبة بل بكم أيها الخائفون المستسلمون لقدركم الذين لاسبيل لكم سوى الإبتهال والأمنيات.

يقولون إسألوا قدري من سرق بقرنا؟ وإلى متى سيبقى هؤلاء السُرّاق؟ لاتقولوا أن هناك دولاً غنية وأخرى فقيرة فالغنى والفقر محددات نسبية تصنعها الحكومات المستبدة في العقول لكي تظل الشعوب عبيداً يُقادون لأمزجة أسواق النفط والمال وسبايا في مضاربات قدري ومصالحه.

دولاً صنعت المعجزات وأخرى قفزت في سُلّم التطور من العدم واخرى لازال الفقر والبؤس يمزقها وهي تطفو على بحار من الخيرات، إسألوا أي عاقل متعقل...وهو لماذا حياتنا في تراجع ونفطنا في إرتفاع؟ ستجدون أن الجواب لاتحتمله إجابة بل إن التبرير يعجز عنه التفسير، ليس في الهند وحدها من تكون الأبقار بمنزلة الآلهة فعندنا في الوطن من يحمل أفكار الحمار قد يصبح مسؤولاً يقامر بمستقبلنا ومصائرنا ويجعل حياتنا صوراً قاتمة.

بالمحصلة سيبقى قدري وعصابته يسرقون الأبقار سواء إرتفع سعر برميل النفط أو إنخفض وسيبقى الشعب مسكيناً متسولاً لن يتغير من واقعه شيء وهو ينتظر الحل ويدعو اللهم إجعل نفطنا ماءاً...اللهم آمين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير داود حنوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/19



كتابة تعليق لموضوع : قدري سَرق بَقرَنا.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net