صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

وكنت معهم ( القسم الثالث)
علي حسين الخباز

يقول الشيخ باسم: ثم انتقلنا الى مدرسة الأشاوس في المجمع السكني في البغدادي، ولم يكن الحال مختلفاً عن مدينة حديثة من حيث الحذر والخوف، وكان الناس قد ابتدأت تتجمع في المدرسة ومحيطها حتى صارت طوابير كبيرة، وبعد إتمام التوزيع تم زيارة أحد الجرحى في بيته وتمت المساعدة المادية، وكانت العودة مساء نفس اليوم حيث تناقلت الوكالات الاعلامية الرسمية وغيرها وصول الوفد ونقل المواد الى حديثة المحاصرة، فاتصل سماحة السيد العميدي وأبلغنا بموعد اللقاء مع سماحة المرجع، فكان اللقاء الذي ضم أعضاء الوفد الثمانية من السادة والمشايخ، وكذلك جناب السيد محمد حسين العميدي مسؤول المعتمدين في العراق، دخلنا الى الحجرة المتواضعة التي اعتدنا أن نراها بأثاثها المتواضع مذ سنين، حيث تلك (الكرويتات) البسيطة يعلوها الشرشف الرصاصي، وسماحة المرجع يجلس في إحدى الزوايا بجلسته البسيطة وهيبته التي تملأ المكان، وحين النظر اليه يقفز الى الذهن معنى من معاني القرآن: (ونورهم يسعى بين ايديهم).
 كان بجنبه سماحة الشيخ محمد حسن الانصاري، سبقنا سماحة السيد أبو حسن محمد رضا السيستاني، همس في أذن سماحة المرجع الذي وقف ليرحب بنا وهو واقف:ـ أهلاً وسهلاً، سلمنا واحداً تلو الآخر، وبعد أن أخذنا مكاننا قلنا: سيدنا لقد ذهبنا الى حديثة المحاصرة لإغاثة العوائل المتعففة والمحاصرة والنازحة جراء العمليات الارهابية من داعش، والحمد لله نجحنا بالوصول الى الناس هناك، وكان لهذه الزيارة اثر كبير في قلوب ونفوس الناس الذين ثمنوا هذه الزيارة التي جاءت في وقت يقولون: نسانا القريب والبعيد ولم نُذكر إلا من اخوة لنا في النجف الاشرف وهو مذهب امير المؤمنين (عليه السلام).
 صاح الشيخ عارف: إي والله والنعم من أولاد علي، فقال تحسين العبد الله: أليست هذه المتابعة وبهذه الدقة هي حرص على أداء المسؤولية، مسؤولية الضمير والانتماء.
قد بينت هذه الزيارة ان هذا المذهب الاثني عشري مذهب يحب السلام والوئام ونبذ العنف، ويؤمن بالإخوة في الوطن الواحد، ويقول الشيخ باسم النصراوي:ـ نقلنا كلامكم بأن سماحة السيد يصفكم بأنكم انفسنا وانا اخوة معكم في كل صغيرة وكبيرة، ونقلنا لسماحة السيد: إن أحد ائمة المساجد في حديثة قال: لقد قرأنا تاريخ المذاهب والاخوة الاسلامية وقرأنا عن المذهب الجعفري، ولكن كل ما قرأناه لا يصل الى ما رأيناه على أرض الواقع من تحملكم عناء السفر ووحشة الطريق وبعده وخطورته من اجل الوصول لنا.
 فرفع سماحة المرجع رأسه وقال: الحمد لله هذه الرسالة التي أردنا ان نوصلها من ان داعش لا يمثل أحدا لا من الشيعة ولا من السنة، بل لا يمثل الاسلام والحمد لله الرسالة وصلت عن طريق الفتوى أولاً، وعن طريقكم ثانيا، وانا معكم ما دمتم تنكرون افعال داعش، وانا ادعو لكم ولكل العراقيين الذين يعيشون بهذا البلد بالأمن والأمان والعيش الكريم وان هذه الأزمة تتغلبون عليها بتكاتفكم والتراحم فيما بينكم وقولوا لهم: ان شهداءكم شهداؤنا ولولاهم لسبيت النساء وان شاء الله يكونون من الصالحين والتابعين وشهداء من اصحاب الحسين (عليه السلام).
 كان هناك سؤال يدور في الاذهان، يقول الشيخ عارف: كنت أتمنى ان اعرف مصدر التمويل لأرد به ألسنة من سيسأل؟ قال حينها تحسين العبد الله: في رسالة الشيخ باسم لي أكد ان سماحة السيد السيستاني انه قد وضح للوفد مصدر التمويل دون ان يسأله احد لكنها قراءة أفكار، قال سماحة السيد (دام ظله الوارف): هذه الاموال التي نرسلها هي اموال شخصية، عن طريق هدايا الناس، ونحن لا نستعملها بقضايانا الشخصية، بل نرسلها معكم لحل قضايا الناس بها، ومنها هذه الزيارات التي تقومون بها فالفقراء والمعوزون من الناس أولى، وكانت حصة اهالي حديثة ما ذهبتم به، نجود بما عندنا في قضاء حوائج الناس، لا نكلم بذلك احدا ولا نطلب من الدولة ذلك فهل سمعتم ان احدا من ائمتكم (عليهم السلام) كلم الحكام في قضاء حوائج الناس، او صار واسطة بين الناس والحكام ونحن نسير على نهج ائمتنا (عليهم السلام) نفعل ما فعلوه.
 قال الشيخ عارف: هذا الرجل يمتلك حكمة الأئمة (عليهم السلام) ولكن السؤال الذي في بالي: وهل هذه الرحلة بكل ما تملك من عطاء هي كافية، وهذا ليس اتهاما بالتقصير، بل مدحا بما تحملته المرجعية منفردة بهذا الجود.
أجابه تحسين العبد: ومن قال لك انها كانت رحلة واحدة؟ قاطعه الشيخ عارف: اذن كررها الرجال.. عقب تحسين العبد: لم يكن لأحد ان يتوقع أن المرجعية المباركة قادرة على ان تمضي بهذا المشروع العملي من إغاثة المحاصرين والنازحين على اختلاف مذاهبهم واديانهم، ولكن على ارض الواقع ابتدأت ملامح هذا المشروع تتبين يوما بعد اخر، حتى اسقطت دعوى المتكاسلين من المسؤولين وغيرهم من عدم القدرة وعدم الإمكان من أداء الواجب على الأقل، بل صار بإمكان مؤسسات الدولة ووزاراتها والمؤسسات المدنية ان تصل الى تلك المناطق المحاصرة بيسر وسهولة اذا تحققت الرغبة والعزيمة بأداء الواجب.
يقول صديقي الشيخ باسم النصراوي: تنبه العدو الى تحركنا الإنساني واعتبره حربا على مشروعه؛ لكونه يريد تجويع الشعب واذلال الناس، عمل بكل قدرته واستطاعته وبكل ما اوتي من قوة ان ينتقم من الأطراف المساهمة بهذا العمل الخيري وتصفية كل من يتعاون معنا بهذا المشروع، كثف من هجماته على تلك المدن حيث تعرضت حديثة الى عدة هجمات استطاع أهلها من الذود والدفاع عنها، وتعرضت منطقة البغدادي الى عدة هجمات استطاع العدو من السيطرة على المجمع السكني في هذه الناحية والمجمع السكني يقع على مقربة من الباب الرئيسي لقاعدة عين الأسد، ويعني ذلك قطع الطريق بين القاعدة وحديثة التي يقع فيها سد حديثة، وهربت العوائل من بطش الارهابيين الذين عاثوا فسادا، وتصل بهم حقارتهم الى ان ينادوا في مكبرات الصوت ومن الجوامع كلمات التهديد والوعيد: (خلي السيستاني يفيدكم)..!
 التجأت العوائل الى داخل القاعدة وأقيم لهم مخيم للإيواء، واستطاعت مجموعة إرهابية من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية عددهم ثمانية عشر إرهابيا حتى وصلوا الى مقر الإقامة التي كنا فيها، ووصلوا الى مخزن العينة حيث كنا نخزن المواد الواردة من بغداد الى قاعدة الأسد، وقد استشهد (الرائد صلاح) الذي كان مسؤولا عن تلك المخازن وهو يذود عن الأمانة بكل ما يمتلك من همة وضمير، رحمه الله شهيدا ينعم في جنات الخلد، ونعتبره الأمين وقد استطاع رجال الجيش والحشد من قتل الارهابيين المتسللين جميعهم.
 (وقد سبقت هذه المحاولة محاولة كانت في بغداد حيث تسلل إرهابي يرتدي حزاما ناسفا ويحمل مسدسا كاتما للصوت الى حسينية شهداء العدل التي كنا نستعملها لخزن المواد قبل ايصالها الى المطار، وفيها مكتب لاجتماع أعضاء اللجنة استطاع هذا الإرهابي من قتل الحرس الأول والثاني بالمسدس، وجرح الثالث الذي أصابه وانفجر فأصيب اثنان من المصلين).
 فكان لابد من عملية عسكرية سريعة استطاعت بها القوات الأمنية من استعادة المجمع السكني، عادت الكثير من العوائل الى منازلها، لكن البنى التحتية تعرضت الى خراب لذا كانت نداءات الاستغاثة عالية منها ما جاء على لسان قائد شرطة البغدادي المقدم قاسم (اناشد المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وكل الشرفاء بإغاثة أهالي البغدادي الذين يموتون جوعاً وعطشاً كالإمام الحسين عليه السلام) ونداءات من قيادة الفرقة السابعة والحشد المتواجد هناك، فتمت الموافقة من قبل مكتب سماحة السيد السيستاني بنقل 125طنا من مواد الغذائية، وتم هذه المرة النقل بسلاسة حيث تكفلت العتبة الحسينية بقضية الموافقات الرسمية. ابتسم الشيخ وقال: يعني هؤلاء العلماء اشتركوا في مواجهات كبيرة مع الموت من اجل الناس.
وفي صبيحة يوم آخر، كان تواجدنا في ساحة عباس بن فرناس حتى تكاملنا ثم كان دخولنا الى القاعدة الجوية معا استوقفتنا السيطرة الأولى وبعد التعرف علينا واجراء النداء جاء الامر بالدخول الى ان وصلنا الى صالة الضيافة، كان باستقبالنا (العميد الطيار سمير الركابي) آمر القاعدة الجوية، ثم جاء محافظ صلاح الدين الذي تباحثنا معه في كيفية إغاثة النازحين هناك، وطلب منا زيارة تلك المخيمات و(اللواء الركن المرحوم فاضل برواري) الذي اتفقنا معه على ضرورة الوصول الى جبل سنجار وقد ابدى ارتياحه للعمل معنا وقال: اتشرف ان اخدمكم اذ احتجتم اليّ بهذا الموضوع ارجو ان تتصلوا بي وبالفعل عندما كانت رحلة كردستان تم الاتصال به، وقد ذلل (رحمه الله) كثيرا من الصعاب.
يكمل الشيخ باسم في مكالمته مع صديقه تحسين العبد الله: طارت الطائرة في تمام الساعة العاشرة صباحاً، كان بانتظارنا رتل من السيارات التابعة لقوات البراق للحشد الشعبي، اتجهنا الى مقر قيادة الفرقة السابعة وكان بانتظارنا (اللواء الركن ضياء الساعدي) قائد عمليات الجزيرة والبادية و(العميد الركن مجيد اللهيبي) قائد الفرقة السابعة اللذان رحبا بالوفد، وشرح (اللواء ضياء) عملية التسلل التي جرت وكيفية اختراق خط الصد وعملية التحرير وأشاد بدور المرجعية الابوي بإغاثة النازحين وشكر سرعة الاستجابة، ثم طلب الوفد ضرورة توفير مخزن خاص للجنة يكون تحت تصرفنا ويدار من قبلنا وتمت الموافقة بالحال، ثم تم تحميل السيارات العسكرية التابعة للفرقة السابعة بالمواد الغذائية، وانطلقنا الى حيث المخيم الذي هو داخل القاعدة العسكرية على مسافة غير بعيدة.
 كانت هناك سيارة (كوستر) وبجنبها مجموعة من العوائل وعند مرورنا نادت سيدة: (لا تتركوني انا علوية خذوني معكم) توقف الموكب وترجلنا كانت مجموعة من المرضى حيث رأيت نساء حوامل عددهن ثلاثة اخذهن الطلق والوجع وصبي يتلوى من شدة الألم وكان الزائدة الدودية انفجرت ببطنه، وآخر كان الجرب باديا على جلده على العموم كان العدد22 لم يسمح لهم بالسفر الى بغداد؛ لأنه لابد من استحصال الموافقات الرسمية للسفر كان في حينها الطريق البري لا يمكن سلكه؛ لأن المنطقة محاصرة من جميع الجهات فلابد من طائرة لمن يريد الخروج من هذه المناطق.
وكان في حينها لا يسمح للأهالي ان يتركوا مدنهم؛ لكي لا تستخدم تلك البيوت مأوى للإرهاب او يستغل الاعلام المغرض ذلك، ويدعي ان هناك تغييرا ديموغرافيا ولا يسمح الا بتحصيل الموافقات التي تمر بسلسلة طويلة من خلال عمليات الجزيرة والبادية وصولا الى المشتركة وبالعكس اذ تحتاج الى ايام واسابيع..!
على أي حال قررنا ان نأخذهم معنا قلنا للسائق: خذهم الى مدرج الطائرة ونحن نلتحق بكم بعد إتمام العمل، وصلنا الى المخيم الذي كان تحت حراسة مشددة وعلامات العوز والاحتياج بادية عليه، حيث تلك الخيم البيض التي تشبه بنسقها القبور ولا تكاد تقي ساكنيها من حر او برد لا كهرباء وشحة الماء وقليل من الفرش والاثاث والبطانيات، ويكاد يكون الطعام ممنوعا لندرته رغم ان القوات العسكرية تعطي من قوتها لضيوفهم بهذه المخيمات ويتقاسمون الرغيف وبطل الماء، وان اكثر الموجودين هم أطفال ونساء وقليل من الرجال.
 كان الصبية والأطفال يعلو وجوههم الخوف والجوع والحرمان، وقد تغيرت من حرارة شمس النهار وبرد الليل وقلة غسل الوجه لندرة الماء، وقد صبغت بلون التربة والغبرة التي كانت تجوب سماء الصحراء بين الحين والآخر، انظر الى تلك الاقدام الحافية التي عليها علامة مشتركة وهي الوساخة والقذارة التي حرام والله ان تمس اقدام أبنائنا، وكانت الايدي تقرحت من تقرحات وجرب، ركض الجميع صوب السيارات العسكرية المحملة بالمواد الغذائية وصارت الطوابير رجالا ونساء.
 اما الأطفال رغم كل ما مر بهم الا انهم كانوا يبحثون عن ضالتهم التي تفرحهم وهي ثوب جديد تلتقفه الايدي بلهفة وشغف، وكان كل واحد يعيش أيام العيد بوسط هذا المخيم.
قمنا بجولة على المخيمات نصبر الناس لتحمل هذه المعاناة، سيدة تبكي وتقول: هربنا بأعمارنا لا ملابس ولا فراش وكما ترى ابنائي، واحد عنده ثلاثة أطفال، والآخر ستة أطفال، وجمع لنا المقاتلون بطانيات وفرشا، ولي خمسة ابناء، ثلاثة استشهدوا واثنان (عمار مندب، وزيد مندب) قلبي عليهم، ولا اعلم اين هم الان حيث ذهبوا يقاتلون داعش.
 وسيدة مسنة أخرى تقول: نحن نعيش مأساة لا ترضي الله، مرضى وهجرونا، قصفوا بيوتنا، الله لا يوفقهم الف مرة ولم نفعل لهم شيئا، إلا لأننا شرفاء هجموا علينا في منطقة جبة فهربنا الى منطقة الحي السكني فهجموا علينا ثانية وشردونا، آوانا الجيش هنا فاحسن معاملتنا.
يقول الشيخ باسم النصراوي: اجتمعت حولنا نسوة بادرتهن بالكلام: (ان شاء الله بصبركم نتجاوز هذه المحنة وبدماء الشهداء يتحرر العراق، وان سماحة السيد المرجع يدعو لكل العراقيين صباحا ومساء).
قالت احداهن: (نحن نشكركم ونشكر جهودكم وندعو للحشد ولا نريد الا عودة الانبار كسابق عهدها، اتركونا نأكل التراب المهم ان نرجع نمشي بالأنبار رافعي رؤوسنا).
كان الفريق الطبي معنا ونحن نجوب المخيم تأتي امرأة باكية، بيدها طفل وهي تطلب ان نأخذها الى بغداد لعلاج ابنها الذي يبلغ من العمر سنة واحدة وهو يعاني تلف الدماغ، سألنا: من يذهب معه؟ قالت: انا، وأين تسكنين هناك؟ قالت: اوصلوني الى بغداد ولديّ اقاربي، سجلنا اسمها وتم اضافتها الى تلك الوجبة التي ارسلناها الى المدرج.
رجعنا الى مقر الفرقة السابعة الذين اكرموا ضيافتنا بوجبة الغداء رغم تأخر الوقت بعدها انتقلنا الى مقر آمرية القاعدة الجوية ولقاء (العميد المحمداوي) طلبنا منه ان نصحب هذه العوائل معنا الى بغداد لغرض العلاج رفض ببادئ الأمر؛ لأن ذلك يحتاج الى الموافقات الأمنية وبعد الالحاح قال: حتى لو اذنت لكم ستواجهون صعوبة في بغداد واحتمال ارجاعهم وارد وكبير، قلنا: تكرموا علينا باركابهم بالطائرة المعدة لنا ونحن نتكفل في بغداد.
 وصلنا الى بغداد بحدود الساعة الثامنة مساء طلبنا سيارة اسعاف للحالات الحرجة منها النساء الحوامل والطفل الذي كان يتلوى من بطنه، وباقي المسافرين اركبناهم بسيارة باص وحاولنا الخروج الى ان وصلنا الى البوابة الرئيسة منعنا من الخروج الا بعد اجراء التصاريح الأمنية الخاصة للنازحين، قمنا بمجموعة اتصالات باءت بالفشل حتى الساعة الثانية عشرة ليلا، عندها طلبنا ان نخرج معا وبرفقة الاستخبارات الى مقر الفرقة الرابعة لإجراء التدقيق الأمني.
وعند وصولنا الساعة الواحدة ليلا ركضت اطلب من الجنود (الشرطة) طعاما للأطفال والنساء الذين كانوا يرتعشون من الجوع، فهبوا مسرعين وجاءوا بكيك وفواكه وخبز، واتممنا الإجراءات عند الساعة الواحدة والنصف صباحا، اخرجناهم بسياراتنا؛ لأن حضر التجوال قد ابتدأ في بغداد، وتم ايصالهم كل الى المكان الذي يريد، وكانت السيطرات تبدي المساعدة عند معرفة الامر.
 في اليوم الثالث اتصل بي (مقداد العبيدي) وهو المرافق للطفل الذي ارسلناه لمستشفى اليرموك شكرنا وقال: ان اخي أجريت له عملية رفع الزائدة الدودية فور وصولنا، حيث انها كانت منفجرة في بطنه، وطلب ان نجد له مكانا؛ لأن المشفى طلب منه الخروج، وان عنده مراجعة بعد ستة أيام، استأجرنا له غرفة في فندق في الكاظمية المقدسة، واتصل بي مرة اخرى بعد ستة أيام، طلب ان نرتب له رجوعه الى حديثة، واخبرني كذلك ان امرأة في باب المشفى حامل تنزف، وهي من أهالي البغدادي، فهل بالإمكان مساعدتها.
أرسلت خالتي الحاجة ام وسام وزوجتي لمعاينة الحالة فاتصلت بي وقالت: ان البنت بحالة يرثى لها، ولا تملك أوراقا ثبوتية والطلق اخذها فأدخلت المشفى، وبقيا معها خمسة أيام، ولدت مولودا اسمته كامل، كانت البنت تبلغ من العمر 17 سنة ومريضة بمرض السكر، جاء بها زوجها وتركها ورجع الى حديثة لاستلام راتبه، فلم يسمح له بالعودة الى بغداد.
خرجت من المشفى وجاءت عندنا في البيت في مدينة الصدر الاورفلي وبقيت سبعة أيام بعيدة عن طفلها الذي بقي في الخدج في مشفى اليرموك، كنا نأخذها ترضع ابنها ونرجعها وفي اليوم الثاني عشر اخرج الطفل من المشفى لتبقى عندنا 22 يوما بعدها تم معرفة عنوان زوجها (اوس) وتم ترتيب دخوله الى بغداد فالتقيا عندنا في البيت وتم تأجير بيت متواضع لهم حتى رجعا بعد فترة الى حديثة، وهم اليوم يسكنون في الرمادي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/14



كتابة تعليق لموضوع : وكنت معهم ( القسم الثالث)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net