صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

أوروبا والتيار اليميني المتطرف !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو واضحاً لكل المتابعين للمشهد السياسي الأوروبي ،أن هناك حراك متزايد من قبل اليمين المتطرف في عموم القارة العجوز ، بهدف العودة من الجديد للعب دور سياسي بمستقبل هذه القارة ،فاليمين المتطرف يملك قواعد شعبية "محصورة ومنبوذه "بعشرين دولة اوروبية ،وهنا عندما نتحدث عن نشأة هذا اليمين المتطرف ،فنقرأ بالتاريخ أنه مع مطلع تسعينات القرن الماضي ،بدأت هناك تغيرات كثيرة "طارئة " على أوروبا ، ليس أولها ولا اخرها انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية "لاوروبا "متمثلة في حلف وارسو وتأسيس الاتحاد الأوروبي ونتيجة لما سبق، فإن الدويلات التي ظهرت من انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت تعود لأصولها العرقية وهو ما ساهم في ظهور النزعة القومية عند الكثير من الأوروبيين وانضمام مثل هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي فيما بعد، في 2008، بدأت أزمة مالية عالمية اعتبرها البعض الأسوأ منذ الكساد الكبير 1929، أدت هذه الأزمة لانتشار البطالة والركود الاقتصادي، ومع زيادة الهجرة بدأ بعض الأوروبيين ينظرون للمهاجرين كمزاحمين لهم في وظائفهم وخاصة المسلمين وهنا ظهرت دعوات للتضييق على المهاجرين ودعوات عدائية ضدهم"وهنا بدأ خطاب اليمين المتطرف بالرواج واستطاع خلق بيئة وقاعدة شعبية داعمه له ".

فاليمين المتطرف باوروبا يحمل اجندة متطرفة،وهنا تتزايد المخاوف من أن تساهم هذه الاجندة بصناعة خطاب عنصري يفيض بمشاعر الكراهية والعداء ليس للمسلمين والإسلام فحسب بل لجميع الأجانب والمهاجرين واللاجئين، فالاجندة التي تحملها احزاب اليمين المتطرف في اوروبا في حال تنفيذها من المؤكد أنها ستعصف بأوروبا وتهدد وحدتها، فهذه الاجندة تهدد قيم التسامح الديني والتعايش السلمي وقبول الاختلاف والتعدد الثقافي، فهي تدعوا صراحة إلى إشعال صراع الحضارات، وهذا الموضوع وهذا الخطاب بحد ذاته يشكل خطراً على العالم كل العالم .

ولكن هنا بالتحديد ،يجب التنويه أن اليمين المتطرف وخطابه "المتطرف "،يلقى معارضه كبيره من قوى أوروبية وشعبية لها وزنها السياسي والشعبي والمجتمعي ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ،فقد عبر ذات مرة رئيس وزراء إسبانيا سابقاً ماريانو راخوي عن رفضه لتصاعد قوة الأحزاب اليمنية المتطرفة وقال ذات مرة "أن فوز اليمين المتطرف في انتخابات فرنسا وألمانيا سيؤدي إلى تدمير أوروبا" ،هذا الخطاب الرسمي الاسباني تلتقي معه انظمة اوروبية وقوى سياسية اوروبية عدة رافضة لهذا الخطاب "المتطرف "ولاجندته المتطرفة ،ومن تابع نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية في جولتها الأولى مؤخراً،والدعوات السياسية لعدم التصويت لاجندة اليمين المتطرف الفرنسي في الجولة الثانية ،سيلحظ أن هذا الخطاب المتطرف لا يلقى دعماً بنسب كبيرة لا سياسياً ولا مجتمعياً بأوروبا .

ختاماً ، يبدو واضحاً أن التيار اليميني المتطرف في أوروبا يسعى لتعظيم تمدده وقوته السياسية والمجتمعيه في أوروبا من خلال تعظيم الخطر من الإسلام ،ويرى في ذلك مصلحة كبرى من أجل توحيد الأوروبيين على قضية كبيرة ،تخدم استمرار وتمدد هذا التيار اليميني المتطرف في أوروبا ،ومع ذلك يبدو واضحاً ان هذا الخطاب للآن لايلقى نسبة دعم كبيرة ،والواضح اكثر في هذه المرحلة ،ان هذا الخطاب بات يلقى معارضة كبيرة من قوى مجتمعية وسياسية اوروبية ،تؤشر إلى انحدار في قوة هذا التيار اليميني المتطرف .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/14



كتابة تعليق لموضوع : أوروبا والتيار اليميني المتطرف !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net