صفحة الكاتب : منتظر العلي

أبي لا يكذب
منتظر العلي

 كنت أنظر الى الأحداث، ولا اعرف معناها، أعرف أن أبي كان تاجر سلاح، وهذه التجارة عندنا في القرى والأرياف لا تعني جريمة، فالسلاح يشترونه للدفاع عن حقولهم ومالهم وحلالهم وأعراضهم.

 بعد دخول الدواعش للموصل، صعدت أسعار الأسلحة، لكن أبي احتفظ بها، ولم يبع ولا قطعة.. وفي أحد الأيام، طرق الباب الحاج فيصل، وهو من كبار ناسنا ومعه مجموعة من الرجال، رحب بهم أبي وقمنا لهم بواجب الضيافة، قال الحاج فيصل: نحن جئنا لنشتري منك ما تملكه من سلاح.. استغربت حين نكر أبي وقال كاذبا: حاج فيصل وعيونك بعتهن كلهن، وما عدت املك شيئا، والناس بعد الاحداث تركت بيع أسلحتها.
 حزنت كثيرا لأني اكتشف لأول مرة أن أبي يكذب..! أردت ان اسأله بعدما خرجوا: لِمَ كذبت يا أبي، لكني خجلت منه ودخلت غرفتي حزينا، بعد أيام رأيته يبيع الأسلحة للفلاحين، وأصحاب المزارع، التفت اليّ بعدها وقال: هل عرفت يا ابني لِمَ كذبت على الحاج فيصل..؟ لأن الحاج فيصل اتى بمجموعة من الدواعش، ولو لم يمنعهم الخوف من اعمامنا وعشيرتنا لاقتحموا الدار وأخذوا الأسلحة، هم يريدون أن يشتروا السلاح ليقتلوا بها ناسنا وأهلنا.
 ولذلك كذبت عليهم؛ لأنهم أوغاد..! هل تقبل يا بني أن أشاركهم في دم أعمامك وأخوالك وجيرانك وناسك من اهل القرية، قلت: لكنك بعتها يا أبي، أجابني: بعتها لناس يدافعون بها عن اعراضهم وعن دمهم، ولأن هؤلاء يا ولدي هم المجاهدون الحقيقيون لابد لنا ان نرحب بهم ونساعدهم لإخراج الدواعش عن ديرتنا ومن تعاون معهم أمثال الحاج صبيح وغيره.. لذلك يا ولدي لابد لنا ان نحترم أبناء الحشد؛ لأنهم تركوا الديار وجاءوا من أجل ان يقاتلوا دفاعا عنا وحماية لأعراضنا.
 حين عرفت ان أبي ما كان يكذب، لكنه كان يريد ان يزكينا من خبزة الحرام، ويرفع رأسنا عاليا، ويتحول هو من تاجر أسلحة الى ثائر يمول المجاهدين بالسلاح والأعتدة، ولهذا أحببت الحشد؛ لأنهم جاءوا كما قال أبي للدفاع عن أرضنا وعرضنا.. اللهم سلمهم يا رب من كل شر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/20



كتابة تعليق لموضوع : أبي لا يكذب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net