صفحة الكاتب : منتظر العلي

من أدب فتوى الدفاع المقدسة   " سمات الشهادة "
منتظر العلي

 قرأت يومًا موضوعًا مهمّا، ويعدّ من أهم المواضيع التي قرأتها في حياتي، يقول الموضوع: إن للشهيد سمات إنسانية عالية، يمكن أن تكون علامة مميزة من علامات الاستشهاد.
 لم يؤثر بي الموضوع في حينه، وتصورت أني نسيته تمامًا، لماذا تذكرته الان وبهذه القوة، ربما تشعّب الامر عليّ، كيف سأنقله لكم دون أن أفقد معناه، نحن نفتخر بالشهادة، ليست مبالغة والله، لكنها الحقيقة، نحزن، نتألم لكننا لو خُيّرنا بين الموت والشهادة من المؤكد انا سنختار الشهادة لنا ولأولادنا في سبيل الله، هذه حقيقة، الأمر ربما يمر بأكثر من دهشة واكثر من وجع.
 أنا أحب أخي الشهيد مؤيد (رحمه الله) وفي كل عمري لم ابتعد عنه سوى أيام ذهابه للجبهة، كنت اتنفسه لكن لم اكن أتوقع يوما ان تكون لأخي مؤيد اسرار لا اعلم بها, لم اكن اعرف انه يمارس طقوس التميز كشهيد بسرّية عالية، انا اخوك يا مؤيد، أيعقل ان تخفي عني مثل هذه الأمور؟ 
المهم، هذا السبب الذي جعلني أتذكر ذلك الموضوع، فأسأل نفسي: كيف لم أقرأ تلك السمات الإنسانية العالية؟ كيف لم أدرك أن أخي شهيد الغد القريب, أعرف ان له أشياء مهمة في حياته صلابته, وثقافته, وقتاله المستميت, وشعبيته امام الناس ومحبة الناس له بالرضا والمعروف كان يشرح لي أحيانًا عن الجبهة يقول: كنا ننصب العزاء الحسيني على حيطان الصد، وفي مناطق المواجهة لنقول لهم: ان منعتنا الظروف ولم نقدر ان نذهب الى الحسين "عليه السلام" سيأتي الحسين الينا، نحمل رايته ونقاتل بعباسه ومقاتليه.
 هذه الأمور كان يحدثني عنها، انا لا اتكلم عن الجبهة والحروب وكيف انتصرنا بالحسين "عليه السلام"، هذه الأمور اعرفها وادركها جيدا أنا أتكلم عن سمات الشهادة التي لم ادركها فيه، وهو اخي، كان هذا الامر في البداية يؤلمني لكن عندما تأملت في الموضوع ادركت بهاء اخي وصفاء روحه ومعناه الحقيقي.
 عرفت ان الانسان منا حين ينصهر تماما في بوتقة انصار الحجة "عجل الله فرجه" ويحمل محبة الحسين هوية تسمو على كثير من الأمور الدنيوية، يريد تلك السمات ان لا يطلع عليها سوى الله، وبدأت أكتشف أن تلك السمات الإنسانية لحياة شهيد، لكني اكتشفتها فيه للأسف بعد رحيله.
 كان صديق المحرومين، احدهم كان طفلًا اصم يبكي ويتوسل به ان لا ترحل، وكأنه يعلم أن هذا اخر اللقاء، وناس فقراء كان يعيلهم بصمت الأولياء، صرت أتفرّس في وجوه كل أصدقائي لأرى من فيهم يحمل سمات شهيد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/23



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة   " سمات الشهادة "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net