صفحة الكاتب : ايمان صاحب

زفافٌ إلى الآخرة
ايمان صاحب

 وضَعت رأسها على الوسادة وراحت تفكر بمراسيمِ العرس، حدثت نفسها قائله: سأشتري لهُ الكثير من الأشياء ،لطلما أنتظرت هذه الفرحة من سنواتٍ عديدة، وأخيراً ولدي الوحيد وافق على الزواج بعد الحاحٍ شديد ،شكراً لك يارب على أستجابتِك دعوتي وتحقيقَ أمنيتي ،اقتربت السَّاعة من الواحدة ليلاً ومازالت ألأمُّ غارقة باأفكارِ ها هذه ،وماإنّ ألتفتت للسَّاعة قامت مُسرعه وأطفأت المصباح وهي تقول: عليه أنَّ أنام الآن لكي أصحو مبكرة، فغداً لديّ أعمالُ كثيره لابد من إنجازها ، وبينما هي كذلك .اهمها النُعاس ، فما كانَ مِن عينَّيها المثقلتينِ بالأماني ، ألا أنَّ تستسلمَ لنومٍ عميق ، لكنِّها أستيقظت منَّهُ مرتينِ مره على صوتِ الآذان لأداء الصّلاة والدعاء ،وأخرى على صوتِ المنبه في تمامِ السَّاعة السابعة ،حينها نهضت من فراشها بنشاطٍ ، متجهَ نحو المطبخ لتعدَ الفطور ،ثَّمَ توجهت لتباشر بعد ذلك بتنظيفِ المنزل ، رغمَ معاناتها من عدة أمراض بيد أنَّ الفرحة جعلتها تنسى مابها من ألمٍ ، ولمَّا حانَ وقت العصر ،كانَ كل شيء جاهزاً وبانتظار الضيوف ، وفي تمامِ السَّاعة الرابعة حضرَ الأقاربَ والأصدقاء فذهبَ الجميع إلى بيت العروس ، وهناك تمَ عقد قران منتظر وسط زغاريد أمهُ وتهاني الحضور له وبعد انتهاء الحفل، رجعت أم منتظر مع ولدها إلى البيت وكلها شوق ليومِ زفافه ، ألقت بجسدها المتعب على الكرسي لتستريح قليلاً نظرة الى قرة عينها تبسمت بوجههِ وهي تمازحهُ ، أسبوع واحد وتكون عروسك هنا معي بهذا البيت ، جهز نفسك يابطل للذهاب غداً إلى وحدتك العسكرية لكي تأخذ أجازة العرس ، أهٍ أه ياولدي ليتَ والدكَ كانَ موجود ليفرح معنا ، ليتهُ رآك وقد أصبحتَ رجلاً ، لكنَّ شاء القدر ، أنَّ يكون تحت التراب وأنا أتحمل كامل المسؤولية منذُ طفولتكَ وحتَّى الآن ، أراد منتظر أنّ يغيرَ الموضوع لكي يعيد ابتسامتها كما كانت ،قبلَ جبينها  ضمها إلى صدرهِ  وهو يقول: رحمك الله ياأبي حتّى أنا تمنيت هذا لكنَّ أنتِ موجودة وأنتِ الخير والبركة،  حبيبتي الغالية أرتاحي الآن فقد تعبتي اليوم كثيراً  وأنا سوفَ أنام لأنهُ كما تعلمين غداً  أمامي طريق طويل حتَّى أصل إلى وحدتي ،  تصبحين على خير ياأمي ....وأنت من أهل الخير ياولدي ،  ذهبَ كل  منهما إلى فراشه وشيء فشي  استولى عليهم النوم ،حتى  انقضت ساعات من الليل وكأنها ومضة لتسفرَ  عن صبحٍ ملبدّ بالغيوم ، حتى السماء هي الآخرى  تضامنت مع شعور أم منتظر بلونَّها الرمادي إذ لم تصفو ذاك اليوم ،  بعد ذهاب ولدها إلى جبهة القتال ،  مضت ساعات تلوها ساعات  وهي تنتظر إتصال  ولدها ليُطمئنها بوصولهِ مع أجازة العرس ، وفجأةً  رنَ الهاتف وإذا  بخبرٍ صادمٍ ، لقد أستُشهد منتظر بنفجارِ سيارةٍ مفخخة  كانت  متّجةٌ نحوهُ ورفاقه  الثلاثة ، ولمَّا  سمعت هذا الخبر سَقطَ الهاتف من يدها ،وراحت تجهشُ بالبكاءفي دهشة من أمرها  مماسمعتهُ ، التفتت هنا وهناك علها تجد شيء اوتسمع صوتاً يقول :غيرهذا لكنَّ دون جدوى  ، فقط صورة عقد القران التي كانت تملأ شاشة المبايل ....تأملتها طويلاً،  شعرت بأالم  الحطام  الذي وقعَ على قلبها ،قبلَ لحظات  ، أيعقل كل ما اشتريتهُ يكون للعزاء  أألبس  السود وبكفي مازالت الحناء ،رباه  لاأدري ماذا أقول: لعروسه  رحلَ ولن يعود أم انتظريه ماهي ألا أيام  ويأتي  ،   وبينَ ماهي غارقة ببحرِ التساؤلات  هذه ، طُرقَ البابَ  بشدة ، قامت لتفتحهُ وإذا بها تستقبلَ جنَّازة ولدها الوحيد لقد عادَ لها لكنَّهُ  شهيد ، ولما  اقبلت نحو جثمانهُ  المضرج بالدماء، أنحنت عليه لتضمهُ بين ذراعيها كما كانَ صغيرٌ ،وبعد ذرف الدموع والقبلات ، نهضت مِن على الأرضِ  تلملم بقايا قلبها المفجوع ، وهي تتفوه ببعض الكلمات المملؤة بالحزن ،حاولت انّّ تتحامل على نفسها أكثر من هذا ، وأنَّ تقتدي  بسيدتها رملة حال فقدها القاسم .ع.  وفي الأثناء  أخرجت شيء من تحت عباءتها  ورمت به على الجنَّازة ،  وهذا الشيء هو بدلة عرس منتظر مع باقة من الزهور،  ثم رفعت صوتها المخنوق بالعبرة   قائلة: ،مبارك لك ياولدي زَفَافك  إلى الآخرة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

ايمان صاحب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/06



كتابة تعليق لموضوع : زفافٌ إلى الآخرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : فاطمة العارضي
صفحة الكاتب :
  فاطمة العارضي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net