صفحة الكاتب : حاتم جوعيه

حاجتُنا إلى نقدٍ موضوعي في مجال أدب أطفال
حاتم جوعيه

اليوم أصبح كلُّ كاتب وكلُّ شاعر فاشل ( شويعر وَمُستكتب ) محليًّا لا يعرف قواعد اللغة العربية وصرفها ونحوها وكتابة الإملاء بشكل  صحيح  وسليم يكتبُ قصصا للأطفال.. وقد  تراكمت وتفاقمت  كتاباتُ  وإصدارات هؤلاء المرتزقين المتطفلين والدخيلين على عالم  الشعر والأدب والإبداع.. والأدب والإبداع بريىءٌ  منهم . وهذه الإصداراتُ أصبحت مربحة وتجارة مضمونة لها سوق واسع  ومزدهر محليًّا لأنّ  كتب وقصص أدب الأطفال تُباع  في  جميع المدارس  العربيَّة ، وخاصَّة الكتب  التي  دون  المستوى  المطلوب..وسياسة أجهزة التعليم عندنا في الداخل ومن يقف وراءها معنيَّة بالترويج ونشر مثل  هذه  البضاعة  والإصدارات  التافهة  التي  دون الحدِّ الأدنى للمستوى المطلوب.وأنا بدوري مُلمٌّ بأدب الأطفال وكتبتُ الكثير من الدراسات  والأبحاث الواسعة  والشاملة  لكتب وإصدارات قيّمة محليًّا  في  مجال أدب الأطفال ، ونشرتُ هذه الدراسات في الكثير من وسائل  الإعلام والمواقع : المحلية والعربيَّة  والعالميَّة.. وحققت هذه  المقالات والدراسات  شهرة وانتشارا واسعا عربيا وعالميا..لدرجة أن أحد الطلاب الجامعين  في إحدى الدول  العربية  ويتعلم  في  جامعة  مرموقة  ومشهورة  قد أخذ عدة  دراسات لي  منشورة  في  بعض المواقع  وقدمها  للجامعة  بحذافيرها مع بعض الإضافات البسيطة   ( أي  أكثر من 90  بالمئة  من  مواد  الوظيفة والأطروحة للجامعية هي لي ) وأعطوه على هذه الدراسات والأبحاث التي سرقها عني شهادة الماجستير ( m. a ) بامتياز وتفوق..ولم أشتكِ أنا عليه  لأن هذا الموضوع  سيطول جدا وخاصة  من دولة لدولة وسأحتاج  لمحام  دولي.. وأقصى حد عندما أثبت أن المواد والوظيفة التي قدمها ذلك الطالب للجامعة هي  لي  سوف  يلغون  له الشهادة  وأنا سأدفع الكثير من الأموال للمحامين وللمحاكم مقابل ذلك حتى أثبت الحقيقة.. وأريد أن أضيف : إنني لم أفكر مرة واحدة حتى الآن أن أستفيد ماديًّا  من  هذا المجال  لأنَّ الكتابة عندي قبل كلِّ  شيىء هي رسالة إنسانيَّة واجتماعيَّة وأخلاقيَّة ووطنيّة  بحدِّ ذاتِها سواء كانت مُوجَّهة للكبار أو للصغار. والجدير بالذكر أن معظم دور النشرالمحلية تتهافت على طباعة كتب وقصص للأطفال تكون غالبا  دون المستوى  والتي  لا تحمل  أية  رسالة : تثقيفيَّة  ووطنية  وقومية  وإنسانية  وفكرية وحتى ترفيهيَّة .. وأما قصص الأطفال التي على مستوى فنيٍّ عال  وراق جدا  وفيها  البعد الوطني  والإجتماعي  والإنساني  وأيضا الدواوين الشعرية والكتب الأدبية التي على مستوى عال وراق جدا فترفض طباعتها لأنها لا تباعُ وتُسوَّقُ في المدارس محليا – حسب سياسة المناهج التدريسية والمسؤولين عنها من فوق  - والسبب معروف للجميع  .  وأنا شخصيا لي تجربة  مع  إحدى دور النشر المحليَّة حيث وعدوا بطباعة كتاب لي ، وهو دراسات في أدب الأطفال المحلي ..وفي النهاية  رفضوا طباعته...والسبب معروف.. وإنه لأمر مؤسف  ومقرف في  نفس الوقت... وهذا هو الوضع المزري  والمُخزي الذي  وصلت إليه الحركة  الأدبية  والثقافية المحلية .. فالأديب والكاتب والشاعر الكبيرالوطني الملتزم والشريف محليًّا  يشعر انه مُهَمَّش ووحيد لا يوجد له أيُّ دعم مادي وحتى معنوي أيضا ومحاصر من جميع الجهات ...وحتى الإعلام المحلي على جميع  أشكاله وماركاتهِ عندنا في الداخل معظمه مذدنب  وعميل  ومأجور يُعتِّمُ على كلِّ أدب  وفكر وفنٍّ وأبداع محلي راق  وملتزم  يحمل رسالة إنسانية ووطنية هادفة  وسامية .. وأيضا بعض المنتديات والجمعيات  والأطر محليًّا التي تدَّعي خدمة الثقافة  الأدب والفن المحلي هي مأجورة ومذدنبة وعميلة وتقوم بنفس الدورالسَّلبي والخطير مباشرة  أو من  وراء وبشكل غير مباشر وهدفها  وسياستها  هو تدمير ووأد الفكر والأدب والثقافة والأدب المحلي الراقي والملتزم .. ولهذا يضطرالكاتب والشاعر المبدع أن يطبع كتبه وإبداعاته على حسابه الخاص ومن جيبه .. وهذه  الطامة والمأساة  يُعاني منها  معظمُ  الكتاب  والشعراء الكبارالمحليين والمُمَيَّزين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاتم جوعيه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/27



كتابة تعليق لموضوع : حاجتُنا إلى نقدٍ موضوعي في مجال أدب أطفال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net